|
نجمة داود فى معبد ابيدوس
عبد المنعم عبد ىالعظيم
الحوار المتمدن-العدد: 2230 - 2008 / 3 / 24 - 03:55
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
أبيدوس عاصمة مصر الأولى فى عصر ما قبل الأسرات والأسر الأربع الأولى مركز عبادة الاله أوزوريس حارس الحياة الأبدية و بها أقدم المعابد المصرية التى تميزت بنقوشها البارزة ومنها المعبدين العظيمين معبد سيتى الأول ومعبد رمسيس الثانى الذين تتجلى فيهما عجائب النحت والألوان وقد أقام بها ملوك العصر الثنى او الطينى جباناتهم على الجبل الصخرى الممتد أمام الضفة الغربية الصخرية الجميلة وكانت هيبة هذه المدينة عظيمة دائما تقول الأسطورة أن رأس اله الأبدية أوزوريس المقطع الأوصال مدفون بها كان الحج الى أبيدوس جزءا هاما من الحياة الدينية فى مصر القديمة يحج اليه كل عام القدماء من الشمال والجنوب حيث كانت عبادته منتشرة في جميع أرجاء مصر. وقد اختارها الملوك الأوائل من الأسرات الفرعونية مقرا لمقابرهم وجاء ملوك الدولة الحديثة ومنهم الملك سيتي الأول الذي اقام المعبد الكبير وتبعه ابنه رمسيس الثاني الذي استكمل البناء وبني معبدا اخر إلي الشمال من معبد أبيه وأصبح المكان يعج بالزوار لمقر أوزيريس الأبدي وبرع فنانو الدولة الحديثة في إخراج أجمل فنون النقش الباقية في المعابد الفرعونية وكذلك الألوان الرائعة ولم يكتفوا بذلك بل تركوا للمؤرخين قائمة أبيدوس للملوك الذين حكموا مصر لتقول لنا كيف برع القدماء في المعرفة والتنظيم وتعاقبت السنين وغطت الرمال التاريخ وطوته وحمته لكن ذلك لم يدم طويلا. جاء المنقبون بمعاولهم يفتشون وينقبون حتي يعيدوا كتابة التاريخ وكان منهم وليام بتري الذي جاء الي منطقة (ام العقاب) القريبة من المعبد وبعده تتابعت الاكتشافات ومازالت البعثات تعمل في المنطقة بالقرب من المعبد. وأصبح للمعبد زواره ومحبوه ومنهم أم سيتي التي أقامت فترة من الزمن بالمنطقة كما زارها العديد من العلماء والزوار حيث يعتبر معبد أبيدوس قمة الفن والعمارة من عصر الرعامسة وبعد المعبد عن مدينة اثر في انخفاض عدد الزوار الذين يجب عليهم الالتزام بتوقيت معين للزيارة لا يزيد علي الساعة والنصف بإلاضافة الى عدم وجود فنادق بالمنطقة (يوجد فندق واحد غير معد للعمل بشكل جيد) ننتقل إلي الاوزيريون الذي يقع خلف المعبد مباشرة وهو مبني من أحجار الجرانيت الضخمة دليل علي أن هذا المكان له مكانة وقدسية خاصة عند القدماء وكانت الاحتفالات تقام به والحجاج يقصدونه للحج حيث ساد الاعتقاد بأنه مدفن أوزيريس لذلك حظي المكان بالتقدير والتبجيل من القائمين عليه والزوار. أثناء احتفالات القدماء في الأوزيريون قديما كانت الأضاحي والقرابين والفاكهة والزهور تقدم علي موائد القرابين، والمعبد يتاج الى عناية خاصة لمعالجة المياه الجوفية الراكدة التى تلتهم النقوش والجدران وتحول دون زيارة المكان. وفي هذه المياه في منتصف الأوزيريون ترعرعت أسماك القراميط لتكتمل المأساة قديما التهمت هذه الأسماك بعض أجزاء الاوزيريون كما تحكي الأسطورة وحديثا ترك رجال الآثار هذه الأسماك فوق مرقده ليبقي حبيس مدفنه ندخل المعبد مرة آخري وتحديدا الغرفة القريبة من قائمة الملوك لنشاهد علي الجدران نجمة داود علي أحد الأعمدة والجدران النجمة مرسومة بلون أحمر حديث يبدوا أنها نتيجة عبث من بعض الزائرين من اليهود. ظن الذى رسم نجمة داود على احد أعمدة المعبد انه يضع شعار إسرائيل المميز على حائط أقدم معابد مصر ليشير الى دعاويهم الزائفة ومفاهيمهم المزيفة وأوهامهم بأنهم بناة هذه المعابد التليدة رغم ان وجود اليهود زمنيا فى مصر بدا ايام الهكسوس وكانت مصر بالنسبة لهم بلدا مبهرا يعيشون فى ضوئه يقول اليهودى فرويد الذى يعدونة من اكبر علمائهم ان عقدة اليهود سبق مصر لهم فى الحضارة و يقول جارستانج ان العبريين الذين يسمون أنفسهم بأبناء إسرائيل لم يكن لهم رأى واثر بين القبائل التى فى طريق مصر ولم يذكر لهم اسم فى اثر من الآثار التاريخية قبل سنه 1220 قبل الميلاد وجاء فى الجزء الثانى من قاموس الكتاب المقدس انه قامت فى مصر فى عصور ماقبل التاريخ عدة ثقافات متنوعة من عام 5000 ق م تقريبا الى زمن قيام الاسرة الاولى ويقول د0 هول ان اليهودية استعارت من مصر كثيرا من الشعائر والمعبودات والوثائق العلمية وتؤكد شواهد التاريخ ان مصر اول من عرفت النجوم نجد فى معبد دندرة رسم لمسارات النجوم ومدارات الأفلاك وقبل بناء معبد دندرة بكثير نجد سقف هرم اوناس او ونيس سقف حجرة الدفن كله مزخرفا بالنجوم رمزا الى ان السماء تظله وانه يعيش فى عالم النجوم وقبل ملوك الأسرة الخامسة الذين كانت ديانتهم شمسية نجد سقف هرم الملك زوسر بسقارة من الأسرة الثالثة مزين بالنجوم الخماسية وسقف مقبرة سنفرو من الاسرة الرابعة مزين بالنجوم السداسية والنجمة السداسية نقلها اليهود فيما نقلوا عن مصر فاختاروا النجمة السداسية او نجمة داود شعاراً على علمهم فى28 أكتوبرعام 48 وإعلانه رسمياً في 11 نوفمبر مع شعار الشمعدان «مينوراه« في 12 نوفمبر 1948 ولم تأخذ الجامعة العربية في اعتبارها استخدامات النجمة السداسية وتشكيلاتها السداسية المتعددة في الزخارف والرسوم والنقوش في الجوامع والمساجد والقصور والبيوت التي أبدع المسلمون في ابتكارها وإدخالها في رسومات وتشكيلات هندسية معروفة باسم جامتريك وأرابسك (لتجنبهم التماثيل والأشخاص والحيوانات) وقامت بمنع استخدامها فى الدول العربية ومن الطريف وجودها في بعض قاعات مبنى الجامعة العربية في القاهرة نفسها وصارت نجمة داود السداسية رمزا معروفا و مرتبطا ومحتكراً لأبناء عمنا اليهود مثل الصليب لإخواننا المسيحيين والهلال والنجمة الخماسية للمسلمين والعرب ويقال إن مصر وسوريا طلبتا إلى الجامعة العربية في بداية الخمسينيات إلزام المغرب باستبدال النجمة السداسية على علمها بنجمة خماسية. رغم ان النجمة الإسلامية السداسية ليست متدخلة مثل نجمة داود وقد كان المسلمون يتفائلون بها وسميت بنجمة الحظ السعيد ويعتقد أنها استخدمت في بداية العصر العباسي وانتشرت في العصر المملوكي. بينما لا يوجد ذكر لنجمة داود في علم الآثار والتاريخ العبري والعهد القديم في الكتاب المقدس (التوراة) والكتب اليهودية المقدسة الأخرى ولا توجد اشارة عن استخدامها في زمن داود أو سليمان عليهما السلام (1010/935 ق.م)، ولكنها استخدمت على شواهد القبور الحجرية في جنوب إيطاليا والمعابد اليهودية كتعاويذ وتمائم ضد الحسد والمرض وكانو يعليقونها على أبواب منازلهم خلال القرن الثالث الميلادي لنفس السبب وهناك رأي آخر أنها وضعت بالقرب من تابوت العهد القديم ولفائف موسى عليه السلام منذ 500 عام ق.م. ورغم أن الديانة اليهودية بدأت بكليم الله موسى عليه السلام في القرن الثالث عشر ق.م في مصر الفرعونية فإنها لم تعرف في ذلك الوقت وقد عرفت النجمة السداسية بختم سليمان ومجن داود وتعني درعاً باللغتين العربية والعبرية ولغموض نشأتها وابتكارها واستخدامها وشكلها الهندسي السداسي الجميل نسبت إلى السحر ويبرر اليهود استخدامها كرمز لدولتهم أن داود عليه السلام شكلها بإدخال درعين على شكل مثلث متساوي الأضلاع ونقشها على سيفه وأن المثلث السفلي المتجه إلى أعلى (السماء) يرمز للخالق (الله/يهوه/الوهيم) والمثلث العلوي المتجه إلى الأسفل (الأرض) يرمز للحياة أو أطرافها تعني أسماء الله الحسنى في الديانة اليهودية الوهيم/أدوناي/ ائيل (ئيل)/ شاداي/ اليون/ يهوه (يهفا)/ياه أو أسماء الملائكة ويعتقد أنها وضعت على العلم أول مرة في مدينة براغ سنة 1354م للدلالة على اليهود ورواية أخرى في سنة 1648م عندما ساهم اليهود في الدفاع عن براغ وكانت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية أثناء تعرضها لغزو من السويد فطلب إمبراطور النمسا فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من المدافعين راية تحملها فقام أحد قساوسة اليسوعيين برسم حرف الدال من داود باللاتينية وتعديله كمثلث بصورة صحيحة وآخر مقلوب وادخل الحرفين ببعضهما على الراية وعرضها على الإمبراطور فوافق عليها وأعجبت الفكرة اليهود فاتخذوها رمزاً دينياً لهم وقد تكون الرواية صحيحة لأن النجمة معروفة قبل ذلك وطبعت النجمة على كتبهم ومطبوعاتهم في براغ وهولندا وإيطاليا في القرن الخامس عشر وانتشرت خلال القرن التاسع عشر. وبعد مساواة اليهود خلال الثورة الفرنسية اختار أغلبهم هويتهم وشعارهم بختم سليمان أو درع داود ليكون شعاراً لديانتهم وتراثهم وتم استخدامه خلال الاضطهاد الألماني لليهود قبل وخلال الحرب العالمية الثانية بإجبار اليهود الألمان على تعليق النجمة الصفراء واليهود الآخرين خارج ألمانيا النجمة الزرقاء ولكن بعض الطوائف اليهودية حرمتها لاستخدامها من قبل الحركة الصهيونية في جرائدها ومنشوراتها في سنة 1881م واستخدمتها بعض الدول الأخرى مثل نيجيريا على علمها خلال الاحتلال الإنجليزي والإمبراطور الأثيوبي هيلاسيلاسي والولايات المتحدة الأمريكية مع النجمة الخماسية والسباعية في بعض ولايتها ووضعتها في شعارها المطبوع على عملتها النقدية فئة دولار واحد بوضع ثلاث عشرة نجمة سداسية فوق رأس النسر ويقال إنها تعني مستعمراتها وليست لها علاقة بنجمة داود والرأي الآخر إنه امتنان للمساهم الكبير والمشهور البولندي الأصل حاييم سولومون لدعمه الثورة الأمريكية خلال حرب الاستقلال ضد إنجلترا لتبرعه بمبلغ يفوق ستمائة ألف دولار وعند موته كانت الحكومة الأمريكية مدينة له بأربعمائة ألف دولار وهذا مبلغ ضخم في ذلك الوقت. وقد استخدمها المتمرسون في السحر لأعمال معينة بعكس النجمة الخماسية (نجمة التاروت) المستخدمة للرؤية والاستفسار والكهانة ورغم أن داود عليه السلام لم يتعامل بالسحر وكان راعي غنم وانتصر على جالوت (قتل جليات بحجر) وعمل بالحدادة وصناعة الدروع وهبه الله النبوة والملك والقوة وقد تكون روحانية أو جسمانية أو علمية لتشكيل واستخدام الحديد (مذكور في القرآن الكريم وبعضها في الكتاب المقدس «التوراة» ). ويعتقد ايضا أن الهنود عرفوها واستخدموها مع شعاراتهم الأخرى قبل ظهور الديانة اليهودية. ولهذا نقول لمن رسم هذه النجمة فى أبيدوس طلع نقبك على شونة كما يقولون فالنجمة السداسية ابتكار مصرى قديم نقلة العالم منها ومنهم اليهود ورغم ذلك أناشد هيئة الآثار بإزالتها من معبد أبيدوس لاحتفاظ بالقيمة الجمالية لمعابدنا والحرص على عدم العبث بها
#عبد_المنعم_عبد_ىالعظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|