أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - هل تخلق الأموال مجتمعا مرفها ً؟!














المزيد.....


هل تخلق الأموال مجتمعا مرفها ً؟!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تبدو الإجابة بالإيجاب عن ذلك التساؤل هي المنسجمة مع المنطق فهل تتحقق تلك المعادلة على الدوام؟.
بإلقاء نظرة على بلدان العالم المختلفة وبعد التدقيق في النسب البيانية لمستويات المعيشة ومعدلات الفقر في دول العالم سنرى خارطة غير منسجمة وغير متوافقة إذ أن بلدا ًمثل نيجيريا يصنف على انه غني بثروته النفطية ويعد في مصاف الدول الأكثر انتاجا ً وامتلاكا ً له؛ الجزء الأعظم من مواطنيه يعانون الجوع ويلجأ الكثير منهم الى ثقب أنابيب البترول التي تمر بقراهم لأخذ النفط وهي حالة تتكرر على الدوام وتنتج من جرائها الحرائق والضحايا وإذا كان البعض يفسر تنامي الفقر في ذلك البلد الإفريقي بكثرة عدد نفوسه الذي يربو على 121 مليونا ً على وفق آخر إحصاء تُرى ماذا نقول عن الصين التي يتجاوز عدد سكانها المليار والثلاثمائة مليون انسان ولا توجد فيها مستويات فقر كتلك التي توجد في نيجيريا بالرغم من ان ثروتها النفطية لا تشكل إلا جزءا ً ضئيلا مقارنة بنيجيريا وكيف نفسر نجاح معظم الدول الأوروبية او جميعها في خلق مجتمعات مرفهة برغم ان الكثير منها لا يملك ثروات متميزة.
ان امتلاك الثروات وحده غير كافٍ لتحقيق التطور الاقتصادي والحضاري المطلوب والارتقاء بمستوى الشعب والبلد إذا لم يرتبط بسياسة حكيمة لعل من أول شروطها الإخلاص والوطنية والنزاهة لذا نجد ان الفقر لدى السكان ارتبط و يرتبط على الدوام بمستويات الفساد فيها وان الاستطلاعات العلمية والدراسات الأكاديمية تبين أن الدول التي تصنف على انها غنية في الثروات والتي ينتشر فيها الفقر تتمتع بمستويات عالية من الفساد الإداري والمالي والعكس صحيح بمعنى ان الدول التي يقل او ينعدم فيها الفساد تتمتع بوضع معيشي جيد حتى اذا امتلكت ثروات متواضعة وحتى اذا انعدمت فيها الثروات ولقد صنفت منظمة الشفافية الدولية العراق على رأس الدول الأكثر فسادا ً في العالم تليه هاييتي وميانمار وغينيا والسودان والكونغو وتشاد وبنغلادش على التوالي في حين جاءت فنلندا في المرتبة الاولى من الدول الأكثر نزاهة تليها كل من ايسلندا ونيوزلاندا والدنمارك وسنغافورا والسويد وسويسرا على التوالي.
ان مصدر خشيتنا في العراق و مصدر خطورة الوضع فيه انه وبرغم امتلاكه لثروات هائلة وبرغم حجم سكانه المتواضع مقارنة بما يمتلكه يتمثل في سوء الإدارة سواء على الصعيد السياسي ام على صعيد المؤسسات والدوائر وهي ظاهرة باتت معروفة للجميع وأخذت تتنامى وتتناسل بمرور الايام والسنين بالشكل الذي أدى الى بروز بون شاسع بين فئات بدأت تثرى بصورة غير طبيعية وتكون المصالح داخل البلد وخارجه وبين عامة الشعب التي أخذ وضعها ينتقل من سيء الى أسوأ الى الحد الذي بات معه أمر امتلاك مكان مستقل للسكن او وظيفة حلما ً بعيد المنال وفي طي المجهول بالشكل الذي أدى بأغلبية الناس الى ان تنظر الى المستقبل بصورة سوداوية خصوصا ً وهي ترى الاستطلاعات التي أعلنت نتائجها والتي بينت ان 43 % من العراقيين يقعون تحت تصنيف الفقر المطلق اي ان دخل الفرد لا يستطيع اشباع حاجاته من الغذاء والمسكن والملبس والتعليم والصحة والنقل وحيث يجري الحديث الكثير عن إنشاء المجمعات السكنية من دون أن يقترن ذلك بإجراء فعلي يعالج مشكلة اكتظاظ البيوت في مناطق عديدة او أن يضع حلا ً لقضية التجاوز على أراضي الدولة عن طريق التخطيط لإنشاء مجمعات مكتملة الخدمات يُمنح فيها كل من لا يملك سكنا ً مكان سكن خاص به وبأسرته وطبعا ً فان كل ذلك وغيره من ضروب الحرمان يجري في الوقت الذي تتراكم أموال البلد خصوصا ً بعد الطفرات الهائلة في أسعار النفط التي تجاوز سعر برميله حاجز المائة دولار من دون أن ينعكس إيجابا ً على المستوى المعيشي للفرد العراقي حيث تجد تأثير الفقر على الناس حتى في لباسهم وفي أفواج المتسولين في الطرقات والساحات وحيث يتعايش الناس مع أكوام القمامة التي تغزو حتى مركز العاصمة بغداد وبالقرب من دوائرها الحيوية مثل ساحة الميدان من دون أن يلتفت احد من المسؤولين الى رفعها وتأهيل تلك الأماكن ...
وبالتأكيد فان غنى العراق وثرواته الهائلة لم تفلح في تحقيق الحياة الكريمة الرخية لأبنائه غير ان المواطن لن يذعن الى تلك المعادلة غير العادلة كما انه لا يريد ان يحصد في المجهول لينتظر وعودا ً متكاثرة غير متحققة بل انه يتطلع الى حلول آنية ومعالجات فورية جوهرية لجميع مفاصل حياته لترقى به الى مصاف التحضر والتقدم لكي تستقيم كفتا الميزان وهو يعرف انه بحاجة الى قيادات وطنية نزيهة تقود دفة البلد الى موقعه الطبيعي لكي يطمئن على حياته الحاضرة التي هي المفتاح للحياة السعيدة لأبنائه وأحفاده لا ان يلقي بكرة أمنياته وأحلامه في ملعب كل حكومة جديدة تأتي من دون ان تحقق له شيئا ً.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المطلوب من التشكيلات والتيارات الجديدة لتخطي الازمة؟!
- وضاع الماء في بلد النهرين .. !!
- مهزلة الكهرباء الوطنية ..
- إهمال مطالب الناس يهدد العملية السياسية برمتها
- الحكومة والدولة وما بينهما
- فشل نظام القوائم الانتخابية .. وحان أوان استبداله
- إنفرجَ الوضع الأمني .. فضاعت الكهرباء !!
- وزارات محلية .. وزراء محليون!
- وزراء العراق الجديد يقطعون أرزاق موظفيهم
- وزارة ساركوزي ووزارة المالكي
- أضم صوتي ضد وزارة الكهرباء ولكن
- مدينة الثورة ضحية لصوص وزارة التجارة
- إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع
- بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم ...
- استقال لماني فمتى يستقيل الفاشلون في دولتنا؟ رأي متواضع في ا ...
- فلنحجب أخبار الارهاب!
- شرف الثوار وأنحطاط الأشرار
- 99 طفلا عراقيا ً يولد كل ساعة!!
- خرافة الـ 42 % !!!
- 20 % شرعية 65 % غير شرعية !!


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - هل تخلق الأموال مجتمعا مرفها ً؟!