أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية














المزيد.....


بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 02:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رفض المجلس الاعلى لقانون المحافظات المتمثل باستغلال ( الفيتو ) الذي يتمتع به الدكتورعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية , وضع باقي اطراف قائمة "الائتلاف " التي تؤيد القانون في مفترق طرق , ويكاد ان يكون الاخطر في مسيرة "الائتلاف" . فمن ناحية ان المجلس انقلب على كل اطراف القائمة ( التيار الصدري , حزب الفضيلة , حزب الدعوة , المستقلين ) الذين ايدوا القانون واعتبروه ملك قائمة " الائتلاف " الذي دخلوا به مهزلة صفقة تمرير القوانين الثلاث ( الميزانية للاكراد , والعفو للسنة ) كحزمة واحدة . ومن ناحية اخرى الاستغلال غير النزيه – كما يعتبرها باقي اطراف القائمة – من قبل الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية لوظيفته التي حصل عليها كممثل ل" الائتلاف " , وليس لحزبه المجلس الاعلى . ومن جهة ثانية وهي الاخطر , حيث انقسمت القائمة الى اتجاهين متعاكسين , الاول : تمثله كل اطراف القائمة , ويدعو للتمسك بوحدة العراق , وضرورة استجابة المحافظات للمصلحة الوطنية , كما في كل دول العالم الفيدرالية . والثاني الذي ينفرد به المجلس الاعلى : يدعو الى استقلال القرار بالكامل للمحافظات بدون اية رقابة وطنية .

من السهولة ان يدرك المرء حجم الصراعات التي ستنشأ لو تمكن المجلس الاعلى من تطبيق نظريته هذه . وهي في الاساس لاتخدم مشروعه الطائفي في اقامة اقليم الوسط والجنوب الشيعي من تسعة محافظات , فليس من المعقول ان ترفض المحافظات ميزات استغلال قرارها المستقل , وتكبل نفسها بالانضواء تحت راية قرارات الاقليم . ويبدو ان تلغيم قانون المحافظات بهذه الصورة , الغرض منه تفجير قانون الفيدرالية بالذات , وقد اكد السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى اكثر من مرّة : مثلما اخذ الاخوة الاكراد , نحن نأخذ مثلهم . في اشارة تبدو الآن واضحة في هذا المسعى , والا ما معنى ان يطرح المجلس محاولة التفتيت هذه بهذا الوضوح؟!

ان مشكلة هذا الطرح لاتكمن خطورته مع باقي الاطراف السياسية سواء كانت شيعية او سنية , ولكن الخطورة تكمن بتأييد بعض الزعامات القوميةالكردية لهذا الطرح . وهي تدرك جيداً ان دوافع المجلس الاعلى هو التناغم مع رغبة النظام الطائفي الايراني في القضاء على فيدرالية كردستان العراق , التي ستجلب له دوامة الاستحقاق المشروع لحقوق القوميات الايرانية غير الفارسية . ورغم هذا الادراك , يفضل هذا ( البعض ) ان يشرذم العراق , وفي احسن الاحوال يبقى في وحدة هشة لايمكن ان تكون نموذجاً محترماً لباقي شعوب المنطقة , على ان لايفقد أي شئ من الامتيازات التي حصل عليها . ويمكن اقرار هذه الامتيازات من ان تكون خاصة بأقليم كردستان لو جرى التعامل بشكل جدي مع القوى الديمقراطية الحقيقية , وليس مع القوى الطائفية التي تكشف عن عدائها يوما بعد آخر للنظام الفيدرالي .

ان تجذر الصراع بين المشروعين الامريكي الداعي في احد جوانبه الى الديمقراطية وعدم مركزية السلطة , وبين المشروع الايراني الداعي لافشال المشروع الامريكي , والمحافظة على مركزية سلطة ولي الفقيه التي هي اهم من كل مقومات الدولة والمجتمع , سيخلق صراعات دموية جديدة اكثر ضراوة من الصراع بين المجلس الاعلى والتيار الصدري , ولايدفع ثمنها الا ابناء العراق . وما دام المجلس الاعلى اعلن بوضوح عن توجهاته , فلا شك ان القوة التي يحصل عليها من النظام الايراني ستكون هي الاساس في اندفاعه هذا . وهذه القوة نفسها ستعمل على تمزيق باقي الاطراف الوطنية الشيعية بعد ان تعجز عن لمها مرة اخرى , مثلما حصل في تشكيل قائمة "الائتلاف " .

تتقطع قلوب العراقيين الحقيقيين ألماً , وهم يرون تقدم صراع المشروعين الايراني والامريكي بهذا الدرجة من الوضوح . والمشروع الوطني العراقي لايزال في طور التشكيل , وكلما خطى خطوة تعثر وسقط , مثلما حصل مع مشروع القائمة " العراقية " , التي حولها رئيسها الدكتور اياد علاوي الى جسد مشلول اثقل منتسبيها بعوقه . ويستجير الكثير من العراقيين بالمشروع الامريكي للحفاظ على وحدة بلدهم المهلهلة اصلاً , امام المشروع الايراني الذي لن يترك للعراقين شئ يمثلهم . وهم يعلمون ان المشروع الامريكي لن ينصفهم ايضاً, وبدل الفيدرالية الطائفية التي يسعى النظام الايراني لتكون قاعدته في العراق , سيعمل الامريكان على وضع اسس فيدراليات شركاتهم العملاقة , الا انها ستترك للعراقيين حرية ترتيب سلطتهم وتعايش قومياتهم واديانهم , والسير في درب الحياة المدنية بعد ان تستنفذ حسم صراعها مع المشروع الايراني . ولايزال الامل قائماً في استنهاض المشروع الوطني الذي لابديل عنه في حفظ كرامة العراقيين , والمحافظة على وحدة وطنهم وارادتهم بين هذه الوحوش .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يوحد المشروعين الامريكي والايراني في العراق
- التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين
- ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية
- امل العودة للتوازن المفقود
- خطوات تبغي الانفراد بالقرار
- سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق
- التكافل الملغوم
- الرئيس الامريكي وترسبات السياسية العراقية
- الربع الطافي من جبل التخريب
- 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية
- تحالفات التحاصص تزيد الجحيم للعراقيين
- التفاؤل المنكوب
- قانون المحافظات وصراع اطراف الاختلاف
- فقط من اجل شرف الحقيقة
- بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع
- هيئة النزاهة ومطالبة الخبرة الهندسية
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها
- يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية
- تداعيات الزمن العراقي المنكوب


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية