|
وهما أو خيالا حاجتنا للحب بعيدا عنه
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:32
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
ليس الحب إلا مانتخيله ( بيف )
حين تعانق أشعة الشمس أمواج البحر يتسلل بريقا منتعشا على سطح البحر أشبة بالماس المنثور يتلألأ باضاءات باهرة الجمال تثير في نفس المتأمل ذلك السحر البهي لعظمة الخلق.. ونتخيل كم هي رقيقة هذه الشمس وهي تسكب قبلاتها وتحتضن بنعومة هذه الأمواج. لكن ما إن نقترب من المكان نكتشف ان هذا المنظر لا يمكن رؤيته إلا من مسافة ليست قريبة ونعرف أن هذا المنظر الجميل ما هو إلا لوحة لا يمكن أن نكون جزءا منه إنه أشبه بسراب الصحراء.. ونهمس ان للبحر سرابه ايضا!! احتياج للحب يقول نزار قباني: "ما الحب إلا صنع من تخيلنا". وهذه الكلمات لو فردناها على أرض الواقع لاكتشفنا كم تحمل من معنى عميق وحقيقي وصادق لكثير من الناس الذين يتوهمون الحب ويعتقدون انهم يعيشونه لكن الحقيقة ان احتياجهم للحب هو الذي اوهمهم انهم واقعون به. حكايا الشباب والشابات
كثيرة هي قصص الشباب المراهقين الذين وقعوا في حب "ابن – ابنة الجيران" لانهم الأقرب مكانيا بالنسبة لهم. فما إن تزحف المراهقة الى سنين حياتهم الطرية حتى يشعرون بحاجتهم للأخر ولأن كل ما حولهم يدعو للحب "قصص حب اصدقاءهم، الأغنيات، الأفلام" فيبحثون عن الآخر ليشعروا بالحب وفي الحقيقة ما هو إلا وهم الحب!ا الجامعة خيمة الحب! تكبر سنين المراهقة ورغم التعلق بالجيران إلا أن القلب والعقل قد يرى في الجامعة شيء آخر ويبدأ التحول يثيرهم فبعض الزملاء وقع بحب زميلة له.. فيبحثون ويقلدون وتأخذهم الاغنيات الى الخيال والحلم وتدغدغ عواطفهم معاني الحب واللقاء والكلمات الحلوة ويؤكدون ان ما يشعرون به حبا.. لكنه هل هو الحب فعلا!! تنتهي سنوات الجامعة.. قد يلتقي المحبان بحكاية الزواج ويكتشفا بعد الزواج انه لم يكن حبا.. وقد يفترق كل منهما في طريق بعد نهاية أيام الجامعة وتنتهي الحكاية الى هنا! أنواع الحب!! يكتشف الانسان بعد فترة من حياته ان للحب وجوه وألوان وعناوين وأنواع، ويعترف انه في مرحلة النضج والعمق يكتشف رغم علاقات الحب المتعددة انه أحب مرة واحدة وكل الحكايا ما هي إلا وهما!! وانه عاش كل انواع الحب الذي يبدأ بحث المراهقة، وحب لمجرد الحب، والحب من اجل انتصار الذات، والحب الحقيقي، وحب مرحلي، وحب المراهقة المتأخرة، وان كل هذه الانواع "عاشها او عاشتها" مع انسان مختلف، وان الحياة والأيام لم تترك اثرا لكل هذا الحب إلا للحب الحقيقي الذي يترك ذكريات وجراحات في الداخل! ويعلن صراحة ان كل الانواع كانت حبا خياليا ووهما! حكايات متطابقة حكاية أبو علي نختصرها لكثير من حكايات الرجال في عالمنا العربي، فقد عاش حكاية حب قبل ان يحتفل بعيد ميلاده الخامس عشر حيث عشق ابنة الجيران، وهذه الذكرى تجعله يبتسم بل يضحك احيانا، ليجد نفسه بعد الثامنة عشرة يحب ابنة الجيران في الحي الجديد ويتعلق بها رغم تهديد أهلها له وحين تتزوج من آخر يشعر بالعذاب والقهر . ولكن الحياه الجامعية تأخذة إلى حكاية جديدة وحب جديد لأنه يشعر بأنه لايستطيع إلا أن يحب . ولم تتوج قصته بالزواج فيعيش الحياة العملية ليقع في حب إحدى زميلاته حبا كما يقول مختلفا ونتيجة العادات والتقاليد تتزوج إبن عمها فيتزوج هو أيضا إحدى قريباته التي يشعر معها بحب العشرة والتآلف .. ولكن قلبه لايزال يذكر تلك الزميلة ويشعر بالألم لفقدانها.. ويكتشف أن حكايات حبه المتعددة كانت فعلا من صنع خيالة وأوهامه وليست حكايا حب حقيقية بل حاجته لأن يكون محباً ومحبوباً حكاية أم خميس تضحك أم خميس بخجل قائلة .. تربينا منذ طفولتنا على أن الحب عيب وحرام لذا كانت نظراتنا تتلصص على أي زائر لبيتنا أو أولاد الجيران . كنت أنا شخصياً أعيش قصة حب من خيالي وأتصور كيف نلتقي ونتحدث وحين أحسست أن إبن الجيران هو الآقرب الى خيالي شعرت أنني أحبه وكانت صدمتي حين عرفت انه يحب بنت الجيران الأخرى . وفي الجامعه أحببت زميلا لي تخيلته كل حياتي وآمالي .. لكن الظروف الإجتماعية حالت من زواجنا وعشت حزينة مكسورة الخاطر الى أن تزوجت . وكان زواجي تقليديا بدون قصة حب ورغم مرور السنين رزقني الله بأبناء ثلاثة إلا ان خيالي يهرب إلى قصة حب أراها في داخلي مختلفه . نتيجه:- قد يكون هروبنا الى الحب في الخيال هو هروب من واقع وكبت ورفض لكل المسميات الطبيعية في الحياة إضافة إلى الخوف من الآخرين ،ورغم كل شي يبقى الحب أسيراً في دواخلنا لا نحب أن نطلقه أبداً مهما امتد بنا العمر و مهما وصلنا من مراكز متقدمه علمياً وعملياً .
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخصام
-
أريده ذكرا !!!
-
الفنانه العراقيه تقف بشموخ
-
تدخين المرأه بين السرية والعيب !!!!!
-
حين يحتفل الرجل بعيد المرأة !!
-
المرأة في عيدها ضحكوا عليها وقالوا..!!
-
زواج خلف الجدران بين متعة المرأه ومصلحة الرجل !!!!!!
-
رجل بين النساء !!!!
-
إمرأه من نوع خاص
-
الطلاق صك نجاة !!!!!
-
الزواج الثاني تهمة للمرأة وهروب الرجل من نفسه !!!!!!
-
جسد تحت العباءة !!!!!!
-
أحلام زمن القلق
-
أخيراً بدأت أفهم !!
-
لماذا يكذب الرجال؟
-
إذا حكت شهرزاد
-
حزمه ندم !!!!!
-
إغتصاب أجنحة الأمل !!
-
العشق العجب !!!!!!!!
-
أمنيات العام الجديد وآه يا عراق
المزيد.....
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|