أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم السراجي - هواجس شاعر متطرف














المزيد.....

هواجس شاعر متطرف


ابراهيم السراجي

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


الى أمي وهي تتخد القرار الأكثر تطرفا
عندما قالت إن الأجساد التي لا تطرد المرض تقهره بالموت .

إليها وأنا أتيم بها لمدة يوم واحد ..
وأقضي بقية الأيام في محاولات لطمسها من الخريطة .


أنتِ التي كنتِ الى قبل البارحة أنثى لا أعرفها ولا تعرفني , وبعد أن عرفتها تعلمت أن أكتب أسماء الذين لا أعرفهم دون أن ينتابني إي إحساس بالكبرياء .


أنتِ ودون أن تعرفي ربما , أو لخبثٍ ما كنتِ توزعين بطائق ودعوات في أوساط الحرف كبطاقات اليانصيب وأنتِ التي تعرفين جيداً أن الجائزة ليست سوى تلك البطائق فقط, والتي لم تضعي حتى توقيعك عليها حتى لا تكون دليل إدانة ذات يوم
ذات حبٍ مجنون
ذات جسدٍ بليد
ذات رغبة غريبة لممارسة الجنس مع أمرأة أتناقض تماما معها ما يعطينا الشرعية
لإقحام أجسادنا في المغامرة بفتوى شرعية تدعى (الحب).


أنتِ ما زلتِ تلك التي أحس أنها الآن تشاهد أغنية تخص فاكهة وتبدليها لتكون صوت هاتفك الجديد
أو تشاهدين مسلسل خليجي فاشلٌ كالعادة.


تعلمت منكِ أن لا أخفي شعوراً , ليس لأنك تظهرين مشاعرك حتى أنك نقيض ذلك إلا أنني أحس
أن ما تعلمته كان بسرٍ يدعى أنتِ, فما عدت أخفي خطيئة أو تجربة قبلك خوفاً من أن تصل مذكراتي اليك
أنت التي لم تفكر يوماً أن تقرأ لي ولم تفكر أن تسألني كم وصل عدد مذكراتي
ولم تفكر منذ زمن طويل بأن تهاتفني ليلاً لمدة دقيقة لتحسمي أمر ليلتي التي سَتُحْسَم بالسهر
إما لفرح حمله صوتك
أو لحزن تحملين بك أو لي .


أنتِ التي تحاولي أن تحسني قدرك معي بنصائحك الكثيرة لي لأجد حلاً
لـ رشاقتي المفرطة
ولقصر طولي الواضح
وأنفي الطويل
وصلعتي التي زادت الطين بلة .
كنتِ كمن رضي بالواقع ولديه نية لأن يحسِّن منه لكنك لم تحاولي أن تحسِّني دواخلي تجاهك أنا الذي كان يكبر
في قلبي حبك دون نصيحة أو حدث لافت.


قررت الآن أمراً , لكن قبل ذلك سأخبرك لمَ الآن , فأنا كنت لا أنفذ القرارات التي أتخذها و أؤجل تنفيذها الى وقتٍ آخر.
لذلك سأكتب من الآن دون تحفظ فقد تكوني يوما
ذكرى جميلة كالقهوة التي قرأت خالية من السكر
أو ندبة في العمر كما أخالها أنا دون معاونة من أحد
من الان لن أضع في إعتباري أن أوراقي هذه قد تسقط
بين يدي طفل
أو أخي الكبير
فأنا كرجلٍ مجنون مع وقف التنفيذ كنت , جنوني هنا في خوفي المتطرف بين الكبار والصغار كإحدى حالاتي التي لا أعرف فيها حلاً وسط.
لن آخذ في الإعتبار مجتمع شرقي مكبوت يصنف الجنس من الأمور التي يوحي بها الشيطان أنا الذي لم أتعجب من من كون الرجل الشرقي أكثر إنجابا للأبناء من أكثر من زوجة وأنا الذي يعرف أن الانثى الشرقية أيضا لها القدرة على اتخاذ قرارها بالزواج من آخر إثر موت زوج أو طلاق .


لذلك كله لن أكون محتاج لأن أبحث عن تفسير لقصائدي كي تقتنعي أنها من وحيك أو أن لك علاقة بها
وسأكشف لك أن نيسان كان موعد لمولدين لكن المواليد لم يكونوا توأم
وأكشف لك أنك الوحيدة التي أدخلت المطر عشقاً الى روحي مذ أول يوم سقط علينا معاً , وأنك الوحيدة التي استضافتني لليلة كانت هواجس الجنس تحضر لأول مرة ولكن من بوابة الروح أيضاً .


كيف إذن أخبرك عن هواجس مجنونة لا علاقة لها بك بالرغم من أنك سبب كل شيءٍ حدث لي منذ مراهقتي الى الآن باستثناء رحيل أمي الذي أعتبرته أغبى قرارات الحظ وقراراته المستعجلة بالنسبة لي .


مثلاً أنا أحس أحيانا بفائض في المشاعر حتى أحس بالإنزعاج من جمال تلك الأفكار التي تراودني وتولد لدي شعور بالإحباط إذا أحسست أنني لن أتوقف عن الكتابة كما يحدث حين أشكو من جفاف الشعور أحياناً.


مثلاً
يحدث أنني مرة عرضت إحدى قصائدي المجنونة على صديق لا علاقة له بالشعر سألته
متى قد يفكر أن يكتب؟ , لم أكن أفعل لكوني أتفاخر بالقصيدة ولكني كنت أريد أن أعرف حجم المسافة بين الشاعر والإنسان العادي الذي يمكن أن يكون عاشقاً كسائر الشعراء .


أعرف أنني عندما أكون في قمة شعوري بالحزن أكون أيضا في قمة شعوري بالرغبة لإقتحامك جسديا , ربما أحس أنها الطريقة المثلى لتوبيخك , ولم أتمكن يوماً من الإستمتاع بكبحك ذات جنون كونك ممن يعتقدن أن الأنثى التي تتمكن من تغييب رغبتها تكون قد حصلت على ميزة جديدة وأنا أعتبرها عيبٌ أنثوي كما هو الحال في الإفراط , هكذا أكون في إحدى حالاتي التي أحب فيها الوسطية في الدين والجنس .


تعلمت مؤخراً أن أكتب الأشياء البسيطة , فلا أحد غير الشعراء الذين يعشقون أنثى لا يلتقون فيها معهن عند أي نقطة كاستحالتك
أنتِ لم تكوني سوى مزيج من الملامح والمشاعر البسيطة التي إجتمعت لتكون أكبر إعجازٌ إلهي خلق لأجلي .
ولن أنسى بعد اليوم كيف أكتب شكل الطاولة
وأن أصف ببساطة شعور العصير الذي دعوتني إليه ذات لقاء أول لنا ولم نشربه
وقتها أعطيتني ببساطة موعداً لشرب شفتيك
لم أسأل عن وقته بالتحديد
و لقنتِ العصير درسا لن ينساه


لكني الى الآن لا أعرف
أكانت نيتك قاسية نحوي أو نحو العصير؟!
أم أنه كان هاجس أنثى تحب أن تجرب كيف يمكن أن يكون لها موعدٌ
مع الآخر في مكان به أربع عيون ؟!
إثنتان لك
ومثلمهما لي
وعصيرٌ أعمى



#ابراهيم_السراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين يدي آدم
- على مستوى رجل واحد
- في الطريق ..( قصة قصيرة )
- الكيميائي
- كَالحَقِقَةِ أو أشَدُّ حُلُمَاً
- ورقة
- صيفٌ مبكر
- أبنائي المهدرين
- هذا ليس نصاً
- وقتٌ مبكرٌ للجنون
- قهوة النوافذ
- رسائلٌ مستعارة
- لماذا أحبك ..؟
- لأن المصيبة أكبر من الكلام
- -دعوة للهزيمة-
- الأغنيات الحزينة أقل مني
- اليمن الغائب محليا وعربيا
- الطريق المؤدي الى الجسد
- عندما تكون السلطة في مهمة القبض على الشعب
- الآن ... الى آخره


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم السراجي - هواجس شاعر متطرف