أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية














المزيد.....

إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:07
المحور: كتابات ساخرة
    


بدون مقدمات ولا مفاوضات أعلنت عصابة مجلس الرئاسة العراقي، عن اخراج المجرم المدان علي حسن المجيد من حمايتها له من القانون، لوحده دون بقية زملائه المدانين.
هم يبدون عصابة لأنهم لا يختلفون فيما بينهم على شيء، على الأقل امام الناس، رغم ان لاجامع يجمعهم, والناس الإعتياديين يختلفون ويتفقون ولا يخفون اختلافهم وآراءهم. هذا الإنسجام غير الطبيعي، في حكومة أبعد ما تكون عن الإتفاق، جعل من تلك العصابة اداة كفوءة التنسيق مع الأمريكان في احتجاز وشل قرارات الحكومة والبرلمان في امور كثيرة حتى اضطر احدهم، وهو الأكثر عشقاً للرقص امام الأضواء، ان يحاول مؤخراً تصحيح سمعته السيئة كحاجز يمنع تدفق مياه النهر ويقول للناس انه "لايعطل القوانين، بل يناقشها".

هذه العصابة، ولنسمها فرقة مسرح الرئاسة لتجنب المخاشنات اللفظية، منحت مخرجها، أميركا، اداة فعالة اضافية لتليين حكومة لينة كالطين اساساً، تحضيراً لعجنها لتناسب القوانين التي تريدها، ويتم ذلك بتوزيع ممتاز للأدوار يناسب كل عضو فيها: استلم الراقص النرجسي واجهة المهمة، فهي توفر له الأضواء، اما الآخرآن فاكتفيا بالصمت والبقاء في الظلال، خاصة ان دورهما مخجل امام ناخبيهما بالذات.

لاتقتصر نشاطات فرقة مسرح الرئاسة على المسرحيات الأمريكية، فحين لاتكون للسفارة مصلحة واضحة في قانون ما, وهي حالة نادرة، يسمح للفرقة ان تعمل لحسابها الخاص، وقد حصلوا على فرصتهم التالية:

في نهاية موسمهم، كان البرلمانيين يناقشون ثلاث قوانين كما يلعب الشلاتية البوكر:كل يضع يده على جيبه(*). كان لدى الشلاتية مشكلة: من يلقي بأوراقه الرابحة اولاً؟ وكيف يثق ان الآخرين سيلقون بأوراقهم بعده فعلاً؟ للشلاتية حلولهم وإلا ما بقوا على قيد الحياة: اتفقوا ان يرموا كل الأوراق في حزمة واحدة، فربطوها بقيطان (إستعاروه من رئيسهم) والقوا بها على الطاولة! حلت المشكلة بالنسبة لهم على الأقل، فطاروا من الفرح وسموه "العرس الشلاتي". وهنا لابد ان نذكر ان البعض وجد ان للعروس نفساً نتناً وان مصافحتها ستترك على اليد رائحة مخجلة ثابتة لاتزول مع السنين، فغادر الحفلة مبكراً، لكن هذا لم يمنع "العرس" من المضي قدماً في تقاسم القوانين وكان احدها ينص على اعتبار اتباع احدى الكتل يساوون مرة وثلث بقدر باقي المواطنين.

وهنا جاءت فرقة الرئاسة بمسرحيتها الرائعة، وللحق اقول انها كانت اول مسرحية لها اتمتع بها! فرغم ان الشلاتية الحذرين وجدوا الفكرة الجهنمية التي تمنع بقية رفاقهم من سرقتهم بفتح رباط "حزمة القوانين"، لكنهم في غمرة حماسهم نسوا ان هذه الحزمة ستمر على فرقة مسرح الرئاسة, وان هذه "الرئاسة" ليست ملتزمة بإبقاء القيطان مربوطاً!
لذلك، وما ان اكمل البرلمانيون عرسهم واحتفالهم باليوم الكبير، حتى انبرى عضو فرقة الرئاسة الأكثر بعداً عن الأضواء والمشهور بصاحب الألوان الثلاثة، وبتضامن مافيوي مدهش من الآخرين، وفتح القيطان واخرج احد القوانين والقى به الى الخارج واعاد ربط اللفة ومررها! اكتشفت جماعة القانون المطرود الكارثة متأخرة، فلم يكن لها من يمثلها في عصابة فرقة الرئاسة, ولذا لم ينفعها البكاء والولولة.

في هذه الأثناء كان لدى (دولة) المخرج، مجرمين محكومين، رفض تسليمهم للسلطة التي يفترض ان تتولى تنفيذ حكم القضاء عليهم، بحجة ان "اطراف الحكومة غير متفقين"، وهي من اغرب حجج التأريخ، فلم يسبق لـ "دولة" خارجية ان اشترطت ان تنسجم اطراف حكومة ما قبل ان "تسمح" الحكومة الخارجية للثانية بممارسة قانونها على ارضها. وطبعاُ مثلت "فرقة المسرح الرئاسي"، وبانسجام داخلي وتنسيق حركات مثير للإعجاب كالعادة، "الجهات المختلفة" التي اعطت لقوات الإحتلال الحجة البائسة لأسر القانون وإحراج الحكومة.

أرادت فرقة الرئاسة تكرار نجاحها السابق في فل القياطين وتمرير الأجزاء بدل حجز الجميع، لذا اقدمت وبلا مقدمات او اسباب، وتماماً كما أخرجت فرقة الرئاسة احد القوانين من اللفة قبل قليل، على اخراج واحد من لفة المجرمين الذين تكفلت مع الإحتلال بحمايتهم من القانون، والقت به الى خارج حمايتها!
وبينما كان الجمهور لاهياً يحزر الأسباب لهذه الحركات التي لم يقدم المخرج اي تفسير لها امعاناً في الحبكة، كان الجزء البعيد من المسرح الدوار يجهز بهدوء لمسرحية اخرى في الظلام إسمها "المعاهدة" .

ومثلما لم يكن للقانون الذي تم ابعاده، من يدافع عنه في فرقة الرئاسة، فلم يكن للمجرم الذي تم حرمانه من حماية الفرقة من يهمه امره، بل كان ذلك الذي تحمل رئيس الفرقة بسبب حمايته اكبر خسارة جماهيرية. يقال ان الرئيس كان يتوسل بالمخرج الكبير يومياً ان يخلصه من هذه المشكلة وشكى انه قد تحمل كثيراً من هذه الإشكالات في الماضي واصبح موقفه حرجاً لايحتمل التأجيل.

لكن ما شفع له حقاً عند المخرج كان أداؤه الممتاز في مسرحية اخرى تولت فيها طائرات دولة أجنبية قصف اهله بشكل متواصل يبدو انه لن ينتهي وكان دوره الصعب ان يصمت حتى النهاية. وفجأة ينتهي مشهد القصف بإشارة من المخرج ليبدأ التالي الذي يقدم فيه رئيس الفرقة الشكر والإمتنان الساخن والموثر للقاصفين لأنهم توقفوا عن القصف!
يقال ان القاصفين اعجبهم المشهد فقرروا ان يعيدوا القصف مستقبلاً كلما احسوا بالحاجة الى المديح!


(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=125366




#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالون ودبابيس
- معاهدة لاتجد ما يدافع عنها سوى الكذب- تآمر لشلّ ديمقراطية ال ...
- لست وفياً جداً لأصدقائي: قصة واقعية قصيرة
- دعوة للصدر لتجميد آخر
- وداعاً ايها التميمي الجميل
- بوش والمالكي: معاهدة من وراء شعبيهما
- لا تدعوا جريمة البرلمان العراقي العنصرية تغور في ذاكرة العرب ...
- فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيران ...
- أغنية الخوف
- حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..
- عندما تقود الخيوط الى الإتجاه غير المناسب لتفسير الإرهاب: مص ...
- لماذا كانت جريمة قتل مبدر الدليمي -شديدة الغرابة-؟
- الإتفاقية الأمريكية العراقية: وزير الخارجية وقضية لاتجد سوى ...
- مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ م ...
- الخلط بين مقاييس نجاح -التجربة- و -تطبيق النظرية- – مناقشات ...
- وثائق سرية:أميركا فكرت باحتلال حقول النفط عام 73، فكيف مع قو ...
- إعلان النوايا: العراق وقصة الفصل السابع
- تصميم مقترح لشعار وعلم العراق
- الإحساس بالدونية في منطق شاكر النابلسي واسلوبه
- اخيراً، همسات انتصارات قادمة لشعب العراق....


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية