عامر شاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 06:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بغض النظر عن رأيي وما أؤمن به وما اعتقد انه الأصح والأصلح للشعب العراقي في المرحلة الراهنة كمسار سياسي..كتبت هذا الموضوع..متناولا ذلك من الجانب الذي يبدو لي كفرد من هذا الشعب..إن النظرية السياسية الإسلامية أو بالأصح المذهب السياسي الإسلامي والديمقراطية الغربية هما مذهبان موجودان على الواقع شئنا ذلك أم أبينا..والمساحات المشتركة بينهما اقل بكثير من نقاط الاختلاف وهذا معروف لكل من له قدر بسيط من الثقافة السياسية.
إن الأخذ بتعاليم الدين الإسلامي كدستور سماوي ومحاسن الديمقراطية الغربية كمذهب وضعي هو خير سلوك للتعامل بواقعية مع مفردات العصر ومتطلبات المجتمع..ولكن المؤلم هو مانراه لدى بعض الساسة العراقيين من تأرجح بين المذهبين أو ارتداء كلا المذهبين في آن واحد وهذا يرفضه كل إنسان ذو فكر حر.إن هؤلاء بمجرد عبورهم حدود المنطقة الخضراء اظهروا إيمانهم وسعيهم لإرساء مبادئ الديمقراطية الغربية ارضاءا للقيادات الأمريكية حيث المصدر الفعلي لحصولهم على المناصب الحكومية ولكنهم ما يلبثو أن يرجعوا لمساجدهم وجامعاتهم ومقرات أحزابهم حتى بدأو بانتقاد الديمقراطية الغربية والتنظير للمذهب السياسي الإسلامي تلبية لرغبات الجماهير وحيث صناديق الانتخاب المصدر الشرعي لنيل تلك المناصب...وما بين القوة الغربية والشرعية الجماهيرية فقد هؤلاء السياسيون أنفسهم ومبادئهم قبل أن يفقدوا ثقة الشعب..وهذا يبدوا واضحا في الارتباك في مسارهم وانعكاسه على أدائهم في إدارة مؤسسات الدولة فالأداء الصحيح لكل فرد وعلى أي صعيد لا يمكن أن ينشأ بدون إيمان راسخ ..أنا في هذا المقال لا أمارس دور الحكم أو الرقيب وإنما أود الإشارة إلى إن الشعب العراقي أصبح مثقفا بما فيه الكفاية ولا يمكن أن تنطلي عليه تلك الممارسات المغلوطة وهذا الشعب يأمل أن يحظى بقادة سياسيون أهل للثقة التي منحها لهم والمسير به نحو شاطئ الأمان وتجاوز تلك المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق.
#عامر_شاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟