أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيى رباح - ثلاثية التهدئه والحصار والحوار














المزيد.....

ثلاثية التهدئه والحصار والحوار


يحيى رباح

الحوار المتمدن-العدد: 2230 - 2008 / 3 / 24 - 11:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


اعتقد أنه أصبح معروفاً للجميع، وخارج إمكانية الإنكار، أن الشقيقة مصر، وبدرجة عالية من الرضى والاهتمام الاميركي والأوروبي، تبذل جهداً مكثفاً وغير اعتيادي، لتحقيق رزمة كاملة من التفاهمات ذات الطبيعة الأمنية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين الفلسطينيين أنفسهم، وأن هذه الرزمة من التفاهمات ليست بعيدة مطلقاً عن الأجواء السائدة في المنطقة، سواءً على صعيد العلاقات العربية العربية، أو على صعيد التجاذبات الإقليمية فنحن نعلم أن قدرنا كفلسطينيين أن قضيتنا المعقدة ومنذ نشوئها قبل أكثر من قرن من الزمان، تدار في إطار نظرية "الأواني المستطرقة" حيث كل العناصر، وكل العوامل، وكل الأطراف تدخل على بعضها سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
- هذا الجهد المصري الملح:
يتمحور تحت عنوان ثلاثية التهدئة والحصار والحوار، مع العلم أن كل ضلع في هذا المثلث يعانى من صعوبات واستعصاءات وتشعب في مصادر القرار.
- لنأخذ مثلاً التهدئة:
فلكي تكون ذات قيمة، وقابلة للتحقيق فيتوجب أن تكون شاملة، أي في الضفة والقطاع، وأن لا يستثنى أي فصيل فلسطيني مهما كانت نظرة إسرائيل إليه، وأن تكون التهدئة متبادلة، أي يلتزم بها الجانب الإسرائيلي في نفس الوقت، وليس على طريقة إبدأوا أنتم أما نحن فسوف نرى.
- حتى هذه الصيغة للتهدئة:
تدخل فيها عناصر تشويش كثيرة، من بينها مثلاً هل التهدئة تشمل الممارسات الإسرائيلية الأخرى مثل موجات الاستيطان، وهدم البيوت في القدس، واستمرار الحفريات، وإذلال الناس على الحواجز ونقاط التفتيش أم أن كل ذلك متروك للمفاوضات في مرحلة لاحقة.
وكيف تنظر إسرائيل إلى بعض الفصائل والمجموعات العسكرية بما فيها بعض مجموعات شهداء الأقصى أو الجهاد الإسلامي أو غيرها، هل إسرائيل ستطبق على هؤلاء قانون الملاحقة المستمرة بدعوى أنهم مطلوبون لها أو بدعوى أنهم خنجر إيراني في الخاصرة الإسرائيلية كما تزعم.
ومن الذي سيحكم على المعايير التي تستخدمها إسرائيل في الحكم على هذا الشخص أو هذه المجموعة إن كانت على وشك تنفيذ هجوم انتحاري أم لا.
هذه بعض الأسئلة من قائمة طويلة، وهي تشير كلها إلى ضرورة دخول طرف ثالث، طرف قادر، طرف محايد، لتجليس هذه التهدئة على الأرض، وحمايتها من نقاط التشويش الخطيرة، فهل هذا الطرف موجود حقاً.
- أما على صعيد الحصار:
فإن القضية لا تقل تعقيداً، لأن حركة الأفراد وحركة البضائع على معابر رفح، وصوفا، وكارنى، وإيريز، وكرم أبوسالم، وهي معابر قطاع غزة، هي حركة مهددة باستمرار من قبل التفسير الإسرائيلي الذي يختلف من يوم لآخر، وأي مسألة صغيرة تؤدى إلى إغلاق هذه المعابر، وكان ذلك يحدث بشكل شديد القسوة حتى قبل أن تسيطر حماس على قطاع غزة، وكانت المشاهد اليومية على المعابر تثير السخط، وتضرب في الصميم علاقاتنا الداخلية الفلسطينية نفسها، وكانت تلك المعابر نموذجاً للفوضى، وهذه الفوضى كانت العنوان الأبرز لإغلاقها من قبل الإسرائيليين قبل وجود المراقبين الأوروبيين وبعدهم ويحتاج الأمر إلى طرف ثالث، إلى قوة مراقبة، إلى جهة قادرة على ان تسيطر على هذه الفوضى، وأن تحد من غموض المعايير التي تحكم بها إسرائيل على استمرار أو تعطيل هذه المعابر فهل يوجد في الأفق شيء من ذلك.
- أما الحوار الوطني:
فهو الحلقة المركزية سواء اتفقنا على التهدئة أم تأخرنا لبعض الوقت، وسواءً انكسر الحصار كلياً أو جزئياً أو بقينا نعاني من تداعياته، فإن الحوار الوطني هو الموضوع الملح والمركزي في حياتنا وبدونه فإن كل شيء آخر مرهون بالفشل
الحوار يعنى وحدة المشروع الوطني
الحوار يعنى وحدة الأرض الفلسطينية
الحوار يعنى حكومة وحدة وطنية
الحوار يعنى نظاماً سياسياً فلسطينياً بملامح معروفة.
واعتقد من خلال المتابعة اليومية أن الحوار الوطني هو الغائب الأكبر، وهو الضحية الكاملة، وأشعر مثل غيري بالصدمة من قوة هذه الشهوة المقيتة الملعونة لتغذية الانقسام والانفصال التي تجتاح أيامنا وليالينا وتستغرقنا في أدق التفاصيل، لدرجة أن كل موجات العنف الدموي الإسرائيلي ضدنا، وبهذا القدر من الوحشية والاستهتار، وكل هذه التهديدات والاحتمالات الخطرة، لم تستطع أن تعيد سجالنا الإعلامي والتعبوي إلى قاعدته الرئيسية وهي أن الاحتلال هو أول الشرور، وأول الأولويات، وأول الأخطار المحدقة بحياتنا الوطنية ولا أعرف ما الذي سيقوله الباحثون والدارسون حين يخضعون صحفنا الحزبية، ونشراتنا، ومواقعنا الالكترونية، وقنواتنا الفضائية للدراسة والبحث والتحليل بعد خمسين سنة ماذا سيقولون عنا وكيف أننا تركنا الاحتلال وراء ظهورنا، حتى حين يقتلنا الاحتلال بهذه القسوة والوحشية فإننا نستخدم قسوة القتل والموت في تأجيج خلافاتنا الداخلية إنه شيء مريع، وشديد السوداوية، ويطعن عدالة قضيتنا في الصميم.
- السؤال الآن:
إذا كنا نبحث عن فرصة لتهدئة شاملة ومتبادلة طرفها الرئيسي هو الاحتلال وإذا كنا نبحث عن فرصة لفكفكة الحصار وطرفها الرئيسي هو الاحتلال فهل يمكن أن نبحث بجدية وصدق وشرف عن فرصة حقيقية للحوار الوطني نكون فيها نحن كفلسطينيين طرفها الوحيد.



#يحيى_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نقول ماذا نفعل؟؟؟؟
- الجبهة الديمقراطية.. شجاعة الرؤية !!!
- ابتسامة على وجه حزين
- الهروب إلى الخلاف؟؟؟
- هنا القاهرة
- اول الوطن ام اول الكاؤثة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيى رباح - ثلاثية التهدئه والحصار والحوار