صالح جبار
الحوار المتمدن-العدد: 2230 - 2008 / 3 / 24 - 04:33
المحور:
الادب والفن
حينما لا أراك يجف بصري , ولا يبقى في صور ذاكرتي , غير لون عينيك ... بالأمس تلمست ثوبا من الحرير , قربته من أنفاسي .. شممت فيه رائحة عطرك ..!!!
فأينعت داخلي زهرة أشعلت مصابيح دمي .. ورأيتك تتدفقين داخلي , مثل شلال .. يأبى التوقف , فيزحف عطرك على جسدي , مثل جنون النمل , على حبات القمح .. ويأتي صوتك من دهليز روحي _
_ من يوقف هذا الاضطراب .. ؟؟
_ سيدتي .. أنه خلل في النظام الجيني ..
تفحصت جيناتنا الوراثية , أدهشني تطابق المواصفات فيهما .. حتى ظننت أني ولدت منك ..!! لأنك عندي رحم الحب ..!! كم كنت أفكر أن أطلب منك قبلة .. لكني أبعدت الفكرة من رأسي ..
فالقبلة ليست قدحا من الماء , لأطلبها .. أنها إرهاصات تتفاعل في كياني .. لتخرج على سطح فمي جمرة ...!!!
سيدتي ..
أوقفي نزيف الحب , فنحن عاشقان من حجر , ونظراتنا مواسم من الهجرة نحو الفيافي .. ترى لو أني قلت _
_ أحبك
حتما سأجد ألف رجل يلقمني حجر ا ...!!
صمتت كلماتي .. ولم أعد أبحر في قوافي الشعر .. لكني بقيت منكسرا , وعيني أبدا ترنوا الى سيدة المطر ..!!!
لا أدري هل نمضي بقية عمرنا
في الانتظار .. ؟؟ ونحمل همنا بصمت , جليل يفيض خشوعا .. ونحن نصنع عالما من الكلمات البراقة .. وهجها الكتمان ...
فلا نقدر على المصارحة , لأن ألأعين تفضحنا .. ترى من يحمل سر الصلبان ..؟؟!!
صرنا مثل كهنة العهد ألأول لا نطلب غير الشهادة ...أو ألموت حبا ..!!!
ما زلت أتلمس ثوب الحرير , وقد نضبت نظراتي .. فلم أجد غير اللمس , طريقا لمعرفة الأشياء .. لكنك وحدك من أعرفها بدون أن ألمسها .. لأنك تعيشين معي في حبة القلب ...!!!
لهذا أعطيت بصري لخيوط الشمس .. لأنها حين ترسل دفئها نحو الارض , تشعرني بوهجك المتمرد داخلي .. !!!
حتى لأظن أن حنانها ينبع منك ...!!!
_ من يوقف تداعي رجل من حجر ..؟؟؟!!!
لأني أدركت أذا بقيت صامتا .. ستقتلعني الريح , من مكاني ..وأصير رجلا تذروه الرياح .. ذرات غير متماسكة , يبحث في أشلائه المبعثرة عن سيدة .. تتحكم بالغيمة الماطرة ...
ما زلت أخبىء كلمة (سري) في طيات القلب .. ولا أقدر على البوح ..فالكلمات هنا هنا أسرار من اللاهوت .
فأوقد كل كلماتي المبهمة عند الغروب عسى ان تجتمع عند أعتاب غيمة ظلت دربها لتحمله نحو أفق النفاذ ..
نشرت في جريدةالديوانية العدد106
#صالح_جبار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟