حسين علي غالب
الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 04:09
المحور:
الادب والفن
انتهيت من ارتداء ثيابي السوداء الذي جلبها لي والدي و ها أنا أسمع صوته و هو يدعوني لكي أخرج معه..؟؟
تقدمت بخطوات سريعة باتجاهه و وصلت إليه و علامات الغضب مرسومة على وجهه و أنا لا أعرف السبب..!!
خرجنا من البيت و أول حافلة رأينها صعدنا فيها كنت أنا و أبي نلفت الانتباه فلقد كان والدي أيضا يرتدي ثياب سوداء اللون مثلي تماما ..!!
يوقف أبي الحافلة و أسير أنا خلفه خارجين منها .
التفت إلى أبي و قالت له : أبي إلى أين نحن ذاهبون..؟؟
فيرد أبي قائلا : إلى المقبرة يا بني .
أصبت بالذهول و الاستغراب فلقد كنت أتوقع بأننا سوف نذهب لمكان مسلي أو نذهب لمناسبة مهمة .
نصل إلى المقبرة و الحزن يعتصر قلبي فهذه هي المرة الأولى التي أتي بها إلى المقبرة .
يلتفت إلي أبي و يتمعن بوجهي و يقول لي : يا بني أريدك أن تأتي إلى المقبرة بشكل دائم .
فأرد على أبي قائلا : و لماذا يا أبي تطلب مني هذا الطلب..؟؟
فيرد أبي قائلا : يا بني أن الإنسان تغريه الحياة ولا أريدك أن تتعب في سعيك للحصول على متعها .
فأرد على أبي قائلا : و ماذا تريدني أن أفعل في حياتي يا أبي..؟؟
فيرد أبي قائلا : أريدك أن تكون قنوع و تسعى لفعل الخير فمهما فعلت و مهما كنت فأن نهايتك واحدة و حالك كحال هؤلاء الذين تحتضنهم التراب .
انتهى أبي من كلامه و لم أفهم منه الكثير لأنني كنت صغيرا بالعمر حينها و لكن مع مرور السنوات فهمت كل كلمة قصدها و أدركت بأن الحياة زائلة أم الخير و المحبة فهما من يبقيا .
حسين علي غالب
[email protected]
www.geocities.com/babanbasnaes
#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟