أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - عريان وابي عريان في اخر الزمان قصة لم تنتهي - من تراثنا العربي-الاصيل














المزيد.....

عريان وابي عريان في اخر الزمان قصة لم تنتهي - من تراثنا العربي-الاصيل


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 687 - 2003 / 12 / 19 - 08:16
المحور: الادب والفن
    


قل : ولا تقوم الساعة حتى يلي امور الناس لُكع بن لُكع .. صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن والابن والروح القدس الآه واحد رحيم
 
 يروى ان ايام انحلال الدولة الاموية وافول مجدها, جاء على يد اخر خلفائها الذي اطلق عليه لقب "الجُعَدي" وايضاً قيل فيه "الحمار" .. وذلك لرباطة جائشه وصبره على الشدائد!! ولمن لم يعرفه بعد, فهو الخليفة مروان بن محمد بن مروان من بني امية, المعروف باسم عريان بن حفيان .. ففي عهده تردت احوال البلاد وآلت الى الفوضى والانحلال, بعد ان نخرت جذوعها المذاهب القبلية والعرقية وقطعت اوصالها الشرذمة والمحسوبية. ويعود السبب الاول في ذلك, الى عهد الخليفة السابق يزيد بن الوليد بن يزيد الملقب بـ " الناقص" .. لانه قد نقص من اعطيات اهل الحجاز, التي كان قد زادهم فيها الوليد بن يزيد بن عبد الملك .

 وقد وصل الخليفة عريان الى سدة بلاط الشام بواسطة التقرب من الخليفة "الناقص", اذ قام بمصاهرته متخذاً ابنة الخليفة الناقص زوجة له.. ليصبح مذ ذاك من حاشيته ومن اول الضاربين بسيفه.! حتى ان الخليفة عريان قضى قرابة خمسة عشر عاماً ملازماً ووزيراً اول للخليفة الناقص.. فاخذ يستجمع النفوذ ويبدل قادة الجيوش والعساكر, ليضع مكانهم قادة من بقايا الفرس والاتراك, من الذين كان يأتمنهم ويخطط معهم ليوم الحساب.!! وما ان اتت الساعة حتى انقض على عمه الخليفة يزيد بن الوليد بن يزيد, مجرداً اياه من اية صلاحيات او سطوة او مال .. خالعاً اياه عن سدة الحكم ناشباً في عنقه رماح وخناجر الكلام, حتى اذله روحاً وتاريخاً وكرامةً, فقضى عليه وهو بعد لم يزال على قيد الحياة .
 

 قام الخليفة عريان بن حفيان .. الملقب بالحمار, بتثبيت دعائم حكمه !! خاصة وانه كان محاطاً بمعارضيه والناقمين عليه ممن تنكر لهم, اضافة الى اولئك الذين ذهبت سطوتهم بذهاب الخليفة الناقص ورجاله وعائلته.. وعمد عريان بن حفيان في بادئ الامر, الى مراعاة الناس لكسب ودهم ومودتهم, فأخر الخراج, اي قلل جباية الضرائب, ووسع على العباد في عدم الالحاح على دفع مستحقاتهم لبيت مال المسلمين.. واقام السدود وشق الطرقات, ووسع الساحات وزينها بالاشجار والورود والتماثيل .. واضاء الشوارع وجملها بالحدائق والبساتين . فاثقل ذلك خزينة الخلافة, وتراكمت الديون على بيت مالها وخراجها.. الا ان الناس رأت في ذلك خيراً واستقراراً وامل.

 هكذا استطاع الخليفة عريان ان يقضي على معارضيه, وان يجتث تاثيرهم وسطوتهم ويشل قدرتهم الى ابد الابدين.. فاعد للخطوة الثانية من عهده, كل ما اوتي به من مكر ودهاء وقدرة على شراء الذمم, فأقام الولائم للعباد ووزع الطعام والثياب, وما اغلق في ايام البيعة امام مخلوق باب .. فاحبه الناس وبايعوه دون سؤال او حساب!!

 في تلك الايام ظهر في حاشية الخليفة عريان, داعية من صحبه اطلق الناس عليه كنية ابي عريان, وهو في الحقيقى ابي مسلم الخرساني, الذي قيل فيه انه عبد تنقل في الرق حتى وصل الى ابراهيم الامام الخرساني, فلما رآه اعجبه ادبه وعقله, فابتاعه من مولاه وثقفه وفهمهُ واحسن تأديبه فنُسب اليه.. وقد قيل ايضاً انه كان لعبد الله بن العباس جارية فوقع عليها مرة من المرات, ثم اعتزلها مدة, فستنكحها عبداً فوطئها فولدت منه غلاماً سمته سليطاً.. ثم الصقته بعبد الله بن العباس, فاستمر الامر كذلك حتى شب الصبي وقويت شوكته, فانتسب الى ابراهيم امام ارض خرسان.. من هنا اجتمع حوله قوم من العربان والعامة والغرباء, وجماعة من الفرس والاتراك والبرابرة, استعداداً للانقضاض على الخليفة العريان والاستيلاء على ملكه .. الا ان الخليفة العريان عرف كيف يغدق عليه وابل من الهدايا, ويرسل اليه من الابل والماشية والذبائح ما لم يكن ليحلم به, طيلة عمره حتى اصبح من سادة القوم.. مما جعل من الوالي ابي عريان وجماعته, جيشاً في خدمة الخليفة واول المباعيين له والداعمين لحكمه, من ارض الشام الى مشارف البصرة .

 استتب الامر للخليفة عريان بن حفيان ودانت له البلاد ورقاب العباد.. فأوكل امور الادارة الى وزيره الاول ابي عريان الخرساني !! ووسع عليه من حيث لا يدري.. وصارا كلاهما يظهران بين الناس بالافراح والاتراح .. ويمتد بينهما السمر حتى ساعات الصباح.

 وما هي الا ايام وشهور حتى ظهر الخفي ووقع المحظور, فاذا بالخليفة عريان ووزيره ابي عريان يكشران عن انيابهما, ويبدآن في سلخ الناس بلا رحمة ولا احساس.. فبيت المال خاوٍ والجباية متردية والناس من هذه الامور مرتاحة لا سؤال ولا خبر. لكنه جاء وقت الحساب يا بشر, فقام جيش الخليفة ووزيره بالبطش بالعباد, وجباية الضرائب من دون حياد !! فما فلت من وطئتهم ارملة او عجوز او معاق , ولا استثنيّ من سياطهم سيد او شيخ او صاحب كتاب .. وصار الناس يخافون التلاقي او التحدث والعتاب, كلهم يبكي على حاله, هارباً من شهوة الذئالب!!

 عاد بيت مال الخليفة ينعم بالدراهم والجواهر, وتألق الخليفة عريان ووزيره ابي عريان, واصبحا يلتقيان كل يوم في الديوان .. وصوتهم يصم الاذان في كل مكان! وغدى الناس لا يلون على شيء.. فحين يصاب القوم بالحرمان تصبح بيوت الناس في امان!! وكلهم يبحث عن كرامته في كتب النسيان! فقال قائلهم: "خسارة يا اخر الزمان , ان يدوسنا عريان وابي عريان!!"

خلاصة القول .. ما اشبه اليوم بالبارحة ؟؟!!

شفاعمرو 17.12.03



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابطة سوا للفنانين التتشكيليين في شفاعمرو
- اتمنى لشمعة -الحوار- ان تبقى مضيئة به وبكم ابد الدهر
- عملاق اللون الفلسطيني.. اهلاً بهذا الحضور كلمة لم تلقى في حف ...
- مساهمة بصوت مسموع في نقاش استوفى كافة حالات الهمس عمداً
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن-7
- شفاعمرو ..تاريخ واسماء ووطن - 5
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن(6
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن 4
- الرسم الايقونوغرافي او التصوير الكنسي البيزنطي
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن- 3
- شفاعمرو تاريخ واسماء ووطن 2
- فنون فلسطينية مقاتلة في منهاتن
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن
- بدئ التحضيرات المكثفة لمسرحية الباص - المسرحية العربية المشا ...
- تمام الاكحل .. رسولة فلسطين
- يا ناصره زجلية مهداة الى اهل الناصرة وجبهتها ورئيسها
- حين يهمل الوطن ابنائه تتناثر ابداعته بين ايدي اللصوص والسماس ...
- جدلية المدينة الحزينة


المزيد.....




- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - عريان وابي عريان في اخر الزمان قصة لم تنتهي - من تراثنا العربي-الاصيل