أعتقد أن الأستاذ "صفوت الشريف" هو المواطن الوحيد الذى لا يشاهد التليفزيون... لأنه مشغول بأمانة الحزب واللجان والمؤتمرات كذلك وزير الإسكان هو المواطن المصرى الوحيد الذى لا يسكن في شقه مثلنا بل في قصر كذلك وزير المواصلات لا يركب القشاش ووزيرة التأمينات لا تقف في طابور المعاش ووزير الصحه لا يعالج في مستشفيات أميريه... ووزير التموين لا يأكل رغيفنا ذو المسمار وأعقاب السجاير... أما في هاواى فإنهم يجعلون الوزير يشعر بآلام الشعب فوزير الإسكان يقيم في "مأوى" بدون دورة مياه, ووزير الصحه إذا إشتكى من ضعف النظر يصرفون له أسبرين وإذا إشتكى من جيرانه يصرفون له أسبرين ووزيرة التأمينات تصرف مرتبها متأخراً وناقص سبعه جنيه وربع من أحد منافذ البريد بعد أن يشخط فيها الموظف... ووزير المواصلات يسافر من بلد لبلد "متشعبط" بل ويطوقوه فيصبح الحمامه المطوقه... أما وزير البيئه فإن مكتبه يقع في مسبك بدون ترخيص... أما وزير التموين هناك فحكايته حكايه إذ يوقظونه في الفجر ثم يحملونه فوق كارته يجرها حمار جائع إلى أقرب مخبز مظلم حيث يرمونه ليحجز دوراً في طابور العيش ويظل الوزير واقفاً من الخامسه صباحاً حتى الخامسه مساءاً من أجل خمسة أرغفه... ويحضرون له البوسطه في الطابور ويستقبل هناك السفراء والوكلاء والنواب... يحكى أنه في أحد المرات أستأذن الوزير من الواقف وراءه في الطابور ليذهب إلى المطار ليستقبل أحد الرؤساء وأوصاه أن يحجز له دوره في الطابور... وعند عودته بعد إنتهاء مراسم الإستقبال رفض الرجل اللئيم إدخال الوزير في دوره وأدعى أنه ماكانش واقف في الطابور... بينما أقسم الوزير أن الدور دوره وإنه كان واقفاً منذ الفجر فلم يصدقوه وأتهمه الواقفون في الطابور أنه يدلى ببيانات كاذبه وأشتركوا في ضربه مع عمال المخبز والساده الماره... وقد ظلوا يضربونه من قبل رمضان بثلاثة أيام حتى أكملوا عدته ستين يوماً وهو ما يعرف هناك بإنتفاضه الخبز... ويحتفلون بها سنوياً بضرب الوزير وحرق الفرن.