أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هالة حيدر - لبنان بلد التناقضات والعجائب















المزيد.....


لبنان بلد التناقضات والعجائب


هالة حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 07:41
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ فترة أرسلت موضوعا كي تكون لبنانيا بامتياز، لصديق مقيم في الخارج، و دائما يشارك بمواضيعي، وأحب أخد رأيه ونصائحه باستمرار، أعجب في الموضوع، ورد بعبارة بالفرنسية ما ترجمتها، أننا نحن شعب التناقضات بامتياز، أعجبتني العبارة كثيرا، واستوحيت منها فكرة لموضوعي الجديد، لأنه فعلا لبنان، بلد التناقضات والاختلافات، باختصار بلد العجائب.
قد يستغرب البعض، إذا قلت انه اكتر شخصين معروفين في لبنان على الصعيد العربي والعالمي، هما السيد حسن نصر الله، والمغنية المعروفة هيفاء وهبي، طبعا لا تجوز المقارنة او الجمع بين الاثنين، فشتان ما بين الثرى والثريا، ولكن هذه هي الحقيقة المرة، فكلاهما من المشاهير.
السيد حسن نصر الله اشتهر كثيرا في العالم العربي، وحتى في العالم الغربي بشكل عام، خاصة بعد حرب تموز الأخيرة، وصار السيد حسن نصر الله رمز البطولة والمقاومة والبسالة والصمود، لكل الشعوب العربية والإسلامية، في زمن عزت فيه الرجال والأبطال.
هيفاء وهبي معروفة جدا في العالم العربي، وحتى في العالم الغربي، فأصبحت رمزا للجمال والإغراء، ومحطة أل CNN والتي نادرا ما تستضيف فنانين من الوطن العربي، استضافتها كظاهرة عربية فريدة، كونها لبنانية، وشيعية من الجنوب اللبناني، وتملك مواصفات جمالية عالمية، وتحدثت عن شهرتها، ومدى تأثيرها بالمجتمعات العربية، وتقليد الصبايا لها، وكرمز للجمال العربي الأصيل، واختارتها من بين أجمل 100 امرأة في العالم.
هذا يعني أن الشخصين الوحيدين، التي ذكرتهم بالفترة الأخيرة المحطة الشهيرة من لبنان، هما السيد حسن نصر الله وهيفاء وهبي، ويمكن العامل المشترك الوحيد بينهم، أنهما من الشيعة، ومن الجنوب اللبناني أيضا، والجدير بالذكر أيضا، أن هيفاء وهبي، أعلنت محبتها واعتزازها بالسيد حسن نصر الله، خلال الحرب ألأخيرة علنا، عبر مقابلة تلفزيونية معها، بعض خبثاء الحرب بأيام، أوجدوا كثيرا من النكات، تجمع بين السيد حسن نصر الله والممثلة هيفاء وهبي.
الحقيقة، نحن كشعب لبناني، نحب كثيرا السيد حسن نصر الله، ونحترمه كثيرا ونفتخر به كقائد لبناني وطني وإسلامي، وبنفس الوقت، نتابع نشاطات الممثلة هيفاء وهبي، وأخبارها ونقلدها ونغني أغانيها باستمرار.
يعني ممكن بعد ما تنتهي مقابلة مع السيد حسن نصر الله، ويكون الكل ملتف حواليها، ونحن ما زلنا شاعرين بنشوة الانتصار، ونفتخر انه هذا الرجل العظيم، ينتمي لهذا البلد، ولكننا بنفس الوقت، وبشكل لا شعوري نبدل محطات التلفزيون والإذاعة فورا لمتابعة برنامج ستار أكاديمي، وبرنامج يا ليل يا عين، وباختصار شديد، نحن نحب لبنان بوجهيه الوطني والفني، المتناقض، فنحن نحب لبنان المقاوم البطل الذي أعطى دروس وعبر في المقاومة أمام إسرائيل، ونموذج للصمود والمقاومة لكل الأمة العربية والإسلامية، وكذلك نحن نحب لبنان بوجهه الآخر، بوجهه الحضاري والجمالي والسياحي والفني، و نتابع بشغف، برامج ستار أكاديمي وسوبر ستار وعروض ملكات الجمال وبرنامج مس ليبانون، وعندما نشارك ببرنامج مس انترناشونال، نشعر بالانتماء والإحساس الوطني العالي.
لبنان، وتحديدا في العاصمة بيروت، مدينة التناقضات بامتياز، وكما يقال عنها أيضا (بوابة الشرق والغرب)، كل شي فيها معقول، وكل شي فيها جائز، قد تكون في مكان أشبه ب(لاس فيغاس) وهو كازينو لبنان (نادي القمار الوطني المرخص)، وبعد ثوان، نتنقل الى (سوليدير) وسط بيروت الرائع الجمال، بهندسته المعمارية، وأضوائه الساحرة ليلا"، وسوف تشعر بنفسك وكأنك ب(الشانزيليزيه) بباريس، وبعد دقائق معدودة، تصل لضواحي بيروت، فتطل عليك المخيمات الفلسطينية، وتشعر في داخل نفسك، وكأنك في زيارة الى غزة، او الى الضفة الغربية.
على بعد كيلومترات قليلة جدا، قد تشعر في داخل نفسك، انك في طريقك الى الهند، نظرا للكثافة السكانية في بعض المناطق الشعبية المكتظة بالسكان، وممكن تشعر بأنك في قلب الصومال او جمهورية سيريلانكا، عندما تصل الى المناطق الفقيرة والمعدمة.
من ضواحي بيروت، تنتقل الى جبل لبنان، على بعد عدة كيلومترات، وعندما تصل الى أماكن الاصطياف في عالية وبحمدون، ومراكز تواجد الإخوة العرب الخليجيين، وتملكهم لشقق سكنية، وهي من أجمل المناطق السياحية، ذات الطبيعة الخلابة والمطاعم والمقاهي والفنادق، ومنها تنتقل لتصل لأكثر مناطق لبنان فقرا وحرمانا، وهي المناطق البقاعية الجردية، والتي تأخذ الطابع العشائري والثأري، وتشعر بنفسك فجأة وكأنك في صعيد مصر.
أما شوارع بيروت، فهي الأكثر غرابة في العالم، فلن تجد مدينة تملك هذا النموذج الغريب والفريد في تسميات شوارعها، ففي بيروت مثلا قد تجد نفسك في شارع (كليمنصو) ومنه تصل الى شارع (الجان دارك) وبعدها بتنتقل من (كراكاس) الى (فرساي)، ومن ثم ويا للمفارقة الغريبة من شارع (جمال عبد الناصر) وصولا لشارع (محمد أنور السادات) ومنه الى جادة (الإمام الخميني) واوتوستراد (هادي حسن نصر الله) والمفارقة الأغرب جادة (حافظ الأسد) تحديدا وهي التي توصلك الى مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت سابقا.
كما أن في لبنان لا يوجد حلول وسط، فقد تجد ثراء فاحشا وفقرا مدقعا، إيمانا طاغيا وإلحادا مخيفا، جمالا بارزا، وبشاعة لا توصف، تحررا زائدا لدرجة الانفلاش، و تشددا وتزمتا دينيا لدرجة التطرف.
مناطق غاية في الفخامة والرفاهية، ومناطق غاية في البؤس والحرمان، قد تجد في إحدى الشوارع جوامع مليئة بالمصلين والمؤمنين، وبالطرف المقابل للمدينة، شواطىء أشبه بشواطئ العراة.
أحياء محافظة جدا، ذات طابع إسلامي بحت، وشوارع أشبه بهوليوود، بارات تشغلها بائعات الهوى، من جنسيات متعددة، ونوادي ليلية ودور للسينما ومقاهي على الجانبين، تفوح منها رائحة الخمور بأنواعها.
قد يقول البعض وهو يقرأ هذا الموضوع، طب أين الغريب في الموضوع؟ أو شو يعني كل هذا؟ وما هو الجديد في الأمر؟؟
كل بلد فيه الخير وفيه الشر، فيه الصحيح وفيه الغلط، فيه الحلو وفيه المر، فيه المؤمن وفيه الكافر، فيه ايجابيات وفيه سلبيات.
هو طبعا هذا التساؤل قد يكون صحيحا، ودقيقا جدا أيضا، ولكن في كل بلد، تبقى هناك صفة عامة للبلد، وطابع معين، للشعوب، خصوصا البلاد العربية، وكل قاعدة لها شواذ، والاختلاف في البلدان، يكون الاسثتناء عن القاعدة، والطابع العام لهذا البلد، تبقى بنسب متفاوتة، ولكن في لبنان الاسثتناء هو القاعدة، بحد ذاتها.
تذكرني مقولة لأحد السياسيين اللبنانيين القدماء، يقول فيها، قوة لبنان في ضعفه، هذه المقولة حقيقة بالنسبة لي، (سخيفة) ولم أكن أحبها، لأنه عمره ما كان الضعف يشكل قوة بكل أشكاله، وهذه قناعتي الخاصة بي،
كان الأجدى لهذا السياسي ان يقول:
(قوة لبنان هي في تناقضاته، وفي غرابته، وفي مزيجه، وتنوع مذاهبه، وطوائفه، وتعدد ثقافاته).لا أعرف إذا كانت القوة هي التي أوصلتنا للفوضى والحروب المتتالية.
ببساطة، هو بلد غريب فعلا، به مزيج من كل شي من الثقافات المتعددة، هو بلد الفن الراقي، من المطربة فيروز ووديع الصافي وزكي ناصيف وجوليا بطرس، الى الفن الهابط من مستوى هيفاء ومروى ودانا وماريا، هو بلد الحرية، ولكل طالب للفكر الحر، وهو متنفس لنشر كل الممنوعات في الدول الأخرى، لمن يملك من دور نشر ومعارض، مع مساحة من الحرية، وهو بلد الجهل والأمية والأفكار البالية والرجعية، من عادات الثأر وغيرها، هو بلد الإبداع وبلد الانحلال.
يعني الشعب اللبناني ممكن أن يوصف بالشريك المخالف، الذي لا يثبت على رأي واحد، لا مع ولا ضد، ودائما، ما بين وبين.
هو مزيج من الخيارات السياسية المتنوعة، وفي لبنان لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم، قد تكون هذه صفة مشتركة بأغلب سياسات الدول العربية، ولكن يبقى هناك في سياسة عامة، واستراتيجيات معينة، لهذه الدول لا تتغير إلا حسب مصالح زعمائها وحكامها، ولكن عنا ما في استراتيجية سياسة واضحة، او عامة، وكل واحد فاتح على حسابه حارة كل من ايدو له، شايفين كيف لبنان، زي ما قلت لكم، بأنه بلد التناقضات والعجائب.
بس الشيء الوحيد الذي يتفق الشعب اللبناني عليه، هو انه أفضل شعوب العالم، وانه نحن اللذين اكتشفنا الحروف (الفينيقية).
والمضحك المبكي انه حتى السيد حسن نصر الله، مختلفين عليه في محبتنا، رغم عظمته وشخصيته وفهمه، ورغم صدقه وإنجازاته خلال الحرب والسلم، ولكن كلنا متفقين وبالإجماع، وبكل طوائفنا ومذاهبنا وأطيافنا وطبقاتنا، على جمال ودلع ولطافة وغنوجة الرمز الفني الكبير، حبيبة الجماهير العربية من المحيط الى الخليج هيفاء وهبي، زي ما أنا اكتشفت بالضبط، انه لبنان بلد التناقضات والعجائب، وقد تكون قوته لهذه الأسباب.
باختصار، إن كنت ترغب أن تزور بيوم واحد نيويورك، وسويسرا وباريس، ومصر و فلسطين المحتلة، وأفغانستان والصين الشعبية؟ فما عليك إلا أن تزورنا وتشرفنا بزيارة على بلد التناقضات والعجائب: (لبنان العجيب).



#هالة_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هالة حيدر - لبنان بلد التناقضات والعجائب