أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جاسم - صحافة الاعلان في العراق














المزيد.....


صحافة الاعلان في العراق


علي جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2212 - 2008 / 3 / 6 - 03:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايخفى على احد ان للاعلانات دور كبير في دعم وسائل الاعلام وخصوصاً المقروءة منها لانه ينمي ديمومتها على العمل والاستمراية ويعطيها دعماً مادياً ومعنوياً لاسيما التي لاتمتلك جهة ساندة او مورداً ثابتاً،ولكن تختلف ماهمية الاعلان بالنسبة للوسيلة الاعلامية باختلاف قدرتها بالمحافظة على هويتها ورسالتها الاعلامية من خلال الحيلولة دون تحول الاعلان من كونه مجرد وسيلة من مجموعة الوسائل التي تصب في تحقيق ارباحاً للمؤسسة الاعلامية الى غاية اساسية لها من خلال سيطرة الاعلان على اتجاهات وسياسة المؤسسة ممايفرغها من مضمونها الاعلامي المنشود .
ويرتبط تاريخ الاعلان الى حد كبير بتاريخ الصحافة ففي عام 1702 ظهرت في لندن صحيفة الديلي كوران أولى الصحف اليومية في العالم, ثم صحيفة التايمز عام 1788 ، اما الصحافة العربية فقد شهدت االولادة الاولى مع حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798, الذي اصدر في القاهرة صحيفتين باللغة الفرنسية و في عام 1828 أصدر محمد علي باشا صحيفة رسمية باسم جريدة الوقائع المصرية, وفي العراق صدرت جريد زوراء عام 1869 ،وهذه الصحافة كانت في بدايتها صحف اعلانية لاتتعدى نشر الاخبار والنشاطات التي تقوم بها السلطة الحاكمة او تعكس حركة التجارة وسوق المال بالنسبة للصحف المدعومة من الاثرياء والتجار..لـذا من الصعب معرفة هل الاعلان ولد من رحم الصحافة او الصحافة ولدت من رحم الاعلان ؟ لايهم معرفة من انجب من، لكن المهم معرفة هل تستطيع الصحافة العراقية الديمومة دون اعلانات توفر لها مردوداً مادياً؟.
من خلال متابعتنا للتجربة الاعلامية الفتية في العراق وجدنا ان اغلب وسائل الاعلام طيلة السنوات الخمسة الماضية والتي شهدت ولادت اكثر من "200"صحيفة لاتتنافس في جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور انما انحصرت منافستها على كسب اكبرعدد من الاعلانات وتحقيق مردوداً مادياً للمؤسسة، ليصبح الاعلان الخط الفاصل بين نجاح الصحيفة وفشلها .
لقد افرغت الصحف العراقية من مضامينها منذ تحولت الى مجرد وسيلة دعائية واعلانية لبعض المؤسسات الحكومية التي تحاول اخفاء عيوبها وتستر اخفاقاتها وراء اعلانات مكثفة تتحدث عن انجازاتها الوهمية واستخدام وسائل الاعلام في تظليل الرأي العام عن تلك الاخفاقات ،فالصحافة التي تمتلك قدرة كبيرة على صناعة القرارات كونها مرآة تعكس معناة المجتمع الى الحكومة انزلقت الى مبدأ النفعية المادية اي الربح والخسارة لانها تحولت الى مجرد ادات من ادوات الترويج والدعاية لوزارة الدولة التي فاشلت في تحقيق اي نجاحات تذكر، مثل وزارة الكهرباء والتجارة والنفط وغيرها من الوزارات ،فالملاين التي تنفقها تلك الوزارات على الاعلانات استطاعت ان تعزل الصحف ووسائل الاعلام عن معاناة الشعب المبتلى بالانقطاع التام للكهرباء وشحة الوقود وغياب مفردات البطاقة التموينية "بغض النظر عن محاولات النقد اليتيمة التي توجه لتلك الوزارات في بعض الصحف اليومية".
اما الفضيحة الحقيقية لوسائل الاعلام العراقية والتي تكشف مدى سيطرة الاعلان عليها فتكمن في صمتها على مساوئ شبكات الهاتف النقال وخصوصاً شركة عراقنا التي عرفت منذ وقت مبكر من اين تُأكل الكتف ، فقد استطاعت هذه الشركة ان تغرق الصحف العراقية بالاعلانات لتشتري ذمتها وتبعدها عن النقد بسب سوء ادائها ،فمنذ شهر وشبكة عراقنا تتخبط بين االانقطاع وسرقة رصيد المشتركين و الصحف العراقية لم تحرك ساكناً لانها تخشى انقطاع المردود المادي الذي تجنيه من هذه الشركة السخية باعلاناتها ولايهمها معاناة المواطن الذي عول كثيراً على وسائل الاعلام في كشف مساوئ هذه الشركة والضغط على المعنيين لمحاسبتها.
ومن هنا نستيطع ان نتصور حجم سيطرة الاعلان على الصحف العراقية التي عجزت عن مسك العصا من الوسط وتركت المواطن مثقلاً بهمومه وقضاياه التي ضاعت بين مطرقة الفساد الاداري وبين سندان وسائل الاعلام الاعلانية"التجارية".



#علي_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم ...
- تفاصيل جديدة عن هجوم الدهس في ألمانيا.. هذا ما رصدته كاميرا ...
- طبيب ولاجئ وملحد.. من هو السعودي المشتبه به تنفيذ هجوم الدهس ...
- ارتفاع حصيلة هجوم ماغديبورغ وشولتس يتعهد -بعدم الرضوخ للكراه ...
- وزير الخارجية التركي لا يستبعد نشوب صراع بين إسرائيل وإيران ...
- زاخاروفا: صمت الغرب عن الهجمات الأوكرانية على قازان مثير للغ ...
- جائزة خالد الخطيب الدولية لعام 2024
- سعودي ومعاد للإسلام... ما نعرفه عن منفذ الهجوم على سوق لعيد ...
- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جاسم - صحافة الاعلان في العراق