أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - معلقة 1 : دمنا على أستار الجنون














المزيد.....

معلقة 1 : دمنا على أستار الجنون


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


وقلت : حين أصلُ ذروة الهذيان
سيكون الدم العاهل دليلي ... قاسم حداد و امين صالح
ـــــــــــــــــــــــــــ
ها أوشك الليل ان يستسيغ دمي
وينيم هذياناته في قاع الشرايين
دافقاً يرث الزهورَ المسافرة فيها
والسنابل التي تخدش شمسها بحياء
يقتات من ضوئه شرارة هاربة
تكفي لحريق الحقل باكمله
دمنا الخبير بكيمياء المجزرة
المجازف بجاذبيته في شدة الطوفان
المتناثر دون اثر متخلف او لهاث
المهدور دون ان يترك شاغرا بعده
تشده اليها انياط نبضنا الخرساء
وتدجن السنة الجحيم فورته الوامضة
الكواكب تحتكم له بتكرار الاحتمال
فيصل الليل بالليل
والورد بالسواقي
والبرق بالبريق
والنيازك وهي تهوي في توابيت الرماد
لماذا تبرأ السماء من لون اشفاقها
وتجحد دمنا المهدور في حلكة المنعطفات ؟
تستدير اليه مبعثرة حاناته الحمراء في الهواء
فدمنا كاس اخيرة اشعلها - فيما مضى - يقين الندمان
حينما هجسوا الاغلال تستذوق معاصمهم
والبلاد بجدران اربعة لا تتنفس
ورؤوس جمّة ملولحة على الحدائق
ونوافذ لها عداوة مُحكمة مع الهواء
دمنا المتخثر قمصانا كدروع صدئة
يرف في فضاء يضيق بالجلود
منكمشا على ماضيه كزهور مجففة
يمطر وهمنا بنبيذ عناصره القانية
ويتلاشى على موائدهم المعدة للضوضاء
دمنا الموغل في امتداد تلك الضفاف
ومواسم الفيضان حبلى بمهالك الجفاف
دمنا الخارج على صلف الصلصال
الخائن مدّ نبؤته
والمتوارث جَزر الاوقات
يرتقي قممم المقاصل والاغنيات
وينثرالزنابق شاحبة عند اكتمال المذبحة
فتخضل نداوة العالم من قرمزهِ
ويجف نزيف شفاهنا على حرفيه
متأوهاً بكل الابجديات
تردد هشاشة الكون اصداءه
وتدلق لون المغفرة على فحواه
فهاكم بوابات جحيمنا ضرام
وهاكم دمنا هباء
ودمعنا ضياء
تلون البراكين امسياته بالبكاء
لدمنا طبيعة الموج اذ يفقد البوصلة
يفور إذ يدلهم به سيل الحنين
فيقال عنه ترامى كشلالات من وهج
افتتن باللهيب فاشعل جذوة الكلام
يضيء عمر المسافات بالجراح
ويدخر من عرسه الباذخ
ثمالة نازفة من جسد طعين
ليرشها على قمصان الرياح



يصرخ دمنا فيفضح مرآة لونه
لزجا يسيح فرائسا وقبائلا وجراح
يقطر في مسيرة الشوك تستنفرهُ نعومة الاشباح
شغافاً لقلبٍ كان شغوفا بمعطفه الابيض
وسال حين انتشر البارود وملأ رئتيه
يعجن الامل في ارخبيلات العويل
ويشهق بالماء نحو حدائق الغيوم
عاهل البروق يتشعب تحت وابل الاغصان
وسيد المجرات لو تماهت وراء حدودها الطعنات
ونضت طراوة جلدها لشيخوخة التجارب
يفرّ بقرمزه يجوب غيبوبة الآفاق
يبهضه خجل الورد بعد فوات الاوان
فيصبغ الموت من شفتيه ومن خدّيه
له مايشاء من حدائق يقطفها بغزارة نواياه
فيضرجه الندى ببراءة الاهواء
سيد الرؤى الفاقعة الحمراء
يقطف فاكهة جوعه بكل الاوقات
وينضج وعده كشمس تغرب في شريان
حتى تفصح الطعنات عن تواريخها للهواء
وتتمادى القناديل في غبش الارتعاش
فتنطفيء الذؤابات فيها كاحداق الجثث
له مفخرة المباضع باشطة كالظن
ورنين الاوسمة حين تندلق على الصدور
أيقونات وشمت جلالة جباهها رطانة السكين
ينجو من نفسه بنفسه
ويُسفح وكأن النزيف جلّ مسعاه
فوراء دهشته تستتر وحشة الاغتيال
غازيا بصهيل صهوته حمرة الصحراء
وكبوات خيوله مسفوحة على التراب
يصبغ فجر الاحداق بتيهِ النافورات
يوقظها على غرغرة القرابين
يهطل من شرفاتنا كصرخات البلور
فيملا الشاغر في لون السماء
تترذرذ اسماؤه على دفء الشفاه
فيتسكع مبتردا ملتحفا نوايا الانهار
ليصب في كهوف من بدائيات القرون
هديرا متخثرا باكياس المصحات
وتبقى صرخته تتساقط كالمذنبات
لهبا يضيءعتمة القناديل
فيشرب لون نفسه بغصة
ويعاف ماتبقى من الاوشال



من هنا علت رغوة من دمنا وتصالبت
يدفعها مسوخ نحو هضبات الجنون
رشيشها مستأنساً لندىً مسفوح
يجر هواء النص لمائدة اللامعنى
يشفط الزبد ويبصقه حروفا حمراء
كرايات مغسولة بسليقة سائل شفاف
يتنهد القلب كطوفان او نزيف
والمعصم صارية مكسورة او رياح
الاصابع بوصلة تائهه في كف الاخطبوطات
لكأن المعاني ابحرت بمحيط حيطتها
خسارات تجزها مناجل الوهم
في قلب قاعٍ متلاطم
حيث يتشعب مرجان الحكايات
يخضّر الماء فيوهم السواد بارض تغرق
في اعشاب سائلة تغص بالضوء
وتقيئه في بطن الموانيء سماً زعاف
يتدفق النازفون كموج تمادى بوهم النسيم
يرنون لفنار حمرته لاتدل احدا عليه
تتعرى عنده الامداء والاهواء
وتغتسل عند قدميه اللغاتُ
بماء طلق القصيدة

سلام صادق



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشذيب المكائد للخروج من شرانق الغواية
- سركون
- وردة دمٍ لوحش المدينة
- رحيل آخر الكبار
- الحرية صغيرة لاتفهم ما اقول
- دوماً على الحافّة القاطعة للطريق ، الحافّة القاطعة للسان ، ا ...
- بهم الينا بتناسخهم المفضي للاندثار
- قصيدةٌ واحدةٌ لصديقينِ اثنين شاعرٍ وناقد ، لكلٍ منهما نصفها ...
- وهكذا تجري الأمور
- لا أحدَ يجيء بزنبقهِ بغدا ...
- هشاشة الدهشة /4 ... عراقيامة ديموزي
- إنحناءةٌ للصعودِ الخَطِرِ
- ما فتأ الكبار يرحلون بصمت
- الازدواجية الاخلاقية وحقوق الانسان
- في زمن الفراشات
- رُبّ ضارةٍ نافعة
- بيان لاعلاقة له بالسياسة الوصايا العشر في كتابة الشعر او ار ...
- جيفارا عاد .. افتحوا الابواب
- الحوار المتمدن : خطوة واسعة نحو طموح اوسع
- سبع قصائد


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - معلقة 1 : دمنا على أستار الجنون