أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاد خوري - تحرُّر المرأة من العبودية الاجتماعية المزدوجة، للرجل وللرأسمالية















المزيد.....


تحرُّر المرأة من العبودية الاجتماعية المزدوجة، للرجل وللرأسمالية


فؤاد خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


*على حزبنا وعلى رفيقاتنا أن يضربن المثل في تحطيم العادات الرجعية البالية* لا يعقل أن تقبع المرأة في بيتها حتى تتحقق العجيبة من السماء، ولن نظلم أحدا إذا قلنا أن على الرجل أن يقوم بقسطه البيتي في سبيل ذلك *

• رغم خنق الاضطهاد والرجعية



باسم اللجنة المحلية لحزبنا في الناصرة أتقدم لكن بالتهاني القلبية بمناسبة عيد المرأة العالمي في هذه السنة، ان هذه الحفلة المتواضعة التي نعقدها احتفاء بكن ليست للتعبير عن تقديرنا لمن ولنشاطكن، سيما وانكن المتبرعات بنفقاتها؛ فتقديرنا لكن ولنشاطكن الاجتماعي والسياسي أعظم من أن تعبر عنه حفلة بسيطة كهذه. ويكفينا من هذه الحفلة ويكفيكن بعض الترويح عن النفس والتسلية - وكما يقولون- الانبساط.
أما تقديرنا لنشاطكم السياسي الاجتماعي فقد اوصلناه وسنوصله لجميع خلايا الحزب ومنظماته ليكون حافزا لكن على نشاط أوفر، وليكون باعثا للرفاق الآخرين على المنافسة الاشتراكية وتشديد النضال. اذ لا يمكن الا نذكر باكبر التقدير نشاطكن الثقافي والاجتماعي ونضالكن ضد رفع الاسعار وضد سياسة الاضطهاد القومي جنبا الى جنب شعبنا كله. وقد حققتن في هذه السنة توسيعا للنشاط واتصالا باوساط أوسع من النساء – رغم الجو الخانق الذي تفرضه سلطات الاضطهاد القومي والرجعية.
اننا نحييكن على تلك النشاطات ونتمنى لكن نجاحا أكبر في العمل من أجل وحدة وطنية للنساء الديموقراطيات، الامر الذي يحظى باهمية كبرى .
ان نضالكن في سبيل هذه الوحدة وفي سبيل القضايا اليومية الخاصة بكن والعام لكل الشعب، مرتبط ارتباطا لا يفصم بالنضال في سبيل السلام والدمقراطية، وبالتالي في سبيل الاشتراكية والشيوعية.
فسرن الى الامام، بهامات عالية، واثقات من أنفسكن، ومن الاهمية الكبرى لكل نشاط تقمن به في مجال اتحاد النساء الدمقراطيات.



• المرأة والعبودية المزدوجة
من رسالة التوعية التارخية تحرر المرأة من العبودية الاجتماعية المزدوجة، عبوديتها للرجل وعبوديتها للراسمالية. لقد وقع هذا الواجب على عاتق الشيوعيين والشيوعية، وستتحمله الحركة الشيوعية بكل تقدير وشعور بالمسئولية.
فقد ظهر حتى اليوم أنه من المستحيل تحسين حال النساء تحسينا جذريا في نطاق النظام الراسمالى. ونظرة عامة كافية لاثبات ذلك.
ففي فرنسا، البلد المتقدم صناعيا وعلميا، والذي سبق غيره في الثورات الاجتماعية، ما تزال المرأة تقاسي التمييز ضدها في حقوقها العامة. ومجموعة القوانين النابليونية منذ سنة 1804 هي التي ما زالت القاعدة، وهي التي تنص على صلاحيات هامة رئيسية للرجل دون المراة وفي مشروع القانون الجديد الذي قدمته الحكومة أبقت على التفاوت الكبير بين حقوق الرجل وحقوق المرأة.
وفي سويسرا، البلد الغربي المتقدم في الصناعة والتجارة والعلوم لم يعترف للنساء بحق الانتخاب الا في ثلاث ولايات، وليس من الصدفة ان هذه الولايات التي يتمتع الحزب الشيوعي فيها بقوة ملموسة.
أما اجور العاملات فلا تشذ أيضا عن القاعدة الراسمالية. فالتمييز قائم في فرنسا بين أجور الرجال والنساء. وفي ألمانيا الغربية تزيد أجور الرجال على أجور النساء بنسبة 37% - رغم أن القانون بنص على أجر مساو لعمل مماثل. وإذا عرفنا أن 38% من مجموع العاملين هم من النساء، هالنا مبلغ الأرباح والمليارات التي يسرقها الاحتكاريون بسبب التمييز ضد النساء. والصورة في بلادنا لا تختلف عن هذه الصور العامة، لا سيما في خالة النساء العربيات ، وخصوصا المشتغلات في حقل الزراعة.



• تحطيم العادات الرجعية
إن اهتمام الأحزاب الشيوعية بالحركة النسوية لا بد منه وان النضال في سبيل العطاء على معالم التمييز ضد المرأة لا نستغني عنه. لقد دك النظام الاشتراكي معالم هذا التمييز في الاقطار الاشتراكية، ولا سيما الاتحاد السوفياتي، وأصبحت السلطات والمؤسسات الاجتماعية كلها تنافح عن حقوق المرأة وتقوم على ضمان ممارستها كاملة سالمة.
ولكن اهتمام الحزب الشيوعي لا ينتهي حتى عند هذا الحد.
وقد تستغربن مثلا أنه في الزمن السوفياتي ما تزال بعض النساء محجبات، وانه ما تزال هناك بعض حالات من تزوج الفتيات جبريا ومن تعدد الزوجات.
ان قوة العادة قوة جبارة تستلزم التثقيف والدعاية والاهتمام المتواصل حقبات طويلة من الزمن لاستئصالها. ومن هذه الواجبات الكبيرة غيرنا نحن الشيوعيين سيما وأننا لا نقف في آخر القائمة من أصحاب هذه المشاكل!
على حزبنا وعلى رفيقاتنا أن يضربن المثل في تحطيم العادات الرجعية البالية التي تتألم منها المرأة والتي تعرقل اشتراكها في النشاط الاجتماعي التقدمي. وعلى رفاقنا أن يؤثروا على المجتمع الرأسمالي، لا أن يتأثروا به في هذا السبيل.
لا ننكر أن هناك صعوبات بيتية موضوعية تعرقل اشتراك النساء عامة والرفيقات خاصة في النشاط الاجتماعي والسياسي. ومثل هذه المصائب ما تزال قائمة حتى في الأقطار الاشتراكية. والطريق لإزالتها هي توفير الخدمات الاجتماعية العامة الكافية لتحرير المرأة من عبودية البيت المملـّـة. توفير رياض الاطفال والمدارس، توفير الدخل الكافي للعائلة، وغير ذلك.
ولكن، لا يعقل أن تقبع المرأة في بيتها حتى تتحقق العجيبة من السماء وتتوفر كل هذه الأمور. يجب أن نناضل نضالا قاسيا لتوفير هذه الخدمات العامة، وفي سبيل النضال على المرأة أن تخرج من البيت، وعلى هذا الاساس يجب أن يتدبر رفاقنا ورفيقانتا أمرهم. ولن نظلم أحدا إذا قلنا أن على الرجل أن يقوم بقسطه البيتي في سبيل ذلك!



• بين سويسرا ومراكش
أيتها الرفيقات. خلق الشيوعيون ليكونوا مناضلين، وكذلك الشيوعيات!
إن مشاركة المرأة للرجل ، ولا سيما الشيوعية، في مجالات النضال المختلفة تجعل من الممكن تحقيق المكاسب الكبيرة لها. ومن يشك في هذه الحقيقة فليسمع.
في سويسرا المتقدمة، في أعلى مراحل الرأسمالية، المرأة محرومة من حق الانتخاب! وفي مراكش الملكية، التي ما تزال تنفض عنها غبار الاستعمار الفرنسي، وتعاني في كثير من مقاطعاتها قروح الاقطاعية، في مراكش هذه، كسبت المرأة حقها في أن تنتخب وتنتخب، وفي ان تنتظم في النقابات والاحزاب السياسية. وكان الفصل في هذا المكسب، لاشتراك المرأة المراكشية، إلى جانب الرجل المراكشي، في معارك النضال للتحرر الوطني والاستقلال.
إننا ندعوكن الى تقوية الحزب الشيوعي بزيادة أعضائه ولتشديد تنظيمه ، فهذا الحزب هو ضمير الشعب النقي، هو القائد الذي لا ينازع لطبقتنا العاملة ولشعبنا المناضل .
وفي هذه الايام العصيبة التي تجتازها سوريا والعراق وسائر الاقطار العربية في معركتها ضد الاستعمار وخدّامه المباشرين وغير المباشرين، ضد المؤامرات والانقلابات الاستعمارية والرجعية، وفي سبيل الدمقراطية والتقدم والانفكاك التام من قيود الاستعمار السياسية والاقتصادية، في هذه الايام تبرز أكثر وأكثر أهمية وجود حزب شيوعي قوي يقود الجماهير في الامواج المتلاطمة إلى شاطئ السلامة.
وكما قال الشاعر:

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
إن المؤامرة الرجعية في العراق التي برمج أنها مرتبطة بالاستعمار، وإن الانقلاب الاخير في سوريا، البارحة، الذي حذا حذو الانقلاب العراقي، إن بحور الدم الزكي التي صبغت شوارع بغداد واقليم العراق، ان كل هذه المآسي التي تمر بها شعوبنا العربية، لن تنتهي إلا بانتصار الحركة الشيوعية في الاقطار العربية وبالتفاف الطبقة العاملة والشعب حولها. وما دام هنالك مأخذ في هذا المجال فستظل الشعوب معرضة لضربات الاستعمار والرجعية المختلفة. واذا كان هنالك أمل لشعب سوريا اليوم ولشعب العراق أمس في الخروج من النكسة الرجعية وفي مواصلة السير نحو التقدم والتحرر والاشتراكية فليس إلاّ على طريق الشيوعية هناك ، واننا لمتأكدون من أن ذلك سيجري وليس في الزمن البعيد.



• سرن مع أوساط شعبنا المناضلةإننا ندعوكن إلى تقوية حزبنا في هذه البلاد، فتقوية الحركة الشيوعية عالميا وعمليا هي الضمان لاستمرار التقدم نحو أهداف العمال والانسانية السامية.
اننا ندعوكم الى تقوية اتحاد النساء الديموقراطيات. بالتعاون الوثيق مع النساء الديمقراطيات المناضلات صديقات الحزب وغير الصديقات. إننا ندعوكم الى جعل هذه المنظمة منظمة جماهيرية حقّا، بعدد عضواتها ومؤازراتها وبتشديد نشاطها وتوسيعه إلى مختلف الحقول الاجتماعية والسياسية.
وفي هذه الأيام، التي تستعد نساء العالم الدمقراطيات فيها لعقد مؤتمر اتحاد النساء الدمقراطيات في موسكو في شهر حزيران من هذه السنة، لنزع السلاح ولتحقيق السلام. في هذه الايام ندعوكن الى النشاط الدعائي لهذا المؤتمر وإلى شرح أهدافه. ولا يغييبن عن بالكن مؤتمر النساء الدمقراطيات المنطقي الذي يعقد في الثاني والعشرين من هذا الشهر في الناصرة تمهيدا للمؤتمر القطري والمؤتمر العالمي.
ومع جميع أوساط شعبنا العربي المناضلة، سرن أمامًا مواصلات كفاحكن، جنبا إلى جنب الرجال، في سبيل المساواة القومية وإلغاء سياسة الاضطهاد القومي، في سبيل أخوة عربية يهودية حقيقية قائمة على وحدة مصالح الكادحين العرب واليهود.
وأخيرا فإننا ندعو كل أعضاء الحزب إلى مساعدة الرفيقات والنساء الدمقراطيات في سبيل خلق حركة فعلية وتقدمية، يهودية وعربية، في هذه البلاد، مساهمة منا في النضال العام من أجل السلام والدمقراطية والاستقلال الحقيقي.
وكل عام وأنتم بخير!

* نصّ التحية التي قدمها القائد الشيوعي الراحل فؤاد خوري (أبو جابر) باسم اللجنة المحلية في الناصرة لرفيقات الحزب وصديقاتهن لمناسبة يوم المرأة عام 1963




#فؤاد_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاد خوري - تحرُّر المرأة من العبودية الاجتماعية المزدوجة، للرجل وللرأسمالية