مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 09:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحكومة التركية لاتريد الاعتبار بتاريخ الدولة العثمانية حين تمسك السلاطين العثمانيون بحبال الشوفينية ضد الشعوب التي كانت تحت لواء الدولة العثمانية ، وحاولوا بكل ما اوتوا من قوة ضرب الشعوب الناهضة اثر الحرب العالمية الاولى ، فاوقعوا المجازر الشهيرة بالارمن والعرب والكرد وقمعوا الثورات الكردية الكبرى امثال ثورة الامارة البدرخانية وقبلها ثورة سعيد بيران ، الا انها لم تجني من ارتكاب تلكم الجرائم سوى شهادة ادانة تصمهم بالعار والخزي الذي ظلل يجلل رؤوس الحكام الاتراك الذين اصبحوا مثالا للتخلف والهمجية .
ان هذا الهجوم التركي الذي عبر حدود تركيا ليدخل اراضي كردستان العراق يكشف مدى الاستهتار التركي بالمواثيق الدولية وعدم مراعاة حقوق الجيران والالتزامات الدولية وهي ستكون سابقة تعود بالضرر على تركيا عاجلا وليس آجلا ، وهي لن تستطيع اخفاء رأسها في الرمال مدعية ان مقاتلي حزب العمال الكردستاني يهددون تركيا وهي مضطرة لملاحقتهم داخل الحدود العراقية .
ان تصريحات الجيش التركي التي تقول انه قتل مائة وخمسة وثلاثين مقاتلا من الحزب العمالي الكردستاني تصريحات تثير الرثاء ، فهل سيحل مقتل مائة او مائتين كردي مشكلة تركيا التي يعيش ضمن حدودها في كردستان اكثر من عشرين مليون انسان كردي .
ان سذاجة الادعاءات التركية تكشف عن جهل و غرور الحكومة التركية وخضوعها لرجال الجندرمة التركية المتخلفة ، والا فاي جيش يستطيع القيام بحركات عسكرية تشارك فيها الطائرات والمدفعية من اجل ان يقتل مائة مقاتل !!!
ان قضية الشعب الكردي في تركيا لن تحلها الطائرات السمتية ولا المدفعية العمياء ، فقبل تركيا جرب صدام حتى الاسلحة الكيماوية ، وتاريخ الشعب الكردي مليء بالامثلة التي تشهد على فشل الحروب الشوفينية ضد الكورد وكوردستان منذ جريمة الضحاك حتى جريمة حلبجة صدام . ولن يحصل الشوفينيون الذين يفتحون النيران على الشعوب المسالمة سوى الندم والعار .
المجد لشهداء الكورد وكوردستان
الخزي والعار للجندرمة التركية
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟