الى العراقية مع التحية

كاظم شناتي الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 03:31
المحور: كتابات ساخرة
    

(تحذير هام الى كافة المرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم او ارتفاع نسبة السكر في الدم بضرورة الابتعاد عن مشاهدة قناة العراقية وخصوصا المثقفين والاعلاميين)

اما عن سبب هذا التحذير الذي اردت به كسب الأجر والثواب ونيل الدرجات العلى في الجنة ان شاء الله فهو سبب وجيه اذ ان قناتنا العزيزة التي تمثل دولتنا العراقية ولا تمثل الحكومة او اية جهة او سلطة.. وان ما يتوافر لها من الامكانات المادية والبشرية يؤهلها لان تكون (سيدة القنوات العراقية ) وربما العربية خصوصا مع وجود هذة الكفاءات و المواهب العراقية في كل الفنون والاداب.. ولكن .... وهذا عتاب مرير للاخوة المشرفين عليها وهم من صفوة المثقفين العراقيين. فالذي يجلس مسترخيا ليستمتع بمشاهدة برامج قناتنا العتيدة ويعرف منها الخبر الصحيح والمعلومة الاكيدة باعتبار ان اهل مكة ادرى بشعابها وان من الافضل ان تعرف مايدور في بلدك من مصادره المحلية وان لا تضطر لتطبيق مقولة غوار الطوشي عندما طلب من صديقة ابو عنتر ان يفتح الراديو على اذاعة لندن لكي يعرفوا ماذا يجري في الحارة التي يسكنون بها. قد يصاب بالاحباط والتوتر بسبب الاخطاء والهفوات الكثيرة.
انا وبصراحة من متابعي هذة القناة الفتية ومن المهتمين ببرامجها وتغطياتها الاعلامية خصوصا وانها تكون احيانا المصدر الوحيد في نقل نشاطات معينة كجلسات البرلمان مثلا وجلسات المحكمة في قضايا مسؤولي النظام السابق( ولكن)..وآة من كلمة لكن.. نلاحظ ان هناك فوضى عارمة واخطاء(تشكَ البطن) وتفت المرارة وترفع ضغط الدم واي ضغوط اخرى في الجسم.. اصف لكم هنا ساعة من المشاهدة غير الممتعة امام قناة العراقية الاولى .
الساعة الآن السابعة وخمسون دقيقة مساءا من يوم 6/3/2008 .القناة تستعد لتقديم نشرة الاخبار عند الثامنة مساء وهي نشرتها الرئيسية واذكر هنا ان هذا الوقت هو وقت الذروة في مشاهدة القناة مما يتطب ان تبذل جهدا مضاعفا في كسب المشاهد وبث القناعة في نفسه بمصداقية القناة ومهنيتها علما ان هذة الليلة هي من الليالي العظيمة في نظر امتنا الاسلامية والعربية فهي ليلة ذكرى وفاة معلم البشرية العظيم الرسول محمد (ص).. فكانت القناة تبث صورة حية عن كاميرا نصبت مقابل مرقد الامام علي (ع) وهي تظهر مشهدا عاما للقبة والبناية ولا يظهر فيها حركة الناس والشارع.. ولكن الغريب انك تسمع اصواتا لأشخاص يتحادثون فيما بينهم ومن خلال كلامهم يظهر لك انهم يجهلون ان صوتهم ينقل مباشرة الى كافة انحاء العالم ولا ادري ان كانوا من الكادر ام من عامة الناس وكيف وصل صوتهم بهذا الوضوح والقوة الى (اسماعنا الكريمة) علما ان هذا الامر يتكرر كثيرا في النقل الخارجي من قناة العراقية ليس هذا هو الخطأ الوحيد او الاخير بل ان مسلسل الاخطاء يستمر (وبنجاح ساحق) فقد ظهر تايتل بخط كبير وواضح اسفل الصورة يقول (نقل مباشر لمراسم الزيارة على قناة العراقية الخامسة ) ولكن حينما حولت جهاز الاستلام على قناة العراقية 5 وجدتها تعرض تقريرا حول الجريمة في الخارج وعمل اجهزة الشرطة في مكافحتها . فانتظرت حتى حان موعد النشرة الاخبارية وقناة 5 مباشر تعرض تقريرها بكل برائة فهي في واد والعراقية الاولى في واد اخر . ارتفع ضغطي قليلا ولكني استعنت بالصبر وقررت مشاهدة نشرة الاخبار من العراقية . بعدما ابتدا المذيع بقرائة النشرة ظهر تقرير مصور تتحدث فية المحامية مريم الريس وكتب اسفل صورتها التعريف التالي (مريم الريس عضوة البرلمان العراقي) ولكنني انا العبد الفقير الى الله اعرف ان مريم الريس ليست عضوة في البرلمان الحالي مع احترامنا لشخصيتها المتميزة. واستمر هذا التايتل الكبير حتى انهت حديثها ولم يتم استدراك الخطا.. ولكنني قررت الاستمرار في متابعة النشرة على مسؤوليتي الخاصة . الفقرة التالية خبر عن اعتقال المفتش العام لوزارة العدل من قبل القوات الامريكية كما جاء في التايتل وكما قرا ذلك بكل ثقة السيد مقدم النشرة فاكد انة المفتش العام( لوزارة العدل).. والخبر بحد ذاتة يعكر مزاجنا ويجعلنا ندخن السجائرالاردنية سيئة الصيت ولكن العجيب في الامر ان الصورة تظهرمجموعة من منتسبي الوزارة المحتجين وهم يرفعون لافتات تؤكد ان المعتقل هو المفتش العام في( وزارة العمل والشؤون الاجتماعية).. كما تحدث بعظهم للقناة واكد ذلك فما كان مني الا أن سحبت (العلاكَة) وتناولت حبة من العلاج الخاص بتخفيض ضغط الدم حتى لا يفوتني اكمال مشاهدة النشرة مما جعلني اشعر بنوع من الارتياح وتمكنت من استراق ضحكة بريئة حينما تحدث المذيع عن الهجوم التركي على شمال العراق معززا بفلم يظهر احدى المكتبات التركية التي تبيع الصحف وهي تعرض مجموعة من الصحف الرياضية (حصرا) كصحيفة (آس)و(ماركة) الاسبانيتين وهما من الصحف المتخصصة في الرياضة . واظن اني فهمت ما تقصدة القناة بهذة (الارهاصة) العجيبة فربما قصدت ان يتحلى المشاهد بروح رياضية ويغمض عينية عن الأخطاء كي يتجنب ارتفاع الضغط والاضطرار لتناول الحبوب المهدئة.

#كاظم_شناتي_الركابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات