أبا جناس!
أيها الرفيق والصديق والمعلم والمفكر
وداعاً أيها الرجل الطيب
لقد حرمتنا من صحبتك الشفافة
ومن تفقدك الآخرين والحرص على بستاننا الزاهية!
بالغت في حرصك يا أبا جناس! ودفعت ثمن ذلك من عمرك
وأخيراً توقف ذلك القلب الكبير عن النبض وكان يسع الجميع!
إرقد بسلام وطمأنينةولا تقلق على أحبابك في السويد!
وفي شيكاغو وموسكو ولندن ولايبزغ وفيينا وبغداد
في المنصور ، في النواب وفي النعمان والكرادة
لقد فجعتهم المصيبة وأحزنهم رحيلك عنهم
لا تقلق عليهم إنهم بسلام ، يعبدون الطريق الذي كنت تهندسه!
يبنون عراقاً جديداً حراً خالياً من الخوف ومطاردة البوليس السري!
فما عادت العصابات الفاشية تتعقب آثار الناس الطيبين!
لقد أمسكوا بزعيمها آخر جرذ في مافيا عفلق!
التي حولت الوطن الجميل منذ إغتيال الزعيم الشعبي إلى سجن كبير
سجن يضم بين جدرانه خمسة وعشرين مليوناً من المضطهدين
من بغداد والنجف وزاخو وراوندوز والشطرة وراوة وهيت
ومعذرةً ، أيها المناضل الراحل من دنيا عمّ فيها السباتُ
سبات الضمير والفكر النير
لقد ثقل حملك خلال سني عمرك المثمر وأرهقك الجدال!
أرهقتك المواقف اللامسؤولة للآخرين!
وأوقدت شمعات روحك لتضئ طريقهم وتحرس البستان!
أرقد بسلام أيها الرفيق الطيب
يامن كنت أكبرنا في خلقك وأصغرنا في تنفيذ الواجب!
أبا جناس معذرة لعدم مهاتفتك ذلك المساء الذي إتفقنا عليه!
رن جرس الهاتف في إستكهولم
وظهر في نفس اللحظة على شاشة الحاسب نبأ يقول: لقد رحل أبو جناس!
عذراً أيها الشهيد الذي مات في الواجب
في الغربة وفي عالم لا يرحم
لقد قصرت معك وتلكأت في مهاتفتك
وكالعادة عشت ، يا أبا جناس ، ومت وأنت أفضل منا جميعاً!
الرحمة لروحك الطاهرة!
والزهو للبستان الذي سقيته من دم روحك
والمجد للعراق!
شيكاغو في 17 ديسمبر 2003