أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الشاعرة ماريا بوليدوري مختارات














المزيد.....

الشاعرة ماريا بوليدوري مختارات


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 2216 - 2008 / 3 / 10 - 10:36
المحور: الادب والفن
    



ولدت الشاعرة اليونانية ماريا بوليدوري Maria Polydouri في كالاماتا عام 1902 لأب كان معلم لغة. في الرابعة عشرة من العمر نشرت أول قصيدة لها (ألم العصر) التي أثارت الانتباه اليها,. انهت دراستها الثانوية 1918وحصلت على وظيفة في رئاسة محافظة ميسونيا. بعد سنتين توفي والدها وبعده بأرعة عشر يوماً لحقته أمها.
عام 1921 سافرت الى أثينا لكي تكمل دراستها الجامعية في قسم القانون واحدة من النساء القلة اللائي يواصلن دراستهن. حيث كانت بوليدوري ليبرالية التفكير ومهتمة بقضايا المرأة وحريتها. وقد تأثرت عميقاً بثورة اكتوبر الروسية عام 1917 .
عام 1922 حصلت بوليدوري على وظيفة في رئاسة محافظة أثينا، وهناك التقت لأول مرة بالشاعر كوستاس كاريوتاكيس فوقعت في غرامه. عكست في يومياتها مشاعرها العميقة تجاهه. وفي الوقت نفسه أظهرت شكها في أنه يحبها حقاً، إذ كانت تحس أن هناك امرأة أخرى تقف بينهما، وهو ما كان ينكره كاريوتاكيس. لكنه بالرغم من انكاره لم يتمكن أن يخفي عنها حبه لأخرى، والتي دون علمه تزوجت رجلاً آخر بعد سفره الى أثينا.
في حياة بوليدوري بأثينا كانت تتصرف بشكل أثار صدمة البسطاء من سكان اثينا المحافظين، وذلك بسبب تحررها وارتيادها المقاهي وجلوسها بمفردها وتدخينها، وهو ما لم يكن مألوفاً ولا مقبولاً من فتاة شابة في تلك الفترة الزمنية في اليونان.
اصيبت بوليدوري بمرض في الغدة أساءت العناية به، فاشتد عليها. حين علمت بانتحار كاريوتاكيس انتكست صحتها أكثر، وتوقفت تماماً عن العناية بنفسها رغم نصائح الأطباء مما عجل بوفاتها:

أوه، أطفئ هذا النور!
ماذا ينفع هذا في الليل؟
النهار قد ولى. يكفي هذا الآن.
من يعرف عن حراس النوم السريين؟
من يعرف إذا كان نومي السري
ينتظر في مكان ما هنا؟

كتبت بوليدوري في 24 يوليو 1929 أي بعد ثلاثة أيام من الذكرى الأولى لانتحار الشاعر كوستاس كاريوتاكيس وهي في غاية تأثرها وحزنها:
"الذي ينتحر لأنه يعاني من حزن شديد لا يستحق الحياة، كان عليه أن لايستقبلها مطلقاً. إنه جبان ..... الألم هو الهبة العظيمة والمروعة. قبولها تنقية للحياة الى النهاية حتى آخر قطرة، قبولها كفاح. الكفاح هو الحياة."
فارقت الشاعرة ماريا بوليدوري الحياة بعد معاناة قاسية في التاسع والعشرين من أبريل عام 1930 لتنضم الى قافلة الشعراء الذين غادروا الحياة وهم في عنفوان شبابهم وعطائهم.

مختارات شعرية

* أنا الزهرة


أنا الزهرة التي تذبل ببطء من حزن خفي.
العاصفة العاتية لاتؤلمني كما الأشياء الأخرى.
من وجهي الشاحب لا تتساقط الأوراق واحدة بعد أخرى.
الملائكة الرحيمة والشريرة تراقبني،
مثل الفراشات تحوم حولي، أشعر بارتعاش.

أنا الزهرة التي تذبل ببطء من حزن خفي.
في أعماق روحي يرتب الأشرار لأنفسهم مسكناً.
أنا الحياة والموت كلاهما. من القدر الساخر لا أنتظر شيئاً.
طويلة وجميلة أصلح نفسي ولا شيء آخر يشبهني.
لكنني عندما أكشف جراحي للنجوم ، أكون حينها ميتة.

(1928)


* أوه، لا تنظرْ الي!


أوه، لاتنظر اليَ حين أبكي،
لا أتحمل الحزن في قلبي.
كل شيء جميل امتلكته في الحياة
اختفى وأنا الآن وحيدة.

حياتي بلا متعة،
بلا فرح وبلا حزن.
وحتى لو كنتُ أرى،
فإني أفتقد الماضي دائماً.

حينما تطوقني الوحدة القاسية
ألتف على نفسي متبوعة بالظلال.
لا أحس بالأمكنة ثانية من بعدُ.
أحس فقط بالثلج الكثيف ينهمر.

لا شيء يغريني هنا.
لا شيء يأخذني بعيداً.
وبلا نهاية يتجمد فكري
بلا نهاية يتلوى قلبي.

أوه، لاتنظر اليَ حين أبكي،
هذه عادة قديمة فحسب.
كل أسراري أكشفها لكم،
الآن حيث لا شيء يُسكرني بعدُ.

(1929)


* الى شاب منتحر


ضوضاء غير مرئية طاردته
حتى زوايا حياته المظلمة
عمله، فرحه، أصبحا فجأة
علة لغضبه.

لبعض اللحظات العابرة كانت الكتب الجميلة،
الفكرة، مهماز، مثل الاندفاح في حبه.
بعدها أصبحت ملامحه سرية تماماً
ولاشيء يثير رضاه.

غريب غير مألوف دار حول نفسه
في وسطنا بنظرة متقلبة.
شكنا لم يخدعنا
بأن شيئاً رهيباً ينتظره.

كان رائع الجمال، مثلهم
الذين اختارهم الموت.
لقد سلم نفسه الى المخاطر المخيفة
كما لو أن أحدهم سيحميه.

في صباح يوم مرتدياً بدلة بيجية
وجدناه ميتاً مع علامة
في صدغه. كان يبدو وكأنه منتصر كبير،
نور يبيد الظلمة المحيطة.

كان يرفل في هدوء وانشراح بحيث
أضاء وكأنَ الحياة بُعثت فيه من جديد!
كما لو انه اصبح بكامله صلاة الشكر الوحيدة
والشر التقاه.

(1929)

* ترجمة عن السويدية



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوستاس كاريوتاكيس مختارات
- Sten
- قصائد للشاعر السويدي محمد عمر
- قصائد مختارة للشاعر الكوري كو آن
- صورة عصية على الإطار
- (ومضات) 2 ليوجين أونيسكو
- عمران عز الدين أحمد والقصة القصيرة جداً
- -ومضات- ليوجين أونيسكو
- عيدكم مبارك ؟!
- مختارات للشاعر السويدي بيورنر تورسون
- مصطفى لغتيري وفن قصة الفيديو كليب، قصة (حرية) نموذجاً
- الشجرة
- نازك الملائكة بين الشكل والمضمون
- مرثية بغداد
- الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان بين العشق والبركان
- خارج أسوار القفص
- مؤتمر شرم الشيخ ووثيقة العهد. من ينفذ؟
- ثلجٌ يتساقطُ
- مشاهدات رائد مزمن لشارع المتنبي في بغداد المتنبي
- هنا كانتْ بغداد..!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الشاعرة ماريا بوليدوري مختارات