|
كريم مروة : المحاصصة الطائفية و السياسية يجب الا تتعدى المرحلة الانتقالية
حسام السراي
الحوار المتمدن-العدد: 2205 - 2008 / 2 / 28 - 10:52
المحور:
مقابلات و حوارات
حاوره في أربيل : حسام السراي الحوار مع المفكر السياسي الكبير (كريم مروة) لم يكن عاديا في تفاصيله لما طرحه من اراء وتصورات كانما جاءت على لسان مفكر عراقي يتطلع إلى ازالة آثار الاستبداد والانتقال الى نظام ديمقراطي، عندما تحدث بروحية ابن لهذا الوطن الذي يحاول الارهاب النيل منه معتبرا ان المشكلة الكبرى في عالمنا العربي تكمن في ان القوى التي تقول عن نفسها انها ديمقراطية ،قد عجزت عن مواجهة انظمة الاستبداد واسقاطها. وهي إذ تناضل من اجل إقامة نظام ديمقراطي في بلدانها، الا انها شمولية في فكرها ولا تتبنى الديمقراطية في تنظيمها، وتستمر بفشلها في تقديم برنامج حقيقي للمستقبل، الأمر الذي يبقي الجماهير اسيرة هيمنة السلفيين المتطرفين. على الرغم من إشادته(مروة ) بما قامت به هذه القوى من نضالات وما قدمته من تضحيات. لكنه يعود فيؤكد بأن هذه المرحلة هي بداية النهاية لهكذا شكل من انظمة الحكم العربية، مشيراً الى ان توحش نظام صدام واستبداده هو الذي استدعى الاحتلال فاسقطه، وان المهمة المطروحة امامنا (في العراق) هي الاستمرار بالكفاح لانهاء بقايا هذا النظام المتوحش، والنضال في الوقت عينه ضد الاحتلال بوسائل سلمية لإخراجه من العراق. ورأى ان الذين يرتكبون جريمة ارسال المتطرفين للقيام بعمليات انتحارية إنما يمارسون قهرهم لشعوبهم من موقع النظام الاستبدادي السلفي، لذلك فإن اعمالهم هي نقيض بالكامل لشعاراتهم المزيفة. واعتقد (مروة) ان التحول الجاري في العراق بالغ الاهمية في نتائجه على صعيد المنطقة ككل. لكنه بين ان القوى السائدة في المجتمع العراقي قامت بتأطير حركة الجماهير لتصوت لهذه القوى الطائفية من دون أن تدري إلى أين سيقودها ذلك في المستقبل. ورأى أن أيران تريد استمرار تاثيرها وتدخلها في الوضع العراقي بالضبط كما تريد سوريا ابقاء وصايتها على لبنان. واقر بان الاشقاء لا يولون العراق اهتماما حقيقيا، وكأنهم لم يعرفوا ما فعل الاستبداد بشعب هذا البلد، ولم يروا ما فعل الإرهاب فيه، اذ يطال المدنيين وفقراء الشعب ومثقفيه ومؤسساته المدنية. واكد عدم قبول العراقيين بذهاب البلد باتجاه الحرب الاهلية حتى ولو كانوا ضحايا ما يجري الان من عمليات وحشية عبثية تدمر وتقتل من دون حساب. (فتح الطريق ) * في الوقت الذي يفتقد فيه العالم العربي لنظم ديمقراطية تتعالى الاصوات الرافضة للتدخلات الدولية. فما العمل برأيك؟ مروة : الحيرة القائمة عند شعوبنا بفعل استمرار انظمة الاستبداد منذ الاستقلال تقريبا حتى الان تجعلها في موضع العاجز عن التفكير بكيفية الخلاص من هذه الانظمة واستبدالها بانظمة ديمقراطية حقيقية. وهذه مشكلة قائمة بذاتها. الا ان المشكلة الكبرى إنما تكمن في ان القوى التي نعتبرها ديمقراطية، وهي مكونة من مختلف التيارات الاشتراكية والقومية والليبرالية، قد اثبتت فشلها في الحيلولة دون قيام انظمة الاستبداد. بل انها عجزت عن مواجهة هذه الانظمة وعجزت عن اسقاطها، رغم ما قامت به من نضالات وما قدمته من تضحيات على امتداد عقود طوال. وامام هاتين الحالتين حالة الشعوب المقهورة وحالة القوى التي تدعي انها ذات مشاريع تغيير ديمقراطي وصلنا الى النتيجة التالية: تراجعا في الوعي بشكل عام وصولا الى حالة التشويه السائدة في وعي الجماهير. وهذا الوعي المتخلف والمشوه لا ينحصر وجوده ومداه بين اوساط الجماهير. بل هو تعداها الى القوى صاحبة الادعاء بامتلاك برامج التغيير الديمقراطي. وازاء عجز هذه القوى عن تحقيق هذه المهمة رأينا كيف أن جمهوراً كبيراً من المثقفين العرب صار في اضطراب وعيه اقرب إلى حالة الإضطراب السائدة في وعي الجماهير. ومن خلال تجربتي الشخصية بمشاركتي في مؤتمرات ثقافية عدة دهشت كثيرا عندما سمعت عددا من المثقفين العرب يعلنون تبرؤهم من الديمقراطية لان اميركا تطالب بها. اذ يقولون: كيف نطالب بما تطالب به الامبريالية، كأن الديمقراطية صفة من صفات الإمبريالية، وان على شعوبنا أن تتبرأ منها. وهذا يبين حالة التشوه في الوعي عند النخب. إلا أن ما هو أكثر إثارة للدهشة هو ما يتمثل في مواقف بعض الاحزاب العربية، ومن بينها احزاب شيوعية. وهو موقف مؤسف حقا. أقول ذلك بصفتي شيوعيا، وبصفتي مواطنا عربيا. فبرغم اصرار هذه الأحزاب على المطالبة بالديمقراطية، إلا أنها لا تمارس هذه الديمقراطية لا في حياتها الداخلية، ولا في علاقاتها بعضها ببعض، ولا حتى في علاقتها بأوطانها. واشير الى هذه الاشكالية من خلال مثلين حيين هما المثل اللبناني والمثل العراقي. المثل اللبناني هو الذي اعيشه في بلدي. ذلك اننا عندما طرحنا مسألة انهاء الوصاية السورية على لبنان بعد (15) عاما من التشويه للحياة اللبنانية بفعل هذه الوصاية ، لم نستطع ان نحقق ذلك الا بالاعتماد على الشرعية الدولية المتمثلة بمجلس الامن وقراراته. ذلك ان بعض القوى، بما في ذلك شيوعيون وليبراليون وديمقراطيون وقوميون، كانت ترى، من موقع العداء للإمبريالية الذي تحتكره، ان مجرد اصدار قرارات دولية، حتى من قبل مجلس الأمن، لإخراج القوات السورية، هو استبدال الوصاية السورية بوصاية اجنبية. ومن ثم صارت مهمة هذه القوى مواجهة قرارات الشرعية الدولية كصيغة للتدخل الخارجي في شؤون لبنان. وكان ذلك يعني عمليا بقاء الوصاية السورية ونظام الاستبداد في بلادنا، بخلاف الإدعاء بتغيير نظام الاستبداد لصالح النظام الديمقراطي. ذلك هو المثل اللبناني. اما المثل العراقي فيتمثل في واقع أن الشعب العراقي لم يتمكن من ازالة نظام الاستبداد الذي دمر العراق وخلف وراءه العديد من المقابر الجماعية وقام بحروب مع الجيران،ايران والكويت، وشوه وعي العراقيين. فقام بمهمة ازالة نظام صدام الغزو الاميركي. بكلام آخر لقد استدعى استبداد نظام صدام وتوحشه التدخل الأميركي، والاحتلال الذي يعيش العراق في ظله الآن. لكن ذلك لا يعني موافقتنا على الاحتلال. بل المقصود بذلك هو الاقرار بان نظام الاستبداد هو الذي جاء بالاحتلال وان المهمة المطروحة امام العراقيين هي الاستمرار بالكفاح لانهاء بقايا الاستبداد، ومتابعة النضال لازالة الاحتلال بوسائل سلمية. اقول وسائل سلمية لأنني اعتبر ان المقاومة القائمة الآن مقاومة شكلية رغم ان بعض فصائلها هي فصائل وطنية حقاً، لكنها صغيرة وغير ذات تأثير. ذلك أن الأساسي من القوى التي تدعي مقاومة الاحتلال إنما تنتمي إلى بقايا نظام الاستبداد وبعض السلفيين الذين ترسلهم الانظمة العربية لتدمير العراق خشية أن يتحول الى بلد ديمقراطي. ويقف إلى جانب هذه القوى التي تسمى مقاومة العديد من القوى السياسية العربية، بما في ذلك عدد من الاحزاب الشيوعية ومن المثقفين اليساريين العرب. وفي حديثنا عن الديمقراطية علينا ان نكون امينين لشعاراتنا المتعلقة باحداث التغيير واقامة نظام ديمقراطي، آخذين بنظر الاعتبار ان المهمة صعبة جدا، وتعترض الطريق لتحقيقها التباسات كثيرة علينا التعامل معها بحذر. ويبرز في مقدمة هذه الإلتباسات طغيان قوى طائفية وقوى ذات مصالح ضيقة مرتبطة بجهات اجنبية، سواء كان الامر يتعلق بلبنان ام كان يتعلق بالعراق. يضاف إلى ذلك أن القوى التي تدعي او تتبنى التغيير الديمقراطي، لا تزال عاجزة عن الانسجام مع شعاراتها الديمقراطية. ولذلك بقي المجال مفتوحا امام القوى الحريصة على مصالحها اكثر من حرصها على الديمقراطية. وهذه القوى ذاتها تجد نفسها في هذا الوقت بالذات مجبرة على نقل العراق ولبنان من نظام استبدادي مباشر (كما في العراق) أو بالواسطة (كما في لبنان) الى نظام نصف ديمقراطي. وهو، في أي حال، نظام افضل لنا من نظام الاستبداد، ومن نظام الوصاية. هكذا اصف الواقع. وفي وصفي هذا استنتج الاتي: ينبغي ان نناضل بكل الوسائل ومهما كانت التضحيات والاثمان لانهاء انظمة الاستبداد. فهي المهمة الكبرى من اجل ان نفتح الطريق، حتى ولو لمرحلة انتقالية طويلة نسبياً، للعبور الى نظام ديمقراطي أكثر وضوحاً ورسوخاً. وبمقدار ما نستمر بالنضال لتحقيق هذه المهمة نسهم في ازالة كل اثار الاستبداد وفي انهاء دور كل القوى الخارجية التي تحتل بلداننا او التي تتدخل باشكال مختلفة في شؤوننا. (النقد الذاتي ) * هل تعتقد ان القوى السياسية التي نأمل منها تأسيس تجربة عصرية في المجتمع العربي تمارس الديمقراطية داخل تنظيماتها وتثقف الجماهير باتجاه الممارسة الديمقراطية؟ مروة : ينبغي ان ندقق في اجابتنا عن هذا السؤال. فهذه القوى التي تقول انها ديمقراطية، وتناضل من اجل إقامة نظام ديمقراطي، هي في فكرها وفي حياتها الداخلية شمولية. وقد انعكس هذا الواقع على ممارستها السياسية. لذلك فإن المطلوب من هذه القوى أولا وقبل كل شيء ان تمارس نقدا ذاتيا لتجربتها على امتداد عقود من حياة بلداننا العربية واعادة صياغة افكارها لتنسجم مع العصر ومع التحولات الجارية فيه، لكي تصبح قوى حديثة، وتتحرر من تاريخها الماضي، من دون أن تفقد علاقتها بهذا التاريخ. وهذا النقد الذاتي لا يهدف إلى الغاء نضالات هذه القوى ولا يتجاهل تضحياتها. ان مهمة هذا النقد الذاتي هي أن توفر شروط اعادة صياغة كل الاوضاع السياسية والفكرية والتنظيمية لهذه القوى لتكون ديمقراطية بالمعنى الكامل للكلمة. لانها ان لم تفعل ذلك ستفقد قدرتها على النضال من اجل ما تدعي انها معنية بتحقيقه، اعني التغيير الديمقراطي. (تدمير غير محسوب النتائج) * تتحدث عن نضالات تقليدية لقوى سياسية تصف نفسها بانها ديمقراطية وقوى اخرى تبتكر بسياراتها المفخخة وانتحارييها اساليب جديدة فيما تسميه نضالا من اجل التحرر من تبعية الاستعمار هل يمثل ذلك عجزا للقوى الديمقراطية في تغيير الواقع العربي؟ مروة: هذه القوى التي تسفك الدماء لا علاقة لها بالنضال من اجل التغيير والتحرر. فهي ترفع شعارات وتعمل ضدها تماما وتمارس في الشكل وفي الاتجاه نقيض ما ترمي اليه هذه الشعارات. وفي اعتقادي فان الذين دخلوا في نادي الانتحاريين إنما ينتمون إلى تلك المجموعة من الشباب الحائر الفاقد للوعي والمسلوب الارادة واليائس من معنى العلاقة بالحياة. ولذلك فهم لا يعرفون ماذا يفعلون. اما الذين يرتكبون جريمة ارسال هؤلاء الشباب للقيام بالعمليات الانتحارية فانهم يفعلون ذلك عن وعي خدمة لمصالح لا علاقة لها بالديمقراطية والتقدم وتحرر البلدان العربية. ذلك ان مصلحتهم تقتضي استبدال الانظمة الاستبدادية القائمة بانظمة استبدادية شبيهة بتلك الأنظمة وأسوأ منها في ممارسة القهر والاقصاء من موقع النظام الاستبدادي السلفي، وجعل الموت هو الهدف نقيضاً للحياة التي هي أساس الوجود وغايته. وادعاءات هؤلاء بان ما يقومون به هو من وحي الاسلام هو ادعاء باطل. لان مبادئ الاسلام وقيمه لا يمكن ان تتفق مع هذا النمط من التفكير وهذا النمط من القتل وهذا النمط من الاستبداد والتكفير والغاء الآخر بالقتل. وقد كتبت كثيرا وتحدثت في عدة قنوات للتلفزة بشأن هذه العمليات التي هي معادية للحياة وللدين. واستشرت في هذا الشأن بعض المرجعيات الدينية، السنية والشيعية،حول حروب الرسول، فجاءني الجواب ان مثل هذه العمليات الانتحارية لا وجود لها في تلك الحروب ولا في حروب الخلفاء الراشدين. فالجهاد عند الاسلام يعني أن يذهب المقاتل ومعه أمل بان يعود للحياة، لكن مع احتمال تعرضه لفقدان حياته. ففقدان الحياة في هذا الجهاد هو مجرد احتمال لا أكثر. ذلك ان قيم الدين الاسلامي إنما تقوم على الدعوة لجعل الحياة البشرية حياة سلم وامان. وكثيرا ما استشهد بقول الامام علي (ع) المشهور: "اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا". فهو يدعو المسلمين للعمل من اجل العيش على الارض بشروط افضل قبل ذهابهم الى الاخرة. وانهم في الوقت الذي يسعون فيه لتحسين حياتهم عليهم ان ياخذوا بنظر الاعتبار ان هناك عقابا على ما يرتكبونه من اخطاء. باختصار فان الاديان وهي تتحدث عن الحياة الدنيا باعتبارها حياة فانية فانها ، بالمقابل، تدعو المؤمنين للسعي لكي يعيشوا في هذه الدنيا في شروط افضل. وهو ما تدعو اليه جميع الحركات والافكار الإصلاحية لا سيما ما يرتبط من هذه الأفكار والحركات بماركس وبمشروعه الإشتراكي. اذ يعتبر ماركس ان الحياة قيمة اساسية مطلقة، وان على الانسان ان يناضل لجعلها جميلة. لذلك فان الذي ينهي حياته وحياة الاخرين بالعمليات الانتحارية إنما يرتكب جريمة مزدوجة بحق الانسانية. وفي هذا الصدد اود ان اذكر بان الاسلام والمسيحية هما ضد الإجهاض. اذ هما يعتبرانه قتلاًَ لمشروع انسان. لذا فالادعاء بان العمليات الانتحارية هي جزء من الجهاد هو مخالف للدين. اذ ان هذه العمليات لا تحقق أي هدف يتعلق بتطور الحياة الانسانية. بل ان هدفها هو القتل، قتل النفس، وقتل الاخرين، سواء بالعمليات الانتحارية ام بتفجير السيارات المفخخة. الهدف من كل هو تدمير العراق ومنع قيام دولة ديمقراطية حديثة لجميع أبنائه خلافاً لماضي هذا البلد العريق. ويتم ذلك من خلال القتل المتعمد للأبرياء. ولا تختلف هذه العمليات الانتحارية بين ما قامت به حركتا حماس والجهاد الاسلامي وما حصل في مصر وفي بقية البلدان العربية وفي اميركا (احداث 11 ايلول). فهي جميعها عمليات تقتل بدون حساب، وتقود إلى تدمير غير محسوب النتائج. (يأس وفشل ....) * انت تريد عزل هؤلاء (الانتحاريين) عن المجتمع العربي وتاريخه الاسلامي لكن شئنا ام ابينا ان هؤلاء هم نتاج هذا المجتمع ويحسبون على هذا التاريخ فماذا تقول عن ذلك؟ مروة: ان مجيء هؤلاء كان ردة فعل على الانظمة الاستبدادية التي دمرت الحياة وشوهت الوعي. كما انها جاءت نتيجة فشل القوى الديمقراطية بمختلف تياراتها في انقاذ المجتمع مما يعانيه من الانظمة الاستبدادية. وقد أدى ذلك إلى وقوع المجتمع العربي برمته في حالة فراغ سياسي. واعتبرت هذه القوى انها جاءت لتملأ هذا الفراغ. واستولت بذلك على عقول ومشاعر اليائسين من التغيير. ذلك ان اليأس هو الذي يقود اليائسين الى اللجوء الى هرب من حياتهم الى ما بعد الموت. ويلتقي اليائسون في ذلك مع ما يعممه المتاجرون بالدين بان الحياة الدنيا فانية وان لا امل للانسان فيها، وان اساس الحياة هو في الاخرة، فيستولون على وعي هؤلاء اليائسين وعلى ارادتهم. ويقودونهم الى تقديم حياتهم من اجل مصالح القيادات وسلطات لا علاقة لها ولا صلة لها بالدين ذاته ولا بهؤلاء اليائسين المهيئين لتقديم حياتهم مجاناً. وهذه الحالة هي أبرز تعبير عن التخلف في الوعي الذي يجسد حالة اليأس التي تخلقها الانظمة الاستبدادية، ويبررها فشل القوى الديمقراطية في اقناع الناس بانها قادرة على تحقيق التغيير الذي يؤمن للناس حياة افضل. (ثنائية الاستبداد والقوى الديمقراطية ) * استجابة الناس لمقولات انه لا امل للانسان في الدنيا كونها فانية، هل تعني ان العرب صموا آذانهم عن دعوات الاصلاح والتنوير؟ مروة : من الخطأ القول بان الجماهيرهي صانعة التغيير. فهي بحاجة دائما الى قوى تقدم لها برامج وخططاً سياسية وادوات واشكالاً جديدة للنضال. فاذا كانت هذه القوى غير مؤهلة لتقديم هذه البرامج والخطط والسياسات تقنع الجماهير بها، فماذا نريد من الجماهير ان تفعل. فان الجماهير في هذه الحالة تصبح أسيرة العفوية والاستسلام للواقع القائم. وكلما طال زمن الاستبداد تأخر نهوض القوى الديمقراطية في تقديم برنامج حقيقي للمستقبل تبقى الجماهير اسيرة هيمنة السلفيين والمتطرفين الذين يأتون الى مجتمعاتنا من كهوف التاريخ، رافضين رؤية ما يجري في العالم من تحولات. وفي الواقع فقد اصبحت بلداننا النقيض لما يجري في دول العالم الاخرى. اننا نعيش كالغرباء عن هذا العالم وعما يجري فيه من تحولات. ولست في الحقيقة من الذين يحملون المسؤولية للجماهير. كلا، فالمسؤولية عن هذا الوعي المشوه واستلاب الارادة انما تتحملها تلك الثنائية التي اشرت اليها مسبقا الى انظمة الاستبداد والقوى الديمقراطية التي فشلت في تقديم نفسها كمنقذ ومخلص لشعوبنا من هذا الواقع البائس. (حاجة الجماهير ) * بعد رفضك القاء اللوم على الجماهير العربية ما مدى استعدادها لتقبل التجارب الديمقراطية؟ مروة : الديمقراطية ثقافة. وعندما تفتقد هذه الثقافة تؤدي ممارسة الديمقراطية الى عكس ما يبتغى منها. وثبت ذلك في الجزائر ايام حاول الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد دعوة الجماهير الجزائرية لانتخاب ممثليهم وفق قاعدة ديمقراطية مفتوحة. و كان ذلك يحدث في الوقت الذي كان الجزائريون يفتقدون إلى تقاليد ديمقراطية، اذ كانوا اسرى انظمة شمولية احادية القيادة. لذلك فقد جاء التصويت كرد فعل من قبل الجماهير على نظام الاستبداد وعلى حالة اجتماعية بائسة ووعي متخلف، وذلك بالتصويت لقوى اسلامية كانت تخدع ناخبيها برفعها شعارات لم ولن يتحقق منها اي شيء. وهكذا فقد أدت ممارسة الديمقراطية بفقدان ثقافتها الى نتيجة عكسية. لذلك فاننا نحتاج الى زمن معين لتوعية الجماهير العربية بالثقافة الديمقراطية، ولجعل هذه الثقافة جزءاً من الحياة الداخلية للقوى السياسية جميعا. وخطورة فقدان الديمقراطية تكمن في ان الجماهير تصبح مهيأة للإنخراط بحركات عفوية مدمرة. الا انني اود ان انوه، في هذا الصدد، بالانتخابات العراقية، التي تعبر عن شوق حقيقي عند الشعب العراقي لممارسة الديمقراطية، رغم فقدان ثقافة الديمقراطية لدى الملايين التي ذهبت الى صناديق الاقتراع. فهذه الإنتخابات تشكل ظاهرة ايجابية رغم ان تلك الملايين التي ذهبت لتقترع لم تكن تعرف لماذا ذهبت ولمن ستدلي باصواتها. لقد ذهبت بوعي او بنصف وعي. لكنها في الواقع صوتت للقوى السائدة في المجتمع، الطائفية منها خصوصاً. لكن ممارسة الإنتخابات كعمل ديمقراطي كان بالغ الأهمية حتى الشكل الذي حصل فيه، وبالنتيجة التي أتى بها. ويكاد ينطبق المشهد ذاته على لبنان. فجمهور اللبنانيين الكبير الذي خرج الى الشارع ضد نظام الوصاية السورية لم يكن يمتلك وعيا كاملا بالذي يقوم به، وبالشعارات التي رفعها، وهي شعارات المرحلة بامتياز. ورغم ان القوى التي وقفت وراء انتفاضة الاستقلال هي قوى قديمة، اذ هي ذاتها القوى التي انتجت الحرب الأهلية وشاركت الوصاية السورية هيمنتها على الوضع اللبناني الشاذ، الا انها قامت بدعوتها الى انتفاضة الاستقلال بعمل كبير الاهمية بالنسبة الى المستقبل. ولذلك فان انتفاضة الاستقلال هي انتفاضة حقيقية، حتى ولو كان قسم كبير من جمهورها لا يمتلك الوعي الكامل بما يفعل، وبما سينتج عن فعله. ما يجب ان ناخذه بنظر الاعتبارهو ان الجماهير بحاجة دائما الى قوى ديمقراطية تقود حركتها لكي تذهب هذه الحركة في الاتجاه الصحيح الذي يؤدي الى قيام نظام ديمقراطي. (التخلي عن الانماط الشمولية ) * هناك صراعات بين اتجاهات وايديولوجيات داخل المجتمع العربي فالاسلاميون مثلا يقولون: تجربتنا ليست وحدها الشمولية فالتجارب اليسارية والقومية كانت شمولية ايضا وما نحن فيه الان ناجم عن سوء التقديرات في التجارب السابقة فكيف تنظر لذلك؟ مروة : الكل شموليون بافكارهم وباشكال تنظيمهم. وبهذا المعنى فان كلام الإسلاميين حول هذا الموضوع صحيح. اذ ليسوا وحدهم شموليين. كل اليساريين والقوميين هم شموليون. فالفكر الشمولي هو السائد حتى الآن في بلداننا. وهذا لا يعني ان جميع الشموليين هم من النوع نفسه. فلا يجوز ان نضع الشيوعيين في الخانة نفسها التي نضع فيها الاسلاميين اليوم، لان الشيوعيين يحملون فكرا متقدما. لكن مشكلتهم هي انهم حنطوا فكر ماركس وصنموه واساءوا الى منهجه الجدلي المستقبلي. وحولوا افكاره الى عقيدة تماما مثل الدينيين. كما حولوا احزابهم الى اهداف بدلا من ان تكون ادوات للتغيير. ومنعوا حرية الفرد في التعبير عن رأيه. وهذا ما ادى الى انقسامات في كل الاحزاب الشيوعية. اما القوميون فانهم قلدوا الشيوعيين بافكارهم ووسائل نضالهم وتنظيماتهم. كذلك فعل الاسلاميون. فاذا كان القوميون والشيوعيون قد فشلوا فلماذا يعيد الاسلاميون التجربة والاساليب نفسها. لقد أخذت احزابهم من الشيوعيين نمط حزبهم اللينيني. الإنضباط الحديدي. خضوع الادنى الى الاعلى. اليوم مطلوب من الجميع، شيوعيين واسلاميين وقوميين وليبراليين، التخلي عن كل هذه الانماط الشمولية في الأفكار وفي اشكال التنظيم، والكف عن الادعاء بانهم يملكون الحقيقة وانهم الذين سيقودون المجتمع إلى التقدم لوحدهم. (صيغ تحالفية ائتلافية ) * ألا تعتقد ان اتجاها سياسيا جديدا سيجتاح العالم العربي ويلغي كل مساوئ التجارب السابقة؟ مروة : لم يعد ممكنا ادعاء احد بانه يستطيع ان يصبح الطليعة التي تقود المجتمع في اتجاه الحرية والتقدم. لقد انتهى ذلك الزمن. وعملية التغيير الآن انما تقع على عاتق كل التيارات، كل حسب موقفه من التغيير وحسب حجمه وحسب قدرته. لذا لابد من صيغ تحالفية ائتلافية بشكل او باخر، من دون أن يتخلى بالضرورة اي من هؤلاء عن افكاره وعن برامجه. فالاتفاق بين هذه القوى على بنود اصلاحية كمحصلة، يمكّن من الوصول إلى تشكيل نظام ديمقراطي يتنافس فيه الجميع حول البرامج بشكل سلمي. فينجح فريق سياسي بالوصول الى السلطة مرة، ثم يفشل ويسقط ليأتي فريق اخر مكانه. وهكذا دواليك. وبدون تداول سلمي للسلطة لن يكون هناك نظام ديمقراطي حقيقي في المجتمع والدولة. من هنا فان المستقبل الذي نسعى اليه انما يمثل النقيض لوحدانية وطليعية اي فريق سواء كان هذا الفريق ايديولوجيا او تنظيميا او سياسيا. المهم ان يتم الاتفاق بين الجميع للانتقال الى مؤسسات ديمقراطية وانهاء صيغ العنف والتكفير واستبدال ذلك بالاعتراف بالاخر. فهذا هو المستقبل ولا مستقبل سواه. (أمل وتفاؤل) * قوى واطراف عربية ترى ان التحول الديمقراطي الذي يجري في العراق لن يتعدى حدوده، وتوقعوا ان يخلف تغيير النظام السابق (العراقي) ما هو اخطر من نظام الاستبداد.. فما تعقيبك على ذلك؟ مروة : انا ضد هذه الرؤية. واعتقد ان التحول الجاري في العراق هو تحول بالغ الاهمية في نتائجه على صعيد المنطقة ككل وليس على صعيد البلدان العربية وحدها، حتى ولو كان هذا التحول يتم ببطئ. وارى كما يرى معظم العراقيين ان الذي يعرقل هذا التحول هي القوى التي تخشى من الديمقراطية. وهذه القوى هي القوى المتسلطة المتمثلة في الانظمة السائدة في المنطقة بما فيها النظام الايراني. فبمجرد استكمال هذا التحول واتمامه باقامة مؤسسات ديمقراطية ستحدث تغييرات هائلة في المنطقة. هذه قراءتي المختلفة عن قراءات الاخرين. ودليلي في ان الانظمة العربية تسعى لابقاء الوضع العراقي متدهورا، هو ما يقوم به الانتحاريون الذين ياتون من بلدان عربية لتدمير العملية السياسية الجارية، ولادخال العراق في دوامة حرب اهلية لا تنتهي. اذ في مثل هذه الحالة تسقط التجربة العراقية ذات الصفة الديمقراطية. اليس هذا ما نراه يحصل في لبنان. وانا واثق من ان العملية السياسية في العراق ستقود الى تحول كبير ولو جاء هذا التحول بعد سنين. فالالتباسات الراهنة لن تعيش طويلا. ومع اني لا استطيع التنبوء عن المستقبل الا اني ازعم في حال استطاعت القوى الديمقراطية ان تلعب الدور المطلوب منها خلال الاربع سنوات القادمة ستكون نتائج الانتخابات المقبلة مختلفة كثيرا عن النتائج الحالية. انه طموح وليس تنبوءا ً. انه امل وتفاؤل استند فيه الى ان الزمن الذي مر من حياة العراق والبلدان العربية الاخرى سينشئ تدريجيا وعيا اخر لدى القوى السياسية ولدى الجماهير. وازعم اننا بدأنا مرحلة النهاية لانظمة الاستبداد في العالم العربي. الادلة لا تبدو واضحة كثيرا لكن بعض الوضوح يبدو من مظاهر الازمة التي تعانيها جميع الانظمة العربية القائمة، الجمهورية والملكية على حد سواء، في المنطقة. جميعها في حالة عدم استقرار واضطراب وصراع داخلي. ويشير هذا الى ان استمرار هذه الانظمة لم يعد ممكنا. لكن ازالتها ستحتاج الى وقت كما ستحتاج الى قوى. وبرأيي فان الزمن سياتي بهذه القوى وستسهل مهمة الخلاص من انظمة الاستبداد وستولد انظمة ديمقراطية تباعاً. (دماء عراقية ...نتاج مقاومة الامبريالية ) * كيف تجدون الدور العربي في العراق؟ مروة : المؤسف ان ما عانى منه العراق في زمن الاستبداد وما يعانيه اليوم في زمن الاحتلال والارهاب لا يلقى من الاشقاء العرب الاهتمام الحقيقي. بل ان اوساطا معينة ممن يعتبرون انفسهم مؤتمنين على القضية القومية واخرين ممن يعتبرون انفسهم حصرا قوى معادية للامبريالية يتعاملون مع ما يجري في العراق كما لو انه لم يكن هناك استبداد ولا بقايا راهنة للاستبداد ولا ارهابا يطال المدنيين وفقراء الشعب العراقي ومثقفيه ومؤسساته المدنية. ويعتبرون وظيفتهم ان يقاتلوا الامبريالية بالمنظار في شخص الاحتلال الاميركي للعراق. بل انهم يعتبرون ان الدماء التي تسيل في العراق هي نتاج فعل مقاومة للامبريالية. هذه الاوساط تلتقي عمليا مع الانظمة العربية التي تخشى من ان تؤدي العملية السياسية في العراق الى اقامة نظام ديمقراطي تعددي فيدرالي، الامر الذي يشكل نقيضا لها ومدخلا من العراق لانهائها. أليس عجيبا ان تلتقي الانظمة الاستبدادية مع من يدعون معارضتها في موقف واحد حول ما يجري في العراق؟ وفي رأيي فان من الضروري ان يتكون في العالم العربي نوع من القوى المساندة للشعب العراقي من اجل الوصول بالعملية السياسية القائمة الى نهاياتها السعيدة حتى ولو طال المدى. وانا في هذا التقي مع القوى الديمقراطية العراقية، التي تدخل في العملية السياسية وتواجه في دخولها هذا عدة التباسات تتمثل في الطابع الطائفي والمحاصصة اللذين يطغيان على العملية السياسية. ولذا فانني أراني اناضل، ولو من بعيد، او على الاصح اتضامن مع القوى الديمقراطية العراقية في نضالها من اجل اعادة الطابع الديمقراطي للعملية السياسية لنصل بالعراق في نهاية هذه المرحلة الانتقالية الى ما يطمح اليه العراقيون واشقاؤهم العرب المناصرون لاقامة عراق ديمقراطي سيد حر مستقل تعددي فيدرالي. (رغبة للخروج من الماضي ) * ماذا عمن يستشهد بالمثال اللبناني بان العراق سائر الى نفس ما وصلت اليه لبنان من اقتتال واحتراب؟ مروة : انا لا اتفق مع ذلك نهائيا. فلا يمكن ان يقبل العراقيون، حتى ولو كانوا ضحايا ما يجري الآن، بالذهاب ببلدهم في اتجاه الحرب الاهلية. واعتقد ان المراهنة الحقيقية فيما يتعلق بمستقبل العراق إنما تشبه في الوقت الراهن ما جرى في لبنان بعد الحرب الاهلية وليس قبلها. وهي المرحلة التي اعقبت خروج اللبنانيين من الوصاية السورية ومطالبتهم باقامة نظام ديمقراطي. فالمطلوب بالنسبة للعراقيين اليوم هو التحرر من الوصاية الدولية المتمثلة بالاحتلال، وصولاً إلى التحرر من المحاصصة الطائفية التي وان بقيت لزمن معين فانها ستنتهي تدريجيا مع قيام النظام الديمقراطي في المستقبل ومع رسوخ هذا النظام. اقول ذلك ولا ادعي ان ما اقوله هو ما سيحصل بالدقة وبالتفاصيل. فللمستقبل شروطه التي لا تتوفر تلقائياً بل تحتاج إلى قوى توفرها وإلى وعي بضرورتها . لكني اعتقد ان على السياسي ان يقرأ وليس ان يدعي امتلاك الحقيقة. فشعوب البلدان العربية هي، في الظروف الراهنة التي ولدتها انظمة الاستبداد، في مستوى متدن من الوعي. لكن السمة التي تزداد وضوحا هي ان هذه الشعوب قد بدأت تعبر عن همومها للخروج من واقعها الراهن. وامامنا مثلان في لبنان وفي العراق، حيث الملايين تخرج الى الشارع ضد الوصاية السورية (لبنان) وللاقتراع الديمقراطي وللمطالبة بانهاء الاحتلال والارهاب (العراق). ويشير هذان المثلان الى ان هناك رغبة حقيقية للخروج من الماضي والتحرر من مآسيه والتطلع الى مستقبل اكثر حرية وديمقراطية.
#حسام_السراي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القول بانتظار الفعل
-
كامل شياع : وحدة المجتمع في الأزمات التأريخية شرط ضروري لنجا
...
-
يوميات عراقيين في دمشق
-
المسرحي صباح المندلاوي:هناك إصرار على تقديم أعمال مسرحية عرا
...
-
أربع سنوات من العمل الصحافي الواسع وجز رقاب الصحافيين العراق
...
-
رئيسة منظمة الدفاع الدولية وداد عقراوي : الموضوع العراقي و أ
...
-
د.محمد احسان: ننتظر الالتزام بنص المادة (140) وخيار انفصال ا
...
-
لا تبسمُ ولا تورقُ الكروم لأجلِها
-
متخصّصون في القانون يعدّون بحثاً عن قانون مكافحة الإرهاب
-
إنهاء التواجد الأجنبي يرتبط ببناء المؤسسات الأمنية والعسكرية
-
الشاعر والصحافي كاظم غيلان:أتمنى ألا ينقاد المثقف العراقي لل
...
-
أفكار ورؤى بين فيدرالية الدستور ومشروع الكونغرس الأميركي
-
قربان الطائفتين
-
اول وزيرة في العالم العربي
-
حلاجون جدد
-
باسم حمد المولود يوم سقوط الطاغية..
-
كتاب الحوار المتمدن الثاني :عراق الصراع والمصالحة
-
النقابي هادي علي لفتة : نعمل من أجل تشريعات ديمقراطية تقدمية
...
-
د. فالح عبدالجبار : الوسطية تخرج السياسة من إنتهازية مستغلي
...
-
مفيد الجزائري: أمام الصحافي المؤمن بالديمقراطية مهمات كبيرة
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|