|
الفن النضالي دوره وأهميته
غسان المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 07:18
المحور:
الادب والفن
من ملازمات النضال التحرري الثابتة، ومن ملازمات تطوره الدائمة، وجود، نمو، وتطور الحركة الفنية والثقافية النضالية التي تماشي خطى النضال الأخرى وتسير جنب إلى جنب معها، بل وتتقدم على النضال المباشر أحيانا، حيث في فترات تراجع النضال ولأي أسباب مختارة كانت أو اضطرارية، نشاهد ان الفنون والحركة الثقافية بأشكالها المختلفة من الشعر والنشيد والكتابة والفنون التشكيلية والموسيقى وغيرها تسير بثبات أكثرونشاهد فيها استمرار التطور،وهي بالنهاية التي تحافظ على بقاء وقوة وفاعلية الأجواء النضالية والحفاظ على زخم المواجهة في فترة تراجع النضال.
ويتجاوز دور الفن النضالي ذلك أحيانا إلى لعب دور أكبر في إعادة النضال إلى مجراه الذي فقده لأي سبب والقيام بدور ريادي للشارع في فترات السكون النضالي وهبوط نار المواجهة الذي يطول في النضال سواء كان سببه سيطرة العدو على ميدان المواجهة ومجاري الثورة واشتداد قمعه، أو في فترة سكينة وهدوء منتخبة للشعب تمضي في حوار أو محادثات أو وقف لإطلاق النار أو لإعادة بناء أو لأي سبب آخر، حيث في فترات كهذه يسير النضال الأدبي والثقافي والفني بعيدا عن مجرى السياسة وغير متأثرا بشكل جدي بمناوراتها، و يبقى محافظا ومتقدما في جبهته الفنية والثقافية.
ويتعرض دائما الفنانون والأدباء والشعراء والتشكيليون المتعهدون لضغوط من قبل السلطة والمستعمر لا تقل عما يواجه المقاومون، حيث تعرف سلطات الاحتلال والقوى المهيمنة جيدا ان خطر الفنانين على بغيها وبقاء احتلالها ليس اقل من خطر المقاومين لها وان الصورة والكلمة والشعر والآلة الموسيقية هي سلاح نضالي قوي آخر لحشد الجماهير في النضال وعيون الفنانين هي عيون الشارع التي ترى ما لا يراه الآخرون وصوتهم هو صوت الجماهير الذي يدوي في ساحة أوسع في الوطن وفي ساحات الفن والثقافة على عرض وطول الساحة الدولية.ولهذا يأتي قمع الفنانين على قائمة القمع الاستعماري والسلطوي عادتا، سواء كان ذلك بالتعتيم على نشاطهم أو بسجنهم أو بتصفيتهم جسديا أو بتطميعهم وبشراء ذمم الضعفاء منهم أو بأساليب أخرى.
ويتحمل الفنان والمثقف المتعهد اليوم بالصورة والكلمة والقصيدة والآلة الموسيقية المعبرة عن تطلعات الشعب، يتحمل عبء ريادة النضال بتحريكه للشارع وزرع روح المقاومة والتحدي فيه وبذلك يمكن للفنان ان يقوم بدور القائد السياسي بغيابه حيث يتمكن بآلياته و إنتاجه الفني النضالي المؤثر من إبقاء الشارع حيا، ثائرا، متماسكا، يعود لواجبه النضالي بنفس القوة التي قلل فيه تحركه النضالي تحت تأثير ما.
وفي الفترة الحالية بالذات، يحتاج شعبنا إلى القصيدة الحماسية والنشيد الثوري والموسيقى التي تعبر عن رفض الجيل المنتفض لكل أنواع القمع وللإحتلال والصورة التي تبين القهر والقمع والمسرحية التي تكشف عن مظالم الشعب ومأساته وحرمانه وتبين دموع الثكلى والأيتام، خاصة وان مرحلة نضالنا هذه فاقدة لكثير من آليات النضال والتعبير الأخرى، والفن في هذه المرحلة يبقى هو من أكثر الأسلحة النضالية توفرا .
للكلمة والصورة المعبرة والصوت الحماسي المدوي والأداء المؤثر، أثرا كبيرا على ترسيخ حب الوطن والحفاظ على قيم الشعب ومحركا لمشاعره باتجاه الدفاع عن هويته وحقوقه وتحريك عواطفه الإنسانية للوقوف إلى جانب المناضلين والشهداء والأسرى ورفع معنويات الشارع والمساعدة على الحفاظ على التواصل والمقاومة والتحدي وبالنهاية في حشد القوى الشعبية والجماهيرية للمواجهة والنصر والتحرير. ومن لا يعرف إن للنشيد وللأغنية الوطنية التي تعبرعن المعاناة والمأساة وعما يواجه شعبنا يوميا من ويلات و إعدامات واغتيالات ومآتم مستمرة وتجويع وحرمان،هي دافعا نضاليا للجماهيركما هي صوتا صادقا ينقل صرخات الجماهير لغيرهم الذين تصلهم الصرخات في العالم، وهي لا تقل أهمية عن النضال الذي تقوده التنظيمات المقاومة.
وعلى ماسكي سلاح الثقافة في نضالناوالجموع الفنية التي اجتمعت من اجل عمل فني وثقافي نضالي،عليها ان تبقى ماسكة بشعلة النضال بقوة، بتعبيراتهم وكلماتهم وغنائهم ورسومهم وتمثيلهم وأناشيدهم وشعرهم وأهازيجهم، وعليها ان تبقى واقفة صامدة غير متأثرة بما يجري على ساحة المواجهة المباشرة و هي محافظة على وهج جبهتها الخلفية بكلمة جديدة وأداء جديد ومضامين جديدة وأساليب جديدة أيضا من اجل إدخال أجيال بعد أجيال للمواجهة.لابد وان يرسم الفن البطولات والصمود وان يحيي بالشجاعة والرجولة وبحب الوطن والشعب عند الجماهير، وعليه ان يذلل الصعاب وان يحقر الخونة والمساهمين في مأساة الشعب ويهاجم المتخاذلين والمساومين ويبقى ممثلا حقيقيا لضمير الشعب الواعي وان يزرع الشهامة والغيرة والحمية والإنسانية والإخلاص للوطن والتضحية للشعب وعدم قبول الذل ورفض الإهانة والإصرارعلى الحفاظ على الهوية في نفوس الأحوازيين وفي ضمائرهم.
من واجب الفنانين والشعراء والأدباء المناضلين في هذه المرحلة ان يحافظوا على شارعا مناضلا، متحمسا، فاخرا بهويته وتاريخه ومدافعا عن شرفه وعزته، وعليهم ان يصوروا النصر و الخلاص للشارع بأجمل صوره ممكنة،كما ويرفعوا من تقبل الشارع وتحمله لمآسي النضال والحرمان من اجل الوطن والشعب ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة وان يهيئوه لتحمل مسئولية المشاركة وان يرفعوا من مستوى تضحيات المناضلين والمقاومين وان يبينوا الثمن الحقيقي لبطولاتهم وان يعطوا تصويرا مناسبا ساطعا ومؤثرا لعملية التحرير، كما وان يرسخوا في ضمائر أبناءه وجوب الدفاع عن حريتهم وتحرير الوطن وضرورة الثورة
#غسان_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دروس حول عمل البوليس السياسي و كيفية افشال تحرياته
-
نحو الأناركية
-
عن النظام الأناركي
-
المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا
-
كتابات حول الحدث المهزلة : محاكمة فتاة القطيف السعودية
-
غسان كنفاني حارس الحلم الفلسطيني
-
غسان كنفاني (ملف شامل)
-
لا تحرر للمرأة الا بتحرر المجتمع ولا تحرر للمجتمع الا بتحرر
...
-
مسالة قيادة النساء في الحرب الشعبية بالنيبال
-
الى كل الزهور اشعار
-
الميثاق الوطني للتربية والتكوين
-
استخلاصات من كتاب- فلسفة المواجهة وراء القضبان-
-
نداء ثوري في سوق البطالة
-
الحجاب .. قراءة عقلانية نقدية
-
حرية الاعتقاد الديني
-
قصيدة مهداة الى الشهيد البطل أرنستو تشي غيفارا
-
الانتخابات الراسمالية
-
الذكرى السادسةلاستشهاد الرفيق القائد أبو علي مصطفى
-
بمناسبة الذكرى 23 لاستشهاد المناضلين بوبكر الدريدي ومصطفى بل
...
-
في الذكرى ال 13 لرحيل القائد توفيق زياد
المزيد.....
-
فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
-
بالصور| بيت المدى يقيم جلسة باسم المخرج الراحل -قيس الزبيدي-
...
-
نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة -حديث عيسى بن هشام-
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|