أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصطفى العبد الله الكفري - الشراكة الأوروبية المتوسطية















المزيد.....


الشراكة الأوروبية المتوسطية


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 685 - 2003 / 12 / 17 - 04:28
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


 مع بداية التسعينات من هذا القرن، بدأ البحث في بروكسل مقر المفوضية الأوروبية عن صيغة جديدة للعلاقات بين أوروبا وجنوب المتوسط على ضوء المتغيرات العالمية الحاصلة . ومنذ عام 1991 تشهد بروكسل العديد من النشاطات الفكرية والسياسية وجميعها تصب في اتجاه بلورة هذه الصيغة للعلاقات الأوروبية مع جنوب المتوسط . واحتل مفهوم المتوسطية مكانة مهمة في الخطاب الأوروبي ومجمل هذه النشاطات . وأصدرت المفوضية الأوروبية دراسة في أيلول 1993 بعنوان « العلاقات المستقبلية والتعاون بين الجماعة الأوروبية والشرق الأوسط » وهدفت الدراسة إلى بحث الاحتمالات بعيدة المدى في اشتراك مصر وسورية ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن وإسرائيل في عملية تكامل إقليمي تؤيدها الجماعة الأوروبية وتهدف إلى دعم التسوية السلمية في المنطقة. [1]

وقدمت المفوضية الأوروبية دراسة إلى كل من المجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي بعنوان ذي دلالة « حول تنفيذ التعاون المالي والتقني مع الدول المتوسطية غير الأعضاء، وحول التعاون المالي مع تلك الدول كمجموعة » . وفي آذار 1995 صدرت دراسة أيضاً حول تدعيم السياسة المتوسطية . وقد سبق هذه الدراسة دراسة أخرى عنوانها « تقوية السياسة المتوسطية للاتحاد الأوروبي: إقامة شراكة أوروبية متوسطية » تجاوباً مع المجلس الأوروبي الذي عقد في لشبونة في حزيران 1992 .

من خلال القراءة الأوروبية للنظام العربي وجواره تبلور فهم أوروبي أضحى هو المصدر الأساسي لسياسات لاحقة تحدد التعامل مع الفضاء الجنوبي للمتوسط باعتباره مكوناً من ثلاثة فضاءات فرعية يتميز بعضها عن البعض الآخر ، ولكل منه ديناميته وجداول عمله الخاصة ، ولو أن هذه الفضاءات الفرعية يؤثر بعضها في البعض الآخر وهي: الفضاء المغاربي، الفضاء الخليجي، والفضاء المشرقي الذي يضم أطراف عملية السلام. [2]

المقارنة بين النظامين العربي والأوروبي:

من خلال مقارنة بين النظامين الأوروبي والعربي يمكننا استخلاص الملاحظات التالية: [3]

     1.تعيش أوروبا مرحلة إعادة بناء، وهي أشبه بالمركز في محيطها، في حين يعيش النظام العربي مرحلة من التفكك والانجذاب إلى الخارج وباتجاهات مختلفة.

     2.تشهد أوروبا حالياً مرحلة من بلورة جداول عمل جديدة وتتزاحم عناصر عمل عديدة على هذه الجداول، وهو شيء غير حاصل على الصعيد العربي، لأن بلورة جداول عمل مشتركة يتطلب حداً أدنى من التوافق العربي الفعلي والفعال.

     3.تعد أوروبا بمثابة لاعب نشط في البحث عن دور عالمي، في حين يعد الوطن العربي بمثابة ملعب متلقٍ لكل من يبحث عن دور عالمي ويمتلك القدرات لذلك الدور.

     4.تشهد أوروبا ورشة تفكير تشارك فيها الدولة والمجتمع والمؤسسات الإقليمية، في حين يعيش النظام العربي مرحلة ركود وضياع وتشتت، من دون أن يعني ذلك غياب بعض المحاولات المحدودة وغير الرسمية للبحث في صياغة الغد.

يتبين مما تقدم أن الحديث عن علاقات عربية - أوروبية حتى ولو اتخذت منحى غير متوازن، يصبح بعيداً عن الحقيقة طالما لا يوجد الطرف العربي الذي يملك الإمكانات لهذه الصفة ويصح الحديث بعد ذلك عن سياسة عربية أو غير عربية لأوروبا.

مؤتمر برشلونة:

( أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن مؤتمر برشلونة للشراكة الأوروبية المتوسطية، موقع المؤتمر والعملية التي أطلقها من الشرق أوسطية. فهذه الأخيرة والمتوسطية تلتقيان حول جملة من المفاهيم، منها شمولية مفهوم الأمن، والمدخل التعاوني لحل النزاعات، وأهمية إنشاء نظام إقليمي جديد له مؤسساته وقواعد سلوكه، إلى جانب وجود عدد من الدول الأعضاء معنية بالمشروعين. إلا أن هذين المشروعين يختلفان جذرياً عندما يقارنان على أرض الواقع، إذ لكل منهما منطلقاته وهويته وآفاقه، فالشرق أوسطية، كما أشرنا سابقاً، هي الجزء الأهم من عملية السلام في المفهوم الإسرائيلي والأمريكي، من حيث أنها تعمل على إدماج إسرائيل في نسيج المنطقة، في حين أن المتوسطية هي خطوة متقدمة في السياسة المتوسطية الجديدة تعبر عن تحول هذه من مستوى الثنائي إلى المستوى المتعدد الأطراف. وفي حين أن إسرائيل هي محور الشرق أوسطية، فإن الاتحاد الأوروبي هو محور المتوسطية، وهذه عكس الشرق أوسطية لا تعتبر أن علة وجودها الفعلية هي إجراء تطبيع قدر المستطاع بين إسرائيل والعرب ولو أنها تؤيد هذا التطبيع. ومن جهة أخرى، إذا اعتبرت الشرق أوسطية أنها تطور طبيعي ومنطقي، ولو قال بعضهم أنه سريع بالنسبة لمدريد، فإن برشلونة ليست نتاج مدريد، ولكن ما كان يمكن أن تعقد بهذا الاكتمال لولا حصول مدريد. وتطول لائحة المقارنة لنلاحظ أن المتوسطية ذات إطار جغرافي أضيق، وهي غير معنية بتوسيعه جنوباً، لا بل أنها قاومت ذلك ورضيت بحضور موريتانيا لاحقاً، في حين أن الشرق أوسطية تبحث عن حضور جديد أو أكثر فعالية، هذا ويبدو أنها تتطلع إلى الحصول على شرعية دولية وإقليمية، بينما المتوسطية تبدو وكأنها لا تعاني البتة أي نقص في الشرعية في ما يتعلق بكيانها. فالأوسطية مستعجلة في إقامة نظامها، والثانية تتطلع إلى بلورة نوع من هلسنكي متوسطية أو مؤتمر للأمن والتعاون في المتوسط. سيأخذ بالطبع الوقت الكافي ليرى النور أسوة بعملية هلسنكي ذاتها. وبالفعل فالأبعاد الثلاثة ، السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، لإعلان برشلونة تذكر بالسلال الثلاث لإعلان هلسنكي). [4]

 ( ويمكن إدراج الملاحظات التالية على بيان برشلونة وبرنامج العمل الذي ألحق به :

ـ اتسم البيان بصياغة مرنة لمبادئ عامة وشاملة تسمح لكل طرف باللجوء إلى التفسير الذي يريده ، وغابت الأفكار المحددة التي عادة تحمل قوالب جاهزة وتؤدي إلى إخراج أطراف وإخراج أطراف أخرى .

ـ أهمية برشلونة ليست في مضمون البيان بقدر ما هي في الزخم الذي خلقة المؤتمر بغية إطلاق عملية بناء الإطار للأمن والتعاون في المتوسط .

ـ اتسم البيان بالواقعية من حيث أخذه بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية وغيرها لكل طرف وعدم محاولة تسريع عملية البناء المتوسطي ، وكذلك من حيث ابتعاده عن عقدة الاقتصادوية كجواب لكل المشاكل والمسائل، ولإيلائه الشأن الثقافي والديني الأهمية التي له .

ـ اتسم الموقف الأوروبي بالمرونة على رغم الحماس الذي سبق عقد المؤتمر والتحضير له ، ولم يتمسك الأوروبيون ببعض المقترحات التي وجدتها بعض الأطراف العربية غير مناسبة في المرحلة الراهنة وقبل حدوث تقدم في عملية السلام، ومن أبرز هذه المقترحات تلك التي قدمتها فرنسا حول عقد الاجتماع القادم على مستوى القمة ، والتوصل إلى إنشاء ميثاق أوروبي متوسطي تكون له هياكله القانونية، وكذلك آليات عمله . وتجاوب الأوروبيون مع رغبة بعض العرب الرئيسيين في إبطاء عملية برشلونة.

ـ اتسم الكثير من الصياغات بتوازن دقيق يرضي كل من أهل الشمال وأهل الجنوب فالتأكيد على دور المجتمع المدني جاء ، مثلاً ، في إطار التأكيد على العمل ضمن القوانين الوطنية .

ـ حقق العرب نصف نجاح برشلونة ، إذ استطاعوا الإصرار على تضمين البيان الختامي المواقف الثابتة فيما يتعلق بعملية السلام، مثل حق تقرير المصير، تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، ومبادلة الأرض بالسلام، وكان من الأهمية إذاً التأكيد على مرجعية مؤتمر مدريد بعد أن بدأت تحدث محاولات لفك الارتباط بينها وبين عملية السلام. وكذلك كان من المهم عربياً التأكيد على موضوع الأسلحة النووية ولو جاءت الصياغة وسطية بعض الشيء .

ـ ثبت مرة أخرى من خلال البيان والبرنامج أنه على رغم محدودية القدرات الأوروبية في التأثير في عملية السلام، فأوروبا تمتلك قدرة كبيرة على قراءة الخارطة المجتمعية عند حدودها الجنوبية وفهم تضاريس هذه الخارطة ومنعرجاتها. ويأتي ذلك بعكس الوضع الأمريكي، حيث تعاني القراءة الأمريكية التبسيط المخل أحياناً ، وسببه الرئيسي الاستعجال وإيلاء المنطق الاقتصادي أهمية شبه مطلقة في تحليل ديناميات هذه الخارطة ، ومحاولة إيجاد الأجوبة وذلك على رغم القدرات الأمريكية للتأثير في عملية السلام ). [5]

العلاقات التجارية العربية:

وإذا ما حللنا أرقام وبيانات التبادل التجاري نجد أن العلاقات التجارية البينية ( بين أقطار الوطن العربي ) تتراوح بين 5% و 7 % مقابل 50 % إلى 60 % مع الاتحاد الأوروبي ( 12 دولة أوروبية ) ، وعلى التوالي 15 % و 6 % مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان .

أما إذا تحدثنا عن التركيب الهيكلي لهذه الـ 5 % و7 % في المبادلات البينية فإننا نجد أن 30 % منها نفط و 5 % معادن و19 % نسيج و 17 % منتجات زراعية .

أما هيكل الصادرات العربية إلى أوروبا فهي تتكون من 5 % نفط و 3 % معادن ، و 7 % نسيج و 5 % منتجات زراعية ، إضافة إلى وجود تجارة محدودة جداً في السلع المصنعة عدا النسيج مع الاتحاد الأوروبي .

وفي جميع الأحوال لم تمثل السلع المصنعة غير النفطية سوى 13 % من تجارة البلدان العربية فيما بينها أو 5 % من صادرات البلدان العربية لأوروبا .

من غير المحتمل أن تصبح الدول العربية ذات اقتصادات صناعية ثقيلة بالمعنى المتعارف عليه في المدى المنظور . لذلك عليها أن تقتصر من القاعدة الحالية المنتجات ذات القيمة المضافة المنخفضة إلى قاعدة المنتجات ذات قيمة مضافة أعلى حتى تتمكن من البقاء على الحياة ومواجهة التكتلات الدولية. [6] 

 

 

التنافس الأوروبي الأمريكي:

و لا بد من الإشارة إلى التنافس الأوربي الأمير كي في المنطقة , و قد بدأ هذا التنافس واضحاً أثناء انعقاد قمة برشلونة لعام 1995 , عندما تحفظت الدول الأوربية على المشاركة في البنك الشرق أوسطي الذي ألحت عليه الولايات المتحدة الأمير كية و إسرائيل , وقد صرح رئيس المفوضية الأوربية جاك سانتير أنه يفضل إقامة صندوق "fund" لمشاريع التنمية , و يرى أن إسرائيل ستكون المستفيد الرئيسي من البنك لأنها الدولة الوحيدة في المنطقة القادرة على الاقتراض بشروط السوق ( تجارية ) كما ينص على ذلك المشروع الأساسي للبنك الإقليمي. [7]

وقد توضحت المنافسة الأمير كية لأوربا في المشروع الشرق أوسطي في مؤتمر برشلونة حيث كشف وزير خارجية فرنسا ( هارفي دوشاريت ) عن مخاوف أوربا من هذه المنافسة حين قال : ( إن ثقل الولايات المتحدة الأمير كية جعل المتوسط بحراً خاضعاً لنفوذ خارجي , و الآن للمرة الأولى تتجمع بلدان البحر المتوسط مع بعضها البعض ). [8]

و قد دعت كل من إيطاليا و أسبانيا إلى زيادة الاهتمام بالمنطقة العربية عن طريق المزيد من المعونات و التعاون المتوسطي , فتقرر في مؤتمر برشلونة أن يقوم الاتحاد الأوربي بتخصيص ثلاثين مليار فرنك للبلدان المتوسطة إضافة إلى ثلاثين مليار فرنك أخرى وعد مصرف التنمية الأوربي بمنحها في صيغة قروض و هبات خلال السنوات الأربع المقبلة أي حتى عام 1999 , و يسعى الاتحاد الأوربي إلى ضم الدول العربية المتوسطية إلى منطقة تبادل حر في العام 2010 بحيث تضم الجماعة المتوسطية 27 دولة منها 15 دولة أوربية و 12 دولة متوسطية. [9]

و في ظل هذه المنافسة الأوربية الأمريكية ظهر الأوربيون و كأنهم أشد حرصاً على التكامل الاقتصادي العربي من العرب أنفسهم , فقد حث رئيس المفوضية الأوربية جاك سانتير الدول العربية على إقامة سوقهم المشتركة , لأن النظام ( الكتلة ) الإقليمي العربي يسهل التعاون مع التكتلات الاقتصادية الدولية و في مقدمتها السوق الأوربية المشتركة و أكد أن ذلك شرط ضروري لنجاح التعاون بين الاتحاد الأوربي و الدول العربية , وقد أشار سانتير هنا إلى مقارنة مؤسفة و هي أن التجارة البينية فيما بين دول الاتحاد الأوربي تتراوح بين 50 و 70 في المائة من التجارة الخارجية للاتحاد بينما لا تزيد التجارة البينية فيما بين الدول العربية عن 5_7 في المائة من التجارة الخارجية العربية.

يرى سمير أمين في ( مفهوم تجربة الأقلمة المندرجة في العولمة السائدة ) أن الأقلمة في إطار العولمة ما هي إلا تنظيم أحزمة نقل الأقلمة الاستقطابية ( الكولونيالية العمومية ) ، من خلال ربط أقاليم طرفية محددة بمراكز مسيطرة معينة كما لو قد تم توزيع (عبء)  الكولونيالية العمومية بين أهم المراكز الفاعلة ( وهناك أمثلة واضحة للأقلمة الاستعمارية المتقودة وهي: اتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا التي تربط المكسيك بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا، واتفاقية لوميه بين السوق الأوروبية المشتركة والدول الأفريقية ، ومشروع منطقة الين الذي يجر جنوب شرق آسيا وراء اليابان ، ومشروع المحيط الهادي الذي يضم الولايات المتحدة وكندا واليابان وأستراليا وآسيا الشرقية النامية). [10]

وكل الخوف من أن تتحول مشاريع الأقلمة في منطقتنا إن كان عن طريق السوق الشرق أوسطي أو عن طريق الشركة المتوسطية إلى أحزمة نقل العولمة الاستقطابية الكولونياليه .

أما الشراكة المتوسطية فإنها تثير بعض المخاطر ( على الرغم من أن هذه المخاطر أقل من مخاطر مشروع الشرق أوسطية ) تتمثل في أن هذه المشروعات إنما تهدف إلى تجزئة العرب إلى أجزاء جغرافية منفصلة و متشابكة مع أجزاء أخرى في الاقتصاد العالمي : جزء كبير هو الإقليم الشرق أوسطي و الجزء الأخير يرتبط بالشراكة المتوسطية و هي تهدف جميعها إلى تهديم أي نظام إقليمي عربي يمكن أن ينهض و يقوم حتى و لو ظن البعض أن مشروع التكامل الاقتصادي العربي , و مشروع السوق الشرق أوسطية , و مشروع الشراكة الأوربية المتوسطية يمكن أن تكون مشروعات متكاملة و ليست مشروعات متنافسة[11] .

إن الخيارات المتاحة أمام العرب في الظروف الراهنة هي ما بين التكتل و التجمع و التعظيم من ناحية , و بين الانقسام و التجزئة و الانفراط و التعثر من الناحية الأخرى , و يمكن القول أن عوامل التوحيد و كذلك عوامل التجزئة كامنة في كل المجتمعات , و لكن تحرك هذه العوامل أو تلك يعتمد على أسباب كثيرة , بعضها إرادي و بعضها ظرفي و بعضها خارجي .

هناك اختيار واحد أمام العرب يمكن أن يختاروه إذا توفرت الإرادة و القناعة هو الاختيار العربي , و هذا الخيار هو خيار التكامل و الاندماج العربي, الخيار ذاته المندرج تحت مظلة القومية العربية بالمفهوم الثقافي و الحضاري , و تحت عنوان الوحدة العربية , و لكنه في هذه المرة يجب أن يكون رؤيةً لا رؤيا , و منطقاً لا منطلقاً , و واقعاً لا وقوعاً[12] .

إن مشروع السوق الشرق أوسطي المطروح حالياً والمبني على أساس السيطرة الإسرائيلية كقوة إقليمية مركزية وشريك للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ومنافس للبلدان الأوروبية ، سيؤدي إلى إجهاض مستقبل التعاون والتكامل الاقتصادي العربي أو تفعيل العمل الاقتصادي المشترك ، وبخاصة إذا استمر تهميش الدور العربي ، وتنامي الخلافات والتفكك بين الأقطار العربية وغياب استراتيجية عربية واضحة للعمل الاقتصادي العربي المشترك. [13]

                                                       الدكتور مصطفى العبد الله الكفري

                                                         جامعة دمشق – كلية الاقتصاد

[email protected]

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]  - Com ( 93 ) , 373 Find , 8 September 1993

[2]  - ناصيف حتي ، حلقة نقاشية ، مصدر سابق ص96-97.

[3]  - مستقبل العلاقات العربية الأوروبية، حلقة نقاشية، ورقة العمل للباحث ناصيف حني، مجلة المستقبل العربي، العدد 3 م1996 ص89.

[4]  - المستقبل العربي العدد 3 1996 ص94.

[5]  - ناصيف حتي ، حلقة نقاشية ، مصدر سابق ، ص99.

[6]  - روني ستاندرنغ ،العلاقات الاقتصادية الأوروبية ـ الشرق أوسطية ، ندوة التحديات الاقتصادية للعالم العربي في مواجهة التكتلات الاقتصادية ، مركز الدراسات العربي الأوروبي ص452.

[7] - غيث مطر , الاقتصاد الغربي أقام التحديات و الفرص الضائعة , مجلة الصناعة و الاقتصاد العدد 30  بيروت  ك2/شباط/1996 ص144 .

[8] - المصدر السابق .

[9] - مجلة الصناعة و الاقتصاد العدد 30 بيروت كانون الثاني/شباط/1996 ص144.

[10]  - استراتيجية اقتصادية عربية ـ عربية ( شروط إنعاش التنمية ) بحث للدكتور سمير أمين مقدم إلى ندوة التحديات الاقتصادية للعالم العربي في مواجهة التكتلات الاقتصادية ، مركز الدراسات العربي الأوروبي ص483.

[11] - حذر من هذه المخاطر الكاتب و الباحث المتميز جميل مطر , أنظر , د.محمود عبد الفضيل , الشرق - أوسطية  و مستقبل التعاون و التكامل الاقتصادي العربي , بحث مقدم إلى المائدة المستديرة تحت عنوان ( التحديات المستقبلية التي تواجه الاقتصاديات العربية و الاقتصاد الأردني ) نظمها مركز الأردن الجديد للدراسات  عمان 26 - 29 أيار 1996 .

[12] برهان الدجاني , الخيارات المستقبلية للعالم العربي , دراسة قدمت للدورة الثانية و الثلاثين لمؤتمر غرف التجارة و الصناعة و الزراعة للبلاد العربية , ص6 .

[13]  - د. عبد الفتاح العموص ، المتوسطية والشرق أوسطية وتحديات التنمية في البلدان المغاربية ، ندوة متطلبات التنمية في الشرق الأوسط ( المشرق والمغرب ) في ظل المستجدات المحلية والعالمية ، الإسماعيلية أيلول 1996 ص122.



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية
- وضع برنامج وطني لتحديث الاقتصاد السوري - 1
- قضايا حول السكان والتنمية في الوطن العربي
- التطورات التشريعية التي شهدتها الجمهورية العربية السورية مع ...
- البرنامج الوطني لمكافحة البطالة تجربة سورية
- الاشتراكية كنظام اقتصادي اجتماعي 4 من 4
- الاشتراكية كنظام اقتصادي اجتماعي 3 من 4
- الاشتراكية كنظام اقتصادي اجتماعي 2 من 4
- الاشتراكية كنظام اقتصادي اجتماعي 1 من 4
- مصر ورياح العولمه
- اكستر Exeter المدينة والجامعة
- استراتيجية تنمية الموارد البشرية في سورية
- عمليات الخصخصة في الدول العربية - مبرراتها، طرقها، والصعوبات ...
- التنمية البشرية والتنمية المستدامة
- النتائج الاقتصادية لانضمام سورية إلى اتفاقيات الغات والمنظمة ...
- الجامعات العربية بين المهمة التدريسية والبحث العلمي
- العولمة سقوط الاتحاد السوفياتي لا يعني سقوط الماركسيه
- هجرة الكفاءات العربية والتنمية
- منظمة التجارة العالمية وحماية الملكية الفكرية والبند الاجتما ...
- الآثار الاقتصادية لانضمام الدول العربية للمنظمة العالمية للت ...


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصطفى العبد الله الكفري - الشراكة الأوروبية المتوسطية