أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سنان أحمد حقّي - فنطازيا على فنطازيا














المزيد.....

فنطازيا على فنطازيا


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 09:10
المحور: كتابات ساخرة
    


وصلني بالبريد خبر صدور فنطازيا (الحمارخانة) للدكتور أحمد فنديس
وقد أيقظت تلك الفنطازيا فيَّ مشاعر كامنة كنتُ أخفيها بسبب ظنون توقعت حدوثهاإذ قد أكون قد تماديتُ في الثناء على الحمير وذكر مناقبهم ومحاسن أخلاقهم وسجاياهم!
فلطالما كنتُ أنا أيضا أشعر بالتعاطف مع الحمار وأجد له فضائلا على بني البشر كثيرة لا حدَّ لحصرها،فمنها مثلاً تحمّله للأثقال والصبر المتواصل والذكاء والطاعة ولم أرَ مثله من يفهم ويتذكّر وصف الطرق والإستمرار عليها .
ربما كانت الحال التي تُصاحب قذارته هي التي تنفّرني منه ورغم هذا فهي على كل حال ليست من مساوئه بل من إهمال راعيه .
وكم اّدهش لفرط ما أرى منه من عناد وإصرار على آرائه ولو كان ذلك بسبب ذكائه لكان كافيا كسبب لاحترامه وإن لم يكن بسبب الذكاء فما أدعانا إلى السخرية من ذكائنا وتبجّحنا بما نملك من عقل!
ومن أبرز فضائل الحمير برأيي أنني وجدتُ حقّاً وفعلاً أننا لو قدّمنا للحمار شيئا من النفايات والفضلات المنتنة (البراز مثلاً) فإنه لن يأكله وطبعا فإن الإنسان لن يفعل كذلك ولكن لو قرّبنا المسدّس ووضعناه في رأس الحمار وشرعنا بترهيب الحمار وتهديده أننا سوف نطلق النار عليه لو لم يأكل ذلك البراز فإنه لن يأكل أبداً في حين أن الإنسان بما أوتيَ من فضلٍ وعقل على سائر المخلوقات سيأكل ! نعم !وهذا بطبيعة الحال من فضائل الحمير على بني البشر ولو راجعنا فنطازيا الحمير للدكتور الفاضل والأديب أحمد فنديس سنجد كثيرا من فضائل الحمير كما أسلفنا ، ولربما كانت تلك إحدى أسباب اتخاذ عدد من الكتاب والمفكرين له موضوعاً ولو لم تكن هناك حكمة طبعاً لما دخل كتاب الله العزيز..
لقد زرتُ يوما ما حديقة الحيوان في لندن وما أشدّ ما كانت دهشتي عليه يوم وجدتُ بعد تأمل جميع ما خلق الله أن الحمار يتمتّع بشعبيّة واسعة جدا فقد وجدتُ عددا كبيرا من حسناوات لندن وحسناوات عدد آخر من أمم الأرض يتجمّعن حول الحمار ويتأمّلنه ويتفحّصن أجزائه ويتضاحكنَ طويلا بلغات لا حصر لها..ولم أجد مثل ذلك لا حول الفيلةِ ولا الأسود ولا النمور ولا حتّى القردة!
والحمار بلغ من الهوان على الناس مبلغا ماساويّا حيث وجدتُ في نهاية السبعينيّات في منطقتنا التي كنت أعيش فيها أن سعره قد هبط إلى ما دون الدينار الواحد لأفضل الأنواع وهو الحصاوي المشهور بالحجم الكبير والقدرة على حمل الأثقال والذي كانت لبعضه ألوان فاتحة وزاهية وقد طلب منّي أبنائي وأقربائي شراء عدد منه رحمةً ورأفة به من معاملة عمّال النفايات
ولولا وقوع الحصار الإقتصادي على البلاد والذي ساهم في إعادة الإعتبار إلى أسعار الحمير لما كنّا سنعرف إلى أي تفاهة ستهبط أسعار الحمير قبل ذلك الحين!
ورغم هذا كنت أتألم جداّ عندما أجد الصبية وأصحاب الحمير يسوسونها بكل قسوة و بلا رحمة وكم كنت أزمع المباشرة بالدخول معهم في مشاجرة وعتاب لولا خوفي من مواجهة سؤال :وانت شعليك!
وكم كان الأطفال على الدوام يسعدون جدا بتسلّق ظهر الحمار بل يتسابقون على ذلك وهو صابرٌ لا يُؤذيهم حتّى أنني كنت أبتسم كثيرا عندما أدخل على مسؤول كبير وأجد عنده وفي مكتبه صورة كاريكاتيريّة لعدد من الأطفال يمتطون حمارا وكان التعليق بالإنكليزيةكالآتي: (Leave the donkey work to us!)
أحيي الدكتور أحمد فنديس على فنطازيته الساخرة (الحمارخانة)
وياليت بني البشر يتذكرون للحمير فضائلهم



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرف التاسع والعشرون!
- رحلةٌ من محطّة قطار المعقل!
- مدنيّون!..وماذا بعد؟
- رِفقاً بِلُغَة السَّماء!
- الفاشوش والقراقوش!
- المرحلة الراهنة..والمهام الوطنيّة.
- إنها رسالة..!
- أخوة يوسف!
- صدفات البحر..لآلي لُغتنا
- فنطازيا ..المنافقون
- مساواة( للكشر)!
- النخل الغيباني
- فيصل القاسم.. محرّضا يساريا!
- فنطازيا نحيب الكيتار
- عودة إلى سد الموصل
- فنطازيا ..تعاويذ ألكترونيّة
- ذكريات وأسرار من المستقبل
- فنطازيا قاري مقام
- فنطازيا التنمية الإنفجاريّة
- أفكار فنطازيّة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سنان أحمد حقّي - فنطازيا على فنطازيا