أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - وداد بنموسى بين الجذل والحيرة














المزيد.....


وداد بنموسى بين الجذل والحيرة


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 07:28
المحور: الادب والفن
    



الحقيقة ان القصيدة الحديثة بدأت تركن الى ايقاع الوعي كي يظهر صدقها واضحا امام افتراضات يضعها الانسان الشاعر عله يصل الى ذروة اللذة الجمالية بعيدا عن صخب التتابع الصوتي والموسيقي الرتيب ...
من هذا اعتقد ان الشاعرة بنموسى التقت بهذا اللقاء الحميم واهتمت بتشكيل الصور الشعرية ، لانها وقفت على اعتاب الاشياء واستدعت التأمل بالانتظار البطيء في قصيدتها(هل فهمتني ايتها المرآة)وافترضت حوارها مع المرآة في الظاهر بينما كانت منهمكة وحوار احتراقات الذات في عراكها من اجل النقاء تقول:
(لايهمني ما رأيته في المرآة)
ماذا رأت وداد ..؟ رأت نفسها ولكن محملة بالماورائية أي ما وراء صورة المرآة بمعنى البحث الجاد عن الذات وبمداعبتها بالجمال من خلال العزف على اللفظ كشاعرة تبحث عن المعنى كي يخرجها الى بر الامان ، لذا فهي تصرح بان صورتها المرآتية المرئية فيها من اللامرئي الكثير الذي جعل وداد بنموسى تقول وبشاعرية مبهجة تأخذك بروعتها ..
(اما غواياتي
فان اكون اميرة هذا الخلاء
وعلى عرشي تصهل جياد العشق)
وبهذا خلقت بنموسى اشكالية تقابل الصور /صورة مرئية/صورة لامرئية أي الصورتين تحملهما جياد العشق ، فهي اخذت من الاولى تجسيما معينا واخذت من الثانية شفافية العشق ، ولان الشاعرة منحازة للجمال نصّبتْ نفسها اميرة تاجها الكبرياء حسب ظنها اصبحت حرة طليقة وسط حالة النقاء بعيدا عن دنايا الدنس ، فهي اميرة على نفسها تعكس صدقها على المحيط بيد انها تقع في صراع تعدد صور الحيرة /حيرة موج/حيرة سمكة /حيرة الظل العابر أي حيرة متحركة على اطراف القلق والقلق اشكالية اخرى تجر الشاعرة الى منطقة الوعي ، لذا تتوهج بنموسى لتشكل صورا تدخل ضمن قاموسها الخاص اتساقا مع غواياتها ..... تلصق صورتها المرئية بالتساؤل ..
(هل فهمتيني ايتها المرآة؟)
ثم تعزف على غير المرئي ..
(سمعت الموج يقول عني)
وتستمر حتى الحيرة (السمكة) لتعمل حوار المنطق والوعي ..
(هي جذلى
انا حيرى)
مؤنسنة بذلك سمكة الحيرة لتقترب من البوح ..
(لها يدي
لي خياشيمها
لنا الحيرة نفسها ...)
تاركة مساحة من الفراغات للتأويل ثم تتأن في الكشف عما تروم الوصول اليه الى ما بعد عبور الظل خالقة جمالية مرصعة بصور شعرية تصدم الذائقة بلذتها الجمالية تقول:
(هكذا ... فجأة يخرج من دهشة
ليستقر في لحظتي
لعله غائب
قصت جناحاه رياح الحنين فعاد
لعله شارد يبغي ظلالي
او لعله مجرد ظل عابر !)
ترى الشاعرة في كل رحلتها هذه هي مع ذاتها صراع من اجل النقاء الروحي والنفسي حتى المحطة الاخيرة التي تحاول فيها غلق النوافذ ...
(في هذه الساعة من قلقي
اكون قد احكمت غلق النوافذ
ورتبت جميع اوراقي ..)
وايضا تركت فراغات للتأويل والتأمل ، فبعد اكتشاف الذات اوغلت بنموسى في نثرية ناصعة البياض كي تبوح بالسر فهل وصلت؟؟؟؟؟؟؟؟
(اكون قد قلت لروحي في هذا الهزيع من قلقي
لنحسم الامر
اما نستريح
او نهرق العمر
على اعتاب الشك
.
.
.
)
وهنا تمانع لتحتفظ باشياء خاصة تسكت عنها حتى ...
(رجع الصدى فارغ
ورجع قلقي
لايُحتمل ..)
وهنا لابد لنا ان ننحاز الى نجاح الشاعرة المبدعة وداد بنموسى في تكوين لوحة شعرية جمالية بثت صورا من الصراع الذاتي من اجل النقاء والجمال والحب ... انها فعلا شاعرة جميلة ظاهرا وباطنا .

/قصيدة (هل فهمتني ايتها المرآة؟)



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهام جبار وافتراض البحث عن السعادات
- بريهان قمق الى موطن الوجع
- حسين الهلالي ووهج اللون بين الخط والحرف
- باسم فرات الى شعرية النثر الجاد
- ضحى بوترعة
- سمرقند
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن
- فاطمة بنيس بين العمق الشعري وتجزئة النص
- نجاة الزباير وحقائب الاهتمامات الشعرية
- فواغي بنت صقر القاسمي وتكوين الفلسفة الشعرية الخاصة
- احزان في زمن العولمة
- لهاث خلف الباب
- امجد نجم الزيدي يتخذ اسلوب القطع والالصاق للوصول ...
- خالد خشان شاعرا باهرا بهدو
- امام انظار السيد وزير المالية المحترم
- قبل البرد المبكر
- حوار لانظير له
- رغبات زئبقية
- همسات في الثقافة


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - وداد بنموسى بين الجذل والحيرة