|
دولة الاحتلال أم دولة عربية إسلامية ؟!
ماهر محمد النابلسي
الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:10
المحور:
القضية الفلسطينية
لماذا انتفض الفلسطينيون ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي ؟! الإجابة ببساطة، لأن القيادة الوحيدة المتنفذة في الشارع الفلسطيني كانت منظمة التحرير ذات الأجندة الخاصة بحكم الفلسطينيين على الطريقة العربية !! أجهزة أمنية .. خوف .. رعب .. فساد .. انحلال .. نهب .. ثراء غير مشروع .. قمع حريات ... وهو ما اتضح من تجربة أوسلو !!!!! الآن تطلع قيادة حماس بأجندة إيرانية تخدع الشعب الفلسطيني بشعارات تحرير فلسطين وعودة اللاجئين فيما تسعى من تحت الطاولة - ومن فوقها - للاستقلال بغزة فقط وتحويلها إلى إمارة إسلامية فاقدة لكل مقومات الحياة ما عدا القمع والقتل والتنكيل باسم الدين. جرب الفلسطينيون حكم فتح وحكم حماس، وكان بالطبع قد جرب حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي وفرت الاقتصاد والغذاء والتطور والرفاه بدرجة لم يكن يحلم بها أي عربي من المحيط إلى الخليج. هذه الأيام يتحدث الناس في الشارع وفي السيارات وفي الأماكن العامة، ويطرحون السؤال المر: لماذا ثرنا على حكومة الاحتلال ؟؟؟ ما هي البدائل الأفضل ؟؟؟ هل ثمة أمل في دولة محترمة ؟؟؟؟ لماذا شعار الاستقلال والدولة ؟؟؟ الدولة ستخدم إنشاء شركات إقطاعية احتكارية مثل شركة الكهرباء والاتصالات والجوال التي يملكها آل القدوة أقارب الراحل عرفات، فيما لن تستطيع هذه الدولة النهوض بوطن ديمقراطي حر. عرب إسرائيل مثلاً يعيشون تحت الاحتلال ويمارسون كافة الحقوق الديمقراطية بدءا من حق الاقتراع إلى حق الوصول لمناصب رفيعة في الدولة. حق التعليم. الحق في الخدمات الصحية الراقية، الحق في السفر والتجوال .. إلخ، من الحقوق التي لن تتمكن الدولة المستقلة من توفيرها. الدولة المستقلة ببساطة شديدة، ستكون إعادة تكرار مشروع أوسلو .. أجهزة أمنية تقدم خدماتها للاحتلال بحكم الفلسطينيين وقمعهم مقابل المرتبات والمساعدات المؤقتة ! أي دولة ؟؟ ما هي مقوماتها ؟؟؟ المساعدات والتسول لتتكرر مشاهد السرقة والنهب المنظم والثراء غير المشروع ولينتشر الفقر وتعم البطالة !!! على الأقل دولة الاحتلال كانت تقدم عمل لكل فلسطيني فازدهر الاقتصاد وعم الخير وتقدم التعليم. لماذا لا يقبل الفلسطينيون بالاحتلال ويتعايشوا معه ومع حكومته دون فوضى وقتل وأعمال إرهابية لا تؤدي إلا إلى زيادة المعاناة ؟؟؟ في عهد الاحتلال كان الفلسطينيون يعملون مع الإسرائيليين في نفس المصانع وفي نفس الشركات والشوارع وفي نفس المزارع ويحصلون على حقوق العمل التي يحصل عليها العمال الإسرائيليين. ماذا لدى أبو مازن وخالد مشعل سوى المتاجرة بدماء الشباب ومعاناة الشعب بأسره دون طائل ؟؟؟ يقولون أن الاحتلال يمارس سياسة التجهيل، والواقع أن العكس تماماً هو الصحيح !!!!! الاحتلال كان يدعم التعليم ويحض عليه لأنهم كما يقولون معنيون بالاحتكاك بشعب متعلم حضاري. 16 جامعة في الضفة وغزة تم ترخيصها في عهد الاحتلال. لماذا الاستقلال ؟؟؟ لإنشاء دولة عصابات وقمع كما تعيش الدول العربية ؟؟؟ دولة قمع وجوع وفقر وحصار كما تأكدت بشائرها مع حكم فتح 10 سنوات وحكم حماس 3 سنوات ؟؟؟؟ لن تتوقف مهزلة الشعب الفلسطيني ومأساته إلا بالتوقف عن طرح شعار الاستقلال ثم التوسل إلى إسرائيل لكي تقبل هي بقبول مسؤولياتها مجدداً عن حياة الناس في الضفة وغزة، وليتها تفعل، ولكن هل فات الأوان ؟؟؟ لو تأملنا أوضاع الدول العربية أيام الوصاية الأجنبية، لوجدنا أن حال الشعوب كان أفضل بمليون مرة من أيام الاستقلال ( الوطني ؟ ). مصر مثلاً، كانت تصدر السكر والقطن والقمح .. الآن تستورد. الحريات تراجعت. أيام الملك فاروق والعلاقة الحسنة مع بريطانيا، كان هناك برلمان حقيقي وتعليم حقيقي وانفتاح على العالم .. قارن الأوضاع المزرية والمنحطة الآن !! الجزائر مثال آخر .. في العهد الفرنسي كانت تصدر من الكروم والنبيذ بمليارات الدولارات وفي عهد الاستقلال والبترول ينتشر الفقر والجوع وينهض المتخلفون من قبورهم ليطبقوا الإسلام. وبدل التعليم الحر والإنتاج والتصدير .. انتشر فقه المفخخات واغتصاب بنات الكفار .. جميع البلدان الأفريقية عانت الانهيار والحروب الأهلية والمجاعات بعد الاستقلال. جميع الشعوب المتخلفة تحتاج إلى احتلال متقدم متنور لكي يعلمها فتعيش تحت وصايته بخير ووئام. التجربة العملية أثبتت أن الفسلطينيين قد عاشوا تحت وصاية الاحتلال الإسرائيلي أفضل مما عاشوا تحت وصاية عصابات فتح وحماس الذين يسوقون مشروع نهب المساعدات للشعب الذي يعاني !!! يعاني من ماذا ؟؟؟ منهم بالطبع ومن مشاريعهم الفاشلة التي لم تجلب سوى الدمار والخراب والجوع والحصار، تماماً كما تفعل القاعدة والبعثيون الآن في العراق. ما لدى القاعدة البعثيون لا يختلف مطلقاً عما لدى فتح وحماس. دولة من القمع والجوع والحصار ومصادرة الحريات وقتل النساء لعدم ارتداء الحجاب. لا مصانع ولا إنتاج ولا تصدير ولا حياة من الأصل !!! أنا شخصياً أؤيد أن يقبل الفلسطينيون بالاحتلال الإسرائيلي إذا قبلت إسرائيل بذلك، وأؤيد الاحتلال الأمريكي على دولة الملالي والقاعدة والمتخلفين من القومجيين والبعثيين المجرمين.
#ماهر_محمد_النابلسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|