|
للوقاية من المثلية الجنسية
كريم عزمي
الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:24
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
في كتابه ( تربية الأولاد ) اقتبس جيمس دوبسون الصفحات التالية من كتاب جوزيف نيكولوسي الوقاية من الجنسية المثلية : دليل الوالدين وها نحن بدورنا ننقلها إلى العربية لتوعية الآبـاء والأمهات في بلادنا. يقول جوزيف نيكولوسي أن هناك عدد من المظاهر السابقة لظهور الجنسية المثلية في الأطفال وهي يمكن ملاحظتها والتعرف عليها مبكراً جدأً في حياة الطفل. معظم هذه المظاهر تقع تحت تصنيف ما يسمى بسلوكيات الجنس الآخر Cross gender behavior وهي علامات لوجود اضطراب في الهوية الجنسية للطفل. هذه العلامات هي:
1. الإعلان المتكرر من جانب الطفل/الطفلة عن الرغبة في الانتماء للجنس الآخر. 2. تفضيل الأولاد لارتداء ملابس البنات وتفضيل البنات ارتداء ملابس الأولاد. 3. التفضيل المستمر والقوي لأدوار الجنس الآخر فيما يتعلق باللعب التمثيلي. أي أن يلعب الأولاد أدوار نسائية والبنات أدوار رجولية في التمثيليات التي يقومون بلعبها (لعبة "البيت" مثلاً). 4. الرغبة الشديدة في لعب الألعاب المفضلة لدى الجنس الآخر. كأن يلعب الأولاد بالعرائس مثلاً والبنات بالمسدسات والسيارات. 5. التفضيل الشديد للعب مع أقران من الجنس الآخر بدلاً من نفس الجنس.
تبدأ سلوكيات ارتداء ملابس الجنس الآخرCross Dressing في السنوات السـابقة للمدرسة وبالتحديد في السن بين الثانـية والرابعة. لا ينبغي أن نقلق عندما يحدث ارتداء لملابس الجنس الآخر مرات قليلة متفرقة، لكن عندما يتكرر بصورة مستمرة وتبدأ ظهور بعض العادات المقلقة مثل استخدام الولد لمساحيق التجميل الخاصة بأمه وعندما يبدأ في تجنب أولاد الجيران ويفضل أن يكون مع أخته أو مع صديقاته من البنات ويبدأ في الولع بالعرائس وملابسها وبيوتها. بعد ذلك ربما يبدأ الولد في أن يستخدم صوتاً رفيعاً في الكلام وتبدأ حركات جسده ومشيته تكون مشابهة للبنات ويبدأ في الاهتمام بإطالة الشعر ويولع بالإيشاربات والحلقان وغيرها.
في الواقع، والكلام ما زال لجوزيف نيكولـوسي، أن هناك علاقة كبيرة بين السلوك الأنثوي في فترة طفولة الأولاد وظهور الجنسية المثلية فيهم عند البلوغ. حيث يشعر الأولاد في سن مبكرة بنوع من عدم الراحـة مع أقرانهم من الأولاد وبإحسـاس دفين بأنهم مختلفون أو ربما أقل من أقرانهم من نفس الجنس. لكن الآبـاء والأمهات غالباً ما لا يدركون هذه العلامات ويتنظرون إلى بعد فوات الأوان ليسعوا في طلب المساعدة لأولادهم وبناتهم. أحد أهم أسباب ذلك هو أن أحداً لم يقل لهؤلاء الوالدين الحقيقة بشأن حالات التشويش في الهوية الجنسية التي ربما تصيب بعض الأطفال وماذا على الأهل أن يفعلوا في مثل هذه الحالات.
ماما: "هل أنا جِاي"؟ يكمل نيكولوسي موجهاً حديثه للآباء والأمهات: ربما تشعر/تشعرين بالقلق إزاء إبنك أو بنتك والتطور الجنسي الخاص بهما. ربما يأتي إليك أحد أبنائك قائلاً: "ماما، هل أنا جاي"؟ أو "بابا، أنا غالباً ثنائي الجنسية". ربما تجد صور إباحية مثلية في دولاب ابنك أو بنتك أو تكتشف أنهم دخلوا مواقع مثلية على الإنترنت. ربما تجد/تجدين مذكرات أو خواطر كتبوا فيها مشاعرهم العاطفية تجاه نفس الجنس. أهم ما أريد أن أقوله لمثل هؤلاء الآباء والأمهات أنه لا يوجد شيء اسمه "طفل مثلي" أو "مراهق مثلي" لكن إذا تُرِكَت مثل هذه الحالات بدون علاج فإن حوالي 75% منها سوف تتحول إلى الجنسية المثلية أو الجنسية المزدوجة.
من المهم هنا أن أقول، والكلام مازال لجوزيف نيكولوسي أهم المعالجين للجنسية المثلية في العالم، أن أغلب عملائي من المثليين لم تظهر عليهم علامات أنثوية واضحة أثناء طفولتهم، لكن أغلبهم كانت تظهر عليه علامات "غياب الذكورة" ــ أي أنهم كانوا منفصلين عن أقارنهم من الأولاد ويشعرون بألم الرفض منهم. وكان هذا الانفصال عن الأولاد يظهر في صور متعددة مثل عدم الاهتمام بالرياضة أو السلبية والتراجع وعدم الإقدام وعدم الرغبة في لعب الألعاب التي بها عنف أو التحام مع غيرهم من الأولاد. بعض منهم كانت لديه صفات شخصية كانت غالباً تعتبر محببة مثل: الذكاء، الحساسية، الميول الفنية، العقل المبكر (وهي سمة أنثوية في الشخصية فالبنات ينضجن نفسياً قبل الأولاد) في مجال العلاقات والكلام وغيرها. هذه الصفات كانت تساهم أيضاً في ابتعادهم عن أقرانهم من نفس الجنس وبالتالي إلى تشويه أو تأخر في نمو الهوية الذكرية لديهم.
لأن مثل هؤلاء الأولاد لم تظهر عليهم علامات أنثوية مثل ارتداء ملابس النساء أو المشية أو الحديث بطريقة فيها تشبه بالنساء، لم يدرك آباءهم أو أمهاتهم أن هناك مشكلة، وبالتالي لم يبذلوا أي مجهود في العلاج.
لكن لا يجب أن نخلط الأمور، والكلام ما زال لنيكولوسي، فمن الممكن أن يكون الولد حساس وطيب واجتماعي أو فنان ورقيق ويظل أيضاً غيرياً. فليس هناك أي مبرر لمنع الأولاد من أن يكونوا هكذا خوفاً من المثلية. الأمر في رأيي (وفي رأيي عدد متزاد من الباحثين) أن الأب يلعب دوراً رئيسياً في تنمية صفات الذكورة لدى ابنه. والأب أهم من الأم في هذا الأمر فالأمهات تصنعن أولاداً أم الآباء فيصنعون رجالاً.
في سن مبكر جداً (من سنة ونصف إلى ثلاث سنوات) يقرر الولد داخلياً أن يكون كياناً منفصلاً ويختار إن كان يريد أن يكون مثل أمه أو مثل أبيه. وكما تدفع الولد الجينات والهورمونات لأن يكون ذكراً "جسدياً" تدفعه علاقة التوحد بالأب لأن يكون ذكراً "نفسياً". وعندما يتعلق الأمر بالميل الجنسي (سواء لنفس الجنس أو للجنس الآخر تلعب العوامل النفسية الدور الأكبر).
لذلك فإن دور الأب هو أن يؤكد على ذكورة ابنه ويساعده أن يقبلها من خلال قبوله للذكورة في أبيه والعلاقة الجيدة معه. يحدث هذا من خلال أن يلعب الأب مع ابنه ألعاب ذكورية عنيفة مختلفة عما يلعبه النساء، أو أن يأخذه معه ليستحما معاً. في ذلك الوقت يدرك الطفل الصغير أن جسده شبيه بجسد أبيه وأن عليه أن يختار "نفسياً" أن يكون مثل أبيه.
كثير من الآباء المحبين لأولادهم فشلوا دون أن يقصدوا في عمل هذه العلاقة أو ذلك الارتباط مع أولادهم ربما بسبب الاختلاف في الشخصيات، أو ربما لانشغال الآباء بالعمل، أو ربما لضعف الذكورة لدى الأبناء مما جعل تنمية الذكورة فيهم يحتاج لوقت طويل ومجهود شاق لم يستطع الآباء بذله.
الأم تلعب أيضاً دوراً مهماً ودورها يتلخص في أن تتراجع قليلاً وتسمح للولد بأن "يذهب" مع أبيه إلى عالم الرجال. ربما تكون الأم في مرات كثيرة مسيطرة أو راغبة في تملك الولد وجعله "ابنها الصغير المدلل" Mom’s little boy وعندما يجتمع هذا مع سلبية أو انشغال الأب أو عدم التوافق في الشخصية بين الأب والأم يفشل الولد في صُنع هذه الرابطة مع أبيه وبالتالي يفشل في تأكيد ذكورته. أيضاً تميل بعض الأمهات إلى تأديب أبنائهن أكثر من اللازم بحيث تجعل من كل شيء ممنوعاً. لا ترفع صوتك! لا تلعب لعباً عنيفاً! لا تعترض! كن مطيعاً! فالذكورة متعلقة بالشجاعة والإقدام التي ربما يقتلها هذا التأديب المفرط.
في بعض الأحيان تستخدم الأمهات أبنائهن من الذكور للحصول على الحب والاهتمام الذي لا يحصلن عليه من أزواجهن. أو على الأقل يفشلن في مساعدة أبنائهن على الاستقلال النفسي، بل يستسلمن لعلاقات اعتمادية مع أبنائهن. أحياناً أيضاً تمنع الأمهات أولادهن من الاختلاط بآبائهم (خاصة إذا كانت علاقة الأم سيئة بالأب). ربما يحدث هذا في صورة "لا تشغل بابا" "بابا مُتعب!" "إذا أردت شيئاً أطلبه مني أنا" وبطبيعة الحال بالنسبة لكل الأطفال، الأم أسهل، فالأم هي نبع الحنان وأصل القبول غير المشروط بالنسبة للأبناء والبنات.
مرة أخرى أقول، والكلام لنيكولوسي، أن كثير من الأولاد يحدث هذا معهم ولكنهم لا يتأثرون بل ويصبحون غيريين، لكن بالنسبة للأولاد ضعاف الذكورة المُعَرَّضين (وراثياً) للمثلية، فإنهم يتأثرون أكثر من غيرهم من اضطراب العلاقة بالأب
*******
و اخيراً أحب أن اعرض لكم وجهة نظر فرويد في المثلية الجنسية :
يعتبر فرويد أن الجنسية المثلية هي مرحلة من مراحل التطور الجنسي للإنسان، يعبرها البعض إلى الجنسية الغيرية بينما يتوقف البعض الآخر عندها ويصبحون مثليين. لكن فرويد لم يكن يعتبر الجنسية المثلية مشكلة كبيرة أو مرض ينبغي علاجه. وفي خطاب وجهه فرويد سنة 1935 لأم أمريكية لشاب مثلي، كتب فرويد التالي:
"بالطبع المثلية ليست ميزة، ولكنها أمر لا ينبغي الخجل منه، ولا هو رذيلة أو أمر يقلل من شأن الإنسان. لا يمكن أن نعتبر الجنسية المثلية مرض، ولكننا نعتبرها شكلاً من أشكال النشاط الجنسي يحدث بسبب توقف في النمو الجنسي. الكثير من الأشخاص المحترمين في العالم القديم والحديث على حد سواء كانوا من المثليين مثل أفلاطون ومايكل أنجلو وليوناردو دافنشي وغيرهم. إنه من الظلم الكبير أن نضطهد المثلية فاضطهاد المثليين جريمة وقساوة شديدة أيضاً. "
******** منقول من كتاب ( شفاء الحب ) لدكتور /أوسم وصفي
#كريم_عزمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حينما يتزوج المثلي امرأة
-
إيساف .. قصة قصيرة
-
المثلية الجنسية و التدين
-
التفاح الأخضر و التفاح الأحمر و المثلية الجنسية
المزيد.....
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|