|
الامن المفقود .. فى ارض الخلود ..!!!
خالد قمبر
الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 08:54
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
جاء في أسطورة جلجامش واصفا دلمون ارض الخلود ” البحرين ” إن الأسد فيها قد فقد وحشيته فهو صديق للنعاج .. وان شعبها مسالم ومحب للحياة و إن المرض لا وجود له وان الرجال و النساء دائمو شباب .. وارض دلمون ارض امن و أمان وحياة كلها رخاء ورفاهية ..خضرة ومياه عذبة على الدوام.. !!! هذه كانت دلمون ارض الخلود واستمرت مع تعاقب الأزمان إلى أمد ليس ببعيد .. فالبحرين كانت تنعم بالأمن و الاستقرار والمحبة و الوئام لكل من عاش على أرضها الطيبة … حتى إن البحرين وشعبها الطيب كانت مضرب الأمثال في عالمنا العربي وحتى العالم الغربي.. برغم صغرها الجغرافي إلا إنها كانت كبيرة بشعبها ذاك الذي كان يحمل بين أضلعه قلب كبير محبا لكافة الناس .. مستمدا هذا الحب الكبير من تعاليم دينه الإسلامي الحنيف.. …!!! أما اليوم فقد طرأ تغير كبير.. لا يدعو إلى الفخر … بل يدعو إلى الحزن والكآبة .. ويطرح سؤالا كبير.. لماذا بدأ الإنسان البحريني يفقد سمته المميزة في الطيبة و الحب ورغبته الأصيلة في الأمن و السلام …؟؟!!! منذ سنوات قليلة ماضية عكست تطورا خطير في مجتمعنا الصغير المسالم وهو ازدياد نسبة الجرائم سواء الاجتماعية مثل القتل أو السرقة أو الاغتصاب أو الاعتداء على جسم الغير والجرائم الاقتصادية و التجارية كالنصب و الاحتيال والشيكات بدون رصيد..!!! كثيرة تلك الدعاوى التي ملئت رفوف وإدراج المحاكم وهى اليوم وللأسف في ازدياد مضطرد ..!!! بالرغم من تلك الإعلانات الرنانة بين الحين و الآخر بان القضاء في تطور ..!!! ومن الغريب أو الملفت للانتباه إن ازدياد وتيرة الجرائم المختلفة جاءت مع عهد الإصلاح..!!! وهذا بحد ذاته مؤشر في غاية الغرابة .. فقد كان من المتوقع إن تختفي الجرائم أو على الأقل إن تقل وتتناقص أعدادها..!!! فالوضع الخالي وضع الكثير من علامات الاستفهام والكثير من علامات التعجب أيضا ..!!! وهذا الوضع قد جعل الكثيرون في حيرة من أمرهم .. ما هي الأسباب وراء هذه التطور الخطير ..؟؟!!! ومن الغريب إن بعض رجال الأمن يفندون هذا التغير..بأنه ظاهرة عالمية …!!! وهو بلا شك تفنيد غريب عجيب .. وهو بالتأكيد منافي للعقل و المنطق على الأقل بالنسبة إلى شعب البحريني …!!! فالبحرين لم تكن يوما مرتعا للجريمة أو الإجرام بصفة عامة .. ..!!! لقد بدأ عهد الإصلاح وعلى أثره قد انكشفت الكثير من الثقوب و السلبيات وهى مازالت موجودة ..!! وجاءت الديمقراطية الغربية .. فأضافت حزمة أخرى من الانتهاكات المغلفة بالألوان الزاهية الزائفة ..!! .. وجاءت النيابة العامة .. المستقلة كما يقال ..!! وجاءت السلطة القضائية المستقلة كما يقال …!! و التي هي في الواقع تتبع وزارة العدل ” التنفيذية ” .. فأصبحت وزارة الداخلية ورجالها في حيرة من أمرهم .. فعليهم تنفيذ ما يصدر من النيابة العامة أو السلطة القضائية .. !!! حتى ولو كان القرار غير ناضج ..!! فعل سبيل المثال .. اصدر احد القضاة أمرا قضائيا إلى احد مراكز الشرطة لتنفيذ أمر ما .. وفى نفس اليوم اصدر أمرا آخر يلغى آمر التنفيذ ..!!! وأمر آخر وفى يوم أخر لتنفيذه .. وأمرا أخر إلى إلغائه ..!!! هناك إشكالية وهى مدى الوعي و الخبرة وحرية أو استقلالية اخذ القرار.. والسندات التي يجب الاعتماد عليها .. ..!!! حتى السادة المحامين .. في هذه الظروف .. أصبحوا يتفننون في تقديم حججهم والبحث عن الثغرات القانونية لإبطال قرار ما أو إلغائه أو حتى مجرد تأجيله ..لكسب الوقت ..!!! منذ بضعة أيام تعرض بعض العمال الأسيويين إلى ضرب مبرح سالت على أثره الدماء …. من قبل بعض الشبان البحرينيين في محاولة للسرقة بالإكراه .. وكانت نتيجتها هذا الاعتداء أن تم إرسال أربعة من العمال الأسيويين إلى المستشفى للعلاج بواسطة سيارات الإسعاف …!!! تصرف في غاية الخطورة في بلد كان يعد بلدا للأمن و الاستقرار..!!!! وهنا يطرح سؤالا ما هو سبب هذه الجريمة ..و الجرائم الأخرى .. هل هو الإصلاح ..كمرحلة جديدة لم يتم استيعابها حضاريا ..؟؟!! أم الديمقراطية التي جاءتنا من الغرب بعد إن أغفلنا التعاليم الإسلامية وجعلناها حبيسة المساجد فقط .. ؟؟!! أم ضعف القضاء بنظامه الغربي المستعرب ؟؟!! أم بسبب أحكامه الهزيلة والغير منصفة لمن اغتصب حقه ..؟؟!! أم في نظام النيابة العامة الحديث الذي من أهم ركائزه المحافظة على الحقوق و الواجبات العامة ..؟؟!! أم بسبب ضعف وزارة الداخلية إداريا و فنيا في تحقيق الأمن و الاستقرار ..؟!!! إن الجريمة في واقعنا الحاضر منتشرة بوجه عام … ويبقي البحث عن مسببات الجريمة ومحاولة حلها أو الوقاية منها .. ؟؟!! فللجريمة مسببات قد تكون اجتماعية بسبب الفقر و الحاجة وقد تكون أسرية وقد تكون بسبب انتشار المسكرات و المخدرات على نطاق واسع .. وقد تكون لأسباب عقلية كالجنون وما شابه وقد تكون بسبب الجهل .. وهذا الأخير وبكافة أنواعه يعد جريمة بحد ذاته ..!!!! إن تحقيق الأمن و الأمان و الاستقرار مهمة لا تخص جهة عن أخرى بل هي مسئولية متفاوتة فهي تخص بوجه العموم كل مواطن حسب قدرته وتخص بالتحديد كل مسئول سواء كان في السلطة التنفيذية أو القضائية أو التشريعية .. فنحن اليوم في مركب يسمى الوطن .. ويبقي مجرد سؤال كيف نحقق الأمن و الأمان و الاستقرار في ارض الخلود …!!!!
#خالد_قمبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل هناك فساد فى التعليم ... فى مملكة البحرين ..؟؟!!
-
الفرى فيزا ( العمالة السائبة ) و الاتجار بالبشر ..!!
-
الاستثمار فى ماوراء البحار .. و الاسس المفقودة ...!!
-
الاصلاح ووزارات الدولة .. و البيروقراطية ..!!!
-
المجهود الحربي فى مملكة البحرين .. مع وقف التنفيذ..!!!
-
الذكاء و الغباء و الجنون .. وجهة نظر ..!!!
-
كلنا يحب الوطن .. ولكن يبقي السؤال ..كيف ..؟؟!!!
-
التحرش الجنسي ..قضية تبحث عن حل ...!!
-
فزاعة .. مع وقف التنفيذ .....!!!
-
الدولار وارتفاع الاسعار .. وانخفاض الدينار ...!!!
-
الاصلاح .. مازال مجرد شعا ...!!!!
-
أبتسم أنت فى البحرين .. فياله من شعار ...!!!!
-
عندما يفشل شاهبندر التجار مثل غيره فى الاختبار...!!!!
-
فزاعة .. مع وقف التنفذ... !!!
-
عندما يتحدث مصدر مسئول عن الشفافية ...!!!
-
الاقتصاد و الاستثمار .. و البشت ...!!!!
-
قصة فزاعة و غراب قد أمن العقاب ...!!
-
المفتى الغنى و المفتى الفقير وكلمة حق ..!!!
-
لا للتطبيع .. و لا للتطبيل لمبادرات الاستسلام ..
-
ازمة التعليم العالي ..وغياب التخطيط الاستراتيجي ..
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|