أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - استقلال كوسوفو قنبلة أمريكية في البلقان وليست له علاقة برفع الظلم القومي














المزيد.....


استقلال كوسوفو قنبلة أمريكية في البلقان وليست له علاقة برفع الظلم القومي


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التحريض على تقسيم المجتمعات الإنسانية على أسس الهويات القومية والطائفية والدينية للتغطية على التقسيمات الطبقية ،يشكل أحد أركان النظام الرأسمالي الدولي الجديد الذي تقودها أمريكا وبعض الدول الغربية بعد حقبة انهيار الكتلة السوفيتية .نحن شاهدنا تلك الحروب والويلات والمآسي التي حلت بالجماهير في هذه المنطقة ومن ضمنهم جماهير كوسوفو نتيجة التدخلات الأمريكية الغربية الرجعية بهدف صنع الطوائف والقوميات في منطقة البلقان.
إن عملية استقلال كوسوفو ليست لها أية علاقة برفع الظلم القومي، لا من قريب ولا من بعيد، ولا تشكل بأي حال من الأحوال خطوة نحو استتباب الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، بل هي بداية لصراع دموي يفتح الباب على مصراعيه أمام تدخل الدول الرأسمالية الأخرى، لتجعل حياة الجماهير في كوسوفو رهينة الصراعات الدائرة بين هذه الدول الرأسمالية..
ومن جانب آخر ،تم تشكيل هذا الكيان على أسس الهوية القومية والدينية أ وتشكيل دولة قومية –إسلامية ألبانية . ولم تمضي على إعلانها إلا لحظات حتى سارع رئيس هذا الكيان إلى تحديد طبيعة علاقاتها القادمة مع" أقلية الصرب". أي تبني وإتباع نفس السبيل الذي سلكها القوميون الشوفينيون الصرب الذين كانوا يصفون دائما جماهير الألبان في صربيا ب "أقلية ألبانية". المظاهرات التي اندلعت في كوسوفو ضد العملية الأمريكية والغربية لاستقلال كوسوفو رافقتها تهديدات الحكومة الروسية التي أعلنت عن عزمها على التدخل العسكري واستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع عملية الاستقلال. وهذا ينذر بالعديد من المخاطر السياسية والأمنية على مستقبل الجماهير الألبانية والصربية معا في تلك المنطقة.
فإذا كانت أمريكا والغرب جادة حقا لوضع حد للظلم القومي في العالم ،فلماذا يؤججون الصراع القومي في منطقة الشرق الأوسط بشتى الوسائل ويدعمون القوميين الشوفينيين في تركيا وإيران والعراق وإسرائيل لإدامة الظلم القومي!!! وإذا كانوا مصممين لإخماد بؤر التوتر وخلق الأمن والاستقرار في العالم فلماذا لا يستجيبون إلى المطالب التاريخية لجماهير فلسطين وكردستان لنيل حقهم في ألاستقلال لكي تتخلص الجماهير من بلاء هذا الصراع القومي المزمن في تلك المنطقة الملتهبة ؟إن الموديل الأمريكي للاستقلال على طريقة استقلال كوسوفو أو وفق مشروع الكونغرس الأمريكي لتقسيم العراق على الأسس العرقية والطائفية ،لا يهدف إلى رفع الظلم القومي ولن يؤدي إلى استتباب الأمن والاستقرار بل يساهم في خلق كيانات قومية أ و دينية عدوانية تنتهك أبسط حقوق الإنسان وتغرق المجتمع في الخرافات القومية والدينية ناهيك عن الحروب القومية.
ففي الوقت الذي ترفض الدولة القومية-الإسلامية الفاشية التركية رفضا قاطعا حتى ذكر اسم الكورد في الدستور التركي ولا تعترف حتى بالحقوق الثقافية لجماهير كردستان ،هرعت إلى الاعتراف بكوسوفو كدولة مستقلة، ودولة قومية –إسلامية في أوروبا .كما رحبت منظمة المؤتمر الإسلامي (بالنيابة عن حركة الإسلام السياسي) بإعلان كوسوفو الاستقلال وبعثت وفدا إلى كوسوفو لمطالبتها بالانضمام إلى المؤتمر الإسلامي الرجعي. .إن تقرير مصير الجماهير في إطار كيان قومي-إسلامي محاولة رجعية ولا يعكس الإرادة الحرة للجماهير. إن الاستقلال بهذه الطريقة الرجعية ،محاولة أمريكية تهدف إلى عسكرة حياة الجماهير في إطار صراع رجعي ليضعهم كوسيلة بأيديها لتنفيذ مخططاتها الرجعية في هذه المنطقة وبالتالي ربط مصير الألبانيين بسياستها العسكرتارية في البلقان.
مثلما تدفع جماهير العراق ثمن الديمقراطية الأمريكية لمدة خمس السنوات ،ستدفع جماهير ألألبان أيضا في كوسوفو ثمن هذا الاستقلال الذي يخدم المشروع الأمريكي وحلف الناتو في البلقان في ظل تهديدات الحكومة الصربية والروسية لهذه العملية.
إن عملية تشكيل الكيانات السياسية وفق الهوية القومية والدينية تشكل تحديا سافرا للحقوق المدنية والإنسانية للجماهير وليست لها أية علاقة برفع الظلم القومي، و هي عمل مناف ٍ لمبادئ العلاقات الإنسانية بين مختلف المجتمعات للعيش في أمن وسلام معا.
طه معروف
26-2-2008






#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد في العراق وجه آخر للإرهاب (بصدد حادثة إحراق البنك الم ...
- حضور طارق الهاشمي في الساحة السياسية الكردستانية، لماذا؟
- الحوارالمتمدن إنجاز نوعي في مسار الصحف التقدمية
- الشهرستاني يلغي العقود النفطية لحكومة الإقليم و التي لا تخص ...
- من هم الطامعون ،أصحاب الفتاوي في الأزهر أم البؤساء المصريين ...
- حزب الذئب اليميني والمؤسسة العسكرية ينقلان صراعهما مع الحكوم ...
- تهديد الحكومة التركية بين ترحيب الشوفينية العربية ومقاومة جم ...
- العراق لم تعد في نظر طالباني-رقما صعبا غير قابلا للتقسيم -
- حول طبيعة موقف السلطة الميليشياتية من إعتداء حثالة الشركات ا ...
- في العراق الجديد أصبحت السجون رمزا للأمان ....على هامش زيارة ...
- االليبرالي خيرت فيلدرز مطالبا بتمزيق نصف القرآن و حظره الشام ...
- ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريك ...
- هكذا تدخل حكومة إقليم كردستان في منافسة الإسلاميين لأسلمة ال ...
- ذوبان الجليد أم المغازلة في العلاقات واللقاءات الامريكية الا ...
- في العراق الحديث ممنوع حصول المرأة على جواز السفر، بينما يحص ...
- من يصطف مع العنصرية القومية البعثية ، منظمة جاك القومية أم ا ...
- ما السبب الحقيقي وراء تهديدات الحكومة التركية بإحتلال كردستا ...
- الإرهاب أصبح جوهرة العراق في نظر زمرة من المعممين - على هامش ...
- نظام الملالي المتأزم في ايران آخر من يحق له الحديث عن تجاوز ...
- امريكا ، بين لقاء مخيم صفوان و مؤتمر بغداد......من يوقع هذه ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - استقلال كوسوفو قنبلة أمريكية في البلقان وليست له علاقة برفع الظلم القومي