|
بين حماقة حماس وخيانة السلطة !
ماهر محمد النابلسي
الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 02:52
المحور:
كتابات ساخرة
أعلن القيادي في حماس محمود الزهار أن حماس قد فازت في هذه الجولة ( فوزاً عظيماً )، وهو محق بالنسبة له كإسلامي، فقد فاز جميع القتلى بالفوز العظيم في جنات النعيم ( قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ) ! لم يقل لنا الزهار كم عدد البيوت التي أصبحت أثراً بعد عين بفعل الصواريخ الموجهة، ولم يقل لنا لماذا ثلث الضحايا هذه المرة هم من الأطفال. لغز محير على إنسان تمت برمجة عقله فالإجابة المعلبة والجاهزة حينئذ هي ان إسرائيل النازية تستهدف الأطفال والمدنيين،، لكن أحداً لم يخطر بباله أن كتائب القسام لم تذهب لصد الاجتياح هذه المرة وأن من حاولوا صد الاجتياح هم الأطفال والمراهقون الذين ذهبوا كي يشاهدوا الدبابة عن كثب ما أدى إلى وجودهم غير المبرر في ميدان المعركة. أما شهداء القسام فلم يقتلوا في ميدان الصدام المباشر، بل تم استهدافهم أثناء قيامهم بتنصيب الصواريخ أو في داخل سياراتهم. نعم حماس فازت في الحرب،، فهي مازالت على سدة الحكم،، أما 120 شهيداً و 50 إصابة خطيرة وأكثر من 300 إصابة متوسطة فهم ليسوا في حساب الزهار. بالعكس هؤلاء هم مكسب حماس الحقيقي، فمعظم عائلاتهم سيتم استقطابهم لحركة حماس تلك الحركة ( الربانية )، أي التي تم تعيينها من الرب مباشرة ! في كل مرة يحدث فيها اجتياح ثم تنسحب إسرائيل تكتيكياً، تحتفل جحافل حماس بالنصر المؤزر ولا تلقي بالاً للخراب والدمار وعدد الضحايا حتى بات كل منزل لا يخلو من مصاب جلل ومآس كثيرة. إعلام هستيري يؤكد على أن الله سوف ينصر عباده المؤمنين. لماذا لم ينصر الله عباده المؤمنين في أفغانستان وفي الشيشان ؟ بل أين كان الله في معركة أحد حينما هزم خالد بن الوليد جيش المسلمين ؟ هل نتحدى جيش إسرائيل بكل هذه التقنيات والأسلحة الرهيبة بالقذائف البدائية ؟؟؟ حسناً سنعطي هذه الصواريخ قدرها، فهي أولاً من تصنيع محلي وهذه وحدها معجزة، وثانياً أن هذه الصواريخ تمزق منظومة الأمن الإسرائيلية وهذا صحيح ولا ينكره إلا أحمق، ولكن السؤال،، هل تستطيع هذه الصواريخ تحقيق ميزان الرعب ؟؟؟ بالطبع لا، فإسرائيل هي القوة الأولى في الشرق الأوسط قاطبة، وجميع تحليلات القيادين في إسرائيل تؤكد أن العقبة الأساسية أمام الاجتياح الشامل والمدمر هم المدنيون،،، وليس كما نروج نحن في إعلامنا،، ولو شاءت إسرائيل أن تتعمد قصف المدنيين كما نفعل نحن، فقيادة حماس قبل غيرهم يعرفون أن النتيجة ستكون فظائع مأساوية يشهد لها العالم وهم ما يرفضوه تماماً ! حماس فقدت شرعيتها السياسية، وكذلك فاقدة أصلاً للشرعية المدنية، فكيف ستجدد شرعيتها بعد الهزيمة السياسية والمدنية ؟؟؟ الإجابة هي بتجديد شلال الدماء كضمانة أكيدة لاستدرار عطف الجماهير والعالم. إسرائيل تدرك هذه اللعبة لذلك امتنعت شهوراً طويلة عن الاجتياح الموسع ولكن صبرها نفذ بفعل تهديد الأمن الداخلي الذي تشكله الصواريخ فدخلت مضطرة لعبة الحرب،، وفي حالة كهذه فإن خسارتنا لا تقارن بخسارة إسرائيل. جميع الدماء الفلسطينية التي سالت كانت للدفاع عن حماس وحكم حماس وأيدلوجيا حماس وليس للدفاع عن فلسطين، فالإخوان المسلمين لا يؤمنون بالوطن والوطنية ( جميع أقطار الأرض هي أرض للمسلمين )، وهم لا يقاومون الاحتلال وليس لديهم مشكلة سياسية بل كل معضلتهم دينية آخروية. الموت في سبيل الله أسمى أمانيهم .. هكذا يقولون في المسيرات. ذكرتني مشاهد الاحتفال اليوم بمشاهد احتفال حركة فتح بعد خروج بيروت، ورغم مجازر صبرا وشاتيلاً ومغادرة لبنان كساحة مواجهة رئيسية استمرت فرقة العاشقين تغني للنصر المؤزر والمبين. سيكولوجيا عربية مريضة ترى في كل مواجهة نصراً حتى لو كان هزيمة منكرة. من جهة أخرى،، لا يبدو في الأفق أي تراجع لجماهيرية حماس لأسباب أخرى، فالملاحظ أنه ومع اشتداد الهجمة العسكرية الإسرائيلية، ازداد هجوم حماس على السلطة،، وكأن حماس هي النقيض لهذه السلطة. بعض هذا الرأي صحيحاً، فحماس نهضت كقوة مناهضة لعسف السلطة وتغول الأجهزة الأمنية وضد اتفاق أوسلو الذي تم تنفيذه على الأرض دون استفتاء شرعي سوى من شرعية الحاكم بأمر الله في حينه. لقد أثارت مسألة التنسيق الأمني مع أجهزة الاحتلال حفيظة الشعب بأسره،، فالمنظمة كانت تقتل من ينسق مع الاحتلال بدعوى الخيانة والعمالة حتى لو كان هذا التنسيق لتسهيل جمع شمل العائلات الذي يقوم به حسن الشيخ حالياً !!!! لماذا اغتالت المنظمة الشيخ الخزندار في غزة ؟؟؟ لماذا دعت لمقاطعة روابط القرى ؟؟؟؟ لماذا اغتالوا ظافر المصري ؟؟ لماذا ضربوا د. سري نسيبة في رأسه في وسط جامعة بيرزيت ؟؟؟؟؟؟ وألف علامة سؤال وسؤال .. لماذا كل ذلك طالما أنهم هم أنفسهم سيشتغلون عملاء بنفس الطريقة بل وأسوأ ؟!؟؟ تأمل الآن عزيزي القاريء كيف أن السلطة في الضفة تقوم بالتنسيق الأمني مع أجهزة الاحتلال وتحت وصايته .. إنهم عملاء وليسوا سوى عملاء ! ما المخرج إذن وأين المفر، بين حماس الأصولية وحماقة مواجهاتها الخاسرة مع إسرائيل، وبين خيانة وفساد السلطة وإرهابها ؟؟؟ الحل هو بلورة الفكر العلماني الديمقراطي الذي لا يعادي اليهود كيهود، ولا يعادي الآخرين لأنهم يفكرون بطريقة مختلفة، يجب التفكير جيداً في حل الدولة الواحدة وانتماء المواطن فيها للمواطنة وفق القانون وليس وفقاً للعقيدة. حل الدولة الواحدة يعد المخرج المنطقي الوحيد لأزمة المشروع الأصولي وأزمة مشروع دويلة السماسرة وتجار الدم.
#ماهر_محمد_النابلسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة الاحتلال أم دولة عربية إسلامية ؟!
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|