أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - الشرعية والقانون














المزيد.....

الشرعية والقانون


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 - 10:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


موجة الإضرابات والمظاهرات التي شهدتها مصر مؤخرا جميعها جاءت مخالفة للقانون، سواء كان قانون العمل الموحد الذي فرض قيودا غريبة على حق العمال في الإضراب، مثل ضرورة موافقة ثلثي أعضاء النقابة العامة على الإضراب والإعلان عنه قبلها بخمسة عشر يوما إلى غير ذلك من القيود التي جعلت ممارسة هذا الحق مستحيلة، أو قرارات وزير الداخلية التي اعتبرت أي مظاهرة أو اعتصام غير شرعي إذا لم يكن هناك موافقة مسبقة من الجهات الأمنية بما يجعلها أيضا مستحيلة، ثم قانون الطوارئ نفسه الذي يجعل ممارسة أي حق مستحيلة.

لكن كل هذه المستحيلات أثبتت عمليا وبما لا يدع مجالا للشك أنها مستحيلات شكلية مادام الناس قادرون على كسر تلك القيود، ووضع القانون في موقف حرج بأن أثبتت حركة الإضرابات أن هذه القوانين نفسها هي التي تفتقد إلى الشرعية، الأمر الذي يلقي شكوكا واسعة – ليس على شرعية التحركات الجماهيرية – وإنما على شرعية القانون نفسه، وعلى شرعية السلطة التي تصدر هذه القوانين.

شرعية أي قانون أو إجراء لا تستند إلا على القوة المادية والأخلاقية التي تستطيع فرض هذا القانون وذلك الإجراء على الأرض، ومن هنا تحاول الحكومة أن تزعم أن قوانينها هي الشرعية وتحاول أن تجد لهذا الزعم تمثيلا حقيقيا من خلال استخدام أجهزة الأمن في فرضها. وبالفعل تستطيع أجهزة الأمن أن تفرض هذه القوانين طالما لم تواجه مخاطر حقيقية في صورة مظاهرات واسعة النطاق وإضرابات قوية تضم شرائح عريضة من المجتمع. ولكن حقيقة ضعفها وعجزها تظهر جلية وواضحة عندما تواجه بإضرابات واعتصامات تمتد من عمال المحلة إلى موظفي الضرائب العقارية وطلاب الجامعات وغيرها.

هذا عن عنصر القوة المادية التي تمتلكها السلطة، فماذا عن القوة الأخلاقية (العمود الثاني الذي تستند عليه الشرعية)؟ لقد فقدت الحكومة المصرية أي شرعية أخلاقية منذ أن بدأت تحتقر مشاعر الشعب المصري وتتعالى على رغباته، ومنذ أن بدأت تتبنى سياسات معادية لطموحات هذا الشعب تكسب بها ود من تعتبرهم أغلبية الشعب المصري أعداء لها، بل وتبنت وطبقت سياسات اقتصادية ضد مصالح الغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب من أجل خدمة مصالح أقلية محدودة من أصحاب الثروة والنفوذ في الداخل والمؤسسات الدولية الداعمة للحكومة في الخارج.

ولأنها كذلك، فلم تستطع إقناع هذه الغالبية بأنها تعمل لصالحها، بل سعت دائما إلى تأكيد أنها قوة فوقها تحكمها وتفرض إرادتها عليها. تجلى ذلك بوضوح في تصريح وزير المالية عندما واجه إضراب موظفي الضرائب العقارية قائلا "محدش يلوي دراعي"، ومع ذلك فقد كادوا أن يكسروه. وتجلى ذلك أيضا في الشعار الذي تصر عليه وزارة الداخلية بأن "الشرطة والشعب في خدمة الوطن"، مع أن الوطن نفسه لا شرعية له إلا بالشعب، ولا معنى له إلا باعتباره ملكا لهذا الشعب (على الأقل من الناحية النظرية!!). وعندما يحين موعد خداع الشعب بأن إرادته هي الحكم والمرجع في أداء السلطة – أي موعد الانتخابات – تلجأ السلطة إلى التزوير، وكأنها بهذا التزوير تستطيع أن تكون سلطة شرعية!

غير أن حقائق التاريخ تثبت أن أي سلطة لا تستطيع أن تحظى بالشرعية اعتمادا على القمع والتزوير مهما طال بها الزمن. وقد أثبتت حركة الإضرابات العمالية الأخيرة أن التزوير فشل فشلا ذريعا في استيعاب مظالمهم حتى أن عمال المحلة انتخبوا نقابة أخرى بديلة عن النقابة التي فرضت عليهم بالتزوير. كما أن الاتحاد العام للنقابات أثبت عجزا شديدا ومخزيا عن التفاعل مع هذه الحركة العمالية فأصبح عبئا على السلطة حتى أن وزيرة القوى العاملة انتقدته علنا لإخفاقه في التعامل مع حركة الإضرابات. والمعضلة التي تواجه المجتمع المصري الآن تتمثل في أن تنتج الحركات الاجتماعية الراهنة تمثيلا سياسيا لها يكون قادرا على فرض شرعية حقيقية تستند إلى دعم جماهيري وشعبي وتكون تعبيرا صادقا عن إرادة هذا الشعب.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاليجولا يحاصر الهواء
- حكومة رجال الأعمال لن تحمي مصر من استيراد التضخم
- مجلس الدكتور سرور
- هلفطة
- النظام والفوضى في مجتمع مقهور
- أوهام الأرقام وحقائق الواقع
- الإصلاح السياسي ورقص الصالونات والفنادق الفاخرة
- نقابة للصحفيين أم جهة إدارية
- نقابة الصحفيين تتحول لجهة إدارية تعاقب الصحفيين على سلوك الإ ...
- الصادرات المصرية حصان خاسر في سباق التنمية
- الانتخابات البرلمانية 2005: فزع السلطة وفزاعة الإخوان المسلم ...
- الاشتراكيون الثوريون تحالفوا مع الإخوان … يا لهوي!
- أزمة النظام الحاكم في مصر واحتمالات الانتفاضة - 1
- العمل المشترك بين اليسار مشروط بوحدة الرؤيا والهدف
- لن يموت فينا الأمل … ولكن!
- خرافة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الحكومات المستبدة
- كفاية ظاهرة إعلامية وخطابها مسخرة، وأسعد التعيس سعيد باغتراب ...
- كفاية – دجل الرؤية الذاتية للتغيير وجدل الواقع
- الوجه الآخر للحرب الأنجلو-أمريكية ضد العراق وأفغانستان
- عام على الاحتلال الأمريكي للعراق نهاية الحرب الباردة والإمبر ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - الشرعية والقانون