أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي إلياس نصار - الحب في زمن الكوليرا














المزيد.....

الحب في زمن الكوليرا


فادي إلياس نصار

الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 08:07
المحور: الادب والفن
    



**لم يلفت انتباهي اسم المخرج ولا أسماء الممثلين والفنيين، وكنت لدى دخولي قاعة السينما (التي لايوجد لها مثيل في بلدنا ) كنت أظن أن الفيلم سيكون عادياً لأنني سبق أن قرأت الرواية، ولأنني أفهم غابرييل غارثيا ماركيز جيداً، فقد قرأته بالعربية وبلغته الأم الإسبانية، وأفهم إلى ماذا يرمي من وراء كل فكرة في رواياته الممتعة المليئة غالباً بأحداث نكاد نعيشها في حياتنا العادية..وكانت رواية الحب في زمن الكوليرا قد احتلت في قلبي بوصفي عاشقاً مغرماً, مكاناً أكبر بكثير مما تركته رواية مئة عام

من العزلة, قصة موت معلن, ليس للجنرال من يراسله, خريف البطريرك وغيرها من إبداعات ماركيز الروائية الذي أثار مخيلتي ودفعني مراراً للكتابة عن الحب ومايزال في وصفه لدقائق الأمور وفي قدرته الخلاقة على الدخول في عمق الحضارات. ويحضرني هنا ما كتبه عن العرب في قصة موت معلن، إذ إن بطل تلك الرواية كان من أصل عربي اسمه سنتياغو نصار، فقد وصفهم ووصف عاداتهم وتقاليدهم في أمريكا اللاتينية، وهو أيضاً يتحدث عن اليونان وعن اليهود والألمان وغيرهم في أماكن مختلفة من روايات مختلفة .
نعم لقد حول المخرج الذكي رواية الحب في زمن الكوليرا إلى فيلم سينمائي يمتزج فيه حب أعمى عميق المفاهيم لشاب يدعى فلورنتينو يعمل في مركز التلغراف في مدينة كارتاخينا في إحدى جمهوريات الموز لفتاة جميلة تدعى فيرمينا والدها تاجر بغال مليونير ولديه من العبيد الكثير. يتعرف فلورنتينو على فرمينا عندما تصل مع والدها إلى تلك المدينة الصغيرة , وتبدأ قصة حب صعبة مريرة طويلة تقتحم عذريتها مصالح الأب الذي يجبر ابنته على الزواج من الطبيب المتخرج من فرنسا والذي سيصبح فيما بعد الوريث الشرعي لأملاك تاجر البغال المليونير. ذلك الزواج الذي جعل فلورنتينو يبكي ليالي طوالاً في حضن أمه كطفل صغير ويصاب بالحمى بعد ذلك ويشفى وتستمر الحياة.
يرفض الشاب فلورنتينو الزواج بعد ذلك، منتظراً الفرصة المواتية ليطلب مرة أخرى من فتاة أحلامه العيش معاً.ينام في خمسين عاماً مع ما يقرب من ستمئة امرأة دون حب ويتحول للعمل في كتابة رسائل الغرام للفلاحين البسطاء الأميين. ثم إلى مساعدة عمه في التجارة البحرية ليصبح بذلك مليونيراً هو الآخر ولكن بجهوده, وتأتي الساعة التي يموت فيها زوج فيرمينا ويأتي فلورنتينو ليعترف مجددا لفرمينا بحبه, المرأة ذات السبعين عاماً ترفض بداية الأمر, إلا أنه يقنعها بعد أن أغرقها برسائل غرامه وهو على عتبة الثمانين من العمر، لتبدأ بعدئذ قصة حب جديدة معتقة. وتبدأ رحلة الملاحة النهرية وشهر عسل جميل على متن أحد القوارب التي يمتلكها المليونير فلورينتيو الذي أطلق عليه اسم قارب الإخلاص أو الوفاء...لست هنا بصدد سرد الرواية التي ترجمها إلى العربية الأستاذ القدير صالح علماني، وإنما أريد أن أقول إن الإبداع الحر والنقي والملتصق بهموم الفقراء والشعوب المضطهدة يبقى إبداعاً حياً لايموت، تمر عليه السنون ولايفنى أبداً. وأن كل عمل يحكي قصص الحب التي تنشأ غالباً بين شبان من طبقات مختلفة اقتصادياً أو اجتماعياً أو دينياً. تلك القصص تخلد لأنها صادقة. لقد اختار المخرج كموسيقا تصويرية للكولومبية من أصل عربي المطربة شاكيرا أغنية تتكلم عن الحب النبيل. الفيلم يحمل في ثناياه هموم الفقراء في جمهوريات الموز والتمايز الطبقي الحاد بين الأغنياء وغيرهم ودور رجال الدين في خدمة الرأسمال وكيف يلعب الرأسمال دوراً كبيراً في تحديد مصير الشعوب والأجيال. فالقضية هنا ليست قضية شاب وفتاة، إنما قضية مجتمع بأكمله. لعل غابرييل غارثيا ماركيز كتب الرواية متحدثاً عن إحدى مدن الكاريبي، ولكن كل الأحداث تنطبق علينا نحن جيل الشباب العربي الحالم بالخلاص من سيطرة المادة على مجتمع يفتقد إلى المقومات الحقيقية للجمال والحب والحياة الكريمة لجميع أفراده، لدى مشاهدتي الفيلم تساءلت كم فلورنتينو يوجد في عالمنا الحالي تمنعهم الفوارق من إسقاط أحلامهم على أرض الواقع؟
فادي إلياس نصار"



#فادي_إلياس_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي إلياس نصار - الحب في زمن الكوليرا