فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 08:08
المحور:
الادب والفن
البنفسجة القديمة التي في بلادي
تخرج من تحت خراب المدينة الآن
ترسم للأتجاه ابعاده وهي تلوّى ..
تخرج ارنبتها من بين الأحجار
تتنسم ربيعا متربا .. وتدفع الورق اليابس القديم
البنفسجة التي جربوا دفنها تحت دم السنوات
اطلقت روحها. وهي روح المكان
وغيرت نقشها وركبت ارجوحة الأحلام
البنفسجة التي اخرجت كفها
في الربيع الأسود .. الربيع الذي يمر، دون توقف
تتسلل من بين الأغصان اليابسة .. الأغصان القتيلة
من بين بقايا رصاص .. وفوارغ صدئة من بنادق مجهولة
ترسم شفة على وردة الجنون ..
وردة التكرار ورعشة الكلمات
ترسم ميسما .. ونسغا وترسم شكلها الأخير
تهتز الأرض بعض الوقت
تلم البنفسجة ماتبقى
البنفسجة ابتدأت للتو وهم يحرقون الحقول
البنفسجة التي تحت احجار البيت الأخير
وقد عبرته عربات المارينز
ماتزال تحمل البيت فوق ريشها الهش
تحمل الحجر الصعب والبقايا
تحمل الذكريات
تهتز الأرض من الخراب كل نهار
والبنفسجة التي تركتها تمضي الى الرياح
تتنسم هواء الموت والأسماء والضحايا
تمضي حاملة المنزل لأنها تشرق .. تشرق
في الربيع الأسود..
الربيع الذي تضلله العواصف
البنفسجة التي تركتها في كف المدينة
لم تجف.. حبرها على رقم الكتابة
دمها يسمّي دفاتر النصوص ..
ويرسم شكل الحروف
البنفسجة الوحيدة ، بلادي التي يظللها الجحيم
تحمل حركتها الوحيدة
في النسغ والأوراق
وفي الخفايا
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟