أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - أول قبلة في حياتي














المزيد.....

أول قبلة في حياتي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 10:43
المحور: سيرة ذاتية
    


كنت أعتقد أن جسم المرأة يختلف عن جسم الرجل ولمس جلدها يختلف عن ملمس جلد النساء وأن القبلة تؤدي إلى النار بدون زواج , ولكن أثبتت لي أول وآخر قبلة في حياتي أن ملمس النساء ينزل بسببه ضغط الدم وتتسارع دقات القلب وترتجف أرجل الرجل ويفقد وعيه ويضعف بصره ,ولكن بمقابل ذلك حين يصحو الرجل من نومه يستعيد ذاكرته وبصره وتزداد عاطفته قوة , وأن القلبة الأولى إذا كانت عن حب حقيقي فهي تخلق السعادة وتوصل صاحبتها إلى الجنة وليس إلى النار لأنها تزكت بجسمها على شاب محروم وأدخلت إليه السعادة , وبهذه التجربة تزداد قلوب الرجال رقة وحنانا بسبب ممارسة الحب,تماما كما حدث مع أنكيمدو صديق جلجامش .

تسللت لي من عبر أفكاري وهواجسي وكنت يومها أبلغ من العمر 24أربع وعشرون عاما , وما زلت حتى ذلك الوقت أسمع بالنساء سمعة وأسمع بطعم القبلات على الفم وبين العينين وعلى الوجه سمعة فقط وكنت في ذلك الوقت مفعم بحب الحرية ولم أكن متدينا بدين أو بأي ديانة لأنني ولدت على فطرتي علمانيا .
وكانت صورتها إذا ذهبت للنوم لا تفارق خيالي وكنت أمسك بيديها وأقبلها في منامي وأحلامي لأنها كانت ترفض أن أمد إليها يدي اللعينتين فقد كانت تعتبرهما رجسا من عمل الشيطان وكنت في ذلك الوقت مثل هذا الوقت معجب أيما إعجاب بالقراءة دون الكتابة, وقد أسدل منتصف الليل على رأسي ستاره وبدأت أقرأ لجبران خليل جبران ومما قرأته له عن طعم أول قبلة في حياته وممارسته للجنس مع جارته حيث أنب نفسه وأحس من أنه إرتكب إثما كبيرا ظل هذا الإثم يسيطر عليه طيلة مرحلة المراهقة من حياته .

وذات يوم زارني طيفها وأنا أقرأ قصيدة لنزار قباني فقررت في قرارة نفسي أن أمر من تحت نافذة بيتها فمررت وأنا خائف أن تلحظني الناس وكنت وما زلت في حياتي العملية والواقعية شديد الخجل فأنا في الكتابة عن الحب والجنس أختلف جدا مع نفسي فأنا شديد الخجل حتى أنني أستحي من لمس ثيابي لأنني نشأت في أسرة محافظة أهم شيء فيها المحافظة على الأخلاق وخصوصا الأخلاق الدينية .

ولكنني مررت وكلي خجل فرأتني من خلال السطح الذي تعلو على ظهره ونادتني بإسمي :إطلاع إطلع ما في حدى بالدار .
وصعدت منزل أهلها فإستقبلتني وذهبت لإعداد القهوة وبعد دقائق عادت وجلست متبرجة أمامي تبرج الجاهلية الأولى , فجلست معها وأشعلت سيجارة وأشعلت هي أيضا سيجارة وكنت أنظر للسيجارة وهي تحترق بين شفتيها وأنا أحترق مثلها وبدأت تنفث دخانها في وجهي فلمست يديها فقالت لي : أسكت عيب .
فقلت في نفسي : يتمنعن وهن راغبات .
فمددت يدي مرة أخرى فضربتني على وجهي وقالت :عيب عيب .
فقلت في نفسي : ما عيب إلا العيب .
فعدت واقتربت منها وصار مقعدي منها كمقعد الأنبياء والرسل في الفردوس , ولأول مرة في حياتي أشعر بالدوار حين مددت شفتي وألصقتها في شفتيها وهي تقول : عيب عيب حرام حرام , ثم خفت منها حين رأيت لونا أخضرا قد ظهر بين عينيها وبدأت عيناها السود تتقلب بين السماء والأرض ولم أعد أرى اللون الأسود في عينيها بل قلبت عيناها إلى اللون الأبيض فخفت كثيرا وإعتقدت أنها فقدت الحياة وأن روحها تصعد منها .
إنه منظر مخيف جدا وبه صور درامية تراجيدية محزنة وكذلك منظري وأنا خائف قد تحول إلى مشهد كوميدي : أنظروا إلى صورتي : شاب في مقتبل الرابعة والعشرين ولم يقرب النساء إطلاقا وحين إمتص شفتا فتاة تصغره بسبعة أعوام أصابها الإغماء فظن أنها ماتت وحاول أن يلبس حذاءه ويهرب .

وفعلا لبست حذائي وأردت الهرب ولكنها فاجأتني وهي تنهض من ميتتها لتقول لي : كمان مره كمان مره ,فإقتربت منها مرة أخرى وأنا خائف أن تموت بين يدي فلثمتها كما تلثم النحلة زهرة الليمون في حديقة منزلنا الكبير.
وعندها أحسست بدوار يلف رأسي من الخلف ودقات قلبي بدأت تتسارع والرؤيا أمامي شبه ظاهرة وليست واضحة تماما فشددت بيدي على خصرها ومددت يدي إلى أسفل الخصر فأمسكت بهما وكأن أصابع يديها كماشة فولاذية فقلت في نفسي :ما دهاني ألست رجلا قويا لقد فقدت قوة عضلاتي بسبب الإسترخاء والدوران وهي إزدادت قوة وعندها أيقنت أنني أنا الذي سيموت وليست هي فحاولت مرارا أن أعيد توازني ففشلت عدة مرات عندها سمحت لي فقط بلمس الصدر فلمسته وأحسست بهذيان عندها قررت أن أستريح .
وأنا أستريح رأيتها قد لفت الساق على الساق , فقلت : إلى ربك يومئذ المساق , فألصقت مرة أخرى شفتاي بشفتيها , فقلب لون عيونا إلى الأبيض فقلت لها : شو شو شو مالك ردي إحكي معي , ولكنها فعلا لم تنبس بحرف واحد فشعرت أنني قتلتها .
ولكنها بدأت تتحرك بدون كلام وهي تقول : خلص خلص أنا تعبانه , فقلت لها شو رأيك بكره أجيب أمي وأخطبك فقالت لالالالا بابا ما بقبلك إنت كافر وملحد, خلينا هيك أحلى .
غضبت منها لأنني لست مستثمرا نسائيا ولا أزعرا ولكنني عاشق .
وهذا المشهد لم يتكرر في حياتي ولم أقرب من بعدها إمرأة .
وما زال طعم فمها على فمي ورائحة عطرها في أنفي وأستطيع أن أميز رائحة عطرها الذي كانت تضعه حتى اليوم , ولو شممت ألف نوع من العطور لن أنسى رائحة عطرها , فله رائحة مميزة , وبه ذكريات عاشق وشاب وبه رائحة أول قبلة صادرة عن رغبة وحب وعشق وهذه القبلة حتى اليوم لم تتكرر في حياتي , وأهدتني بعد عشر سنين من فراقنا دفتر ذكرياتها , وبعدها ماتت في السرطان أو بسبب السرطان .
وما زلت أزور قبرها كل عام مرة واحدة على الأكثر وألصق شفتاي بأحجاره وأبكي وأسكب زجاجة ماء نقية وصحية ممغنطة على قبرها فتخرج من قبرها رائحة العطر الذي كانت تضعه على عنقها , لست أهذي صدقوني أشتم رائحة عطرها الحقيقية , وأراها تجلس بحجري وتموت وتحيا وتتقلب عيونا من أسود إلى أبيض .
وحتى أزور قبرها أسافر مسافة 100كيلو متر في كل عام .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أسرار المسيح
- الرومنسية المسيحية 2
- أسرار المسيحية 1
- هانيبال القرطاجي :رجل واحد ضد روما , وويل للمغلوب
- جسد المسيح الدجال
- عمر الإنسان العربي(سيرته الذاتية )
- سبحان الذي شق نهديك بالمنشار...أنت تحت أزرار قميصي!
- عامي الأول في الحوار المتمدن
- المرأة بحصان
- فشل القومية العربية
- مضحكة ومسلية البنت المبدعة حين تتزوج
- كان المسيح في بيت جدي
- ظروف المرأة الإقتصادية
- كن مع العلمانية ولا تبالي
- الموت والحياة : من يد الخالق إلى يد الخلق
- من أكثر قدرة على علم الغيب ؟
- القرآن واللهجة العامية
- لقمة الجنس قبل لقمة الخبز
- عيد الحب والقمع الصوفي
- فقدان الجنس يؤدي إلى عمليات إرهابية


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - أول قبلة في حياتي