|
تعالوا معاً نقول كلمة حق لدعوة الحق
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 04:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"قل ان دليله نفسه ثم ظهوره، ومن يعجز عن عرفانهما جعل الدليل له آياته وهذا من فضله على العالمين وأودع في كل نفس ما يعرف به آثار الله ومن دون ذلك لن يتم حجته على عباده ان أنتم في أمره من المتفكرين انه لا يظلم نفساً، ولا يأمر العباد فوق طاقتهم وانه لهو الرحمن الرحيم".(بهاءالله) ليس أبلغ من أدلة رسل الله ولا أتم من حجتهم. فبمجرد إعلانهم دعوتهم يضعون العالم في موضع الاختبار والامتحان أمام ميزان الله الدقيق الذي لا يخطئ. فحتى البسطاء ذوي العقول الساذجة لهم مثاقيلهم في هذا الميزان، لأن الله تعالى قد "أودع في كل نفس ما يعرف به آثار الله" ولذلك، فحتى الساذج البسيط مسئول أمام الله بالقدر الذي يفهم وبالقدر الذي يعمل. لقد وضع الله تعالى ميزاناً واحداً جاء مع كل رسول يجدر بأهل العالم أن يركزوا أنظارهم عليه. ومع ان هذا الميزان الإلهي دقيق كل الدقة، فانه أيضاً بسيط كل البساطة... ان الله تعالى يقول بلسان كل رسول ان ميزانه لأهل الأرض هو هذا: ان دعوة الحق تعلو وتنفذ، وأما دعوة الباطل فتزهق وتنعدم، مهما اشتدت الاعتراضات في وجه الأولى، أو تكاتفت قوات الأرض مع الثانية. قال تعالى في التوراة - تثنية 18 "وان قلت في قلبك كيف تعرف كلام الذي لم يتكلم به الرب، فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه"(*). وجاء في الإنجيل - بطرس الثانية 1 - "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس" وقال تعالى في سورة الرعد 14 "له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، وما دعاء الكافرين الا في ضلال". بل انه تعالى قضى برحمته أن لا يسمح لشخص أن يتقوّل عليه بعض الأقاويل، فكيف اذا افترى على الله دعوة كاملة "ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من احد عنه حاجزين" (سورة الحاقة 46). فانظر كيف وفى الله بوعده كاملاً، فقد قضى بكلمته العليا على "ثوداس ويهوذا الجليلي" اللذين ادعيا الرسالة في أيام السيد المسيح - إنجيل اعمال الرسل 5 - وقضى على مسيلمة الكذّاب وغيره ممن ادعوا الرسالة ايام سيدنا محمد عليه السلام. ومما لا شك فيه ان الدين هو غاية الله العليا لتنظيم شئون العالم، ولقد نظمها فعلا في مراحلها المتتابعة. ولا شك ايضا في ان العقيدة الدينية هي أعز ما عند الفرد والأمم في هذه الحياة الدنيا مهما شاب اعتقادهم من شوائب الأوهام والأعمال التي لا تليق بالدين. فعندما يظهر إشراق جديد، ويطلع نور رسالة جديدة يتردد الناس طويلا قبل الإقبال، ويشفقون طويلاً على ما عندهم، والحال ان الدعوة الجديدة لا تقصد إطلاقاً المساس بجوهر العقيدة وإنما تقصد تنقيتها من الشوائب التي لصقت بها بمرور الزمن ! وقد يكون الناس معذورين في ترددهم حتى يطمئنوا على الأقل، فما هي المسائل التي يثيرونها في وجه الرسالة؟ _________________________ (*) كانت الأمة الإسرائيلية في أوائل دورتها وبدء نشأتها تطلق لفظة (النبي) على رؤسائهم الروحانيين لما كان شائعاً اذ ذاك من تأويل الأحلام، وان الوحي والإلهام كان ينزل عليهم في الرؤيا حتى أطلقوا على النبي لفظ الرائي.
أبدية الشريعة وطبيعي أن يكون موضوع الشريعة وخلودها أولى المسائل التي تثيرها الأمم عند ظهور دعوة جديدة بشريعة جديدة فيها أحكام وقوانين ونظم جديدة. أما اذا ظهر مئات المصلحين في ظل الشريعة القائمة فلن يثير ظهورهم سوى اهتمام محدود قد يتحول في بعض الحالات الى نزاع طائفي حول العقيدة وتفسير الكتاب، الا انه لا يخرج عن ظل الشريعة القائمة بين أهلها بأي حال كما حدث بين أهل الأديان. ولكن عندما تتناول الدعوة الجديدة تعديل أحكام الشريعة القائمة، فإن المسألة تخرج بأجمعها عن الدائرة المحدودة، ويرجع الناس الى كتاب الله يحاجون به صاحب هذه الدعوة الجديدة، ويتمسكون بظاهر النصوص المباركة ويعلنون أن شريعتهم أبدية لا يمكن أن يطرأ تعديل على حكم من أحكامها بأي حال، لأنها صالحة لكل زمان. فقد قال في التوراة - ملاخي 4 - "اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام" وجاء في الإنجيل - متى 24 "الأرض والسماء تزولان ولكن كلامي لا يزول" وقال تعالى في سورة المائدة 3 "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" تمسكت كل أمة بظواهر هذه النصوص المباركة وأعلنت أن شريعتها أبدية، ولكن الواقع ان الشرائع تعددت رغم إصرار كل أمة على خلود شريعتها. فاليهود مثلاً لا يزالون يعلنون الى اليوم بحكم ظاهر نص التوراة ان شريعتهم خالدة، بينما جاءت الشريعة المسيحية، وتلتها الشريعة الإسلامية. ولكي نتصور مقدار عمق هذه العقيدة في نفوس أهلها ما علينا الا أن نرجع الى التوراة فنجد فيها في أكثر من موضع أن اليهود ينتظرون عودة ايليا من السماء وظهور المسيح وظهور النبي، ويعتقدون أن هؤلاء لا بد يظهرون. وفعلا ظهر ايليا (يوحنا، أي يحيى بن زكريا) وظهر المسيح، وظهر النبي الكريم ومع ذلك أنكروهم اليهود لسبب واحد فقط وهو أنهم جاءوا بشريعة غير شريعة التوراة. ويرجع هذا الإعراض الى سبب واحد وهو فهم آيات الكتاب على غير ما وضعت له، وإلا فكيف نجد في كتب الله تعالى آيات صريحة عن رسالات جديدة تنزل من سماء مشيئة الله ورحمته: "ولكم ايها المتقون اسمى تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها..." - ملاخى 4 - "ان لي أمورا كثيرة ايضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق" إنجيل - يوحنا - 16، وقال تعالى "يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق" - النور 25 - ومع هذه الصراحة فان العقيدة الراسخة عند كل أمة بأن شريعتها أبدية تجعلها تلجأ الى التفاسير لتثبت من أركان هذه العقيدة، فيقول أهل الإنجيل، وهو مثال على ما يقوله أهل الأديان الأخرى، بأن المراد من "روح الحق" الذي يرشد "الى جميع الحق" هو روح القدس الذي حلَّ على التلاميذ، ولم يكن أبداً معنى الآية الكريمة أن يظهر رسول جديد من عند الله. ولكن التلاميذ الذين حلَّ فيهم روح القدس هم أنفسهم يبشرون برسول جديد وحكم جديد، فقد جاء في رسالة بولس الرسول الى العبرانيين ص 10 "لأنكم تحتاجون الى الصبر حتى اذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد، لأنه بعد قليل سيأتي الآتي ولا يبطئ". وإيضاحاً لهذا، جاء أيضاً في رسالته الأولى لكورنثوس 13 "لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ، ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض". فأي صراحة أعظم من هذه البيانات التي تبشر بغاية الجلاء عن رسول جديد وحكم جديد ! ان دين الله، كما يوضحه "بهاءالله" في كتاب "الإيقان" هو واحد لا يتغير في جوهره، وان شريعة الله النازلة بالأحكام والقوانين والنظام كاملة في دورتها وزمانها، وان هذه الدورة الكاملة تحدد أجل الأمة الكامل "ولكل أمة أجل فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" - سورة الأعراف 34، وان لكل أجل كتاب "وما كان لرسول أن يأتي بآية الا بإذن الله لكل أجل كتاب. يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" - سورة الرعد 38. هذا معنى الموعد الذي أشار اليه الإنجيل في قوله "حتى اذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد"، ولما كانت شريعة الله هي الأحكام والقوانين المنظمة للعالم فانها تتعدل بإرادة الله تبعاً لحاجة العالم في مراحل تقدمه، أما الدين في جوهره فلا يعتريه تعديل، انه أزلي أبدي، وهو الأول والآخر "ان آباءنا جميعا كانوا تحت السحابة، وجميعهم اجتازوا البحر، وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر، وجميعهم أكلوا طعاما واحدا روحيا، وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا، فانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح" كورنثوس الأولى ص 10 - وقال تعالى في سورة الشورى 13 "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" فجوهر الدين واحد، ورسل الله واحد "لا نفرق بين أحد من رسله" سورة البقرة 285. فاذا قال أحدهم أنا الأول والآخر فهو حق "لأنك اذا نظرت اليهم بنظر لطيف لتراهم جميعاً ساكنين في رضوان واحد، وطائرين في هواء واحد، وجالسين على بساط واحد، وناطقين بكلام واحد، وآمرين بأمر واحد" بهاءالله - إيقان. ويقول "عبدالبهاء" في كتاب المفاوضات: "ان شريعة الله تنقسم الى قسمين، أحدهما الروحاني وهو الأصل والأساس وهو المتعلق بالفضائل الروحانية والأخلاق الرحمانية، وهذا القسم لا يلحقه تغيير ولا تبديل، بل هو قدس الأقداس، جوهر شرائع آدم ونوح وإبراهيم وموسى والمسيح ومحمد والباب وبهاءالله، وهو ثابت باق في جميع أدوار الأنبياء لا يتغير ولا يتبدل أبداً، لأنه حقيقة روحانية لا جسمانية، هو الايمان والعرفان والإيقان والعدالة والديانة والمروءة والأمانة ومحبة الله والمواساة في كل الأحوال والرحمة بالفقراء وإغاثة المظلومين والإنفاق على المساكين والأخذ بيد العاجزين والنزاهة والاستقامة والتواضع والحلم والصبر والثبات. والقسم الثاني من شريعة الله المتعلق بالعالم الجسماني مثل الصوم والصلاة والعبادات والزواج والطلاق والمحاكمات والمعاملات والقصاص عن القتل والضرب والسرقة والجروح... هذا القسم يتبدل ويتغير وينسخ عند ظهور كل رسول، لأن السياسات والمعاملات والعقوبات وسائر الأحكام لابد من تغييرها حسب مقتضيات الزمان". ومن هنا تبين ان الشريعة باقية وصالحة لدورتها وزمانها لا يستطيع بشر مهما أوتي من قوة أن يبدل حرفاً منها، حتى اذا تم ميقاتها وانحرف عنها أهلها وجاء رسول جديد أتى بشريعة جديدة تناسب العصر الذي جاء فيه والتطور الذي وصلت اليه البشرية. ولا يمكن لأحد أن يغير تلك الشريعة السابقة الا الرسول المؤيد بقوله تعالى "ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها" – (البقرة 106). بشارة يوم الله في كتب الله لقد أجمعت كافة كتب الله على انه تظهر في آخر الأيام طلعة مباركة لتوجد الخلق الجديد، ولتعيد تنظيم العالم بنظم جديد حيث تكون الأرض قطعة واحدة والمصالح العامة متشابكة. وهذه الطلعة المباركة موسومة في التوراة باسم "رب الجنود" فقد جاء في ملاخى 4 "فها هو ذا يأتي اليوم المتقد كالتنور، وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشا ويحرقهم اليوم الآتي قال رب الجنود... ها أنذا أرسل إليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب العظيم المخوف فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن"، وموسومة في الإنجيل باسم "الرب" "يا أورشليم يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين... هو ذا بيتكم يترك خرابا حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب" - متى 23، وموسومة في القرآن الكريم باسم "الرب" "وجاء ربك والملك صفا صفا" سورة الفجر 22، "او يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك" سورة الأنعام 158، وباسم "الله": "هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر والى الله ترجع الامور" البقرة 210 - وباسم "الروح" "يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا" - النبأ 38 - وباسم "البيّنة والرسول": "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة" - البيّنة 2 - وباسم "المنادي": "واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج" - ق 41-42 - والمنادي هو الذي ينادي للإيمان "ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا" - آل عمران 193 - وباسم "الداعي": "يوم يدع الداع الى شئ نكر" - القمر 6 - والداعي هو الذي يدعو للإيمان "يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به" - أحقاف 31 -، وبـ "النبأ العظيم": "عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون" - النبأ 2 -. وهو عند أهل الشيعة موسوم "بقائم آل محمد" و "عودة الإمام الغائب" و "الظهور الحسيني" و "المهدي وعيسى". وعند أهل السنة والجماعة موسوم "بالمهدي وعيسى" والأحاديث الدالة على ظهور "المهدي والمسيح" كثيرة ما تركت شيئا من الأوصاف والزمان والمكان والأعمال الا ذكرته، ولكنا نكتفي بمثل واحد منها وهو ما ورد في "اليواقيت والجواهر" للسيد عبد الوهاب الشعراني من أئمة علماء أهل السنة والجماعة: "المبحث الخامس والستون في بيان أن جميع اشراط الساعة حق لا بد أن تقع كلها قبل قيام الساعة وذلك كخروج المهدي ثم الدجال ثم نزول عيسى وخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها ورفع القرآن وفتح سد يأجوج ومأجوج حتى لو لم يبق من الدنيا الا مقدار يوم واحد لوقع ذلك كله" قال الشيخ تقي الدين بن ابى المنصور في عقيدته وكل هذه الآيات تقع في المائة الأخيرة من اليوم الذي وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله - إن صلحت أمتي فلها يوم وإن فسدت فلها نصف يوم - يعني من أيام الرب المشار اليها بقوله تعالى: وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون". مما تقدم يعلم ان الموعود الذي تغنت بذكره الكتب المقدسة يظهر بعلاماته عندما تطلع شمس الهدى من سماء الحق الذي غربت فيه، وعندما لا يبقى من كتب الله الا رسمها، وعندما يفتح سد يأجوج الشر ومأجوج الهوى، ويعم الفساد الأرض. وهذا الموعود لا يظهر باسم "نبي" بل بالأسماء المباركة التي جاء ذكرها في كتب الله، أي باسم: "الرب، والله، والروح، والبيّنة، والرسول، والمنادِ، والداعي، والنبأ العظيم". أما اذا كان المراد بهذه الإشارات العالية مجرد الأخبار عن انقضاء الحياة على هذه الأرض، وموت الأحياء فكيف اذا ماتوا يرون الله آتياً، والرب وهو يجئ، او يسمعون المنادي، او يرون المكان القريب، او يشاهدون قيام الروح ! وفضلاً عن هذا فان الناس مهما امتدت آجال أفرادهم وأممهم، مسوقون الى الله، وذاهبون الى ربهم، لا أن الله هو الذي يأتي اليهم "يا أيها الإنسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه" - الانشقاق 6 - والكدح في اللغة معناه السعي، أي أنك ساع الى الله سعياً. ثم وكيف يمكن لهذه الأعين الفانية أن ترى الله وهو الغيب المنيع الذي لا يدرك؟ "ان غيب الهوية وذات الأحدية كان مقدساً عن البروز والظهور والصعود والنزول والدخول والخروج، ومتعاليا عن وصف كل واصف وإدراك كل مدرك، لم يزل غنياً في ذاته، ولا يزال يكون مستوراً عن الأبصار والأنظار بكينونته - لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير" - بهاءالله - إيقان. واذاً فالمعنى المراد بهذه البشارات المباركة هو ان يظهر بين الخلق جوهر القدس من عالم الروح على هيكل العز الإنساني، علمه من علم الله، وقدرته من قدرته، وسلطنته من سلطنته، وجماله من جماله، وظهوره من ظهوره. "وذكّرهم بأيام الله"(*) علامات يوم الله واحدة في كتب الله: والذي يمعن النظر في الكتب الإلهية يراها ايضاً متفقة في علامات "يوم الله" حتى لتكاد تكون مذكورة بنفس اللفظ والعبارة في كل منها. فقد قال تعالى في التوراة - حجى 2 - "لانه هكذا قال رب الجنود، هي مرة بعد قليل فأزلزل السموات والأرض والبحر واليابسة، وأزلزل كل الأمم"، وفي الإنجيل الجليل - بطرس الثانية - ص 3 "لا يتباطأ الرب عن موعده كما يحسب قوم التباطؤ ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" وفي القرآن الكريم "اذا السماء انفطرت واذا الكواكب انتثرت..." "اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت..." اذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت..." "اذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها". ____________________________ (*) (قرآن كريم سورة إبراهيم 5)
نهاية الليل طلوع الفجر فهذه العلامات التي ذكرها الله تعالى في كتبه وفي اسلوبه المنيع من الاستعارة والتشبيه والمجاز، والتي تنبه الناس الى ما سوف يكتنف الحياة في ظلمة الليل البهيم عندما يختفي نور الحق، وتظلم سماء الدين على الأرض، وتتزلزل أرض القلوب بزلزال الشك والافتتان، وتجمد بحور العلم والحكمة وتتكدر شمس الحقيقة، وتتكور فيذهب ضوءها، وتسقط أنجم الهداية، وتضطرب أحوال العالم، وتعم الفوضى وتستعر نيران الحروب، ويشتد الكرب، وتضيع قيم المبادئ الروحية، وتتدهور الأخلاق، ويسود سلطان المادة، ويشتد تنازع الأمم، وتنحل العلاقات، ولا يعود للقانون حرمة، ولا للدين مكانة في القلوب - عندما تظهر كل هذه العلامات، والتاريخ يحدثنا كيف اشتد ليلها منذ القرن الثامن عشر - يطلع فجر الله الموعود، ويبدأ الناس تدريجيا يزيحون عن صدورهم كابوس الليل المخيف كلما امتد خيط النور. والعالم يحس اليوم أكثر مما أحس في أي يوم من أيامه السابقة بأن النضال الشديد القائم بين طبقاته وشعوبه يختلف في طبيعته كل الاختلاف عن نضاله في الماضي. فقد تركز نضاله اليوم حول تقرير الحقوق العامة للفرد والجماعة والدولة، وحول إيجاد النظم الجديدة اللائقة بعهده الجديد حيث الأرض كلها قطعة واحدة، وحيث تشابكت المصالح بفضل العلم والكشف والاختراع، وبحيث أصبح عنوان الحياة اليوم هو "وحدة العالم الإنساني". فهل كانت كل هذه الاتجاهات الغريبة على تاريخ العالم لتستمد حياتها من الهام فكر بشري؟ كلا، بل تستمده من الهام شامل عام طلع من أفق مشيئة الله عندما أشرقت شمس الموعود، والا فمن ذا الذي يستطيع أن يدعي بأن أي مرحلة من مراحل تطور العالم تحققت عن طريق غير طريق السماء ونفذت بقوة غير قوة دين الله، أو من ذا الذي يستطيع أن يقول بأن المبادئ التي يناضل من أجلها العالم اليوم بأجناسه وملله وعقائده وألوانه، هي من وحي البشر ! وعن قريب، عندما تصفو الروح، يدرك أهل الأرض جلال يوم الله الذي أشرق بظهور "الباب و بهاءالله" عن أفق إرادة الله، ويدركون عظمة تعاليم الله الجديدة التي خلقت السموات الجديدة والأرض الجديدة: "لأني ها أنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة فلا تذكر الأولى ولا تخطر على بال، بل افرحوا وابتهجوا فيما أنا خالق..." توراة اشعيا 65 - "ولكنا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر" إنجيل - بطرس الثانية 3 - "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار" - إبراهيم 48 - "وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون" - الزمر 69) . سلام الله وهذه السموات الجديدة والأرض الجديدة هي تعبير عن النظم البديع الجديد الذي يحتاجه العالم، والذي يتم به الخلق الجديد، فيرى العالم غير العالم والسموات والأرض غير الأرض. وهي التي بظهورها يتأسس ويتحقق السلام على الأرض الذي هو اسم من أسمائه الحسنى، فقد قال تعالى في التوراة - اشعيا 9 - "لانه يولد لنا ولد، ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً آلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام، لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" وفي القرآن الكريم "والله يدعو الى دار السلام" - يونس 25 -. فهذا وعد الهي بتأسيس وتحقيق السلام على الأرض ولا يكون الا بظهور الموعود في يوم الله. وقد ذهب المسيحيون الى القول بأن "رئيس السلام" هو السيد المسيح في مجيئه الأول، ولكن السيد المسيح صرح بأنه ليس "رئيس السلام" الموعود: "جئت لألقي ناراً على الأرض فماذا أريد لو اضطرمت.. أتظنون اني جئت لأعطي سلاماً على الأرض، كلا أقول لكم بل انقساماً" - لوقا 12 - نعم قال السيد المسيح لتلاميذه "سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم" - يوحنا 14 - وقال تعالى في القرآن الكريم "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة" - البقرة 208 - فهذا السلام سلام نسبي اقتصر على الذين آمنوا برسالات الإنجيل والقرآن. وحتى هذا السلام النسبي لم يتحقق بين أهل الملة الواحدة. فالحروب والمنازعات بين الفرق المسيحية امتدت طوال تاريخها. وكذلك الحروب والمنازعات بين الفرق الإسلامية امتدت طوال تاريخها. ولكن "بهاءالله" يدعو الناس جميعهم على اختلاف عقائدهم وأجناسهم وألوانهم الى السلام الأعظم الذي وضع قواعده وأحكامه. وعلى هذا الجيل أن يرجع اليها ليخلد لنفسه ذكرا في التاريخ بين مؤسسي سلام الله على الأرض. يوم الله محدد بالتاريخ في كتب الله 1 - في التوراة والإنجيل - بالتاريخ القمري جرت التوراة والإنجيل على ان اليوم معتبر بسنة "فتحمل اثم يهوذا أربعين يوماً قد جعلت لك كل يوم بسنة" توراة - حزقيال 4، وهذه هي القاعدة المنصوصة في تحديد المواعيد في التوراة والإنجيل. فلننظر الى هذا الميعاد من التوراة. جاء في دانيال ص 12 "وقال للرجل اللابس الكتان من فوق مياه النهر الى متى انتهاء هذه العجائب فسمعت الرجل اللابس الكتان الذي من فوق مياه النهر اذ رفع يمناه ويسراه نحو السموات وحلف بالحي الأبدي انه الى زمان وزمانين ونصف زمان، فاذا تم تفريق أيدي الشعب المقدس تتم كل هذه". وتكررت عبارة "زمان وزمانين ونصف زمان" في الإنجيل - رؤيا 12، ثم فسرتها الرؤيا بثلاثة أيام ونصف كما جاء في الإصحاح 11، فتفسير الزمان والزمانين ونصف هو "ثلاثة أيام ونصف" أي 42 شهراً والشهر 30 يوما بالحساب القمري فيكون مجموعها 1260 يوما أي 1260 سنة. ففي سنة 1260 هجرية ظهر "الباب" الذي جاء يبشر بـ "بهاءالله". وجاء في الإنجيل - رؤيا 11 "ثم أعطيت قصبة شبه عصا، ووقف الملاك قائلا لي قم وقس هيكل الله والمذبح والساجدين فيه، وأما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها خارجاً ولا تقسها لأنها أعطيت للأمم وسيدوسون المدينة المقدسة اثنين وأربعين (42) شهراً. وسأعطي لشاهدي فيتنبأن ألفا ومائتين وستين يوما (1260) لابسين مسوحا". وتفسير هذه الرؤيا هو انه في أوائل القرن السابع الميلادي الذي فتحت فيه أورشليم ظل قدس الأقداس، أي البيت الذي بناه سيدنا سليمان، محفوظاً حسب الظاهر، وأما الصحن الخارجي فقد أخذ وأعطي للأمم - أي الأمم العربية - (وسيدوسون المدينة المقدسة 42 شهراً) أي يستولون على أورشليم 42 شهراً أي 1260 يوماً أي 1260 سنة (وسأعطي لشاهدي فيتنبآن 1260 يوما) توضيح لهذه العملية الحسابية. وفي سنة 1260 هجرية ظهر "الباب". 2 - تحديد الميعاد بالتاريخ الميلادي في التوراة جاء في دانيال ص 8: "فسمعت قدوسا يتكلم يسأل قدوساً آخر الى متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة ومعصية الخراب لبذل القدس والجند ومدوسون، فقال الى ألفين وثلثماية (2300) صباح ومساء فيتبرأ القدس...". وتفسيرها انه من تاريخ صدور فرمان ارتحشستا بتجديد بيت المقدس الى يوم ولادة السيد المسيح هو 456 سنة (عزرا ص 7). فاذا طرحنا 456 من 2300 يكون الباقي 1844 ففي 1844 ميلادية المطابقة لسنة 1260 هجرية ظهر "الباب". 3 - تحديد ميعاد الظهور من القرآن الكريم: في كل دورة من دورات رسل الله كان الدين منوطاً من بعد الرسول الإلهي بنفوس اختارهم الله لتدبير الأمر من بعده. وهؤلاء كان عددهم في كل دورة اثنى عشر (12) ففي الدورة الموسوية كان الأسباط الاثنى عشر، وفي الدورة المسيحية كان الحواريون (التلاميذ) الاثنى عشر، وفي الدورة الإسلامية كان الأئمة الاثنى عشر من أهل البيت، وجاء في الحديث الشريف "اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي" وكان آخر هؤلاء الأئمة الاثنى عشر الامام محمد بن حسن العسكري سنة 260 هجرية: قال تعالى في سورة السجدة 5 "يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون" وعلى ذلك تكون 260 هي السنة التي تم فيها تدبير أمر الله من السماء الى الأرض مبتدئة بظهور الرسول عليه السلام ومنتهية بقيام آخر امام من العترة الطاهرة وهو الامام محمد بن حسن العسكري. ثم يأتي عروج الأمر الى الله في يوم مقداره ألف سنة. فاذا أضفنا مدة التدبير (260) الى يوم العروج (1000) أي 260 + 1000 = 1260 وهي السنة الهجرية التي ظهر فيها "الباب"... كم تطابق كتب الله بعضها بعضا، وما أبدع بشارتها للناس في لحن السماء ! تأويل الكتاب وكما أجمعت كتب الله على البشارات والعلامات وميعاد ظهور يوم الله، كذلك أجمعت على ان كل آياته المشيرة الى هذا اليوم مكنونة مستورة الى وقت النهاية، فهي من المتشابهات التي قال تعالى عنها في سورة آل عمران 7 "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله..." وقد أخذ الله على نفسه عهداً أن يبين أسرارها ويظهر مكنوناتها على لسان من يبعثه في اليوم الموعود. والذين فسروا كتب الله كانوا على حق عندما قالوا عند كل تفسير ان الله ورسوله أعلم، فلم يقطع واحد منهم بأن تفسيره هو المقصود بكلام الله. ولهم كل الحق فيما ذهبوا اليه لأن الله وحده هو العالم بتأويل كتابه وأنه وحده هو الذي يرسل من يظهر مكنونات آياته "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً الا من ارتضى من رسول" - الجن 26 - ولذلك قال تعالى في التوراة - دانيال 12 - "اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة الى وقت النهاية"، وفي الإنجيل - يوحنا 6 - "اعلموا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لأن هذا الله الآب قد ختمه". وفي القرآن الكريم - القيامة 19 - "ثم ان علينا بيانه" وثم معناها العطف مع التراخي. وأيضا في سورة الأعراف 53 - "هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق". فاذا لم يكن الباب المبشر بـ "بهاءالله" هو المنعوت بقوله تعالى "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً الا من ارتضى من رسول" كيف كانت تظهر معاني آيات الله وتتجلى مكنوناتها التي ظلت مخفية مستورة طوال الأحقاب ! "فانظروا العالم كهيكل إنسان انه خلق صحيحا كاملا فاعترته الأمراض بالأسباب المختلفة المتغايرة وما طابت نفسه في يوم بل اشتد مرضه بما وقع تحت تصرف أطباء غير حاذقة... وان طاب عضو من أعضائه في عصر من الأعصار بطبيب حاذق بقيت أعضاء أخرى في ما كان... كلما أتى ذاك السبب الأعظم وأشرق ذاك النور من مشرق القدم منعه المتطببون وصاروا سحاباً بينه وبين العالم لذا ما طاب مرضه وبقي في سقمه الى الحين".(بهاءالله)
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أثر الدين في المجتمعات
-
استقرار السلام العالمي بين البشر
-
البشرية بحاجة إلى من يداوى عللها ويبرئ أمراضها فهل يتعظ البش
...
-
الحضارات الإنسانية نابعة من النفحات الروحانية
-
الإعراض والاعتراض عبر التاريخ
-
-دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة-
-
البهائية لثقافة المعلومة
-
استمرار الظهور الإلهي
-
-كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه-
...
-
الكلمة الإلهية
-
التعاليم البهائية في الحياة بعد الموت
-
البهائية-ماذا تكون
-
جاء رب الجنود-وعاد المسيح فى مجد أبيه- وفاض النبأ العظيم- هب
...
-
المظاهر الإلهية
-
يَومُ الله
-
-هذا دينُ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ...-
-
وغداً تشرق الشمس
-
النظام العالمي لحضرة بهاء الله- (البهائية)
-
البهائية والتحديات
-
الدين والتطور الإجتماعي
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|