أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين














المزيد.....

التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 02:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مثلما هو معروف ان للمجلس الاعلى ستة محافظين من مجموع المحافظات التسع العراقية في الوسط والجنوب , والثلاث محافظات الاخرى لديهم نائب محافظ . والمجلس شكل هيئة من التسعة بأسم ( مجلس المحافظين ) برئاسة محافظ السماوة . يجتمع بشكل دوري , او عند الحاجة , لتهيئة وبلورة الاعلان عن اقليم الوسط والجنوب الشيعي .
ان المجلس الاعلى يدرك بأنه سوف لن يفوز بهذا العدد من المحافظين ووكلائهم في كل المحافظات التي يريد ان يقيم اقليمه عليها لو جرت انتخابات جديدة . ومن الاسباب التي يجدها المجلس تشكل عائقاً امام حصوله على الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات الاولى لمجلس المحافظات هو : عدم وجود طرف آخر من مكونات قائمة الائتلاف يتفق معه على مشروع اقليم الوسط والجنوب الطائفي . وبغض النظر عن سطوة المجلس الاعلى سواء عبر مؤسساته ومنها قوات بدر , او عن طريق ما اوجد من ركائز في اجهزة الامن والشرطة خلال وزارة ابراهيم الجعفري ووزير داخليته بيان جبراحد مسؤولي المجلس , فأن جماهير الشيعة ادركت الارتباط العضوي للمجلس بالنظام الايراني , وما يترتب على ذلك من فقدان الحظوة الوطنية لدى الكثير من هذه الجماهير . اضافة للصراع الذي استفحل بين اطراف القائمة , وبالذات الصراع الدموي بين المجلس والتيار الصدري . وعلى ضوء هذه التقديرات بنى المجلس رفضه لتمرير قانون المحافظات الغير مرتبطة بأقليم وتأخير اجراء انتخابات مجالس المحافظات . على امل ان يمنحه هذا التأخير الوقت الكافي لتشكيل اقليمه االطائفي .

قيادة المجلس الاعلى تعرف ان تبليغ المرجعية في النجف الاشرف لانتخابات مجالس المحافظات هي : التوصية لانتخاب الاحزاب الشيعية بدون تفريق . كون مرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني لايمكن ان تتورط في صراع دموي بين الاطراف الشيعية , وتنحاز لاحدى هذه المليشيات على حساب الاخرى . والتحشيد الكبير الذي فاق كل السنوات السابقة من قبل الاحزاب الشيعية بمناسبة زيارة الاربعين للامام الحسين عليه السلام , يعكس في احد جوانبه المهمة , الصراع الملتهب بين اطراف القائمة الشيعية عن طريق اعداد المواكب والمضائف التي تعود لكل طرف . ولتوضيح الرغبة لدى هذه الاحزاب في استعراض قوتها , نأخذ البيان الصحفي لحزب الدعوة الاسلامية المنشور في " صوت العراق " يوم 20080303 الذي يقول فيه : ان هذه الحشود المليونية جاءت بفضل وجود حزب الدعوة ( جناح المالكي ) في قيادة السلطة , وكلها تهتف لمبايعة المالكي . وهي بعكس الصورة التي تقصدت في نقلها قناة الفرات الفضائية التابعة للمجلس الاعلى , عندما نقلت كلمة السيد عمار الحكيم وسط جمهور المجلس الاعلى , وكيفية السماع بخشوع لما يقوله السيد عمار , وبعدها مباشرة كلمة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في جمهور الشيعة , ولم يفهم منها أي شئ نتيجة الهرج والضوضاء وفوضى المكان الذي يمكن ان يتحول بسهولة الى مسرح لجريمة جديدة لاحد البهائم السنية . توضح صورة السيطرة لعمار , وصورة الفوضى للمالكي , وهما الطرفان الوحيدان اللذان لايزالان يئتلفان داخل قائمةالائتلاف .

القانون الحالي للمحافظات لايوجد له مثيل في كل دول العالم . فهو يمنح المحافظ سلطات مطلقة , ولا توجد سلطة في المحافظة او في الحكومة المركزية تستطيع محاسبته او اقالته . وعلى سبيل المثال , نورد مهزلة المحاولتين التي اراد بها رئيس الوزراء من حزب الدعوة اقالة محافظ البصرة من حزب الفضيلة الاسلامي ولم يتمكن , ولم يمتثل احد لتطبيق كلامه . وكذلك مهزلة محاولة اقناع محافظ النجف من تزويد بغداد بفائض الكهرباء الموجودة في المحافظة ولم يقبل , او محاولة اقناعه ايضاً تطبيق تعليمات وزير الداخلية بحلق اللحى لافراد الشرطة اسوة بشرطة العراق , ولم يقبل ايضاً . هذا يوضح التفكك غير المعقول لاجهزة الدولة , ومثل هذا التفكك يمهد للقبول بتقسيم العراق , لانه يؤسس لخلق وقائع تكون بديلة لقوانين الدولة الجديدة,التي لم تتمكن لحد الآن من تثبيت ممارسة وجودها الفاعل .

قانون المحافظات الجديد الذي وافق عليه البرلمان , رفضه المجلس الاعلى عن طريق الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية واحد قيادي المجلس – حيث التصديق يجب ان يتم بالتوافق بين الرئيس ونائبيه - . ورفض عبد المهدي كان بصفته الحزبية وليس بصفته كونه ممثل قائمة الائتلاف في رئاسة الجمهورية , وذلك لان اغلب اطراف الائتلاف صوتت لصالحه ( التيار الصدري وحزب الفضيلة الاسلامي والمستقلين وقسم من حزب الدعوة ) . والقانون الجديد المرفوض من المجلس , يثبّت ان لرئيس الوزراء الحق في اقالة المحافظ اذ وافق مجلس النواب بالنسبة المطلقة , خمسين زائد واحد . ورغم صعوبة تحقيق هذه النسبة رفض من قبل المجلس الاعلى . على امل اعاقة القانون سيمنع اجراء الانتخابات , حتى يتمكن من تظهير مشروع اقليمه الطائفي .
ان المستنقع الطائفي الذي يبغي المجلس الاعلى جر الاحزاب الشيعية اليه , سوف لن يمزق الشيعة فقط لو تم له النجاح , بل سيمزق كل الوجود العراقي . ولايخدم الا الطموحات القومية للنظام الايراني الذي ركب الموجة الطائفية الشيعية , وهو لايختلف عن القاعدة ونظام طالبان ومطامع الوهابية السنية .





#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية
- امل العودة للتوازن المفقود
- خطوات تبغي الانفراد بالقرار
- سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق
- التكافل الملغوم
- الرئيس الامريكي وترسبات السياسية العراقية
- الربع الطافي من جبل التخريب
- 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية
- تحالفات التحاصص تزيد الجحيم للعراقيين
- التفاؤل المنكوب
- قانون المحافظات وصراع اطراف الاختلاف
- فقط من اجل شرف الحقيقة
- بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع
- هيئة النزاهة ومطالبة الخبرة الهندسية
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها
- يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية
- تداعيات الزمن العراقي المنكوب
- العنوان الأوضح للمرحلة الحالية
- العنوان الاوضح للمرحلة الحالية


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين