فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 04:09
المحور:
الادب والفن
الى ..فرج ياسين
الذي ينتظر الجعل كي ينهي ذهابه الى المنزل ..
مايزال بذات الروح الدؤوبة
مثل مغزل عتيق .. يبني لنا ملاذا على رمل شاطيء المدينة ..
كي يؤوينا وقد شتتتنا الموجه
العاشق الذي يتقن قزح الأمطار ..
اهدى ابن جبير في وصف مدينته
فطرة ابتكار المعنى
وحين كتب الرحالة سيرة المكان
.. ابصرها بعيون عاشق مثل
اسطورة الطير..
والحكايا السحرية لنساء يلبسن عصائب الحكمة
هذا الرجل هو عاشق المدينة القديمة بكل ظلالها ..
وشمس ظهيرتها
الصافنه ..
من القايم الى السحل ...ومن شيشين الى فضاء الرحمن
منشبك ووحيد عند الكب مع وشوشة الماء
على نبرة الحصى من دهور
منغرز في طينة الفيض مثل كلاّك اخطأ المرسى وهو يجترح خطواته
كمعجزة للبقاء ويمضي نحو الشاطيء
يتقن رفة فجر المدينة العتيقة على الافق وهو يترك غليونه
يحكي هم صدره العميق
يعرف لمسة الشمس الكسلى على الشفق الأسيان
وهي تتكرر منذ سنين لحظة الغروب
مأخوذ بصمته مثل حكيم .. ملتبس باساطير قصصه مثل رائي كتوم
..ومنخطف مثل درويش يمضي و لايؤوب
في رماد أقاويله ..منحنا بصيرة الأعماق
منحنا الأسطورة وهي تنبت وسط الفراغ والسكون والتأمل.. وهو منذ حوارآخر
احترف القص كي يوثق نزواتنا وجنوننا وحلمنا المستحيل ..
يوم لم يعد الشعر يتسع لكلمة
فكيف اذ وجد لنا وهي يمشي رفقة صفير الظهيرة ..
واكتشف بئر الأساطير ومرموزاتها وبناها ..
ويمشي .. يمشي ممسكا كسرة الخبز القديمة وسط دفتر
الحروف
انا لااعرف العاشق دون مدينته .. ولااعرف المدينة هذه ..
دون
عاشقها الذي درج على تأويل غيابنا كي تظل عشرتنا .. حميمة
وشفوقة
لقد اختصر العاشق لجيلنا عاطفة الغياب التي اخذها رجال
المدينة وقد غابو الى فسحة الرب
لقد كانوا رجالا طيبين يتقنون البكاء لفرط الحنو .. وفرط
الرجولة
وحين لم يعد اباؤنا في ذلك الحضور الواعي .. وهم في راحة
الملكوت
راح يتماهى في تلك الأرواح المرفرفة حنانا .. وشفاقة
ووعيا
ويعطينا .. ويعطينا .. يالطف الرب
وحين اريد ان اروي عن الشاعر الحداثي
وحين اريد ان اكتب عن القاص في سحرية
السرد
وحين اريد ان اكتب عنه في ثياب الباحث
المخلص
فأنني لااستطيع الاّ ان اراه مبتكرا لاسطورة البقاء .. اسطورة
التشبث بكل خفايانا وحقائق جيلنا .. ورموز محبتنا
انه بطبيعته الشخصية يخفي كل ذلك العمق .. والثراء
.. والذكريات
انا حين انظر الى عيني صديقي العاشق ..
ارى عيون المدينة
تروي تاريخا ..يجهله الكثيرون ..
انه تاريخ التأمل والحكمة والصبر..
والخلق و
والأنتظار
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟