أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - شجرة السلطان














المزيد.....

شجرة السلطان


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 682 - 2003 / 12 / 14 - 06:24
المحور: الادب والفن
    


تحت ظلالها الحمراء السوداء ... في ليل لم تهزمه شمس الأزل الأبديه
إفترشت الحصا , بعد رحلة دامت سنينا ولا ضوء .... أأكون في كوكب مجهول ؟.. أحسست أمعائي تتقطع جوعا .. إنتفضت ناهضا الى الورق الوارف , دسست في فمي فمج دما قانيا !!! .. تقزز جسدي .. لفظتها كمن يلفظ زرنيخا , وبصقت عليها وعلى ينابيعها الحمراء ....
إنطرحت تارة أُخرى فتحلقتني جحافل الظلام ... غفوت.... أحسست جيثوما بثقل جبل الموت يكتم نفسي ... جفلت .. وجدتها محنية علي : اللعنه ."
تدحرجت من تحتها مُبتعدا ... وقفت أُحدق فيها مضطربا , مذهولا .. تحركتْ نحوي , فررت وقد إزداد ذهولي .. إرتميت على الأرض باحثا عن سلاح أُقارع به هذه الكارثه .. فجاء فأس حطب في يدي .. تحركت نحوها فولت هاربة .. وقفت بعيدا , أطلت النظر إليها .. : أفق أنت في حلم .. كابوس .. فطلّ رأس مثل رأس السكلوب من قمتها : ياإلهي , ما هذا المخلوق ؟ .. ركزّ بعينه المشعة وقال : لا ياصديقي أنت في لب الحقيقه ." .. : ماهذا تنطق وتقرأ ما يجول في خاطري أيضا " .. إزداد خوفي ... أخذت أتراجع إلى الوراء بحذر وعيناي منصبتان عليه .... فجأة إنشقت الأرض من تحته وطفح إلى الأعلى اخطبوط تتشعب أطرافه في كل الإتجاهات .. سقطتُ من شدة الرعب .. ثم نهضت , قلت متلعثما : من أنت ؟ " ..
قال : سوف اقول لك , إرم هذا الفأس من يدك" ...
قلت : وبماذا ادافع عن نفسي وأنت تلاحقني ؟ " .. فصك صوت ضحكه أُذني .. ثم مد خرطوما من خراطيمه ولفه حولي .. فأخذت أصيح بقوة .. فحله عني وقال : ها , ما رأيك الآن , تظن إنني لا أقدرأن أنالك , أنا سيد هذه الأرض ولا يستطيع أحد النفاذ من شباكي ." ... رفعت رأسي بالبكاء والدُعاء : يا إلهي أنت أدرى بهواني , خلصني من هذا المارد ." .. وحين فتحت عيني وجدت خراطيمه ممتدة ومصفوفة فوق رأسي .. فصرخت وتواريت عنها ... فسحبها وقال : حتى إلهك لا يستطيع تخليصك مني ."
فصحت فيه : وماذا تريد مني ؟" .. أُريد أن أمصك دمك , تدخل أرضي وتأكل من زرعي , وجزاء هذا تبصق علي , لكن في البدء يجب أن تعرف ان كل تراث هذه الأرض متراكم في جذوري هذه , لذلك أنا وريثها الشرعي " ......  قلت له : تعني خراطيمك المسمومة هذه " ... فإنتفض بغضب وقال : أيها النذل هذه جذور السمو ." .. ثم أدخل رأسه داخل جذعه مثل السلحفاة  وإهتز الجذع وخراطيمه بقوة حتى كدت أقع من شدة زمجرتهم .. بعدها أخذ دخان متعدد الألوان يتسرب ببطء من فوهتها العلوية .. داخلني تفاؤل : ما هذا هل تكون إنطفأت جذوة الحياة فيها  ؟ ... لم يصدر شيء منها ... إزداد تفاؤلي ... إقتربت منها , وقفت أترقبها .. لم يظهر شيء جديد .. فأخذت أقترب أكثر فأكثر .. حتى صرت على بُعد خطوات قليلة منها .. ثم إنبريت أتفحصها ... كان الدخان قد إنقطع , لكن أوراقها أخذت تتلون بنفس الألوان : يا إلهي أية ألغاز تكتنف هذه الشجرة الملعونه , أتكون هي ذاتها التي عنتها الكتب السماويه ؟ " ....دنوت منها تماما .. كانت الألوان تزداد كثافة في أوراقها , ومعها الجذع وفروعه : يا لهذه الكارثه , أية شجرة تنمو في الظلام وبهذه السرعه ؟ وما سر هذه الألوان ؟ " .. ثم قادني هذا النمو الى يأس جديد , أو تساؤل  ؟ ... لا ادري ...... تلمست جسدي ووجهي بجفول إن كان أصابني شيء منها .. ثم تساءلت بإستغراب : عجيب أنا الآن بقربها ولم تفعل شيئا , ألم تقل إنها سوف تمص دمي !!! .... أخذت أدور حولها وأتفحص خراطيمها وأوراقها بدقة أكثر ... فجأة داخلتني فكرة الهرب حيث قلت بفزع : يالي من غبي وهل انتظرها لكي تفعل ذلك , لأنتهز الفرصة وأهرب.".... وإبتعدت عنها مهرولا .. وواكبت هروبي حتى تواريت تماما ولم أعد أراها .. وحين إعتقدت إنني خلصت منها , رميت بنفسي على الأرض وقد هدني طول المسير فغفوت من شدة التعب ... وحين صحوت إنتبهت إلى جحافل الظلام لم تزل تظللني , فعاودني الشك حول خلاصي منها , فنهضت وواكبت المسير مرة أٌخرى بسرعة أكبر ... بغتة وفي خضم ذلك السريان في الفضاء المُعتم أخذت تتراءى مُتطايرة أوراق تلك الشجرة الكابوس , حينها تأكد لي إنها هذه المره قد إضمحلت وهجرتها أوراقها .. لكن الفضاء لم يزل مُعتما .. ومع تواصلي إنبرت هذه الأوراق تنفث بقوة أدخنة صارخة الألوان .. وهكذا حتى ضج الفضاء بها .. ومعها بدأ خناقي يضيق .. ثم أخذت تنتابني نوبات حادة من السُعال مصحوبة بقيح مُلون .. كذلك بدأت إنتفاخات فقاعيه تظهر على جسدي تتفجر ويسيل منها ذات القيح الملون .. بعد ذلك إنبرى صوت ضحكها  ( ضحكه ) يصك مسامعي وهي تقول : ألم أقل لك لا يستطيع أحد النفاذ مني " .. وواصلتْ ضحكها بصوت أعلى .. وإستمر نفسي يضيق .. والفقاعات تتكاثر حتى إحتوتني من قمة رأسي إلى أخمص قدمي ... ثم , وفيما أنا على وشك النفس الأخير , جاء هاتف من داخلي يقول : أفق إنه كابوس .... أفق ... أفق ... "   ... ولم أزل مُعلقا بين الكابوس وطيف الخلاص !!!!!!!!!!

سفوان.. مخيم اللاجئين العراقيين .. 1991



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - شجرة السلطان