أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - أمي...سنديانة الأمان...














المزيد.....

أمي...سنديانة الأمان...


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 11:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أمي...سنديانة الأمان...
إيمان أحمد ونوس
أول ترنيمة للروح والذاكرة...
وأول احتضان في رحم الوفاء...
أول لمسة دفء تدثر الجسد...
وأول الحروف... والأبجديات..(ماما)
أمي يا سنديانة تتغلغل جذورها عميقاً في كياني... لتهبني الحياة والحب والإيثار..
هي ذي الأم التي تختصر الحياة بكل أبعادها ابتسامة ولمسة تهديها للكون أزهاراً تتفتح فوق براعمها نضرةً، تغدو مستقبلاً ألقاً وأجيالاً تعدها زاداً للوطن.
الأمومة غريزة تحملها الأنثى في نسغ تكوينها وشماً أبدياً حتى لو لم تصبح أماً فعليةً .. فالأخت.. والابنة.. والزوجة هنَ أمهات لكل أفراد الأسرة، وأمهات للرجل بكل حالات صلته بهن.
والأمومة فعل تلقائي تعيشه المرأة بكل رضىً ومحبة وتفانٍ، وحتى بافتخار لا يجاريه افتخار آخر.
ألم تحرم ذاتها كل ما يمكن أن تعطيه لأولادها، وأحياناً كثيرة تغامر بحياتها إن كان فيها حياةً لهم... هل شعرنا كم تألمت حتى شُفينا من وجع أصابنا، ؟؟
هل شعر أحدنا كم عانت وقاست حتى أصبحنا كباراً نعتز بشخصيتنا بما تحمله من سمات وفضائل، وكم جافاها النوم حتى حصلنا على مواقعنا العلمية والوظيفية..؟؟؟
هل يتذكر بعضنا مدى اتساع الفرحة في عينيها وروحها لنجاحنا وتفوقنا.. ووصولنا شواطئ أحلامها... وأحلامنا....؟؟
تعيش الأم دائماً في الظل، لا تأبه لحقوقها، مكتفيةً بواجبات تقدمها من غير منَة. فمنذ اللحظات الأولى التي تحس فيها أنها ستغدو أماً تكرس كل جهدها للوافد الجديد، وللحلم الذي يعطيها معنىً لوجودها وأنوثتها، تزرع فيه بذور القيم والأخلاق، ترفد المجتمع والوطن بأفراد يعملون على بنائه ومنعته وعزته بعيداً عن الاستهتار والعشوائية والتفريط بكرامته. فهي صانعة الأجيال والمجتمعات الإنسانية التي ما كان لها أن تتطور لولا تفاني الأمومة وعطائها اللامتناهي والذي يعتبره الكثيرون غير منتج...!!؟؟
فعملها داخل البيت ومسؤوليات التربية لا تدخل في حسابات التنمية والاقتصاد الفعلي، حتى في البلدان المتطورة. إنه إنتاج غير مرئي ولا محسوس تظهر نتائجه على المدى البعيد في حياة البشرية جمعاء.
واليوم، تضاعفت مسؤوليات الأم بخروجها للعمل محاولة عدم البقاء على هامش الحياة، غير مكتفية بحدود رسالتها التقليدية والمقيدة بحدود البيت وشؤونه، إيماناً منها بأنها شريك حقيقي في صنع حياة ومستقبل أسرتها، وإدراكاً لفاعليتها وإمكانياتها اللامحدودة، التي تستطيع من خلالها القيام بمهام مزدوجة، بتنظيم الوقت والاستفادة منه بشكل أفضل، وأيضاً بتربيتها لأبنائها تربية تجعل منهم أناساً يشعرون بالمسؤولية تجاه أنفسهم ومستقبلهم أولاً، وتجاه الأسرة واحتياجاتها اليومية ثانياً.
إذ لم تعد تلك الأم التي تربي أبناءها تربية اتكالية تقليدية، بل أضحت هي والأبناء عوناً للأب الذي بات دخله منفرداً لا يكفي سد الرمق، فكيف بباقي متطلبات الأسرة والتعليم وما شابه..في زمن اقتصاد السوق والاستهلاك والمغريات التي لا تنتهي، والتي توقع الأبناء في شركها دونما شعور.
هي الأم التي تربي أبناءها على أن قيمة الإنسان لا تُقاس بما يمتلكه من مظاهر الترف والتقنيات الوافدة، وإنما من خلال وعي وثقافة وتقدير للذات، تؤهله لدخول معترك الحياة وهو متسلح بالقناعة والرضى عن تلبية الاحتياجات الأساسية دون النظر لما يملكه الآخرون. وأيضاً من خلال وضع أولويات لهذه الاحتياجات، مؤمنة أن الإنسان يتمنى أن يحوز كل ما يمكن أن يجعله مرفهاً وسعيداً،غير أن تبني الأبناء فكرة الأولويات تمكن الجميع من تلبية احتياجاتهم بما يتناسب مع إمكانيات الأسرة المادية.
إن مثل هذه الأم تهب أبناءها الفرح والثقة بالنفس وتعزز شعور الانتماء لديهم، إنها سنديانة الأمان... ومرفأ السلام نلوذ بشطآنه لحظات الأنواء والشدائد، ومهما أخذتنا الحياة وشؤونها ستبقى هي بحر الأيام والأحلام والآمال، وسيظل رضاها فرح أيامنا وسعادتنا.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المرأة في عيدها
- العنف الموجه للمرأة عبر الموروث القيمي والأخلاقي
- صعوبات التعلم عند الأطفال
- أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -
- أهلاً .... عيد الحب؟!
- ميشيل منيّر والصين يعيدان الاعتبار إلى لين بياو
- المرأة والشرف مترادفتان متلازمتان بين سندان القانون ومطرقة ا ...
- خالد المحاميد وناكرو الجميل يهود إسرائيل
- المؤتمر الأول لأسر لاعبي الأولمبياد الخاص بدمشق
- مفهوم العيب بين الأمس... واليوم
- صديقتي عفاف الأسعد تسألني... أين دماغي..؟؟
- كشف حساب للعام الجديد
- تركي عامر...وقصيدة لأبالسة السماء
- أساليب تعديل السلوكيات السلبية عند الأبناء
- الحوار المتمدن... واحة عدالة وفكر حر
- في اليوم العالمي للمعوق.. لأن الأمل هو الحياة
- لماذا يكون همّ البنات ... للممات..!!!؟؟؟
- ما بين الأمومة... والأنوثة
- الاكتئاب عند المرأة- محاضرة
- العانس... والحياة


المزيد.....




- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - أمي...سنديانة الأمان...