حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 11:04
المحور:
الادب والفن
هذا الماء سوف يجن ّ ، إن لم تتمرأَ فيه.
هذا الماء سيرحل عنّا، إن لم يتعرَّ فيه القمر،
ويغطس في لا نهائية القاع كل فجر مرتين،
مرّة يحمل وجهك ،
مرة أخرى يستعيد أنفاسه لقبلات جديدة.
هذه الحياة سوف تخنقنا،
إن ْ لم تتخضب ْ خطاك بألوان الشمس،
و سوف ينهش مخلبُ الصمت كل ّ رؤانا ووعودَ الياسمين ،
إن لم تحلم ْ خطى ظلك بصهيلِ الأصيل.
لن تستفيق الوعول من قدح الصخور ،
إن لم تترع الأقداح من دم طرائد الصبر،
لن يتدفق الشوق من نهارات الشعر ،
إن لم يتشح حزن الفاختة بسأم الأطلال الخفيّة.
** ** ** ***
يدان دافئتان و الأشنات تصورت أنها التفت حول خصر شجرة الحياة،
وأن النورارس تمزج الماء بجموح الكلام.
على ضفتي الغوايات،
فاضت أحلام الرحيل المحبوسة في الظلام،
نسي الصيادون طيش القرش ،
ولم تخش الزوارق هول الأمواج .
الغروب الزاهي يعبر ذاك الجسر،
باحة القلب تستعد لأداء رقصة العشق،
تعرف الطيور أن غناء السماء
سيمزق الشِباك ،
وستهب ّ عاصفة غبارية ،
تحايا من النهر إلى كل ّ الصابرين.
حين تجذف، تغني الطيور معك،
والنايات تمد ّ ظلالها في أرض العشق،
فيلتهب مفهوم بسماتك،
وأيامك ستمتلئ بالأسماك.
حين أبلغ خلوتك،ترتفع هلاهيل السفان،
النيلوفر يأتي لاستقبالك باقاتِ زهو و طيران.
تنفتح " مالمو" مثل برعم في راحتيك،
مثل همهمة الغروب التي تمنح المسافرين الأمانَ،
وردة أدور بها في شوارع العالم،
فتمتلئ المدن بعبق بخور الكروان.
01/03/2008
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟