ابراهيم سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 07:36
المحور:
القضية الفلسطينية
لا ادري لماذا يستعجل الفلسطينيين الحصول على الاستقلال والدولة .. بل أن استعجالهم وصل حد الصراع على سلطة الدولة التي لم تتحقق بعد .. فمن شدة حماسهم تدربوا مقدما على الحرب الأهلية المجيدة الموعودة ..
عجيب حال الشعب الفلسطيني الذي يرى ويشاهد طوابير الباحثين عن فرصة عمل وكرامه في الدول الغربية .. ويسمع القصص الجميلة عن ملاحم العدل والحرية والنزاهة في المنطقة .. ومع ذلك يصر و يكافح ويرفع الشعارات ويطلق موجات الجهاد او النضال من اجل أن يبني دوله يحكمها الظالمين .. وما عينة زلم فتح و حماس إلا نموذج لزلمات المستقبل التي ستنشأ وتتربى تحت الجزم .. فتنتقم شر انتقام بنفس الأسلوب المطبق في المنطقة ..
أيها الفلسطيني ! ألا تنظر حولك .. ! انظر ومتع ناظريك بالدول المستقلة الحرة حولك .. انظر إلى الهناء والنعيم الذي ترفل فيه شعوبها .. هل ستصير احسن حالا منها ..؟ ان لم تكن اسواء فأنت ستصير مثلهم .. دول ظالمه وشعوبا اكثر ظلما ! .. عقول غائبة وغرائز متوحشة .. نظم مشغولة في تثبيت نفسها .. وغارقه في الصراع حول مسالة شرعيتها .. وشعوب مستنفره للحرب والجهاد والدم ..
هل تتذكر إفريقيا قبل الاستقلال .. ؟ .. قبل أن تتسلم الحكم القبائل ألأفريقية .. فتعم المجاعة والحروب و الإبادة .. ؟ ما اعرفه أن الأفارقة يتذكرون عهود الاستعمار بحنين .. بعثات علميه ومدارس ومستشفيات وطرق وخطوط سكك حديد وبرق وهاتف .. و إدارة حديثه ..و كذلك استعمار ونهب خيرات .. ولكن اليوم حال أفريقيا أسوء من حالها ولا زالت تنهب ثروتها ..
فلسطيني 48 يتمتعون بمزايا لا يحلم بها فلسطيني خالد مشعل وأبو مازن .. بل هم حتى يسافرون للسياحة وصرف الفلوس .. ولديهم أحزاب معارضه في البرلمان ويتمتعون بقضاء مستقل حتى انهم ربحوا قضايا سياسيه ضد الدولة .. ولا يعانون من حرق مقاهي الانترنت ومحلات الفيديو ولا تضرب النساء الكاشفات ..ولا تسجيل اعترافات بالقوة .. ولا سحب الناس للمساجد لإعلان التوبة من المعاصي .. ولا الإثراء غير المشروع .. بل أن فيهم وزراء ومسئولين كبار في الدولة ..
غريبين هؤلاء الفلسطينيين .. عندكم إسرائيل ادخلوها بسلام .. تمتعوا بخيرها ..وتعلموا منها .. وأنتم في الأخير الرابحين .. لكن الوقت فات ..وأصبح متأخرا جدا .. وإسرائيل لن ترضى بالمزيد من العرب في داخلها .. ماذا لوان فلسطيني 67 رضوا بالاحتلال واندمجوا في إسرائيل وتخلوا عن أحلام الاستقلال ..؟
لا صبحوا اليوم غالبيه السكان .. وعليه سيتغير كل شيء تماما .. الكثيرين يتحدثون عن العنصرية في إسرائيل .. ولكنها لا تقارن بما يجري في أراضي السطه من ظلم وفقر وموت .. عنصرية اسرائيل غالبا تشبه عنصرية الغرب .. أي لاشيء مقارنه بعنصرية العرب ضد بعضهم البعض بل بين أقاليم الدولة العربية الواحدة .. الواقع صعب ومر .. ولكن هذا هو .. دولة اسرائيل اكثر عدلا ونزاهة وحرية من دولة أبو مازن وأبو الوليد وفلسطينيها اسعد حالا .. !
#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟