|
القبلة المنقذة في فيلم للأطفال
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 10:46
المحور:
الادب والفن
1 الأفلام الغنائية ، ذات النفس الرومانسي ، وجدتْ لها مكاناً أثيراً في سينما " هوليوود " ، وخصوصاً في الحقبة الكلاسيكية . آنئذٍ ، كان هذا النوع من الأعمال ذا شعبيّة ، غامرة ، لدى المُشاهدين وعلى مختلف سوياتهم الإجتماعية كما ومدارج أعمارهم . وعلى هذا ، نتفهّم حقيقة إنعدام التخصص ، في ذلك الزمن ، بشأن أفلام الأطفال الروائية والإستعاضة عنها بأفلام الكارتون ؛ وتحديداً ، تلك المتسلسلات ، المعروفة ، من قبيل " ميكي ماوس " ، " توم وجيري " ، " باباي " .. وغيرها . الفيلم الغنائيّ ، إذاً ، مُسْتنابُه الطفولة ؛ ثمة ، أينَ الحكاية البسيطة التفاصيل ، والحوارات الخفيفة المَحْمَل ، والمَشاهد الحالمة والمُتماهية بالألحان العذبة والأصوات الشجيّة . روح الدعابة ، تطغى على ذلك النوع من الأعمال الفنية ، وبالتالي تجعله أحياناً في شبهة التنصيف ، الإعتباطيّ ـ كفيلم كوميديّ . هذا الأخير ، وبما أنه مفتوح الإحتمالات على المواضيع الغراميّة ، الإيروتيكية غالباً ، فإنه يبقى بمنأى عن القبول بالنسبة لنفسيّة الطفل ، وُيسبب ضرراً بالغاً لتكوينه الطبيعيّ . فيلم المغامرة ، أيضاً ، كان على المستوى نفسه من الخطر تجاه الوعي الطفوليّ ؛ بما أنّ محورَ لقطاته قائمٌ على العنف الشديد ، المتهوّر ( الأكشين ) .
2 الإهتمام بالطفل ، في الغرب بشكل محدد ، شهدَ إضطراداً هائلاً لا سابق له في عصرنا الراهن . وفي هذا الإتجاه ، فإنّ توسّع الدراسات والتنظيرات ، السيكولوجية المنحى ، ما كان له إلا أن يرفدَ عالمَ الفنّ بإمكانات وخبرات جديدة ، لا غنى عنها في الطريق إلى تأصيل سينما للصغار ، حقيقية . التلفاز ، بدوره ، شكل أمثولة هامّة للغاية ، على الصعيد ذاته ، ما دام قد أضحى ضيفاً كريماً ، دائماً ، على كلّ بيتٍ تقريباً في معمورتنا . وإعتباراً من مبتدأ السبعينات من القرن المنصرم ، دخلتْ التقنية الملونة ، الأكثر حداثة ، في صناعة الفيلم ، علاوة على الشاشة الصغيرة . والطفل ، بطبعه ، ميالٌ إلى الأشياء الملوّنة ، المُبهجة ، فضلاً عما أثرناه ، آنفاً ، عن هوسه بالغناء . ولحظنا في العقدين الأخيرين ، خصوصاً ، تحقق ثورة في عالم الفنّ السابع ، المنذور للطفولة . فكانت أفلام الكارتون ، الروائية الطويلة ، من واردات تلك الثورة ؛ كما في حكايات " السندباد " و " علاء الدين " ، المُستمدّة من الأساطير الشرقيّة ؛ أو " عروس البحر " و " طرزان " ، المُحالة للخرافات الأوروبية . سلسلة أفلام " شريك " ، ضافرَت هذا التوجّه ، الناجح ، في أفلام الأطفال ، حيث إستخدم فيها أحدث التقنيات والتي هيأت لبصر الصغير التمتع بعالم صور متحركة شبيه إلى حدّ بعيد بعالمنا ، الواقعيّ ، علاوة على تنمية خياله بالحكايات العجيبة عن صحبة الإنسان والحيوانات والكائنات الاخرى .
3 " المسحور " ، بحسَب الترجمة السويديّة ؛ هوَ إسم الفيلم الجديد ، الذي نحن بصدد دراسته ، والمُلاقي اليومَ إقبالاً عظيماً في دور العرض ، على مساحة العالم كله . إنه مثالٌ ، جديرٌ بالإهتمام ، على ما يتصل بالتقدّم الكبير لسينما الأطفال ، في الأعوام الأخيرة . الحنين للزمن الرومانسيّ ، يكاد أن يكون علامة على الأعمال الفنيّة ، المختلفة ، المُتطبّع بها واقعنا اليوم ، المبؤوس الحال ، المشتغل على مشاكل الإرهاب والفقر والبيئة وعدم المساواة بين الشرق والغرب . هذا الفيلم ، من ناحية اخرى ، يُعدّ تتويجاً لسلسلة من الأفلام ذات المضمون الأسطوري ، والمُنتجة من لدن المؤسسة الهوليوودية ، العريقة ، " والت ديزني " . ولعل الجديد ، المُبتكر ، في هذه السلسلة الأخيرة ، كونَ الفيلم نسيجاً واحداً ، تتقاطع فيه خيوط الصور المتحركة بالاخرى ، الواقعية . المخرج المبدع " كيفين ليما " ، يقدّم لنا في عمله هذا ، رؤية حداثية تشمل النصّ ، أيضاً . ولكن ، قبل كل شيء ، لنرَ ما تقوله لنا الحكاية ، المُشوّقة .
نبدأ من أفيش الفيلم ، الذي شكلَ ، للحقيقة ، مَعقِدَ مُشكلةٍ بين طفليّ ، مذ لحظة إجتيازنا عتبة صالة العرض . إذ جادلَ إبني شقيقته ، التي تصغره سناً ، بكون العمل فيلماً للصور المتحركة ، مُفضلاً أن نختار غيره ؛ فيلماً روائياً للأطفال ، على الأقل . الصورة الواقعية ، على ذاك الأفيش ، والمُقدِّمة أبطاله بشخوصهم ، الإنسانية ، ربما حسَمَتْ موضوع المجادلة ولصالح وجهة نظر إبنتي ، بطبيعة الحال . وحسناً فعلَ إختيارُنا ، ما دامت وجهات نظرنا قد أجمعتْ ، في نهاية العرض ، بأنّ " المسحور " كان أكثر من رائع ، وبكل المقاييس . وكانت اللقطة الأولى ، المُستهل بها الفيلم ، توحي بأنّ للصور المتحركة دورٌ مهم ، مفتاحيّ ، في الولوج للحكاية عبرَ أبوابها السحريّة ، العصيّة . ها هيَ الفتاة الفاتنة ، " جيزيل " ، تلمّ الحيوانات والطيور من حولها ، بفضل صوتها الرخيم . السنجاب ، سيكون من اللحظة هذه ، صديقاً وفياً لفتاتنا ، يقدّم لها العون في أحرج المواقف . ولكنّ " البرنس " ، الشاب ، هوَ من سينقذها في نهاية هذا المشهد من مفتتح الحكاية . شعورٌ من الحبّ ، متبادل ، يجمعُ بينهما ، يُباركه من كان متواجداً حولهما ، من حيوان وطير ، بأغنيات فرح وحبور . بيْدَ أنّ " الساحرة " / زوجة الأبّ ، الشريرة ، كانت تراقب الأمور عن كثب ، قلقة ً من إحتمال أن يتزوج " البرنس " من فتاة أحلامه ، فينجب وليّ عهدٍ يهدد سلطتها في هذه المملكة ؛ المُسماة " أندلسيا " . وهكذا تدبّر للفتاة شركاً ، يودي بها إلى هوّةٍ ، سحيقة .
المشاهد الواقعيّة للفيلم ، تبتدَهُ مذ لحظة تمكن " جيزيلا " ( الممثلة آمي آدامز ) من الخروج ، سالمة ً ، من أغوار تلك الهوّة . إنها الآن في " نيويورك " ؛ الحاضرة الكبرى ، والمُتبدّية هنا كما لو أنها العالم بأسره . ما تفتأ الفتاة في ملبَسها ، المُستلّ من حكايات القرون الوسيطة ، مثيرة ً العجبَ أينما تولت بوجهها ، فيما هيَ سائرة خلل أحدث الطرق والعربات وبين بشر القرن الواحد والعشرين ! على الطرف الآخر من الحكاية ، ثمة أسرة صغيرة ، قوامها أبٌ شاب نوعاً ، أرمل ؛ إسمه " باتريك " ، وإبنته الوحيدة ؛ " كارمن " ، ذات السنوات السبع . هذا الأب ( الممثل باتريك ديمبسي ) ، كان يُحاول إقناع الصغيرة بحاجته إلى إمرأة في حياته ، واعداً إياها بأن تكون بمثابة الأمّ لها . إشارة الإبنة إلى أنّ زوجة الأب ، بحسب الخرافات المرويّة ، ما هيَ سوى " ساحرة شريرة " ؛ هذه الإشارة ، ربما شاءَ لها المُخرج أن تكون كخلفيّة ، واقعيّة ، لتلك الحكاية ، الأسطورية ، المُستهلّ بها الفيلم بصوره المتحركة . وعلى كلّ حال ، فإنّ فتاة الحكاية ، بنفسها ، كانت ثمة في تلك الليلة ، تقطع طريقَ كلّ من الأب وإبنته . هذه المصادفة ، تحتم عليهما إصطحاب " جيزيل " ، الغريبة ، إلى المنزل للإعتناء بها وإيوائها حتى الصباح . يقظة اليوم التالي ، ستحمل للأب وصغيرته مفاجأة اخرى : كرنفال من طيور ودويبات ، مختلفة ، كان يخطر في الشقة ، وكلّ يصدح بصوته على أنغام الموسيقى تأثراً بالصوت الأجمل للفتاة ، الضيفة : ألا يذكرنا هذا بأسطورة " أورفيوس " ، الإغريقية ؟
ببراءة تصرفاتها ، تنقل " جيزيل " مُضيفها من موقف محرج إلى آخر . وها هيَ خطيبته هنا ، في الشقة ، تضبطهما في الحمّام معاً ، فلا تلبث ان تخرج ساخطة ، مغضبة . إذاك ، يقرر " باتريك " أن يطرد الضيفة هذه ، الثقيلة . ولكنّ الإبنة ، المتعلقة بها بشدّة ، تقف بالمرصاد لتلك المحاولة . موقفٌ أكثر جدّة ، قدّرَ له ، أخيراً ، أن يُفتح قلب الأب على حقيقة هيامه بهذه الفتاة الفاتنة ، الطارئة على حياته . إذ يكون معها في مكتب المحاماة ، حيث يعمل ، فيشهد هناك كيف تقنع هيَ إحدى الزبائن بضرورة الغض عن طلب الطلاق والعودة إلى عش الزوجيّة ، مجدداً . في هذه الأثناء ، تدخل خالة الأب ، " الساحرة " ، الحدثَ مرة اخرى . إنها هنا ، بشخصيتها الواقعية ، الإنسانية ( النجمة سوزان ساراندون ) ، تستقريء مرآتها عما يدور من أمور إبن زوجها . ولا تلبث أن تعلم بأنّ حبيبته ثمة ، بين الأحياء في مدينة نيويورك ، فتقرر أن ترسل أحد أتباعها المخلصين لكي يهلكها . وها هوَ الأمير الشاب بذاته ، يلج أيضاً أجواء الحكاية ـ كإنسان حقيقيّ ( الممثل جيمس مارسدين ) . وكما كانه حال " جيزيل " ، يظهر الأمير على الملأ بشكله الغريب ، المنتمي للأساطير القروسطية . ثمّ يتمكن من لقاء تلك الفتاة ، ولكنه يُصدم المرة تلو الاخرى بما كان من تغيّر عواطفها تجاهه . حفلة الباليه ، الكبرى ، في قصر المدينة ، ستكون بمثابة المكان المُحتبي مختتم الحكاية ، والمُتعيّن عليه أن يمازج جانبها الخرافيّ ، المُصوّر ـ كفيلم كرتون ، بالجانب الواقعي ، المهيمن على معظم مساحة العرض . وهذا ما يعيدنا ، ثانية ً ، إلى تلك النقطة التي توقفنا عندها ؛ والمتعلقة بأسلوب المخرج ، الحداثي ، في تعامله مع النص .
لدينا هنا ، في فيلم " المسحور " ، أكثر من مرجع أسطوريّ للنصّ . إنّ حكاية " البيضاء كالثلج " ، الشهيرة في الآداب الأوروبية ، كانت محورَ الفيلم ؛ وخصوصاً في شقه الآخر ـ كصور متحركة . ولكنّ المخرج ، المبدع ، أدخل تحويراً على تلك الأسطورة ، حينما جعلَ " الساحرة الشريرة " زوجة أبٍ للإبن الشاب ( " البرنس " ) ، بدلاً عن الإبنة الشابّة ، المفترضة . كما أنّ مساعد تلك الساحرة ، والمكلف المرة تلو المرة بمحاولة قتل الفتاة ، سينقلب في الفيلم إلى رجل يُعاني من عذاب الضمير ، وما عتم أن وقف إلى الأخير بصفّ العشاق المحبين . وكانت الساحرة قد نجحت في حمل الفتاة على قضم جانب من التفاحة ، المسمومة ، فما لبثت أن وقعت دونما حراك . ثمة طريقة وحيدة ، مقترحة ، لإعادتها للحياة ؛ وهيَ قيام الحبيب بتقبيلها من شفتيها . هنا ، يتقدّم " البرنس " من تلك التي ظنّ ، دوماً ، أنها حبيبته ، المختارة . إلا أنّ نأمة ما ، من حياة ، لا تبدر عن الفتاة . نغمة نغمة ، تتصاعد الموسيقى الكرنفالية مع تقدّم " باتريك " من حبّ عمره ، الحقيقيّ . وما هيَ إلا ثانية حسب ، والقبلة تلك ، المُنقذة ، توافي الحبيبة حقها في الحياة . ثمّ يأتي هنا دورُ أسطورة اخرى ، كيما يكتمل مشهد النهاية ، الفذ ، الرومانسيّ . إنها أسطورة " سندريلا " ، المعروفة بدورها في الآداب القروسطية لأوروبة ، والتي إجتزأ منها المقطع الأهمّ ، ليضافرَ تلك النهاية المقترحة للفيلم : تترك " جيزيل " فردة حذائها ، في مستهل الحدث ، فيحتفظ به " البرنس " . ولكنّ المفارقة هنا ، أنّ خطيبة " باتريك " هيَ من تعيّن عليها ، أخيراً ، تجربة فردة الحذاء تلك ، ومن ثمّ نجاحها بحيازة قلب الأمير !
[email protected]
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مَناسكٌ نرجسيّة 4
-
من جسر ثورا إلى عين الخضرة
-
مَناسكٌ نرجسيّة 3
-
مَناسكٌ نرجسيّة 2
-
مَناسكٌ نرجسيّة *
-
دعاء الكروان : تحفة الفن السابع
-
ميرَاثٌ مَلعون 5
-
ميرَاثٌ مَلعون 4
-
ذهبٌ لأبوابها
-
ميرَاثٌ مَلعون 3
-
ميرَاثٌ مَلعون 2
-
ميرَاثٌ مَلعون *
-
كيف نستعيد أسيرنا السوري ؟
-
أختنا الباكستانية ، الجسورة
-
جنس وأجناس 4 : تصحير السينما المصرية
-
زهْرُ الصَبّار : عوضاً عن النهاية
-
زهْرُ الصَبّار 13 : المقام ، الغرماء
-
الإتجار المعاكس : حلقة عن الحقيقة
-
زهْرُ الصَبّار 12 : الغار ، الغرباء
-
نافذتي على الآخر ، ونافذته عليّ
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|