أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احمد محمود القاسم - الاختلاط ظاهرة اجتماعية ايجابية















المزيد.....


الاختلاط ظاهرة اجتماعية ايجابية


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 11:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كان الاختلاط في الماضي بين الجنسين يعتبر من الكبائر، التي لا تغتفر، وحدوثه بين الجنسين رجس من عمل الشيطان، لذلك كان كل شيء يخطط له، آخذين بعين الاعتبار، استبعاد الانثى عن الذكر في كافة الظروف والمواقع، وكأن بلقائهما ستحدث الطامة الكبرى، ، فكان لا يسمح بلقاء الجنسين الا ما ندر، وكانت توضع كافة المحاذير والعواقب الوخيمة من جراء الاختلاط .
قد يكون هذا مقبولا في الماضي السحيق، في عصر الانغلاق والتقوقع والانعزال، اما في عصرنا الحالي، عصر العولمة والانفتاح والاقمار الاصطناعية والفضائيات وتقدم الاتصالات السريع، فان ظاهرة الاختلاط لم تعد سوى تحصيل حاصل، شئنا أم أبينا، فالتقدم يسير بخطوات سريعة الى الامام، والحياة تسير معه، مهما وضعنا امامها من العراقيل او الصعاب والمعوقات، ومن يتخلف عن السير في ركب الحياة فانها تلفظه جانبا، ويتأخر عن الركب ولن يجد احدا لينتشله، فيتعفن مكانه ويموت.
بعض من الدول العربية والاسلامية ما زالت تعيش بعقلية الماضي منذ عشرات السنين، بقوانين عفي عليها الزمن، ولم تعد صالحة لزماننا ولا للازمان القادمة، ولا تختلف عن ازمنة العصور الوسطى، فتحاول جاهدة منع الاختلاط بين الجنسين، بالرغم من ان الاقمار الاصطناعية تنقل كل شيء في كل مكان وكل زمان، الى كل انسان بدون تحفظ، حتى اصبحت الممنوعات بين الرجل والمرأة اكثر انتشارا من المباحات في كل مكان وكل زمان، وتحاول عرقلة خروج المرأة من القمقم الذي تعيش فيه، فيحرم عليها مثلا قيادة السيارة او الخروج لوحدها الا بمحرم، ولبس البنطلونات او الجينز وغيرها من المحرمات التي لا اساس لها من الصحة او الاهمية، فالاختلاط بين كلا الجنسين لا مفر منه، ويصعب منعه، ففي الاسواق العامة والجامعات ووسائل النقل والمطاعم والمتنزهات وفي شواطئ البحار يتم الاختلاط يوميا، واذا ما تم منعه في احد الامكنة يتم ظهوره في امكنة اخرى، وبلاد اخرى بكل سهولة ويسر، بعيدا عن اعين السلطات المسؤولة، وبشكل كبير، فما الفائدة من منعه بالظاهر، طالما انه موجود على ارض الواقع، وبالباطن، تحت شعار " واذا بليتم فاستتروا " والا فاننا نكون كالنعامة التي تضع رأسها بالرمل وتدعي بأنة لا احد يراها، فاذا ما كانت رغبة الناس بالاختلاط، فلما الداعي منعه بين الناس وتكميم الافواه، افليس الاجدى، تعليم الناس وتثقيفهم وتقوية شخصياتهم، ووضع القوانين الصارمة التي تحفظ حقوقهم، ومكتسباتهم وتمنع استغلالهم والاستبداد بهم، بدلا من منع الاختلاط بينهم مثلا، او تكميم افواههم ، وتشديد القيود عليهم.
لقد ادى زيادة الوعي بين ابناء الشعب الفلسطيني بشكل عام، وبين النساء الفلسطينيات بشكل خاص، الى ظهور المرأة الفلسطينية، في الكثير من مواقع العمل، الاقتصادية والاجتماعية، والزراعية ، والتعليمية، والاعلامية، والسياسية والعسكرية " ولو بشكل جزئي ومحدود قياسا بباقي القطاعات " . ويعود هذا ايضا الى ادراك المرأة بأهمية دورها بالمجتمع، وبان هذا الدور هو حق طبيعي لها، عليها ان تنتزعه انتزاعا من الرجل، كما انه حق لها، يكفله المجتمع المتقدم والمتمدن، فالمجتمع بدون مشاركة المرأة فيه بكافة جوانبه يعتبر مجتمع اعرج، ولا يستقيم وضعه، الا بمشاركة المرأة فيه على قدم وساق مع الرجل، مكملة لدوره وليست منافسة له.
الاختلاط ضروري ومن الطبيعة والفطرة:
وصف جمال ألبنا الاختلاط بأنه ضروري، ومن الطبيعة والفطرة، لأن الفصل بين الجنسين عملية وحشية، فقد عشنا في الثلاثينيات من القرن الماضي مرحلة كان يتمنى فيها أي شاب أن يجلس ولو على البعد مع امرأة، لا يريد أن يفعل شيئا سيئا، ولكن لمجرد أن يتعرف على هذا الكائن الذي كان مجرد الجلوس إليه مستحيل.
وقال: ليس حدوث أشياء خاطئة مبررا لأن نمنع بسببها الاختلاط، الشخص يمشي في الشارع مثلا فتصدمه سيارة، فهل نحرم المشي في الشارع؟
هناك نوع من التوجيهات يراد بها اتقاء ثغرات معينة في أعماق النفس البشرية، فعندما نجد حضا على عدم الخلوة، فلا يعني ذلك منع الاختلاط، فالخلوة المقصودة هنا هو المكان الذي يغلق بابه على رجل وامرأة.
لقد أثبتت المرأة وجودها وبشكل مميز، في الكثير من القطاعات الخدماتية والانتاجية، كقطاع التعليم، والمصارف والبنوك، والصحة العامة، والتخطيط والبيئة، والشركات والمصانع، والقطاع الزراعي، والصناعي، والسياحة، ومكاتب خدمات الطيران، والفنادق والمستشفيات العامة، والخاصة، والعيادات، وفي الجامعات، وحصلت على اعلى الشهادات الجامعية التعليمية، كشهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، في كافة مجالات العلم والمعرفة، والعمل، خاصة اذا ما اعطيت الفرصة لها، لتحقيق ذاتها والاخذ بيدها، مشجعين لها ومساعدين، وليس كمنافسين، كما انه لا يستطيع احد نكران دورها النضالي طيلة سني الاحتلال الاسرائيلي، فقدمت ابنائها شهداء للدفاع عن شعبها، وارضها كما قامت هي بعمليات فدائية خارقة، شهد لها العدو قبل الصديق، وبذلك رفعت من مكانتها وعزتها وعنفوانها، ولم يكن الاختلاط عائقا امام عملها وتحقيق طموحاتها، بل على العكس من ذلك ساعد كثيرا في شحذ هممها، والانتصار على التحدي وتحقيق الانجازات والنجاحات.
نحن لسنا بصدد تعداد الاعمال التي تقوم بها المرأة، او يمكنها القيام بها بالمجتمع ونجحت بها كثيرا، وغطت فيها جانبا مهما فيه، ما نود قوله والتأكيد عليه هو ظهور المرأة بالمجتمع، في كل مكان فيه، بالمجتمع الفلسطيني، كشيء طبيعي، فلم يعد ظهور ووجود المرأة بالمواقع العامة شيء مستغرب ومستهجن، لكن المستغرب والمستهجن هو استهجان بعض الرجال والشباب لظهورها، وتبوأها للكثير من المواقع القيادية، والوظيفية والعلمية والسياسية، وكأن هذه المواقع كانت مفصلة ومعدة للرجل، كي يملؤها وحده ، وجئن جنس النساء والفتيات بالاستيلاء عليها، وهذا غير صحيح وهو المستهجن.
ان ظهور النساء والفتيات، جنبا الى جنب الى جانب الرجال والشباب، سواء بالمواقع العامة او الخاصة، لظاهرة صحية يجب تشجيعها، حيث تتيح الفرصة لشبابنا ولشاباتنا للتعارف والتآلف والتواصل فيما بينهم، من اجل قيام علاقة موضوعية، تؤدي بهم في النهاية الى قيام علاقة تزاوج شرعي، مبنية على التفاهم، والثقة المتبادلة، والتهاون من اجل مستقبل مشترك .
يجب على الجهات المسؤولة تشجيع المرأة على القيام بدورها الانتاجي بالمجتمع، وتسهيل مهمة انخراطها بالعملية الانتاجية بجانب الرجل، خاصة في مواقع العمل التي تتقنها، فلم يعد هناك اعمال خاصة بالرجال واعمال خاصة بالنساء .
على اثر التقدم العلمي والتكنولوجي الذي غطى مناحي الحياة المختلفة، وظهور الكمبيوتر وانتشاره بشكل واسع في شتى مناحي الحياة، لم يعد العمل بكافة اشكاله والوانه، يحتاج لعضلات الرجل، بقدر ما هو بحاجة الى العقل والفكر المستنير، والخبرات والتجارب، والابداع الخلاق والذكاء، وهذا كله يتساوى فيه الرجال والنساء، وليس لأحد تفوق على الاخر في هذا المجال .
ان تقدم تكنولوجيا الاتصالات المرئية والمسموعة والمكتوبة، ساهم كثيرا بلقاء الشابات والشباب، والتعارف فيما بينهم على شبكات الانترنيت، في كافة دول العالم، واصبح منع اللقاء فيما بينهم، كمن يحجز ضوء الشمس بالغربال، ليس بالضرورة ان تكون كل هذه الاتصالات واللقاءات فيما بينهم، مسيئة او ضارة بهم، بل على العكس من ذلك، فهي خلقت فيما بينهم روح التعارف البناء، والثقة المتبادل، وعمقت بينهم روح التعاون وتبادل المعرفة والمعلومات، لخدمة اهداف المجتمع بالتطور والتقدم والتمدن، والعمل المنتج وتعميق اواصر الصداقة بين الشعوب، لما فيه خدمة الانسانية، والاستغلال الامثل لموارد الطبيعة، والمحافظة على البيئة والتنوع الحيوي، والمحافظة على كرامة الانسان وحقه بالعيش الكريم ، بحرية وعدالة ومساواة .




#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والوعي، هما أساس الحب والتفاهم والتقدم
- مفهوم الجمال عند الرجل والمرأة
- المرأة عبر عصور التاريخ
- ما يحبه الرجل في المرأة وما تحبه المرأة في الرجل
- مدينة بيت المقدس، الآثار والتاريخ والجغرافيا
- ماذا ينتظر العرب بعد السلام الاسرائيلي
- عروض الأزياء عروض للجمال وليس للأزياء
- دراسة بعنوان:الفضائح مواضيع نسبية
- مفهوم الخيانة الزوجية بين المرأة والرجل، ونتائجها المدمرة
- دراسة بعنوان: الختان، عملية قتل للأنوثة وللمتعة الجنسية، مع ...
- من هو سبب المشاكل، المرأة أم الرجل؟؟؟؟؟
- مع تصريحات سيف الإسلام القذافي قلبا وقالبا، ولكن؟؟؟
- هل جمال المرأة نقمة ام نعمة عليها ؟؟
- علماء يهود يفضحون الخرافات المتوارثة، ويقولون: (فلسطين ليست ...
- خيانة الصداقة
- لغة الجنس عند الكاتبات والأديبات العربيات، وأثرها على القاري ...
- وراء كل عذاب امرأة رجل
- بقرة ومعزة شلومو
- مع حق العودة والتعويض للجميع
- جدار الفصل العنصري وقضم الأراضي


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احمد محمود القاسم - الاختلاط ظاهرة اجتماعية ايجابية