ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 02:00
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لم تهدأ إيران بإطلاق وعودها الحالمة بالنيابة عن العرب جميعاً بإزالة عدوهم اللدود إسرائيل من الوجود , ففي كل مناسبة تتصل بقضايا الصراع العربي - الإسرائيلي تطل إيران برأس نجادها الحالم, متوعدة بقلب وقائع الصراع الدامي وكشف حقائقه المزيفة وإعادة ما كان إلى سابق عهده, كل هذه الوعود السخية ليست كرمي لعيون العرب التي بظنها لا تحسن التقدير وتخطئ السير بالاتجاه إلى واشنطن بدلاً من الاتجاه نحو إيران تحاول طهران التلميح بأنها المدافع الأول عن حقوق العرب المستلبة, دفاعها المزعوم يأتي من كونها الجار الأبدي لهم في المنطقة, بعيداً عن الروابط الدينية التي تفرق أكثر مما توحد, تحفزها الدائم للدفاع عن قضايا العرب الرئيسية يطرح تساؤلاً كبيراً عن عدد المرات التي شاركت فيها جيرانها العرب بحروبهم مع إسرائيل, بصيغة أخرى كم مرة قاتلت إيران إسرائيل وانتصرت عليها?.
الجواب على هذا السؤال واضح ولا يحتاج إلى بحث, لأنها لم تقاتل إسرائيل يوماً حتى تدعي النصر, وبالتالي تغدو إزالتها من غير قتال أشبه بدخول إبليس الجنة , ولو أدعت قتالها عن طريق حزب الله وحماس , تظل مزاعمها إظهاراً لقوتها أمام أعين جيرانها العرب وهروباً من المواجهة الفعلية التي لا تتحمل دخولها رأباً لما قد يمس نظامها الديني من تصدعات تؤدي إلى سقوطه .
لا يختلف نظام إيران الحالي عن نظام سلفه الشاه من حيث أولوية التدخل المباشر في شؤون المنطقة العربية والإمساك بمفاصلها الأساسية , خصوصاً مناطق الضعف (لبنان والعراق) ومناطق الثقل والتأثير المباشر (سورية) لبناء قوة إقليمية تتطلع باستمرار إلى مقايضة الغرب ومساومتهم لأي صغيرة وكبيرة فضلاً عن اقتسامهم للأدوار المتبادلة.
لا يحق لإيران اللعب بورقة الصراع العربي - الإسرائيلي التي لا تعنيها كثيراً بقدر ما تعنيها مصالحها بالدرجة الأولى, يحق لها أن تحلم لوحدها لا أن تدعو العرب إلى مشاركتها أحلامها الخادعة بزوال إسرائيل من الخارطة , أحلامها الوردية على حساب قوة العرب وضعفهم , ضررها أكثر من نفعها, لأن ما هو ظاهر فيها يتقاطع مع الأحلام الإسرائيلية بشكل أو بآخر.
إيران غارقة في الأحلام التي تمتد لألف ليلة وليلة , وتريد أن تغرق محيطها العربي والإسلامي في هذه الأحلام التي تستهدف العبث في مصير وجودهم ومستقبلهم , وهي لن تستفيق من أحلامها إلا عندما تراها تحققت في هذا المحيط , الأكيد أن أحلامها هذه لا تطال إسرائيل بأذى ولا تمس جوهر وجودها كما تعتقد الأخيرة , فإسرائيل آخر حلقة في سلسلة أحلامها التي تهرب منها بصمت لحظة المواجهة الحقيقية.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟