ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)
الحوار المتمدن-العدد: 2230 - 2008 / 3 / 24 - 04:45
المحور:
الادب والفن
في الشمال من بلادي
قرية هناك ..
تحلم بالربيع والطيور ,
والأزهار والشجر ,
وبالسهول والجبال والوديان
وبالمياه والشلال والمطر
وتحلم بالتين والزيتون
قرية تحتضن الأبناء
تعانق السماء
كالجبال , كالطيور , كالسحاب , كالمطر
شيرين ترضع طفلها هناك
وعمر يجلب الطعام للصغار
بعد يومه الطويل
( وكاكا) سلمان يحلم باللقاء
من حبيبة حسناء
في غابر الزمان والقرون
غيبها الضحاك في سجونه الظلماء
وفي المساء أم قادر العمياء
تشعل الفانوس والشموع
بالشجون , بالآهات , بالدموع
وبيتها الصغير
في قمة الجبل
تفتح النوافذ الصغار في الصباح
والباب للشمس والطيور
عسى يعود ابنها الوحيد
ليلثم الجراح باللقاء
ويبعث الضياء في البصر
الكل في العراق ينشد الربيع
الطيور والأشجار والأحجار
النمل والضفادع
الشيوخ والنساء والصغار
وذات يوم , ذات رعب , ذات هول ..
الضحاك يحلم بالجحيم
ويصحو من سباته العميق
الذعر والنيران من عيونه تفيق
صاح ياجنود ياقوّاد
أنّي حلمت أنّه هناك
في قرية أسمها حلبجة
سيولد صبي
يحمل في كفّيه
زهرة ومطرقه
يا أيّها الجنود
إذهبوا هناك
إقتلعوا الأشجار والأزهار
اقتلوا الطيور والنساء ,
والشيوخ والصغار
أبقروا البطون
إحرقوا المياه والأنهار
أطفئوا الشمس والنجوم في السماء
أهدموا البيوت والجبال
إجعلوا حلبجة مقبرة الجميع
أسرعوا
أسرعوا
هيا جميعا إرحلوا
قبل ان يولد الصبي
وهبّت الخيول والرجال
كالرياح كالأعصار
وأصبحت حلبجة محاطة
بالموت والأرهاب والدمار
لكنّها لم ترتعب
حلبجة لم تسقط الدموع
لم تنكسر أو تنحني
قاومت الخيول
والموت والأوغاد
الضحاك ماعاد يستطيع
أن يوقف الرّبيع
أو يقتل الرّضيع
فهو لا محال , لامحال قادم
نوروز والأزهار والرّبيع
فهو لا محال , لا محال قادم
آذار بالميلاد والأزهار والرّبيع
الدكتور ابراهيم الخزعلي
9/3/2007
[email protected]
#ابراهيم_الخزعلي (هاشتاغ)
Ibrahim_Al_khazaly#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟