أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - النون : أيّ سرّ في هلالك وهلاكك؟















المزيد.....



النون : أيّ سرّ في هلالك وهلاكك؟


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 08:32
المحور: الادب والفن
    



واأسفاه..
صرتُ أتنقلُ من حرفٍ إلى حرف
ومن نارٍ إلى نار!

ثمة علاقة وطيدة تجمع بين الشعر والتاريخ ، كلاهما يمتح من الواقع ويسعى إلى الحقيقة ، كلاهما ينقسم إلى ذاتي وشخصي وموضوعي ، وكلاهما قابل للاستدلال والتأويل والخلاف. والنص الشعري بغض النظر عن جودته وخصائصه الفنية هو نص تأريخي ووثيقة تعبر عن بصمات بيئة وحدث ما. وكما المؤرخ يقسم التاريخ إلى مراحل وفق معيار معين، يلجأ الشاعر لتقسيم مسيرته الذاتية وتجربته الأدبية إلى مراحل ، ونعبر عن كل مرحلة بكتاب أو قصيدة. لا جرم أن الشعراء ليسوا كلهم على نفس الدرجة في الحسّ التاريخي أو الانشغال به. وربما كان منهم من يلغي التاريخ ويعتمد أساليب فنية وذهنية معينة للاجهاز عليه. في هذا الصدد أتوقف عند ظاهرة تداخل الشعري والتاريخي في تجربة الشاعر أديب كمال الدين متخذاً مجموعته (نون) سبيلاً إليه.
اتخذ الشاعر دالة الحرف دالة لتجربته، وجعل كل حرف صوتاً أو تعبيراً أو توصيفاً لمرحلة زمكانية محددة. فيتغير لديه الحرف (دالة ودلالة) بين فترة وأخرى. ويمكن استقراء مسيرة الشاعر بحسب ذلك مقسمة إلى خمس مراحل تكشف كل منها مدى الترابط بين طبيعة الظرف ورمزه الحروفي:
1- تضمّ المرحلة الاولى مجموعتي الشاعر[تفاصيل 1976/ ديوان 1981]. وهي إضافة لارتباطها ببدء ظهوره الأدبي، فأنها ترتبط كذلك بحالة الاستقرار النسبي لمناسيب الحياة العراقية، وعلى الصعيد الشخصي يحصل على شهادة الجامعة عام 1976 من كلية الادارة والاقتصاد ويدخل عالم الصحافة. أي أنها مرحلة التأسيس والتأهيل على كافة المستويات، الشعرية والشخصية والعامة. وتمثل نهايتها نهاية المنطق والمعقول والعادي في تاريخ العراق.
2- تضمّ المرحلة الثانية مجموعتي الشاعر [جيم 1989/ نون 1993] وهي انعكاس لمرحلة الاضطراب واللامعقول بدل الاستقراروالحياة العادية. تمثل هذه المرحلة حالة قطع وتأجيل ثم نفي وتدمير المرحلة السابقة. في هذه المرحلة تتبلور رؤية الشاعر الحروفية كمفتاح أو طلّسم يتيح له تحقيق انتقالات واستحالات داخل النص دون الوقوع تحت سلطة الرقيب، وسوف نتوقف عند آثار هذه المرحلة في غضون المراجعة. فمجموعة (جيم) دالة على( جثة ) وعلى (جندي) الذي هو الآخر دالة الحرب وآلتها وضحيتها. تلك الحرب التي قرضت ما ينيف على مليون انسان، مليون من القتلى والجرحى والمعوقين، وملايين الارامل والأيتام والمشردين، وأكثر منه حالة الدمار النفسي والمادي التي فتحت الحياة العراقية على السريالية واللامعقول. أما المجموعة الثانية فهي( نون) أو نون النقطة. والنقطة في اللغة نهاية جملة أو فقرة وبداية سطر/ جملة/ أو مرحلة عتق رقبة الانسان العراقي من دالة الجيم وضعته في عين الوقت وجهاً لوجه إزاء المجهول، وحيداً في مواجهة العالم الذي عجز النظام في مواجهة استحقاقاته فحملها عاتق الفرد العراقي من الباقين صدفة/ سهواً على ذمة الحياة.
3- تضمّ المرحلة الثالثة مجموعتي الشاعر [أخبار المعنى 1996/ النقطة 1999]، وهي إن انسجمت مع مرحلة اللامعقول السابقة لها، فأنها تمثل تصعيداً خطيراً، بدل الانفراج والهدنة التي تعقب الحروب الطويلة عادة. انها رصاصة الرحمة التي تخلص الجريح أو العليل من ألمه. الاضطراب يتحول إلى فوضى، والحرب الاقليمية إلى كارثة إنسانية وعقوبات دولية. فقد كان الحصار تجربة صعبة وغير مسبوقة لا قبل للانسان العراقي بها، مسخت أنماط الحياة وقلبت سياقاتها كما أنها جرّدت وجود الدولة من أي معنى حقيقي غير ماكنة لتفريخ الارهاب وزيادة المآسي والكوارث. فكان انعكاس كل ذلك على أنماط الفكر والحسّ والسلوك. هذه المرحلة بقيت بعيدة عن الدراسة والتحليل والتشخيص وما زالت أسرارها في أدراج المنظمات الدولية وخزائن الدول ذات العلاقة في مجلس الأمن والنظام العراقي. وإذا كانت الولايات المتحدة قد اعترفت بلسان رئيسها الحالي بعدم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل؛ فلأيّ شيء كانت إذن، كارثة الحصار الدولي الذي أعاد البلاد لما قبل المرحلة الصناعية كما أراد الرئيس الأمريكي الأسبق. على مدى ثلاثة عشر عاماً أنبت الحصار عدداً كبيراً من الأمراض والوفيات والحياة دون الانسانية، ولكن إلى جانب ذلك، حقول متنوعة من الأسئلة الملغزة [ماذا ولماذا]، لم تستطع ماكنة الدكتاتورية منعها تماماً فظهرت بصيغ وتساؤلات باطنية أو غير مباشرة، ويتجلى هذا في دلالة العنوان (أخبار المعنى) المبني على استعارات مبهمة، وصولاً إلى (النقطة) التي تفترض اكتمال المعنى أو الحصول على أجوبة (وهمية/ غيبية) من حيث لم يكن شيء. وإذا اعتبرنا النون نقطة نهاية لمرحلة الجيم ( الجثة ، الجندي) فهذه النقطة المعلنة هي بيان وداع الشاعر لأرض الكوارث والبابليات والعاشوراء إلى (حاء) حياة وحرية..
4- تضم هذه المرحلة الانتقالية (البينية) مجموعة [حاء/2002] وما كتب بعدها ولم يجمع في كتاب، ويا حبّذا مواصلة الشاعر لعزل قصائد هذه المرحلة البيئية والنفسية عن المرحلة الاسترالية، لتسهيل دراستها وتحليلها. وهي القصائد المكتوبة في الأردن أو تحت التأثيرات المتعلقة بها. وما تمثله من حساسية بالغة على الصعد النفسية والسياسية والتراثية. والحاء دالة تنفتح على دلالات لا نهاية لها مستمدة من التاريخ والتراث والواقع والذات مرجعيات ساندة لها. وتبقى هذه الحاء محط استلهام واستدلال واجتهاد القارئ والناقد يجد فيها كل منهم ما يبحث عنه. لكن الدلالة الرئيسة في هذه المرحلة هي تحرر الشاعر من وصاية القطيع وحريته في اتخاذ قرار حياته ومصيره بمحض إرادته وقناعته الخاصة، فهو منذئذ، غير مشمول بتلبية الدعوات والقرارات التي تصدر هناك.
5- مرحلة المنفى الاسترالي وما تمخض عنها منذ وصول الشاعر إليها . وترتبط بها جملة قصائد متفاوتة في التقنية والتوجه والانفعال. على أن ما زاد من وطأة هذه المرحلة، بدلاً من تخفيفها وقيادتها للانفراج كالعادة، هو الغزو المغولي الثاني الذي هدم آخر طابوقة في جدار الوطن وأعلن الميسوبوتاميا - خانجغان- مفتوحة للضالين والفارين والمشعوذين واللصوص والمآفيات وأعداء البشرية، تشيع فيها من الخراب والفساد والفوضى والآلام والموت ما لم ينزل به سلطان. يقول مراسل الاندبندت باتريك كوكبورن في جملة معبرة أنه في اللحظة التي وقعت بغداد بأيدي الأمريكان، وقعت كذلك بأيدي العصابات والمآفيات المسلحة. وستتكشف هذه المرحلة عن تجليات مهمة على صعد فكرية وفنية ونفسية بعد تجاوز الشاعر مرحلة الانتقال والاغتراب وانعكاسات الغزو و[موت الوطن] الأب كما في قصيدة له إبانئذ، لتبدأ مرحلة التلاقح والاندماج الثقافي والفني بتفاصيل البيئة الجديدة وولادة قصيدة لا يمكن التكهن بمدى افتراقها عن الأصل وانحيازها للهوية الجديدة.

النون : أيّ سرّ في هلالك وهلاكك؟
******************

مصيبتي انني ألتقي بقاتلتي كل يوم
أتبسّم لها
مفتوناً بجمالها الغامض
وأعطيها السكين
لتذبحني من الوريد الى الوريد
دون أن أتفوّه بكلمة واحدة .

تمثل النون الدالة الأكثر خصوبة في حروفية أديب كمال الدين لقدرتها على التشتت والتشظي والانفجار وتكوين مجرات جديدة. ومثلما تعددت دوال عشتار وعشتروت وأفروديت وفينوس في الثقافات القديمة بين الحبّ والخصب والحرب والجمال. تنفتح دالة النون على متوالية من دوال. لذلك تكتسب هذه المجموعة مستويات غير منتهية من معاني ودلالات. تتوزع الذاتي في تجربته الحسية اليومية والعام أو الموضوعي في العلاقات العامة والعموم أو المجرد في التجربة الذهنية والوجودية.
وإذا كانت بداية علاقة الشاعر بالنون نفسية ذهنية للتخلص من حالة الحيرة والارتباك إزاء مخلفات الحرب وكما عبّرت عنها حالة اللجوء للمطلق:

مددت يدي إلى الله/ إلى ما شاء الله/ وإذ نظر إليّ برحمته التي وسعتْ كلّ شيء/ لم يضع في كفي المتوسلة ذهباً/ ولا دنانير فضة/ لم يضع فيها سوى حرف صغير/ كان يلتمع أملاً كعيد طفل يتيم/ وإذ نظر الله إلى دمعتي الحرّى/ وقلبي المحطم/ سارع ليضع وسط الحرف نقطة/ فامتلأ قلبي ذهباً/ وكفي دنانير فضة/ حكمة وبهجة ومحبة.

وتظهر هنا جدلية تتكرر في شعره بين [نقطة – دمعة – وطفل يتيم]. مشكلة الملامح الرئيسة الثلاثة التي ترسم بورتريه الشاعر في علاقته بالحياة والوجود. وهي مؤشر غياب الفرح الحقيقي ودلالاته من حياته، ومؤشر الوحدة، وهيمنة التوترات النفسية وانقلاباتها العظمى والصغرى حسب التعبير الاحصائي والمنعكسة في تقنيته الفنية بالثنائيات المتضادة التي تشكل هي الأخرى خاصة صميمة في تجربته. إشكالية الطفولة (البائسة) نجدها أكثر وضوحاً لدى شاعر عراقي آخر كان يقيم في جزيرة نيوزيلند القريبة من أستراليا قبل انتقاله إلى هيروشيما(!) هو باسم فرات. انعكست في شعره وعبر عنها في لقاء له مؤخراً بأنه يكره تذكر طفولته حيث فقد والده قبل ولادته وعمل خبازاً في السابعة واندلعت حب ايران وهو في الثالثة عشرة ليشارك فيها جندياً بعد سنوات. وتبقى ظاهرة اليتم لازمة متكررة في الشعر العراقي لربع القرن الأخير. بينما تختلف الظروف النفسية والعوامل البيئية إزاء تجربة المنفى وتعدد منافذ الخلاص التي كانت معدومة في مرحلة النون ، فتلعب الصورة البصرية التي انعكست لديه من الطائرة وهو يلمح نقطة وسط بحر، هذه النقطة ستكون موطناً جسدياً له بعد أن كانت موطناً ذهنياً وحسيّاً حتى الآن. ومن هنا ظهرت جدلية (النون) – البحر في اللغة- والنقطة – الجزيرة- فوق النون.
ويمكن الربط بين فكرة الطوفان والغرق التي تتكرر في القصيدة : ( مجموعة نون ) بالظاهرة الجغرافية للجزيرة المحاطة بالمياه، دلالة على الفناء الكامل أو الموت الكامل:

وا أسفاه
كيف مزّقتِ – بهذه البساطة - جغرافيا الجسد ؟
وألقيتِ القبض على جغرافيا الموت ؟
*
خيبتي فيكِ بحجم الطوفان .
*
لكني لم أكن نوحاً
ولم تكن عندي سفينة
لذا طاف جسدي فوق الماء
طاف و طاف حتى مللتُ من الطوفان .
*
كم بكيت ُعلى هذا الجسد الغريق
بكيت
وبكيت
وبكيت
لكني لم أجد من يأبه لي
سوى رصاصة الرحمة
التي أطلقتها على رأسي حرفاً
قادني الى النور
والى الشمس
والى الطمأنينة
والى الموت العظيم .


إشكالية المرأة في القصيدة
*****************
قررتُ أن أهجوك / فمدحتُ نفسي.
أديب كمال الدين
أعظم ما يمنحه الحبّ/ هو البغض
سعدي يوسف
المرأة هي منفى الرجل الأول، منها يولد، ويقضي كل حياته يحلم ويشتاق بالعودة إليها. يعتقد الرجل أن المرأة هي الفردوس الذي أخرج منه آدم، ولذلك لا يدخر وسيلة للتعبير عن حاجته الأزلية ومرضه المزمن بها. لكن المرأة التي تآمرت مع الأفعى للايقاع بآدم، تصدر عن نرجسية عالية ونزعة عارمة للسيطرة والتدمير. شعور المرأة بكونها خالقة للحياة يحفز نزعتها الساديّة لتأكيد هيمنتها وسلطتها على الانسان الذي يتمرد عليها أو يسعى لترويضها في طاعته، والحدّ من طاقتها التدميرية غير المحدودة. ولم يستطع الشرق الوصول إلى حلّ يؤسس لعلاقة متكافئة بين الجنسين، كما في الغرب. فبقي كابوس المرأة يطارد ذاكرة الرجل، وترسخت صورة الحبيبة القاتلة [عبد الواحد المحامدي في (أشعار الجرح الخامس)]، واقترن الحبّ بالبغض [سعدي يوسف]، والغزل بالشتيمة [صلاح نيازي في (وهم الأسماء)] والولادة بالموت [عبد الوهاب البياتي]. اقتران صورة المرأة والفردوس في المخيلاتية الشرقية انعكس على أرض الواقع بصور أخرى مثل، المرأة هي الحياة. ولا حياة بلا امرأة. وبالتالي، فالمرأة هي مصدر السعادة، وهي مصدر الشقاء. المرأة الجيدة هي التي تخلق حياة سعيدة ترفل فيها العائلة بالحبّ النجاح، والمرأة المدمرة هي التي تجعل بيت العائلة يفور بأسباب الشقاء والخيبة والبغضاء، ومعادل ذلك هو الحظ. الرجل المحظوظ يؤتى امرأة صالحة. وقد أشار القرآن الكريم بما يدل على ان الطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين.
ومن الطريف هنا ان نذكر موقف جلجامش من المرأة ورفضه المستمر لعروض عشتار وأحابيلها للزواج، وتفضيله عليها صديقاً من جنسه [انكيدو] الذي حزن على موته، الأمر الذي دعى الثقافة الغربية الى تصويره بالمثلية في قراءة الشاعر النمساوي راوول شروت (Tirol) الذي أعاد كتابة الملحمة وعرضت على مسرح القصر [Burgtheater] قبل بضعة سنوات. وقد سبق للمؤلف إعادة كتابة ملاحم اغريقية قديمة من قبل.
والعودة للمرأة في صورة منفى/ ملجأ، حبيبة/ قاتلة من الصور الشائعة في الأدب العربي، سيما في مواجهة الكوارث أو القهر والكبت المثلث (سياسي/ ديني/ اجتماعي) وشواهد ذلك لا تحصى سيما في الأدب الستيني عامة. وبالتالي فهو يحاكي الدلالة الذاتية لصورة نون (النسوة)، أحد مستويات الخطاب في القصيدة.
اما الدلالة الأخرى فهي ترجمة شهقات سجين ينوء تحت سلطة قاهرة، لا يملك إزاءها غير الصراخ والاستهجان تارة والتوسل تارة أخرى. فالنون/الامبراطورة ليست امرأة تقليدية أو ما بعد حداثية اكتشفها الشاعر في مراهقة متأخرة ، انما هي القدرالذي يقاتل الشاعر للانفلات من قبضته أو الانتصار عليه. وهي ترجمة للصراعات الحادة التي تكتوي بها ذات الشاعر، وهي صراعات مركبة متعددة المستويات والاتجاهات، تدفعه للبحث باستمرار عن صيغ وأساليب جديدة لترجمتها والفكاك منها. تمثل القصيدة فيها وثيقة تحرير ذات الشاعر من هم اللحظة الوجودية. وقد اتخذ المرأة دالة ثانية، حقيقة أو قناعاً، أو كلاهما، مشتقة أو مرتبطة بالنون. ولعلّ قصيدته (هو أزرق وأنت زرقاء) تلقي مزيداً من الضوء على صورة المرأة وصفاتها هنا.
فالمرأة لدى الشاعر هي الصوت الآخر الذي يقاسمه خطاب القصيدة غالباً، يضعها في متناول يده، يصوغها كما يشاء، يبادلها الدور، والتوترات النفسية ودراما الشعر.
كما أنها تمثل جانباً من لعبة المراوغة التي اعتاد الشاعر مراودتها لتضليل القارئ والتنفيس أو الكناية أو القناع. وهي في النونيات، كما اتضح، امرأة زرقاء، [تحبينني بالسنسكريتية/ وأحبك بالعربية] امبراطورة، يؤمن الشاعر أن عرشها يقوم على فراغ (!) :

الفراغ سيد العرش ونحن عبيده .

والفراغ، المرتبط بصورة الكأس / النون، وبالاستعارة، الوهم/ الخرافة/ الضلالة:

حبّكِ ناطحة سحاب
حلمتُ بها
وخططتُ لها وبنيتها طابوقة طابوقة
وحين أكتمل البناء العظيم
نسفتـُها من الأعماق .

ونتيجة المواجهة غير المتكافئة بين الطرفين يلجأ الشاعر للسخرية المرّة من امبراطورة النص، وما يعتقده فضحاً لتفاهة الأسس التي يقوم عليها عرشها..

ليس للعبتكِ نهاية
وليس لخيالكِ بدء
وأظن أنك ستنهين عبثكِ العظيم
بأن تطلقي عليَّ الرصاص
وأنا أضحك من الضحك .
*
أيتها الامبراطورة ..
أنا الصعلوك الذي سيقود كلّ لغات الأرض
ليتآمر على عرشكِ ويسرق كنوزه
وينسفه
ثم بهدوء يجلس بوّاباً
يحرسُ ممراتِ العرشِ من العابثين !


خطاب المواجهة
********
مصيبتي انني ألتقي بقاتلتي كل يوم
أتبسّم لها
مفتوناً بجمالها الغامض
وأعطيها السكين
لتذبحني من الوريد الى الوريد
دون أن أتفوّه بكلمة واحدة .

تقوم فكرة القصيدة على مواجهة غير متكافئة بين قوتين متقابلتين [انسياقاً مع خطاب الغزل الاستعاري التقليدي بين عاشق فقير وأنثى غنية متسلطة] يسميها (امبراطورة). ولكن الشاعر، الذي يمسك بصولجان القصيدة، مهما تردى في حالة الضعف والخذلان والموت.. يبقى هو قبطان الرحلة الموجه لدفة المواجهة/ الصراع/ الحياة وذلك من موقع استعاري آخر، الشاعر الذي يخلق [القصيدة] " ألفي الذي كتب كلّ شيء‍‍‍‌‍!". فالصراع/ المواجهة يدوران أساساً داخل [قصيدة/ ملحمة] يكتبها الشاعر وليس الملك أو الامبراطور، الواقع تحت رحمة الشاعر ومصيدة كلماته، وبالتالي، فما يبدو مهزوماً وخاسراً أبدياً ليس الانسان وانما القوة الغاشمة بمختلف تجلياتها، وهذا هو سرّ الشاعر/ الحقيقة/ جلجامش، المتنبي وليس سيف الدولة، الأفشين أو الامبراطورة:

لكن ألفي.. ألفي الذي كتب كل شيء/ ورأى كل شيء/ وبنى كل شيء/ وحلم بكل شيء/ وبكى كلّ شيء/ وضحك من كل شيء/ واشترى كل شيء/ من أجل اللاشيء/ بقي حرفاً مليئاً بالطلاسم والجنون.

وكما سبق الاشارة إلى أثر التقلبات النفسية في اللغة، لا يتردد الشاعر في الانقلاب من قمة الضعف إلى قمة القوة، كما في مطلع القصيدة الحافل بالنرجسية المبالغة وداء العظمة باعتباره العارف بكل شيء، العارف بحقيقة الكذبة/ الوهم/ الفراغ/ العبث..

لكلّ مَن لا يفهم في الحرف أقول :
النون شيء عظيم
والنون شيء صعب المنال
انه من بقايا حبيبتي الامبراطورة
ومن بقايا ذاكرتي التي نسيتها ذات مرّة
في حادث نوني عار تماما ًعن الحقيقة
ومقلوب، حقا ً، عن لبّ الحقيقة
وهكذا اتضح لكم كل شيء
فلا تسألوا، بعدها، في بلاهة عظيمة
عن معنى النون!

فالضعف تحول إلى قوة، والعدو إلى حبيبة، الراهن إلى ذاكرة ماضوية، ثم سرعان ما ضاق الشاعر باللعبة من أساسها ليوهمنا أن كل شيء (عار عن الحقيقة ومقلوب!) ملغياً المعنى كله بطريقة مفذلكة عبر اتهام القارئ بالبلاهة (فلا تسألوا بعدها في بلاهة عظيمة عن معنى النون!) مما يمثل قمة التوتر النفسي المنفتح على حالة واضحة متداخلة ومتشابكة من الحيرة والارتباك الذهني التي تكتنف جوّ القصيدة:

أيتها الامبراطورة …
سمعتُ انكِ بحاجة الى ملك أو أمير أو شاعر
أو عاشق أو جّلاد أو خادم او شحاذ أو
صعلوك أو مهرج أو بواب
ولأجل ِ أن أنال نونكِ فأنا مستعد أن أكون
الملك أو الأمير أو الخادم أو الشحّاذ أو الصعلوك
أو المهرّج أو البواب
أيتها الامبراطورة …
تذكـّري هذا المجنون الذي لا يكفّ عن ترديد
هذه النغمة ليل نهار أمام قصر حبك
تذكـّريه فهو يشبهني تماماً …
إنه أنا !
*
الامبراطورة حبيبتي
لم أعد استطيع النظر اليها من فرط الحب
لم أعد استطيع أن احدثها من فرط الصدفة
لم أعد استطيع أن أشير اليها
أو الى نونها من فرط البهجة
وهكذا يصغر لديّ العالم شيئا فشيئا
حتى يكتمل ضياعي ويبدأ موتي السعيد .

وبعد أن يستمرّ في تعرية القاتل، معلناً أن كلمة (سحر) تعبير معنوي قائم على وهم/تصور/ فراغ:

أنظري :
الفراغ سيد العرش ونحن عبيده .

تتكشف ثنائية المعادلة وتتضح جدلية الأشياء والمفاهيم، قوة مبنية على خوف، وهيمنة رهينة بالخضوع:

أرجوكِ
أسرعي في قتلي ..
فنزفُ الحروف يوميا
يصيبُ قلبي بفقر الدم .
*
دمي يسقط
وجسدي ينهار بهدوء اسطوري
وروحي تتحول الى رماد
لكنها تتماسك
كما يتماسك الحظ السيء .
*
موتي مناسبة طيبة
لأعزّي نفسي بهدوء وصدق .

فالامبراطورة في القصيدة محاربة تتغذى على الدم لتستمر في الحياة، [تقتل/ تذبح/ تطلق الرصاص].
أما الشاعر فيبقى أرفع من المستوى الوحشي في التعامل، ويرتضي الموت - فلسفياً- على المعاملة بالمثل، لذلك كانت أداته الأولى والأخيرة – حرفه- دالة العقل والفكر والحضارة.. وكما كانت الدمعة في البدء حاضرة في استقطار الحرف/ النون السماوية، تعود في نهاية المواجهة بهدوء صوفي عميق:

دمعتي حجر .
*
دمعتي اله .

وتنتهي المواجهة بهذه الكلمات، المعبرة عن هدوء وتوازن نفسي عميق دون الشعور باليأس أو الهزيمة، حاكماً عليها باللعنة (سحقا) والضياع، ليودع بعدها ملحمة (النون) بلا رجعة ولو إلى حين:

سحقاً لك أيتها الضائعة
سحقاً لنونك
سحقاً لنقطتك .

ويمكن تلخيص جدلية المواجهة كالتالي:
1- ان الشاعر هو خالق [القصيدة]، خالق [الامبراطورية] بخضوعه أو وقوعه في أسرها، خالق [قوتها وجبروتها] بضعفه، خالق [الوهم] من خلال ايمانه أو تصديقه له.
2- لا يني الشاعر يبين حالة عدم تكافؤ معادلة المواجهة بين الطرفين، [امبراطورة/ حارس] والمحسومة راهنياً وظاهرياً لـ(هـ)ـا، الطرف المقابل، وتاريخياً ومنطقياً للشاعر/ الانسان.
3- يتأرجح موقف الشاعر/ الانسان بين ترويض [الامبراطورة] وممارآة دور العاشق تارة وعندما يحتدّ به اليأس إزاء غرورها وعجرفتها يقوم بتدمير و(نسف) كل شيء، من حبها وناطحات سحابها ورمز جبروتها، رافضاً قبول ضعفه المفروض عليه.
4- لا يستمرّ الشاعر في ممارآة دور العاشق والمتمرد وانما يتخذ مع حركة الصراع/ المواجهة/ القصيدة للتبلور في صيغة [أ] القوة الكامنة والحقيقية [نونك سحر، وألفي زلزال] فالزلزال قوة وجبروت ودمار فاني قائم على الحركة والكبت والاحتراق والانفجار:

حبّكِ ناطحة سحاب
حلمتُ بها
وخططتُ لها وبنيتها طابوقة طابوقة
وحين أكتمل البناء العظيم
نسفتـُها من الأعماق .


بين القصيدة والملحمة والدراما
*********************
لقد تحولتْ نقطتكِ إلى نشيد
وهلالكِ إلى ملحمة
ونونكِ إلى مسرحية كبرى.

ثمة عرى وثيقة تربط النص الشعري (نون) بأنساق كتابية أخرى كالملحمة - تاريخيا- وخصاص الدراما. فقد جاءت القصيدة على هيأة مقاطع، تسهل عملية الانتقالات النفسية والفكرية وتغير أساليب الخطاب باستمرار داخل النص، مما لو جاءت في صيغة نص مستمر طويل دون استراحات أو فواصل، ويمكن منح المقاطع صفة - المشاهد- المتتالية في عرض مسرحي أو فيديوكليب، لتحقيق معنى معين. أي أن المقطع/ المشهد لا يتضمن معنى كاملاً، وانما جزء منه، على اعتبار أن المقاطع المختلفة تؤدي بقسطها وصولاً لتحقيق المعنى الكلي في ذهن/ القارئ/ المشاهد. كما نجد غلبة اسلوب الحوار (Dialog) على لغة القصيدة، بين متكلم ومخاطب. مما يجسد حالة صراع ونمو درامي داخل النص. وهو وإن ورد في إطار غزلي تقليدي فأن أيديولوجيا الخطاب وتمحوره يحافظ على نسقه، وليس من العسير خلع قناع المرأة لاكتشاف شخصية الجنرال داخلها، في موازاة شخصية (الجندي)/ العاشق. كما لا تخفى دلالات تأنيث الجنرال واستخدام مفردتي (ملكة/ امبراطورة) في النص. يضاف إلى ذلك النفس الملحمي/ الشعري الطويل، مما يعكس طول العملية التي استغرقها اكتمال المعنى في النص، وبالتالي لدى القارئ، ونشر النص على دفعات دون القدرة على توفير قراءة مستمرة مندمجة يعني عرقلة عملية التلقي، أو صعوبتها وبالتالي اختزال المعنى أو وقوع النص ضحية تأويلات غير صائبة. وليس الاقتراب من/ أو الاقتران بالملحمة والدراما هنا حالة مستغربة، فالشعر العراقي الراهن خلال العقود الثلاثة الماضية هو شعر (الجندي) ، والنص الملحمي هو الصيغة التقليدية لترجمة صراع الانسان مع الآلهة (المزيفة) وقوى الطبيعة. وهنا تجدر الاشارة إلى أعمال شعرية ونثرية مميزة في هذا المجال مثل: نشيد أوروك لعدنان الصائغ، و (وقال نسوة) لحسن النصار، (دابادا) و (قوة الضحك في أورا) لحسن مطلك، (امرأة القارورة) لسليم مطر، وغيرها. ولما كانت صورة الصراع وأدواته وتقنياته قد تطورت عبر القرون، فأن نص( الجندي ) هو الملحمة العصرية التي تصور صراع الانسان مع النظام السياسي الذي يسلب الانسان خصائصه الانسانية ويحوله إلى عبد لرغائبه وشطحاته، كما كانت الآلهة القديمة تمسخ الانسان وتحيله إلى عبد وقربان يقدم على مذابحها لاشباع جوعها الابدي وحصولها على الخلود عبر اقتناص حيوات الاخرين. فالتغير بحسب ذلك، تغير في الأشكال والظواهر الخارجية أما صورة الصراع واتجاهاته وعناوينه فلم تتغير كثيراً. اياً كان المقابل، الانسان لا يزال هو الضحية، هو الوسيلة، الأداة، وهو صورة المعاناة وكبش الفداء قديماً وحديثاً وحتى حين. وسوف يبقى الأدب العراقي يدور في مدار هذه الثيمة، المتمثلة بالصراع بين الذات والسلطة/ العالم/ الوجود، حتى تصل إلى أجوبة مقنعة تحرر الذات/ العقل العراقي من محنة جلجامش. ويأتي هذا التحول الانساني لخطاب الملحمة في سياق القصيدة، متاخراً بالقياس للتحول الذي حصل على صعيد الفنون الصورية، الرسم والنحت، ما دعي بالتيار الانساني [Humanism] في الفنون والآداب الأوربية. بيد أن عدم الاهتمام بالفنون عامة في ثقافتنا واهمال التراث الشعري والملحمي العراقي القديم من واقع الدراسة والتداول، أخّر من عملية التحول والتطور الداخلي في بنية النص الملحمي. وهذه الملاحظة في سياق (نون) أديب كمال الدين ليست حصرية في هذا النص أو الشاعر، انما عامة تشمل عموم المدونة الشعرية العراقية الراهنة والتي تقوم على تداخل النصوص داخل المجموعة الشعرية وتشابك لغة الخطاب بين السيرة الذاتية وسيرة الموضوع. انها ترجمة لذات متورمة أوجعتها جراحات المعارك العسكرية والمداهمات السياسية والأمنية، وعندما تجاوزت ذلك في المكان أو الزمان، وقعت أسيرة ذاكرة جريحة متورمة تنوء بالكوابيس والرؤى والفنتازيا. وهذا ما يجعل عملية التفريغ والتأليف هماً عراقياً شاغلاً، لا يجوز التهاون فيه وصولاً لخطاب يتجاوز المرحلة ويستطيع نقل خطاه بثقة وانطلاق في فضاء رحب ومعافى، وحتى ذلك يبقى مفهوم المنفى مختزلاً عراقياً في البعد الجغرافي أما الروح والعقل فما زالت أسيرة المنفى الأولى وكوابيسه [حسب تعبير القاص زهير شلبية في مجموعته القصصية(كوابيس المنفى)]. وقد وقعت كثير من القراءات النقدية أسيرة فكرة النوستالجيا العراقية، التي هي في الحقيقة، ترجمة خاطئة، لعدم قدرة الروح/ الذات المنفية التحرر من ربقة المكان الأول وتبعاته، ليس بحكم (Nostalgy) وانما لعمق الجراح والحسابات المفتوحة عن ضرائب السنوات المغتصبة في لجة الحروب والطغيان. بمعنى آخر أن كثيراً من المدونة الشعرية الراهنة يحمل من خصائص الملحمة وبنية الدراما، ما يمكن توظيفه لتقديم نصوص متقدمة وأكثر تميزاً.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والدمقراطية.. أوزار التاريخ والجغرافيا
- قصيدة [الوعل]لوسام هاشم.. دراسة صوتية – سوسيولوجية في مادة ا ...
- استحالات عدنان الصائغ
- ن تقاتل بلا أمل/ يعني أن تقاتل الحشيش
- فراشة سوداء
- الرصافي الخالد
- لزوميات نصيف الناصري
- صراع الذات والآخر في قصيدة داليا رياض (تطيش نحو السماء)
- - كفى تناسلاً أيها الخراب!-
- المرثاة في الشعر المعاصر
- عن المرأة والمدينة في ظل التحول الاجتماعي
- الشعر.. الرؤية الكونية.. وبشارة الحاضر
- إشكالية الخروج.. من الاغتراب الذاتي للاغتراب الوجودي
- نظرية التوا زنات الافقية في رواية دابادا
- خُوَاء
- جلولاء.. سيرة مكان.. (1 - 4)
- عودة الزنابق
- بعقوبا .. سيرة مكان)
- وقفت عن حبك
- توقفت عن حبك


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - النون : أيّ سرّ في هلالك وهلاكك؟