في الذكرى الخامسة

عبدالوهاب العسال

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نشرت جريدة التورنتوستار بتاريخ 12 من الشهر الجاري مقالاً بمناسية الذكرى الخامسة لغزو العراق من قبل الولايات المتحدة وحليفتها بريطانية كتبه جوزيف ستجلتز أستاذ الأقتصاد في جامعة كولومبيا والحائز على جائزة نوبل في الأقتصاد ذكر فيه تكاليف الحرب ومعاناة الجنود الأمريكان والشعب العراقي.
في البداية هاجم جوزيف أدارة بوش شأنه شأن أغلب الاميركيين الان وأتهمها بالكذب والخداع وتضليل العالم حول تكاليف الحرب المحتملة قبل اندلاعها وأخفاء تكالف استمرارها، سبق وأعلنت أدارة بوش بأن الحرب سوف تكلف 50 مليار دولار بينما تنفق هذا المبلغ كل ثلاثة أشهر، لقد بلغت تكاليف الحرب خلال الخمسة أعوام الماضية ثلاث تريليون دولار وخسر بقية العالم نفس المبلغ الذي خسرته امريكا.
حينما اصبح بوش رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية كان عجز الميزانية 5.7 تريليون دولار وأزداد العجز 800 بليون دولار قبل الحرب وبمقدار 2 تريليون بعدها، مع ذلك قامت أدارة بوش بتخفيض الضرائب على الأغنياء وتمويل الأنفاق على الحرب من الخارج، لذا تعتبر حرب العراق أول حرب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لم تطلب الحكومة من المواطنين التضحية من خلال زيادة الضرائب وبهذا تم تمريرجميع تكاليف الحرب للأجيال القادمة.
حاولت أدارة بوش أخفاء عدد جرحى الحرب عن الشعب الأمريكي ولكن منظمات المحاربين استطاعت معرفة العدد الكلي للمصابين بموجب قانون حرية المعلومات حيث بلغ العدد الكلي للجنود الجرحى 15 مرة اكثرمن الذين قتلوا أي 60000 جريح، وتم تشخيص 52000 من الجنود العائدين مصابين بمرض الأكتئاب ما بعد الأشتباك ( Posttraumatic Disorder stress )، فالمطلوب من الحكومة دفع تعويضات أعاقة الى 40% من 1.65 مليون جندي الذين تم نشرهم في العراق أي 660000 جندي، علما بأن تكاليف العناية الصحية والتعويضات يبلغان أكثر من 600مليار دولار بقيمته الحالية، فبقسمة بسيطة يعوض كل جندي مريض أو معاق 800000 – 900000 دولار.
أن هذه الحرب جيرت لصالح جيب بوش ونائبه على حساب الشعب الاميركي والشعب العراقي ودول المنطقة أيضاً، فمن شركات النفط التي ارتفعت قيمة اسهمها شركة نائب الرئيس دك تشيني هاليبرتون ( Halliburton )، وأعتمدت أدارة بوش على المتعاقدين الخاصيين (الشركات الأمنية) التي تتقاضى أجور خيالية، فمثلا حارس من شركة بلاكووتر يكلف أكثرمن 1000 دولار باليوم بالأضافة الى تكاليف التأمين والأعاقة، ويفضل المتعاقدون استيراد عمالة رخيصة من الفليبين والنيبال ودول أخرى ولا يفضلون تعيين العراقيين علاوة على أنهم فوق القانون العراقي وخارج القانون الاميركي .
كاتب التقرير لم يذكر تكاليف الحرب على العراق بالدولار، فبدلا عن ذلك ذكر بأن العراق تحمل التكاليف الأكثر من هذه الحرب ، فبسببها بلغت البطالة 25%، وأكثرمن نصف اطباء العراق قتلوا أو غادروا البلاد، ويؤكد تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي صدر في الأيام الماضية بأن قطاع الصحة من أكثر القطاعات التي تأثرت بشدة بسبب الحرب والأرهاب حيث يفتقر الى الكوادر المؤهلة والأدوية الأساسية، ويقدر المسؤلون العراقيون مقتل أكثر من2200 طبيب وممرض وغادر قرابة 20 ألف طبيب البلاد من 34 ألف طبيب مسجل.
تبين الدراسات الأحصائية حقائق مروعة و مثيرة للأشمئزاز عن معدلات القتلى من العراقيين، فعدد الذين قتلوا في الأشهر الأربعين الأولى من الحرب بين 450000 و600000، فلو تم تعويض كل من اح ضحية الحرب في العراق وضحية التناحر القائم حاليا 800000 دولار لبلغت قيمة التعويض 360 الى 480 مليار دولار، فلو أضفنا مبالغ تعويض الجرحى وتكاليف علاجهم وثمن البنايات والمركبات والطرق والجسور ومحطات توليد الكهرباء وتصفية وتعقيم المياه التي دمرت، فخسارة العراق لربما تزيد على عشرة تريليون دولار.
ولابد من لفت النظر الى تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر في 17 من هذا الشهر والذي كان واضحا بأن تطبيق القانون والنظام والأنتعاش الأقتصادي اصبح من الأمور البعيدة المنال بسبب فقدان الأمن، وذكر التقرير بأن أربعة عراقيين من بين كل عشرة يعيشون تحت خط الفقرووضع حقوق الأنسان ما زال كارثيا.
أن منظمة العفو الدولية أ صدرت تقريرها ناقصا فسبب الفقرليس فقط فقدان الأمن ولكن بسبب بذخ المسؤلين وسرقة المال العام، فوجود القاعدة معروف ومحصور بمحافظتين أو ثلاث، اما فقدان الأمن في المحافظات الجنوبية والوسطى سببه تطاحن المليشيات المرتبطة بالأحزاب الحاكمة وجيش المهدي وسببه أيضا عصابات الجريمة المنظمة التي ارتدى زعمائها الجبة والعمامة، فبدلا من تجريد المليشيات من سلاحها ترسل الحكومة الوفود للتهدئة والمصالحة والمغازلة بعض الاحيان، كما يساهم في زعزعة الأمن بعض منتسبي القوى الأمنية الذين يدينون بالولاء للميليشيات اكثر منها للوطن،وأن شماعة الارهاب لازال يعلق عليها كل عيوب المتناحرين والسرقات الحاصلة، فهل هناك ضوء في نهاية النفق؟ أم ليس هنالك نفق بالاصل ولازلنا نعيش سراب!!

#عبدالوهاب_العسال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات