أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالكريم هداد - لتسواهن في عيدها المجهول














المزيد.....

لتسواهن في عيدها المجهول


عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)


الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة ليست بشراً ناقص الخلق، وهي ليست ديكوراً للتجميل، أو سلعة رخيصة القيمة، أو حاجة للمتعة، إنها حاضنة البشرية وأم الجميع. كما وإنها ليست ذكرى سنوية للتصفيق فقط، داخل قاعات المهرجانات المكيفة الهواء، وهي ليست بريق ألوان شعارات اللافتات الاحتفالية، التي يمر بها الجميع مسرعين، كل يوم.
ولن تكون حرية المرأة أو المطالبة بها ، أبداً، ضمن حدود قياسات موضة الملابس وتبرجاتها، أولمعان المكياج أو ألوان تفاهة أفلام الإستهلاك والمسلسلات التجارية.
إن المرأة التي أعنيها ، هي من تريد السعي نحو تحقيق كيان إنساني ذي عقل نير ومبدع، يتشكّل من خلال مشاركة حوارية خلاقة داخل تأثيرات ثقافية واجتماعية داخل الأسرة والمجتمع عموماً. وهي بكل تأكيد لا ترتضي الدفاع عن كل ما يقف في طريقها ويكبل حقها الإنساني.
وباتت المرأة العراقية اليوم ، الصورة المعبرة عن الألم العراقي، وهنا أقصد ، وجه المصيبة الشاخصة في تاريخ الأمة العراقية ، وخصوصاً ما أصاب مجتمعنا من ويلات عميقة وانكسارات كبيرة وضغط اجتماعي وأخلاقي وثقافي مشوه، له تركة ثقيلة من التخلف والاستبداد والعنف داخل المجتمع العراقي، حيث ساهم وبشكل فعال، في دفع المرأة العراقية نحو الإنكفاء والإنكماش على ذاتها، والإنقطاع عما توصلت اليه في العقود السابقة من تاريخ العراق الحديث، وباتت تستهوي ممارسة ثقافة الشعوذة والسحر، وبعيدة كثيراً عن طرق التحضر والتواصل الخلاق في البناء والتعليم وممارسة الحياة الإنسانية، التي تكفلها القوانين والأديان السماوية جميعاً.
لقد غدت المرأة العراقية اليوم، غير قادرة على أخذ زمام المبادرة، منذ أن فعل التشويه فعلته، الذي خلقته ممارسات ثقافة حزب البعث العفلقي، ومنها قوانين السلوك والممارسات الأمنية والعسكرتارية الحربية، التي أخذت بيد المجتمع العراقي بتعسف دموي، من المدرسة الابتدائية حتى ساحات الحروب اللاوطنية ، ليزيد الكيل بما سميّ حينها بــ" الحملة الإيمانية " التي شوهت حقيقة الدين الإسلامي، حيث باشر آنذاك، سدنة ومروجي "الحملة الايمانية" على التشريع لسلوكيات وأخلاقيات دينية، كانت حسب مقاسات " قائد الضرورة " وأفكاره الشوفينية المخربة للنسيج الإجتماعي العراقي، وحينها غدت الآيات القرآنية الطاهرة الطيبة الذكر لافتات للقهر والتعسف ورعب المرأة العراقية بحد سيوف وسكاكين " فدائي صدام" وتحت ذرائع اخلاقية، استطاعت أن تدفع بالمجتمع العراقي نحو ولادة سلوكيات وعلاقات اجتماعية أسرية جديدة، إنتعشت تحت ظل الحصار الجائر، فساهمت حينها في تقليص مساحة مكتسبات المرأة العراقية الاجتماعية منها والاقتصادية والثقافية.
واليوم باتت المرأة العراقية في أمل للحصول على قوانين مواطنة حقيقية ، تفسح لها المجال واسعاً في النهوض وتطوير الخصائص الثقافية الإنسانية والحضارية ، التي تجعلها قادرة على أخذ مكانتها من دون هذا العنف الذي يهددها حياتها كل يوم ، ومن دون وصاية ، تعمق فيها الإستلابات الدينية والسياسية والاقتصادية، والأستلاب أعني به " فقدان الإنسان لوجوده الجوهري" وهذا ما نراه في ظاهرة العنف اتجاه المرأة في البصرة وعموم العراق ، الذي يشابه ما كان يمارسه نظام البعث كما أسلفنا، والذي يوازيه ويشابه في الاتجاه، هو استغلال المرأة في العمليات الإنتحارية الأرهابية داخل العراق.



#عبدالكريم_هداد (هاشتاغ)       Abdulkarim_Hadad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع جريدة الصباح ، أجراه مازن لطيف علي
- لَسْتُ عابراً ..!!
- هايْ فَرْحَة..!*
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد في حوار خاص ومطول مع (صحيفة س ...
- مو شيعي أنَا ..!؟
- صدام حسين لم يَمُتْ ..!
- ومضات
- رّبَّةُ الغَابَات
- المغول وصدام حسين وحدهما دفعا الشعب العراقي لهجرة وطنه
- أبقيه طفلاً
- عيدينْ ..( نص لأغنية عراقية )؟
- حيث قرأ المتنبي قصيدتَهُ ..!!!؟
- ارمِ قلبي
- رحيم الغالبي ، شهادة مختصرة لتاريخ صعب
- أنا الهَوَى ، فَمَنْ يَكْتبُني ..؟!
- أنا الهَوَى ، فَمَنْ يَكْتبُني ..!؟
- رايِدْ وَطَنْ حَلْيانْ
- ترنيمة الى بيروت
- تِسْواهِنْ حَبيبَة ..!!!؟ - شعر شعبي عراقي
- هكذا تأتي ..!؟


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالكريم هداد - لتسواهن في عيدها المجهول