أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد الحلاوي - كيف تشاد مؤسات ولاية الفقيه في العراق















المزيد.....

كيف تشاد مؤسات ولاية الفقيه في العراق


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فـي السـاعة السـابعة والنصـف مـن مسـاء يوم 18 / 2 / 2008 وأنـا أمسـك بهـذا الـ " ريموت كونتـرول " لتغييـر القنـوات الفضـائية , أسـتوقفني برنامـج حواري يقـدم مـن على قناة " ............" الفضائيـة العراقيـة , يسـتقبل فيـه مقـدمه بـعد أن يســتعرض قضية معيــنة , إتصـالات تلفونيـة ورسـائل أليكترونية و رسـائل قصيرة على الهاتف المحمول .
ورغـم إن معظـم الإتصـالات كانت تعقب على موضـوع الحلقـة , إلا أن ما لفــت نظـري هـو ظهـور رسـائل قصيـرة أسـفل الشـاشة في الشـريط المتحرك .. تضمـن العـديد منهـا طلبـات تعييـن وفتح الفرص أمـام الخريجين الجـدد , وطلـب لقاءات مـع وزيـر الكهـرباء والصحـة والتربية ... ثـم ظهـرت الرسـالتين التاليتين :

1 - يعنـــي إيصيــر وزيــر الداخليــة يأمــر و ( عـدنان الأسـدي ) يرمـي هـذه الأوامـر بالزبـــالة .
2 ـ سـلمولـنه علـى ( عدنـان الأسـدي ) وكيـل وزيـر الداخليـة وكولولـه ليـش أموكــف تعييــــنات قوائـم
المراجـع , وليـش لإيسـب بالمراجـع كلمـا يجي ذكرهـه جـدامـك .

هـذه الطريقـة المسـتفزة في الطـرح من المرسـل , كشــفت لـي عـن الكثيــر من الأمـور التي لـم تكـن خافيـة علي , لكنها كانت دائمـا ً محـل إنكـار وتجاهـل من قبل المدافعين عن الحكومة لكونهم يحتفظون بمقبض حقيبة , وليـس الحقيبــة الوزارية في تلك الحكومـة , ويسـتقتلون في الدفـاع عـن سـياستها , مـن باب تهميش السلبيات وإبراز الأيجابيات , هـذا الأمر اللذي أصـبح معروفـا ً حتى لـدي الوليـد العراقـي وهو خارج من رحم أمـه للتــو( في منطـق هؤلاء السـياسي الأفلـج) ,وأعنــي بهـذا الأمـر , الطريـقة التي تقـوم بها الأحـزاب الإسـلامية الطائفيـة ببنـاء مؤســسـات الدولـة , التـي أســتأثرت بمقـدراتها بعـد الفوز الكبير والهائـل ( الذي تحـقق لها في أنـزه إنتخابات ديمقراطية ) للإئتــلاف الشـيعي الموحـد , والـذي يؤسـس لنظـام ولايـة الفقيــه , رغـم إعـلانات زائفـة بأنهـم لا يؤمنـون بها , وذلك من خـلال التركيـز على موضوعة الأغلبية التي كانت مضطهـدة مذ أربعـة عشـر قرنـا ً , معبريـن بذلـك عـن جوهـرهم الحقيقـي فـي عـدم الأيمـان بالتداول السـلمي للسـلطة , وما مشـاركتهم في الإنتخـابات الماضية إلا حصـان طروادة آخـر للد×ول الى معاقـل السـلطة والعمـل على الإسـتئثار بها وإقامـة نظـام حكـم شـبيه بنظام حكم تامـلالي القائم في طهـران والـذي يضـع الفقيـه فوق الدسـتور , رغـم كـل الإدعاءات الكاذبـة التي تتطـاول بها الألســن أمـام أجهزة الأعـلام المرئية والمسـموعة والتي يجيدها نوابـه في البرلمـان من شـيوخ معمميـن وأئمـة مسـاجد وريزقونيته والمـلايات اللطـامات , لا يجيـدون سـوى قلـب الحقائق ولـي عنقهـا .

وهـذه الرسـائل القصيـرة كشـفت في نفـس الوقـت تأجـج الصـراع الداخلـي داخل مكونات الإئتـلاف , ليظهـر عـدم صواب الشـعار المرفـوع من قبلهـم , القائـل :
المهـم هو ديـن الله ومذهـب أميـر المؤمنيـن ( ع ) .
الـذي رفـع خـلال الأنتخابات المذكـورة مقرونـا ً بصور المراجـع وخاصة السـيستاني , صاحب الفتـوى المثيـرة للجـدل آنـذاك .
والسـؤال الذي يطـرح نفسـه هو من أين جـاء ( عدنـان الأسـدي ) ليكـون وكيـلا ً لوزيـر الداخليـة , أليـس من الإئتـــلاف ؟ وإذا كــان من الإئتــلاف ... فلمــاذا لا يوافـق على التعيينــات التي أشـار لهـا مرسـلو الرسـالتين القصيرتين ( قوائم المراجـع الكرام ) , إلا إذا كان هـؤلاء المراجـع لا يمثلـون مرجعـه التقليـدي .. إذن نحـن أمـام صـراع شـيعي / شـيعي قادم ولم يظهـر بحجمه الحقيقي لـد الآن رغـم الأحـداث الدموية سـواء التي جرت في الزركـة وكربـلاء أو تلك حدثت في البصرة والناصرية , والتي من خـلالها صرنا نسمع بعشـرات الفرق والحركـات الشـيعية التي تفرخ الواحـدة منهـا العشـرات يوميـا ً .
وهنـا يحضـرنا التسـاؤل الأكبـر ... أيـن ذهـب لســان الفصـاحة ( الأعجميـة ) المتمثـل في دولـة رئيس الوزراء وفـوج المســتشـارين من قليلي الإلمـام باللغـة العربيـة وأسـتخداماتها البـلاغية , لكن الأنـكى من ذلك أنهم ( الفوج ) جميعـا ً بلا خلفية أدبيـة وشـهادات مدرسية يعتد بهـا , لابـل لايمتلكون الخلفية الأخـلاقية والليـاقة الدبلوماسية التي تقضيها ضرورات منصب كهـذا ؟
والتـي برزت عنـدما قام إثنـان من نواب رئيس الجمهـورية وأعضاء مجلس الرئاسـة بزيـارة سـجن الرصـافة الذي يعج بمعتقليـن عجبـا ً في قضاياهـم التي فضحـت سـياسة الحكومـة العنصرية والطائفيـة , في الحملـة الإعلاميـة التي شـنها هؤلاء المسـتشارين ضد هذين الشـخصين بدعـوى لإنهما قاما بهـذه الزيـارة دون الحصـول على تصـريح بها من لـدن دولـة رئيس الوزراء .
أين ذهبت هـذه الفصـاحة أمـام تصـرفات المراجـع ( العظـام ) بإرسـالهم هـذه القوائـم للتعييـنات في وزارة الداخليـة , وهـل إن هـذه القوائـم تحمـل الصفـة الدسـتورية التي لا يسـتطيع رئيس الوزراء معارضتها , ثم كـم قائمـة من هـذا القبيـل قـد مررت قبـل أن ينتفض ( عدنان الأسـدي ) ويتمـرد على إرادة المراجـع هـذا إذا كـان للموضـوع صحـة , فالرجـل معروف بالنسـبة إلينـا وهو لايسـتطيع البت في موضوع معيـن قبـل أن يسـتحصل موافقة ذلك السـيد القابـع في الطابـق السـادس من الوزارة , والمعيـن من قبـل ( المراجـع العظـام ) مشـرفاً على سـير الأمـور أثنـاء إعادة بنـاء المؤسـسـات التابعة للوزارة وفقـا ً للخطـط الممهورة بـ ( سـاخت إيـران ) , ثم ماهـو الغرض مـن هـذه الصيغـة التحريضيـة ضـده والتي أسـتخدمها مرسـلي هـذه الرسـائل القصيـرة .
بقـي هنـاك سـؤال واحـد يا دولـة رئيـس الوزراء .. أين صار الدسـتور عن هـذه الإمـور ؟ أليـس من واجبـك أن تنهـر المراجـع كمـا نهرت من هم أعلـى من شـأنك دسـتوريا ً ؟ ومنعهـم من خرق حقـوق الأنسـان التي كنت تتبجح بالدفـاع عنها في قاعـة فنـدق الرشـيد يوم 10/12 /2007 !!!!!
أليـس هـذا قتــلا ً لتكافـؤ الفرص ... هل إن إنتخـابات 2005 جعلت من العراق ضيعـة للإئتـلاف ؟
أيـن أصـبح اللسـان الذي عاتبت به القوم على زيارتهم سـجن التسـفيرات بدون إذن مسـبق منك , ولمـاذا لا تخـرجـه دسـتوريا ً لمعاتبـة المراجع ( العراقية ) العظـام وتمنعها من إرسـال هكـذا قوائـم ؟
ومـع جزيـل أحـترامي لمن وردت أسـمائهم في القوائم سـواء من تعين منهم أو لم يظهر منهم امر تعيينـه , أحـب أن أورد لك هـذا المثـال اللذي أظـن أنهـم لم وسـوف لن يكونوا بأحسـن ممن يشـملهم المثال :
فـي أول أيام السـقوط الدراماتيكي للنظـام السـابق , قام السيـد عباس ..... , بتنصيب نفسـه محافظـا لواسـط ,
وجلس ظانا ً إن الدولـة عنـدما تدول لأحـد فعليه أن يباشـر مهامـه فورا ً , وحـرصـا ً منه على إعادة النظـام والسـيطرة على المرور فقد أرسـل 14 شـخصا من أتباعـه الى مديـرية مرور واسـط طالباً تعيينهـم , ولأتـرك الحديث الآن لأحـد ضبـاط المرور والذي كان من أوائـل اللـذين لم يتركـوا الدائرة أو الواجب :
" بينمـا أنـا واقف في باب الدائـرة أروم الذهـاب الى مركـز البلـدة لمتابعـة سـير المرور والأمـور , إذا بمجمـوعـة أشـخاص يرتـدون ( الدشـاديش ) ويتزنرون في وسـطهم بــ ( الأحزمـة الجلدية ) وقسـم منهـم يرتدي في قدميـه ( نعال أبو الأصبـع ) والقسـم الآخـر ( شـحاطات ) وهم يحملـون ورقـة عاديـة كتب عليها الآتـي :
السـيد مديـر المرور المحترم
أرجـو تعيين الأخـوان ضـباط مرور حتى يسـاعدونكم في حل مشـاكل السير وضبط النظام .
السيـد عباس ........ "

أنتهـى حديث الضابـط المتدين الـذي أقسـم بصومـه وصـلاته على صحـة الرواية .
المؤسـف في الأمـر إن دولـة (السـيد ) عباس على محافظـة لم تسـتغرق سـوى أيـام معدودة , إذ قامـت القوات الأميركية بأنـزال على مبنـى المحافظـة وأخرجـت منه ( الســيد ) وأتباعـه الى حيث يليق بهم المقـام , ليتـم بعـدها تعييـن محافـظ لواسـط من قبل تلك القوات , وألا كنا قـد عشـنا رجبـا ً في دولتـه لنـرى عجبـا ً.

20 / 2 / 2008



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالدي طرأ على المسيرة لتحتاج التصحيح - قراءة في البلاغ الصاد ...
- الحملة الأممية للضغط على الحكومة العراقية لتعليق أحكام الإعد ...
- لا أقول وداعا ً أيها الحكيم
- دعوة لتعميق الحوار


المزيد.....




- شوف الجديد كله.. طريقة تثبيت تردد قناة وناسة وطيور الجنة ورج ...
- ‌‏وزير الدفاع السعودي: التقيت قائد الثورة الاسلامية بتوجيه م ...
- المسيحيون يحتفلون ببدء أسبوع الفصح من الفاتيكان إلى القدس
- روسيا ترفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية
- عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب ال ...
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...
- في عيد الفصح اليهودي.. استباحة كاملة للأقصى غابت عنها ردود ا ...
- لليوم الخامس مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى +في ...
- بعد الكشف عن خلية -ال16- هل هي بداية نهاية الإخوان المسلمين ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن إحباط الأردن -مخططات إرهابية لجماعة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد الحلاوي - كيف تشاد مؤسات ولاية الفقيه في العراق