أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الشتاء الساخن-.. نتائج وتوقُّعات!















المزيد.....

-الشتاء الساخن-.. نتائج وتوقُّعات!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 11:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


إعلان إسرائيل، قبيل وصول رايس إلى المنطقة، انتهاء "المرحلة الأولى" من عمليتها العسكرية في قطاع غزة، والتي أسمتها "الشتاء الساخن"، إنَّما يدل، وإذا ما قرأناه في ضوء الحقائق الواقعة، والنتائج التي انتهت إليها، حتى الآن، تلك العملية، على أنَّ حكومة اولمرت قد تصرَّفت هذه المرَّة، عسكرياً وسياسياً، بما يؤكِّد أنَّها استخلصت درساً مهماً من حربها الفاشلة التي شنتها على مقاتلي "حزب الله" في تموز (وآب) الماضي؛ وهذا الدرس إنَّما هو أن تحجم عن إعلان أهداف عسكرية وسياسية كبيرة للحروب والعمليات العسكرية التي تشنها خشية أن تذهب النتائج العملية بتلك الأهداف، ويُتَّخَذ ذلك مقياساً تُقاسُ به "الهزيمة"، أو "النصر"، "الفشل"، أو "النجاح".

بدلاً من ذلك، قامت حكومة اولمرت بإعلان "الأهداف" بعد ظهور "النتائج"، وبما يتناسب مع هذه النتائج، فزعمت أنَّ الغاية لم تكن، ولن تكون، إعادة احتلال أراضي القطاع، وأنَّ تلك العملية العسكرية ليست هي ذاتها "العملية العسكرية البرية الكبيرة" التي طالما تحدَّث عنها باراك، وعن ضرورتها وحتميتها، وعن قرب القيام بها. ولو نجحت تلك العملية في جانبها "البرِّي"، وأعطت النتائج التي أرادتها وتوقَّعتها حكومة اولمرت لسارعت إلى إظهار عملية "الشتاء الساخن" على أنَّها هي ذاتها "العملية البرية الواسعة".

ومع ذلك وقعت حكومة اولمرت، عن اضطرار، في بعض "الأخطاء" إذ قالت، بعد إعلانها انتهاء "المرحلة الأولى" من "الشتاء الساخن"، إنَّ النتيجة التي استهدفت، وما زالت تستهدف، الوصول إليها هي أن تُقلِّص تقليصاً كبيراً حجم "الصواريخ" التي تُطْلَق من القطاع على جنوب إسرائيل، وعلى سديروت وعسقلان على وجه الخصوص، وأن تُضْعِف سلطة "حماس" بما يُفْقِدها، أخيراً، القدرة على الاحتفاظ بسيطرتها على قطاع غزة.

ووجه الخطأ في قولها هذا هو أنَّها منحت منظمات المقاومة الفلسطينية في القطاع الفرصة لكي يكتبوا تعريفاً جديداً للفشل العسكري الإسرائيلي عَبْر زيادتهم حجم "الصواريخ" المُطْلَقة على جنوب إسرائيل، فحكومة اولمرت ستَظْهَر أمام الإسرائيليين على أنَّها مُنِيَت بفشل عسكري آخر إذا ما انتهت عملية "الشتاء الساخن" إلى زيادة، وليس إلى تقليص، حجم "الصواريخ" المنطلقة من القطاع ضد سديروت وعسقلان.

هذه الحرب لم تنتهِ بَعْد؛ ولسوف يبقى سلاحها الإسرائيلي الأوَّل هو الطائرات، وغيرها من وسائل وأسلحة "الحرب عن بُعْد"، مع مخالطتها بشيء من العمليات العسكرية البرية على غرار العملية البرية الأخيرة في منطقة شمال غزة، وفي جباليا على وجه الخصوص.

وتتَّجِه النيَّة الإسرائيلية، على ما يُعْلِنه ويؤكِّده ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، إلى إعادة احتلال معبر رفح والمنطقة الحدودية لقطاع غزة مع مصر، فإسرائيل تزعم الآن أنَّ صواريخ "غراد" التي أُطْلِق بعض منها على عسقلان هي من صنع إيران، وقد هُرِّبت إلى قطاع غزة عبر الأراضي المصرية، ولا بدَّ، بالتالي، من أن يضع الجيش الإسرائيلي حدَّاً نهائياً لأعمال التهريب هذه من خلال إعادة احتلاله للشريط الحدودي بين القطاع ومصر.

وأحسب أنَّ "المرحلة الأولى"، التي أعلنت إسرائيل انتهائها إذ أعادت إلى ما وراء الحدود قوَّتها العسكرية البرية التي أدخلتها إلى شمال غزة، قد كانت، في جانبها الأهم، عملية اختبار ميداني لقوى المقاومة، ولِمَا يمكن أن تلقاه عملية عسكرية برية كبيرة من تحدِّيات ومخاطر.

حكومة اولمرت، وفي ضوء ما انتهت إليه "المرحلة الأولى" من "الشتاء الساخن" من نتائج، هي الآن في "أزمة خيار"، فالخيار الأسهل، أي الذي لا يُلْحِق ضرراً يُذْكَر بجنودها، هو "الحرب عن بُعْد"، وبسلاح الجو على وجه الخصوص، ولكنَّ الأخذ بهذا الخيار تترتَّب عليه نتائج إعلامية وسياسية قد تذهب بالأهداف الكامنة فيه. والخيار الأصعب إنَّما هو خوض حرب برية واسعة؛ ولكنَّ ثمن الوصول إلى أهدافها السياسية قد يكون أكبر مِمَّا تستطيع حكومة اولمرت احتماله، وهي التي ما زالت مثخنة بجراحها اللبنانية.

وإذا كان لحكومة كحكومة اولمرت أن تختار فهي ستختار حتماً المضي قُدُماً في حربٍ لا يُمِكن تمييزها، لجهة نتائجها وعواقبها ووسائلها، من "جرائم الحرب".

لقد أسْمَتها إسرائيل "عملية الشتاء الساخن"، قبل أن تُعْلِن انتهاء "مرحلتها الأولى" إلى ما انتهت إليه؛ أمَّا رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض فقَوَّم تلك العملية بما يُظْهِر ويؤكِّد أهمية معانيها ونتائجها. لقد قال: "إنَّ العمليات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة غير مسبوقة، وتَفَوق حرب حزيران 1967".

الرئيس عباس أعلن الوقف المؤقَّت للمفاوضات السياسية مع إسرائيل، والتي ليس لها من أهمية تفاوضية أو سياسية تُذْكَر. ولا شكَّ في أنَّه قد ازداد اقتناعاً بأهمية وضرورة هذا القرار الذي اتَّخَذ بعدما تحدَّث اولمرت عن هذه المفاوضات بوصفها وسيلة تُكْسِبه "مرونة أكبر" في نهجه العسكري ضد قطاع غزة، وكأنَّه يريد لتلك المفاوضات أن تكون، في سيرها ونتائجها، جزءاً من جهده القتالي والحربي هناك، وإنْ أشار إلى أنَّ ما يَحْمِله على الاستمرار في تلك المفاوضات هو خشيته من أن تتحوَّل الضفة الغربية إلى قطاع غزة جديد.

وأحسب أنَّ الفلسطينيين الآن، وبفضل "الشتاء الساخن"، ونتائجها، هُمْ في مناخ سياسي جديد، يتَّسِم بقدر كبير من الإيجابية لجهة التوصُّل إلى حلٍّ لنزاعهم الداخلي، الذي لإسرائيل مصلحة جلية واضحة في إدامته واستمراره وزيادته.

ويمكن، في هذا الصدد، أن تُنَسِق السلطة الفلسطينية جهودها مع مصر للتوصُّل إلى اتفاق على هدنة (أو تهدئة) جديدة شاملة متبادلة، فليس ممكناً فلسطينياً أن تستمر المفاوضات السياسية مع إسرائيل وكأنْ لا حرب نازية تُشَنُّ على قطاع غزة، أو أن تستمر هذه الحرب وكأنْ لا مفاوضات سياسية بين السلطة الفلسطينية وحكومة اولمرت.

إنَّ هذا الاتِّفاق مع الجهود المبذولة من أجل التوصُّل إليه يمكن، ويجب، أن يهيِّئ المناخ لإنهاء النزاع الداخلي الفلسطيني، ولإنهاء "العبثية" التي وسَمَت المفاوضات السياسية مع إسرائيل حتى الآن. وإنَّ من الأهمية بمكان، في هذا الصدد، والآن على وجه الخصوص، أنْ يُحلَّ النزاع الداخلي الفلسطيني ولو حلاًّ أوَّلياً، يَقْتَرِن باتفاق هدنة جديد، ويقوم على إعادة بسط سيطرة السلطة الفلسطينية على المعابر، وفي مقدَّمها معبر رفح، من أجل إعادة فتحه وتشغيله، في مقابل أن تظل "حماس"، وإلى حين، محتفظة بسيطرتها على القطاع. وضِمْن هذا "الحل الأوَّلي" لا بد، أيضاً، من أن يستمر المفاوِض الفلسطيني المفوَّض في جهوده ومساعيه لاستنفاد هذا الخيار، الذي بحسب النتائج التي ينتهي إليها، من الآن وحتى مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض، يصبح ممكناً وضرورياً التأسيس لاستراتيجية فلسطينية جديدة.





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تتسلَّح -جرائم الحرب- ب -القانون الدولي-!
- حلٌّ جدير بالاهتمام!
- -ثقافة المقاومة- التي ينشرها -الجهاديون-!
- مادية وجدلية العلاقة بين -الكتلة- و-الفضاء-
- تعصُّب جديد قد ينفجر حروباً مدمِّرة!
- الموقع الإلكتروني للجريدة اليومية
- التلويح ب -كوسوفو-!
- مفاوضات أم جعجعة بلا طحين؟!
- مرض يدعى -المظهرية-!
- وَقْفَة تستحق الإشادة والتقدير!
- اغتيال مغنية.. ما ظَهَر منه وما استتر!
- -نار الغلاء- فاكهة الشتاء!
- -المواطَنة- في -الوطن العربي-!
- -حرية العقيدة- بين تركيا وبريطانيا ومصر!
- بوتين يرى العالم بعين لا يغشاها وهم!
- مع الحكيم
- إعادة فتح وتشغيل معبر رفح هي التحدِّي الأول!
- الحركة والسكون في الكون
- حتى لا يأتي هدم -الجدار- بما تشتهي إسرائيل!
- طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الشتاء الساخن-.. نتائج وتوقُّعات!